المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سجـون العـراق السـريـة



إسلامية
21-03-2009, 11:00 PM
مع سيل الانتكاسات التي لحقت بالعراق بسبب الاحتلال الأمريكي للعراق والذي من ضمن سلبياته الكثيرة هو انتشار ما يسمى بالسجون السرية، وهذه السجون منوعة ما بين


سجون أمريكية وسجون وزارتي الداخلية والدفاع مرورا بسجون المليشيات, ولست أنسى ما كنت أتابعه أنا عن كثب لبعض منها في جانب الكرخ في حي الإعلام وأثناء ساعات حظر التجوال المفروض في الساعات المتأخرة من الليل كان هناك مقر لشركة تصنيع البيبسي وكنت أتابع دخول سيارات وزارة الداخلية ومن ورائها شاحنات كبيرة اتضح فيما بعد أنها تنقل سجناء كلهم من سنة العراق ولا يعرف ماذا يجري لهم أو ماذا يحل بهم ولكن ما إن يبدأ الصباح حتى تلاحظ أجساد الشهداء الأبرياء قد تم رميهم بجوار أكوام النفايات وعلى الأرصفة والشوارع وعليها علامات التعذيب الوحشية, ولعل السائل يقول أين القوات الأمريكية ؟



ربما هي تقف وراء ذلك أو على الأقل تتجاهل ذلك وحاولت أن تبين للعالم أنها قد لا ترضى عما يرتكب بحق سنة العراق لذا قامت قبل أكثر من سنتين باقتحام أحد تلك السجون السرية التابعة لوزارة الداخلية العراقية أيام وزيرها جبر صولاغ حيث ووجدت في هذا السجن والمسمى سجن الجادرية ما يقارب 150 سجين من السنة وعليهم علامات التعذيب والاهانة والمفروض بعد ذلك أن تتم محاكمة من قام بهذا العمل الإجرامي لكن شيئا من هذا لم يحدث قط , أحد موظفي القضاء العالي رفض الكشف عن هويته أكد أن أغلب التحقيقات التي تأتي للمصادقة عليها تختفي بين ليلة وضحاها خاصة التي تجرم الميليشيات أو أحزاب سياسية ومنظمات متنفذة في الحكومة وهي جرائم أغلبها تخص الخطف والقتل والسرقة




ويضيف أن ملف سجن الجادرية وجد فيه قرابة150 عراقيا واختفى الملف في ظروف صعبة كما اختفى ملف سجن آخر كشف عنه في منطقة الحبيبية شرقي العاصمة وتديره حسب التحقيقات منظمة تدعى الانتقام تابعة حسب رواية المعتقلين لمنظمة بدر.




وبين فترة وأخرى تظهر إحدى فضائح هذه السجون السرية مثل فضيحة غرف الإعدام في معتقل الكاظمية، التي كشفتها جريدة الأندبندنت البريطانية مؤخرا ولم تجب عنها حكومة المالكي ولا وزارة الأسدي..


وهي عن مصدر مؤكد ومحايد؛ فالأخبار المؤكدة لدى المطلعين أن وزارة الداخلية تمتنع عن تقديم كشوفات بمعتقلاتها وزنازينها وأسماء المعتقلين والموقوفين لديها بدون أية أوراق تحقيقية أو تهم، بحيث أن وزارة العدل ووزارة حقوق الإنسان اشتكتا رسميا ولأكثر من مرة من تصرفات وزارة الداخلية وعدم تعاونها في تقديم كشوفات بأسماء المحتجزين لديها، والمؤكد من مصدر موثوق أن هناك نحو 600 شخص (عراقي وعربي من جنسيات مختلفة)


محتجزون في أماكن سرية تابعة لوزارة الداخلية، يمارس ضدهم التعذيب اليومي المبرمج، وهم جاهزون للاعتراف بأية جريمة خلاصا من تعذيب لا يطاق يمارسه عليهم جلادو وزارة الداخلية من منتسبي فيلق بدر المشهورين بأعمال التعذيب التي تلقوها على يد المخابرات الإيرانية , ويذكر أن المليشيات الشيعية تتعاون في خطف السنة ثم تطلب الفدية من أهله وبعد أن تستلم الفدية والتي تصل إلى خمسين ألف دولار أحيانا تقوم بعد ذلك ببيع المخطوف إلى سجون وزارة الداخلية مقابل ـ2000دولار فقط.



منظمات ولجان مهتمة بشؤون المعتقلين تبين بين الحين والآخر وجود قاعات لحبس المعتقلين وبأسماء غير أسمائهم الحقيقية وتلك القاعات تسمى بالبيضاء والقاعة الحمراء والقاعة السوداء وغيرها.




