المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حتى الحمير ... كشـفتك يا شتربه !!



الامير الفقير
15-03-2009, 03:02 PM
حتى الحمير ... كشفتك يا شتربه !!




وأنا أتصفح الكتاب الرائع كليلة ودمنة للفيلسوف بيدبا بين حين وآخر ... تيقنت أنني في كل مرّة أكتشف شيئا جديدا لم ألاحظه في قرائاتي السابقة برغم ضلوعي باللغة السنسكريتية والكونكريتية والأكريليكية ... وجذب انتباهي هذه المرة خادم الأسد وهو ( ثـور ) متملق أرعن لا يوحي مظهره ( قرناه وكرشه ) سوى بالغباء والأنانية والتبعية وضيق الأفق ... أسمه شـتربه ... وكان هذا الشتربه بحكم خدمته للأسد يتكبر على أفراد ( قطيعه ) وبني جلدته وينظر لهم نظرة علياء استكبارية واستصغارية وفيدرالية وكونفيدرالية


العجيب أن أبناء جلدته قد دفعوا ثمنا كبيرا نتيجة توزير شتربه عليهم لأنه ما فتأ أن التفت الى مصالحه الشخصية الضيقة والدوس على مطالب ومنجزات اهله بسبب تبعيته المقيته لأبناء آوى الذين كانوا العدو الخالد لأولائك الأهل والذين حرضوه على أن يعزل زريبته ( الغنيه ) بأقليم لوحدها ... وهو ما فعل رغم توسل الأقارب من الثيران والجحوش والأصدقاء من الحملان والحمير وطلبهم بأن تبقى زريبته ضمن زريبة واحدة يتشارك فيها الجميع ويتعاونوا على تطويرها وبنائها والدفاع عنها بعد هجمات مهولة من قطعان الذئاب والضباع وأبناء آوى التي استمرت تتوالى بشكل متوازي مع توالي زيادة وزن كرشه المقيت


أحد الحمير الأنقياء وبعد أن طفح به الكيل توجه الى شتربه بعد أن وضع تاريخه الحموري الناصع وحياته البرسيميه على كف عفريت وطلب مقابلته لأمر هام ... لحظات وأدخلوه عليه بعد أن تأكدوا من عدم وجود أي نعل على حوافره خوفا من استخدامها ضد شتربه في لحظة غضب ...


بدأ الحمار بالكلام بعد أن أذن له صاحب القرنين وقال ... أنقل لكم تحيات أهلكم وأود أن اقول أنهم يعلموك بأن كل زياراتك المتتالية لأبناء آوى في ديارهم وخضوعك المستمر لأهوائهم ومساهمتك الغير محدوده بتسويق وتصدير شعاراتهم في ربوعنا وفي الربوع المحيطة بنا وتسهيل تحقيق مآربهم هو شيء شخصي يتبع أخلاقك وتربيتك وتوجهاتك ... لكن أن يقصفوا زرائبنا الشمالية قصفا بالقنابل الثقيلة وأنت ضيف عندهم تنام وتأكل في ديارهم فتلك مثلبة ما بعدها مثلبة واهانة لك قبل أن تكون اهانة علينا ... وأن تستضيف كبيرهم في ربوعنا برغم علمك أن يده ملطخة بدماء كل قطعان أهلك الذين خرجوا عن بكرة أبيهم يشجبون تلك الزيارة ويستذكرون تضحياتهم وخسائرهم في حربهم مع اولائك الطغاة ... وتنظر لها وتزكيها بعد أن تصفها نعمة من الله وبركة ... فتلك حتما القشة التي ستقصم ظهرك وظهر من أتوا بك الى ديارنا ... ثم خرج الحمار ( حافيا ) مسرعا وخلفه قهقهات شتربه وهدير صوته الأجش وهو يلقي النكات السخيفة على معاونيه ... الغريب هو سكوت الأسد واكتفائه بالمراقبة والتأكد من حسن تنفيذ الأوامر ... ولله في خلقه شؤون !!