حمصي
31-03-2009, 03:19 AM
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على اله و صحبه و التابعين, و بعد:
فقد من الله علينا في هذه الأيام بالمطر الغزير فأحببت أن أجمع شيئا مما ورد في سنة خير البشر فيه ذكر للمطر من قريب أو من بعيد
و خرجت بهذه الفصول السبع :wink2:
(1)
من صفات الله عن و جل
العلم و الرحمة و المغفرة و أنه ذو فضل عظيم
علم الله عز و جل
روى البخاري عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مفاتيح الغيب خمس ، لا يعلمها إلا الله : لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله ، ولا يعلم ما في غد إلا الله ، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله ، ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله ، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله
رحمة الله عز و جل و تيسره على الأمة
فأما تيسيره فيتبين ذلك في رخصة ترك صلاة الجماعة لأجل المطر و في جواز الجمع بين الصلوات حال المطر في المسجد اذا جمع الامام و في التخفيق علينا في صفة تطهير الثوب ...
روى البخاري أن ابن عمر أذن بالصلاة ، في ليلة ذات برد وريح ، ثم قال : ألا صلوا في الرحال ، ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن ، إذا كانت ليلة ذات برد ومطر ، يقول : ألا صلوا في الرحال .
و في ارواء الغليل عن نافع أن ابن عمر كان إذا جمع الأمراء بين المغرب و العشاء في المطر جمع معهم
في مشكاة المصابيح أن امرأة من بني عبدالأشهل قالت : يا رسول الله ! إن لنا طريقا إلى المسجد منتنة ، فكيف نفعل إذا مطرنا ؟ ! فقال : أليس بعدها طريق هي أطيب منها ؟ ! ، قلت : بلى ، قال : فهذه بهذه
ثم مغفرة الله عز و جل
في صحيح الترغيب و الترهيب عن ابن عمران النبي صلى الله عليه سلم قال لرجلان : إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت ، وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت . فقالا : أخبرنا يا رسول الله ! فقال الثقفي للأنصاري : سل . فقال : جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه ، وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما ، وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه ، وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه ، وعن رميك الجمار وما لك فيه ، وعن نحرك وما لك فيه ، مع الإفاضة . فقال : والذي بعثك بالحق ! لعن هذا جئت أسألك . قال : فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام ؛ لا تضع ناقتك خفا ، ولا ترفعه ؛ إلا كتب ( الله ) لك به حسنة ، ومحا عنك خطيئة . وأما ركعتاك بعد الطواف ؛ كعتق رقبة من بني إسماعيل . وأما طوافك بالصفا والمروة ؛ كعتق سبعين رقبة . وأما وقوفك عشية عرفة ؛ فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول : عبادي جاؤني شعثا من كل فج عميق يرجون رحمتى ، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل ، أو كقطر المطر ، أو كزبد البحر ؛ لغفرتها ، أفيضوا عبادي ! مغفورا لكم ، ولمن شفعتم له . وأما رميك الجمار ؛ فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات . وأما نحرك ؛ فمدخور لك عند ربك . وأما حلاقك رأسك ؛ فلك بكل شعره حلقتها حسنة ، وتمحى عنك بها خطيئة . وأما طوافك بالبيت بعد ذلك ؛ فانك تطوف ولا ذنب لك يأتى ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول : اعمل فيما تستقبل ؛ فقد غفر لك ما مضى .
