meyrin
06-03-2009, 02:27 PM
وقفَ قُرب َ شرفة ِ غرفته ِ ينتظر ُ أباه ُ العائد َ من السفر .. وقف َ يسرّح ُ بصرَهُ في الاُفق ِ البعيد ْ ;
علّهُ يرسم ُ صورة ً لوالده ِ الذي لم ْ يره ُ منذ ُ زمن ْ .. يرسم ُ بفرشاة ِ خياله ِ المرهف ِ :
صدره ُ الدافـــــــىء ْ , صمته ُ المَهيب , ملامحه ُ , تفاصيل َ وجهِهِ , وكل َّ ما لاح َ له ُ من إرشيف ِ
طفولتِهْ .. لامستْ اللوحة ُ قلبه ُ ودغدغت ْ أحاسيسه ْ .. حدّق َ فيها مليّاً وتأمل َ تلك َ
النظرات ِالغامضة ِ التي لم ْ تفهمها بعد ُ بقايا براءته ِ ..
ومن دون ِ سبب ْ , إنسلّت ْ دمعة ٌ باردة ٌ من على أعتاب ِ مُقلتيه ِ
لتمحو َّ اللوحة وتسحب َ بساط َ الاحلام من تحت ِ قدميه ِ ...
طُرِق َ الباب ْ , صاح َ الجميع ُ : " وصل ْ ! .. وصل ْ ! .. "
وانقضُّوا على الباب ِ ليفتحوه ..
أفاق َ الفتى من شروده ِ فَزِعا ً وهو ينظر ُ الى أبيه ِ بدهشة ٍ تناثرت ْ منها علامات ُ الاستفهام ِ
المُربكة ...
تكسّرت ْ كلماته ُ على حافتي شفتيه بعد محاولة ٍ يائسة ٍ لمحادثته ْ ,
فأذعن َ للصمت ِ وكلّم َ نفسه ُ : " يـــــا إلهي !! كم ْ تغيّر ْ !! ... كَـــــبُر َ بِـــسرعة ٍ ولم أشعر به ..
رُبــــما هو َ أختار َ هذه ِ الحياة َ تلبية ً لحاجياتنا التي لا يفكر ُ بِها غيره ْ ..
رَسَمَ الدّهر ُ على مِحيّاه ُ أخاديدا ً كشقوق ِ الجبال ِ الجافّة ْ ..
رُغم َ ان الحياة َ شحيحة ْ إلا إنه ُ كنخلة ِ بلادي التي لا يرويها أحد , بل تُسقى من جوف الارض
وتُعطي أحلى الثّمر ْ .. تلك َ النخلة ُ التي ترعى فسيلاتِها قبل َ أن تُخطَف َ منها لتُزرَع َ بعيدا ً
عنها بيد ِ فلاح ٍ لا يعلم ُ مقدار َ أســـــى تلك َ النخلة ِ على صغيراتِها ..
تلك َ النخلة ُ التي تُريد ُ أن تعيش َ حياتها مع فسائلها قبل َ أن تغادرها ,
لـــــــــــــــــــكـــــــــن َّ أحـــــــدا ً لا يعلم ُ عن تلك َ الحياة ِ او تفاصيلِها شيئا ُ . "
بقلم :
زميلتي كاتبة خاطرة " عندما يتقاعد ُ عقلي سيبقى قلبي "
في امان ِ الله ِ تعالى
علّهُ يرسم ُ صورة ً لوالده ِ الذي لم ْ يره ُ منذ ُ زمن ْ .. يرسم ُ بفرشاة ِ خياله ِ المرهف ِ :
صدره ُ الدافـــــــىء ْ , صمته ُ المَهيب , ملامحه ُ , تفاصيل َ وجهِهِ , وكل َّ ما لاح َ له ُ من إرشيف ِ
طفولتِهْ .. لامستْ اللوحة ُ قلبه ُ ودغدغت ْ أحاسيسه ْ .. حدّق َ فيها مليّاً وتأمل َ تلك َ
النظرات ِالغامضة ِ التي لم ْ تفهمها بعد ُ بقايا براءته ِ ..
ومن دون ِ سبب ْ , إنسلّت ْ دمعة ٌ باردة ٌ من على أعتاب ِ مُقلتيه ِ
لتمحو َّ اللوحة وتسحب َ بساط َ الاحلام من تحت ِ قدميه ِ ...
طُرِق َ الباب ْ , صاح َ الجميع ُ : " وصل ْ ! .. وصل ْ ! .. "
وانقضُّوا على الباب ِ ليفتحوه ..
أفاق َ الفتى من شروده ِ فَزِعا ً وهو ينظر ُ الى أبيه ِ بدهشة ٍ تناثرت ْ منها علامات ُ الاستفهام ِ
المُربكة ...
تكسّرت ْ كلماته ُ على حافتي شفتيه بعد محاولة ٍ يائسة ٍ لمحادثته ْ ,
فأذعن َ للصمت ِ وكلّم َ نفسه ُ : " يـــــا إلهي !! كم ْ تغيّر ْ !! ... كَـــــبُر َ بِـــسرعة ٍ ولم أشعر به ..
رُبــــما هو َ أختار َ هذه ِ الحياة َ تلبية ً لحاجياتنا التي لا يفكر ُ بِها غيره ْ ..
رَسَمَ الدّهر ُ على مِحيّاه ُ أخاديدا ً كشقوق ِ الجبال ِ الجافّة ْ ..
رُغم َ ان الحياة َ شحيحة ْ إلا إنه ُ كنخلة ِ بلادي التي لا يرويها أحد , بل تُسقى من جوف الارض
وتُعطي أحلى الثّمر ْ .. تلك َ النخلة ُ التي ترعى فسيلاتِها قبل َ أن تُخطَف َ منها لتُزرَع َ بعيدا ً
عنها بيد ِ فلاح ٍ لا يعلم ُ مقدار َ أســـــى تلك َ النخلة ِ على صغيراتِها ..
تلك َ النخلة ُ التي تُريد ُ أن تعيش َ حياتها مع فسائلها قبل َ أن تغادرها ,
لـــــــــــــــــــكـــــــــن َّ أحـــــــدا ً لا يعلم ُ عن تلك َ الحياة ِ او تفاصيلِها شيئا ُ . "
بقلم :
زميلتي كاتبة خاطرة " عندما يتقاعد ُ عقلي سيبقى قلبي "
في امان ِ الله ِ تعالى