السيدة أم حسين تروي قصة ابنها الذي فقد منذ أكثر من سبعة شهور في منطقة اليرموك وتذكر أم حسين بان سيارته التي كان يقودها توصلنا إليها وهي محجوزة في احد كراجات الحجز التابعة لوزارة الداخلية، وتابعت بأنها توسلت بأحد منتسبي السجون لكي يبحث عن ولدها في سجن الكاظمية وبعد متابعة الأسماء في الحاسبة التي تضم أسماء المعتقلين داخل سجون الداخلية لم تجد له أي أثر رغم تأكيد شهود من أبناء المنطقة بأن قوات حكومية تستقل سيارات رسمية قامت باعتقال ولدها، وأكدت أم حسين بأنها بعد جهد جهيد تمكنت من اكتشاف مكانه في سجن سري تابع لوزارة الداخلية رفضت الكشف عن مكانه خوفا على حياة ولدها الذي قد يلاقي مصيره كمجهول هوية مرمي على قارعة احد الطرق ولا يعرف قاتله، وتقول أم حسين بأنها توصلت لمكان ولدها عن طريق أحد المسجونين السابقين في ذلك السجن السري وأخرج منه بعد دفع مبلغ هائل استطاع من خلاله الخروج من سجن أماته وهو حي.



وتشير أم حسين بأن هذا المفرج عنه ماليا وليس قضائيا بأن لديه قائمة تطول من أسماء المسجونين في ذلك السجن, وكثير من العراقيين المعتقلين بعد الخروج من هذه السجون لا يدلي بأقواله خوفا من الملاحقة أو نتيجة لفقدانه لعقله وذاكراته بسبب التعذيب وإجبارهم على تعاطي حبوب هلوسة ومخدرات أثناء الاعتقال في هذه السجون .




إن التأكد عن قضية وجود سجون سرية أفرزته الحادثة التي حصلت في إحدى ليالي أكتوبر 2008 في العاصمة بغداد بعد حدوث حريق كبير في مبنى ما يعرف بوزارة الداخلية (العراقية) وفي الطابق الثامن منه تحديداً


والتي امتدت ألسنة النار لكثير من غرف الطابق الثامن, وحسب شهود العيان فإن الدخان المتصاعد من المبنى قد أمكن مشاهدته من أماكن عديدة من العاصمة بغداد، وقد ألتزمت الحكومة بالصمت في حينها، وبعد افتضاح الأمر وخروجه عن نطاق السيطرة الإعلامية الطائفية صرح المتحدث باسم ما يسمى بوزارة الداخلية (العراقية) اللواء عبد الكريم خلف للصحفيين أن "الحريق الذي اندلع في أروقة المطعم كان نتيجة تسرب الغاز وتم إخماده بعد نصف ساعة على اندلاعه وكانت هناك خسائر مادية طفيفة ضمن أثاثات المطعم" وهذا التصريح بعيد عن الحقيقة


وما حدث أن الدخان كان كثيف جدا أسود اللون أثناء خروجه من نوافذ البناية لوجود أسطوانات غاز الأوكسجين والأسيلين التي تستخدم في قطع المعادن الصلبة والتي تستخدم في المصانع ومواقع البناء الكبيرة ولا تحتاجها وزارة الداخلية إلا لشئ واحد هو


إن هذه الأسطوانات كانت تستخدم في عمليات تعذيب المعتقلين والأسرى العراقيين في أقبية هذه الوزارة الإرهابية (الداخلية العراقية) أثناء عمليات استجواب الموطن العراقي المعتقل بقطع أيديهم وأرجلهم بهذه المواد شديدة الخطورة.


والانفجار تم في وحدة جهاز الأمن الخاص ((وحدة الجرائم الخاصة ـ منظمة بدر)) والتي تحتوي على قاعات وغرف التعذيب التي تفتك بالمواطن العراقي.


والتعذيب يكون عادة بواسطة آلة قطع الحديد وهي الآلة التي يتم استخدامها في تقطيع المعادن في مختلف المعامل والمصانع، والتي تتكون من غاز الأوكسجين مع غاز الأيستلين ((OXYGEN AND )ACETYLENE) حيث التحام هذين الغازين يولد شعلة نارية تستطيع من خلالها قطع الحديد والمواد الصلبة وتسمى الشعلة الناتجة بـ CUTTING TORCH.



إن جهات كثيرة مسئولة وغير مسئولة تدرك أن في عراق اليوم الكثير من تلك السجون والمعتقلات التي ألحقت الكثير من الأذى بالمواطن العراقي وفتكت به ونسوا هؤلاء أو تناسوا ما كانوا يتباكون عليه من أنهم الفئة المظلومة وان الظلم الذي لحق هم بالماضي دفعهم إلى ارتكاب الجرائم الحالية وكأن من ارتكب هذه الجرائم هو الشعب العراقي وليس نظام حكم صدام , وأحب في هذا السياق إن أقص قصة حدثت عندما مر الحسن البصري رحمه الله في مكان كان عمال البناء فيها يبنون غرفا صغيرة فسألهم البصري ما هذه ؟ قالوا زنازين للسجناء, فقال لهم البصري قل لمن أمرك ببنائها أن يوسع مساحتها لأن يوما قريبا عليه سيدخل فيها. ولعل سجاني عراق اليوم ومن ورائهم ينفذون أجندات لجهات معينة ثم بعد ذلك ستدور نفس دائرة الظلم عليهم .


http://almoslim.net/node/108902 (http://almoslim.net/node/108902)