و فضل الله على من يشاء من عباده
في السلسلة الصحيحة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من عام بأكثر مطرا من عام ، و لكن الله يصرفه بين خلقه [ حيث يشاء ] ثم قرأ : و لقد صرفناه بينهم [ ليذكروا ] الآية
(2)
صفات النبي صلى الله عليه وسلم
و صدقه صلى الله عليه وسلم و تواضعه وحسن خلقه
مما يشهد لنبينا صلى الله عليه وسلم بصدق ما جاء به أنه كان اذا دعا الله عز وجل أن ينزل المطر استجاب الله عز و جل
فمن ذلك:
و في الكلم الطيب عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى لله عليه وسلم قال إنكم شكوتم جدب دياركم ، و استئخار المطر عن إيان زمانه عنكم ، و قد أمركم الله سبحانه أن تدعوه ، و وعدكم أن يستجيب لكم ، ثم قال : الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين . لا إله إلا الله ، يفعل ما يريد ، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت ، أنت الغني ، و نحن الفقراء ، أنزل علينا الغيث ، و اجعل ما أنزلت لنا قوة و بلاغا إلى حين . ثم رفع يديه ، فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ، ثم حول إلى الناس ظهره ، و قلب أو حول رداءه ، و هو رافع يديه ، ثم أقبل على الناس ، و نزل فصلى ركعتين ، فأنشأ الله عز و جل سحابة ، فرعدت و برقت ، ثم أمطرت بإذن الله تعالى ، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول ، فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك حتى بدت نواجذه ، فقال : أشهد أن الله على كل شيء قدير ، و إني عبد الله و رسوله
روى البخاري رحمه الله عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة ، من باب كان نحو دار القضاء ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب ، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما ، ثم قال : يا رسول الله ، هلكت الأموال وانقطعت السبل ، فادع الله يغثنا . فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ، ثم قال : اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا . قال أنس : ولا والله ، ما نرى في السماء من سحاب ، ولا قزعة ، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار . قال : فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس ، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت . فلا والله ما رأينا الشمس ستا . ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة - يعني الثانية - ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب ، فاستقبله قائما ، فقال : يا رسول الله ، هلكت الأموال ، وانقطعت السبل ، فادع الله يمسكها عنا . قال : فرفع رسول الله يديه ، ثم قال : اللهم حولينا ولا علينا ، اللهم على الآكام والظراب ، وبطون الأودية ومنابت الشجر . قال : فأقلعت ، وخرجنا نمشي في الشمس . قال شريك : فسألت أنسا بن مالك : أهو الرجل الأول ؟ فقال : لا أدري .
و روى مسلم أن رجل جاء إلى عبدالله بن مسعود فقال : تركت في المسجد رجلا يفسر القرآن برأيه . يفسر هذه الآية : { يوم تأتي السماء بدخان مبين } . قال : يأتي الناس يوم القيامة دخان فيأخذ بأنفاسهم . حتى يأخذهم منه كهيئة الزكام . فقال عبدالله : من علم علما فليقل به . ومن لم يعلم فليقل : الله أعلم . فإن من فقه الرجل أن يقول ، لما لا علم له به : الله أعلم . إنما كان هذا ؛ أن قريشا لما استعصت على النبي صلى الله عليه وسلم ، دعا عليهم بسنين كسني يوسف . فأصابهم قحط وجهد . حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد . وحتى أكلوا العظام . فأتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله ! استغفر الله لمضر فإنهم قد هلكوا . فقال " لمضر ؟ إنك لجرئ " قال فدعا الله لهم . فأنزل الله عز وجل : { إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون } [ 44 / الدخان / 15 ] قال فمطروا . فلما أصابتهم الرفاهية ، قال ، عادوا إلى ما كانوا عليه . قال فأنزل الله عز وجل : { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين* يغشى الناس هذا عذاب أليم } [ 44 / الدخان / 10 و - 12 ] { يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون } [ 44 / الدخان / 16 ] قال : يعني يوم بدر .
و من ما يشهد لصدقه صلى الله عليه وسلم تصديق الله عز و جل له في رؤياه للمطر ليلة القدر..
روى البخاري عن أبي سعيد الخدري قال اعتكفنا مع النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان ، فخرج صبيحة عشرين فخطبنا ، وقال : ( إني أريت ليلة القدر ، ثم أنسيتها ، أو : نسيتها ، فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر ، وإني رأيت أني أسجد في ماء وطين ، فمن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجع ) . فرجعنا وما نرى في السماء قزعة ، فجاءت سحابة فمطرت حتى سال سقف المسجد ، وكان من جريد النخل ، وأقيمت الصلاة ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين ، حتى رأيت أثر الطين في جبهته .
و أما تواضع
روى ابن ماجة أن ابن عمر قال لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بنيت بيتا يكنني من المطر ويكنني من الشمس ما أعانني عليه خلق الله تعالى
و من حسن الخلق تحريم الغش
في غاية المرام عن ابي هريرة قال: مر رسول الله برجل يبيع طعاما حبوبا فأعجبه فأدخل يده فيه فرأى بللا فقال : ما هذا يا صاحب الطعام ؟ قال : أصابته السماء أي المطر فقال : فهلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس ؟ من غشنا فليس منا
(3)
سنن قبل و عند و بعد نزول المطر-أفعال و أقول
و للأسف كثير من هذه السنن منسية :02:
السنن القولية:
روى البخاري عن عائشة ان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال : صيبا نافعا .
و في صحيح ابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى سحابا مقبلا من أفق من الآفاق ترك ما هو فيه وإن كان في صلاته حتى يستقبله فيقول اللهم إنا نعوذ بك من شر ما أرسل به فإن أمطر قال اللهم سيبا نافعا مرتين أو ثلاثة وإن كشفه الله عز وجل ولم يمطر حمد الله على ذلك
روى البخاري عن زيد بن خالد الجهني قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية ، على إثر سماء كانت من الليلة ، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أقبل على الناس ، فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم . قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب ، وأما من قال : بنوء كذا وكذا ، فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب .
و روى مسلم عن ابن عباس قال مطر الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر . قالوا : هذه رحمة الله . وقال بعضهم : لقد صدق نوء كذا وكذا " قال : فنزلت هذه الآية : فلا أقسم بمواقع النجوم ، حتى بلغ : وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون [ الواقعة / آية 75 - 82 ] .
الفعليه
روى مسلم عن أنس بن مالك قال أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر . قال : فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه . حتى أصابه من المطر . فقلنا : يا رسول الله ! لم صنعت هذا ؟ قال : " لأنه حديث عهد بربه تعالى " .
(4)
أمور فاضلة
فمنها فضل هذه الأمة و فضل اقامة الحدود و فضل الدعاء و الأذكار
فضل اقامة الحدود
في صحيح الترغيب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: إقامة حد من حدود الله ؛ خير من مطر أربعين ليلة في بلاد الله
فضل هذه الأمة
عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مثل أمتي مثل المطر ، لا يدرى أوله خير أم آخره ؟
فضل الدعاء
في الصحيح الجامع عن سهل من سعد ان النبي صلى الله عليه و سلم قال ثنتان ما تردان : الدعاء عند النداء ، و تحت المطر
فضل الاذكار
في سنن أبي داود عن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا ، فأدركناه ، فقال : أصليتم ؟ فلم أقل شيئا ، فقال : قل . فلم أقل شيئا ، ثم قال : قل فلم أقل شيئا ، ثم قال : قل : فقلت : يا رسول الله ما أقول ؟ قال : { قل هو الله أحد } والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء
(5)
اهلاك الامم بالمطر و الريح
كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأي غماما عرف في وجهه الكراهة خوف أن يكون فيه عذاب...
روى البخاري عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة في السماء أقبل وأدبر ، ودخل وخرج وتغير وجهه ، فإذا أمطرت السماء سري عنه ، فعرفته عائشة ذلك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما أدري لعله كما قال قوم : { فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم } . الآية .
و عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا حتى أرى منه لهواته ، إنما كان يبتسم . قالت : وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه ، قالت : يا رسول الله ، إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا ، رجاء أن يكون فيه المطر ، وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية ؟ فقال : ( يا عائشة ، ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب ؟ عذب قوم بالريح ، وقد رأى قوم العذاب ، فقالوا : هذا عارض ممطرنا ) .
و روى مسلم عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح والغيم ، عرف ذلك في وجهه ، وأقبل وأدبر . فإذا مطرت ، سر به ، وذهب عنه ذلك . قالت عائشة : فسألته . فقال : " إني خشيت أن يكون عذابا سلطا على أمتي " . ويقول ، إذا رأى المطر " رحمه " .
(6)
من أشراط الساعة و أمور تحصل في اخر الزمان و أمور من فعل أهل اجاهلية لا يتركها بعض الناس
فمن أشراط الساعة
في السلسلة الصحيحة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطرا عاما ، و لا تنبت الأرض شيئا
و من فعل أهل الجاهلية
في الصحيح الجامع عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع في أمتي من أمر الجاهلية لم يدعهن الناس : الطعن في الأنساب ، و النياحة على الميت ، و الأنواء ؛ مطرنا بنوء كذا و كذا ، و الأعداء جرب بعير ، فأجرب مائة بعير فمن أجرب البعير الأول ؟ !
خمس تكون في اخر الزمان
في صحيح الترغيب عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمس ؟ وأعوذ بالله أن تكون فيكم أو تدركوها : ما ظهرت الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية ؛ إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ، وما منع قوم الزكاة ؛ إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ، وما بخس قوم المكيال والميزان ؛ إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ، ولا حكم أمراؤهم بغير ما أنزل الله ؛ إلا سلط الله عليهم عدوهم فاستنقذوا بعض ما في أيديهم ، وما عطلوا كتاب الله وسنة نبيه ؛ إلا جعل الله بأسهم بينهم
(7)
و أشراط الساعة الكبرى و فيها ذكر الدجال و يأجوج و مأجوج و المسيح عيسى بن مريم عليه السلام و ذكر النفخ في الصور و البعث بعد الموت و أهوال يوم القيامة
روى مسلم عن النواس بن سمعان قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة . فخفض فيه ورفع . حتى ظنناه في طائفة النخل . فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا . فقال " ما شأنكم ؟ " قلنا : يا رسول الله ! ذكرت الدجال غداة . فخفضت فيه ورفعت . حتى ظنناه في طائفة النخل . فقال " غير الدجال أخوفني عليكم . إن يخرج ، وأنا فيكم ، فأنا حجيجه دونكم . وإن يخرج ، ولست فيكم ، فامرؤ حجيج نفسه . والله خليفتي على كل مسلم . إنه شاب قطط . عينه طافئة . كأني أشبهه بعبدالعزى بن قطن . فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف . إنه خارج خلة بين الشام والعراق . فعاث يمينا وعاث شمالا . يا عباد الله ! فاثبتوا " قلنا : يا رسول الله ! وما لبثه في الأرض ؟ قال " أربعون يوما . يوم كسنة . ويوم كشهر . ويوم كجمعة . وسائر أيامه كأيامكم " قلنا : يا رسول الله ! فذلك اليوم الذي كسنة ، أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال " لا . اقدروا له قدره " قلنا : يا رسول الله ! وما إسراعه في الأرض ؟ قال " كالغيث استدبرته الريح . فيأتي على القوم فيدعوهم ، فيؤمنون به ويستجيبون له . فيأمر السماء فتمطر . والأرض فتنبت . فتروح عليهم سارحتهم ، أطول ما كانت ذرا ، وأسبغه ضروعا ، وأمده خواصر . ثم يأتي القوم . فيدعوهم فيردون عليه قوله . فينصرف عنهم . فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم . ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك . فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل . ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا . فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه . يضحك . فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم . فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق . بين مهرودتين . واضعا كفيه على أجنحة ملكين . إذا طأطأ رأسه قطر . وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ . فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات . ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه . فيطلبه حتى يدركه بباب لد . فيقتله . ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه . فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة . فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى : إني قد أخرجت عبادا لي ، لا يدان لأحد بقتالهم . فحرز عبادي إلى الطور . ويبعث الله يأجوج ومأجوج . وهم من كل حدب ينسلون . فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية . فيشربون ما فيها . ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه ، مرة ، ماء . ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه . حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم . فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه . فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم . فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة . ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض . فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم . فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله . فيرسل الله طيرا كأعناق البخت . فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله . ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر . فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة . ثم يقال للأرض : أنبتي ثمرك ، وردي بركتك . فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة . ويستظلون بقحفها . ويبارك في الرسل . حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس . واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس . واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس . فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة . فتأخذهم تحت آباطهم . فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم . ويبقى شرار الناس ، يتهارجون فيها تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة " . وفي رواية : وزاد بعد قوله " - لقد كان بهذه ، مرة ، ماء - ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر . وهو جبل بيت المقدس . فيقولون : لقد قتلنا من في الأرض . هلم فلنقتل من في السماء . فيرمون بنشابهم إلى السماء . فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما " . وفي رواية ابن حجر " فإني قد أنزلت عبادا لي ، لا يدي لأحد بقتالهم " .
و في السلسلة الصحيحة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنذركم الدجال ، أنذركم الدجال ، فإنه لم يكن نبي إلا و قد أنذره أمته ، و إنه فيكم أيتها الأمة ، و إنه جعد أدمم ، ممسوح العين اليسرى ، و إن معه جنة و نارا ، فناره جنة و جنته نار ، و إن معه نهر ماء ، و جبل خبز ، و إنه يسلط على نفس فيقتلها ثم يحييها ، لا يسلط على غيرها ، و إنه يمطر السماء و لا تنبت الأرض ، و إنه يلبث في الأرض أربعين صباحا حتى يبلغ منها كل منهل ، و إنه لا يقرب أربعة مساجد : مسجد الحرام ، و مسجد الرسول ، و مسجد المقدس و الطور ، و ماشبه عليكم من الأشياء ، فإن الله ليس بأعور مرتين )
روى مسلم عن عبدالله بن عمرو ، وجاءه رجل ، فقال : ما هذا الحديث الذي تحدث به ؟ تقول : إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا . فقال : سبحان الله ! أو لا إله إلا الله . أو كلمة نحوهما . لقد هممت أن لا أحدث أحدا شيئا أبدا . إنما قلت : إنكم سترون بعد قليل أمرا عظيما . يحرق البيت ، ويكون ، ويكون . ثم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين ( لا أدري : أربعين يوما ، أو أربعين شهرا ، أو أربعين عاما ) . فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود . فيطلبه فيهلكه . ثم يمكث الناس سبع سنين . ليس بين اثنين عداوة . ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشأم . فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته . حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه ، حتى تقبضه " . قال : سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال " فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع . لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا . فيتمثل لهم الشيطان فيقول : ألا تستجيبون ؟ فيقولون : فما تأمرنا ؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان . وهم في ذلك دار رزقهم ، حسن عيشهم . ثم ينفخ في الصور . فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا . قال وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله . قال فيصعق ، ويصعق الناس . ثم يرسل الله - أو قال ينزل الله - مطرا كأنه الطل أو الظل ( نعمان الشاك ) فتنبت منه أجساد الناس . ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون . ثم يقال : يا أيها الناس ! هلم إلى ربكم . وقفوهم إنهم مسؤلون . قال ثم يقال : أخرجوا بعث النار . فيقال : من كم ؟ فيقال : من كل ألف ، تسعمائة وتسعة وتسعين . قال فذاك يوم يجعل الولدان شيبا . وذلك يوم يكشف عن ساق " .
في الصحيح الجامع عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بين النفختين أربعون ، ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ، و ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظم واحد و هو عجب الذنب ، منه خلق ، و منه يركب يوم القيامة
------------------------------------------------------------
و في الختام نسأل الله أن يحيي قلوبنا بذكره وبتدبر كلامه سبحانه وو بتعلم والعمل بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
كما يحيي بالمطر الأرض بعد موتها
فقد من الله علينا في هذه الأيام بالمطر الغزير فأحببت أن أجمع شيئا مما ورد في سنة خير البشر فيه ذكر للمطر من قريب أو من بعيد
و خرجت بهذه الفصول السبع :wink2:
(1)
من صفات الله عن و جل
العلم و الرحمة و المغفرة و أنه ذو فضل عظيم
علم الله عز و جل
روى البخاري عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مفاتيح الغيب خمس ، لا يعلمها إلا الله : لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله ، ولا يعلم ما في غد إلا الله ، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله ، ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله ، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله
رحمة الله عز و جل و تيسره على الأمة
فأما تيسيره فيتبين ذلك في رخصة ترك صلاة الجماعة لأجل المطر و في جواز الجمع بين الصلوات حال المطر في المسجد اذا جمع الامام و في التخفيق علينا في صفة تطهير الثوب ...
روى البخاري أن ابن عمر أذن بالصلاة ، في ليلة ذات برد وريح ، ثم قال : ألا صلوا في الرحال ، ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن ، إذا كانت ليلة ذات برد ومطر ، يقول : ألا صلوا في الرحال .
و في ارواء الغليل عن نافع أن ابن عمر كان إذا جمع الأمراء بين المغرب و العشاء في المطر جمع معهم
في مشكاة المصابيح أن امرأة من بني عبدالأشهل قالت : يا رسول الله ! إن لنا طريقا إلى المسجد منتنة ، فكيف نفعل إذا مطرنا ؟ ! فقال : أليس بعدها طريق هي أطيب منها ؟ ! ، قلت : بلى ، قال : فهذه بهذه
ثم مغفرة الله عز و جل
في صحيح الترغيب و الترهيب عن ابن عمران النبي صلى الله عليه سلم قال لرجلان : إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت ، وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت . فقالا : أخبرنا يا رسول الله ! فقال الثقفي للأنصاري : سل . فقال : جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه ، وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما ، وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه ، وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه ، وعن رميك الجمار وما لك فيه ، وعن نحرك وما لك فيه ، مع الإفاضة . فقال : والذي بعثك بالحق ! لعن هذا جئت أسألك . قال : فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام ؛ لا تضع ناقتك خفا ، ولا ترفعه ؛ إلا كتب ( الله ) لك به حسنة ، ومحا عنك خطيئة . وأما ركعتاك بعد الطواف ؛ كعتق رقبة من بني إسماعيل . وأما طوافك بالصفا والمروة ؛ كعتق سبعين رقبة . وأما وقوفك عشية عرفة ؛ فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول : عبادي جاؤني شعثا من كل فج عميق يرجون رحمتى ، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل ، أو كقطر المطر ، أو كزبد البحر ؛ لغفرتها ، أفيضوا عبادي ! مغفورا لكم ، ولمن شفعتم له . وأما رميك الجمار ؛ فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات . وأما نحرك ؛ فمدخور لك عند ربك . وأما حلاقك رأسك ؛ فلك بكل شعره حلقتها حسنة ، وتمحى عنك بها خطيئة . وأما طوافك بالبيت بعد ذلك ؛ فانك تطوف ولا ذنب لك يأتى ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول : اعمل فيما تستقبل ؛ فقد غفر لك ما مضى .
و فضل الله على من يشاء من عباده
في السلسلة الصحيحة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من عام بأكثر مطرا من عام ، و لكن الله يصرفه بين خلقه [ حيث يشاء ] ثم قرأ : و لقد صرفناه بينهم [ ليذكروا ] الآية
(2)
صفات النبي صلى الله عليه وسلم
و صدقه صلى الله عليه وسلم و تواضعه وحسن خلقه
مما يشهد لنبينا صلى الله عليه وسلم بصدق ما جاء به أنه كان اذا دعا الله عز وجل أن ينزل المطر استجاب الله عز و جل
فمن ذلك:
و في الكلم الطيب عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى لله عليه وسلم قال إنكم شكوتم جدب دياركم ، و استئخار المطر عن إيان زمانه عنكم ، و قد أمركم الله سبحانه أن تدعوه ، و وعدكم أن يستجيب لكم ، ثم قال : الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين . لا إله إلا الله ، يفعل ما يريد ، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت ، أنت الغني ، و نحن الفقراء ، أنزل علينا الغيث ، و اجعل ما أنزلت لنا قوة و بلاغا إلى حين . ثم رفع يديه ، فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ، ثم حول إلى الناس ظهره ، و قلب أو حول رداءه ، و هو رافع يديه ، ثم أقبل على الناس ، و نزل فصلى ركعتين ، فأنشأ الله عز و جل سحابة ، فرعدت و برقت ، ثم أمطرت بإذن الله تعالى ، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول ، فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك حتى بدت نواجذه ، فقال : أشهد أن الله على كل شيء قدير ، و إني عبد الله و رسوله
روى البخاري رحمه الله عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة ، من باب كان نحو دار القضاء ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب ، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما ، ثم قال : يا رسول الله ، هلكت الأموال وانقطعت السبل ، فادع الله يغثنا . فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ، ثم قال : اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا . قال أنس : ولا والله ، ما نرى في السماء من سحاب ، ولا قزعة ، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار . قال : فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس ، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت . فلا والله ما رأينا الشمس ستا . ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة - يعني الثانية - ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب ، فاستقبله قائما ، فقال : يا رسول الله ، هلكت الأموال ، وانقطعت السبل ، فادع الله يمسكها عنا . قال : فرفع رسول الله يديه ، ثم قال : اللهم حولينا ولا علينا ، اللهم على الآكام والظراب ، وبطون الأودية ومنابت الشجر . قال : فأقلعت ، وخرجنا نمشي في الشمس . قال شريك : فسألت أنسا بن مالك : أهو الرجل الأول ؟ فقال : لا أدري .
و روى مسلم أن رجل جاء إلى عبدالله بن مسعود فقال : تركت في المسجد رجلا يفسر القرآن برأيه . يفسر هذه الآية : { يوم تأتي السماء بدخان مبين } . قال : يأتي الناس يوم القيامة دخان فيأخذ بأنفاسهم . حتى يأخذهم منه كهيئة الزكام . فقال عبدالله : من علم علما فليقل به . ومن لم يعلم فليقل : الله أعلم . فإن من فقه الرجل أن يقول ، لما لا علم له به : الله أعلم . إنما كان هذا ؛ أن قريشا لما استعصت على النبي صلى الله عليه وسلم ، دعا عليهم بسنين كسني يوسف . فأصابهم قحط وجهد . حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد . وحتى أكلوا العظام . فأتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله ! استغفر الله لمضر فإنهم قد هلكوا . فقال " لمضر ؟ إنك لجرئ " قال فدعا الله لهم . فأنزل الله عز وجل : { إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون } [ 44 / الدخان / 15 ] قال فمطروا . فلما أصابتهم الرفاهية ، قال ، عادوا إلى ما كانوا عليه . قال فأنزل الله عز وجل : { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين* يغشى الناس هذا عذاب أليم } [ 44 / الدخان / 10 و - 12 ] { يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون } [ 44 / الدخان / 16 ] قال : يعني يوم بدر .
و من ما يشهد لصدقه صلى الله عليه وسلم تصديق الله عز و جل له في رؤياه للمطر ليلة القدر..
روى البخاري عن أبي سعيد الخدري قال اعتكفنا مع النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان ، فخرج صبيحة عشرين فخطبنا ، وقال : ( إني أريت ليلة القدر ، ثم أنسيتها ، أو : نسيتها ، فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر ، وإني رأيت أني أسجد في ماء وطين ، فمن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجع ) . فرجعنا وما نرى في السماء قزعة ، فجاءت سحابة فمطرت حتى سال سقف المسجد ، وكان من جريد النخل ، وأقيمت الصلاة ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين ، حتى رأيت أثر الطين في جبهته .
و أما تواضع
روى ابن ماجة أن ابن عمر قال لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بنيت بيتا يكنني من المطر ويكنني من الشمس ما أعانني عليه خلق الله تعالى
و من حسن الخلق تحريم الغش
في غاية المرام عن ابي هريرة قال: مر رسول الله برجل يبيع طعاما حبوبا فأعجبه فأدخل يده فيه فرأى بللا فقال : ما هذا يا صاحب الطعام ؟ قال : أصابته السماء أي المطر فقال : فهلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس ؟ من غشنا فليس منا
(3)
سنن قبل و عند و بعد نزول المطر-أفعال و أقول
و للأسف كثير من هذه السنن منسية :02:
السنن القولية:
روى البخاري عن عائشة ان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال : صيبا نافعا .
و في صحيح ابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى سحابا مقبلا من أفق من الآفاق ترك ما هو فيه وإن كان في صلاته حتى يستقبله فيقول اللهم إنا نعوذ بك من شر ما أرسل به فإن أمطر قال اللهم سيبا نافعا مرتين أو ثلاثة وإن كشفه الله عز وجل ولم يمطر حمد الله على ذلك
روى البخاري عن زيد بن خالد الجهني قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية ، على إثر سماء كانت من الليلة ، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أقبل على الناس ، فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم . قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب ، وأما من قال : بنوء كذا وكذا ، فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب .
و روى مسلم عن ابن عباس قال مطر الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر . قالوا : هذه رحمة الله . وقال بعضهم : لقد صدق نوء كذا وكذا " قال : فنزلت هذه الآية : فلا أقسم بمواقع النجوم ، حتى بلغ : وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون [ الواقعة / آية 75 - 82 ] .
الفعليه
روى مسلم عن أنس بن مالك قال أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر . قال : فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه . حتى أصابه من المطر . فقلنا : يا رسول الله ! لم صنعت هذا ؟ قال : " لأنه حديث عهد بربه تعالى " .
(4)
أمور فاضلة
فمنها فضل هذه الأمة و فضل اقامة الحدود و فضل الدعاء و الأذكار
فضل اقامة الحدود
في صحيح الترغيب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: إقامة حد من حدود الله ؛ خير من مطر أربعين ليلة في بلاد الله
فضل هذه الأمة
عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مثل أمتي مثل المطر ، لا يدرى أوله خير أم آخره ؟
فضل الدعاء
في الصحيح الجامع عن سهل من سعد ان النبي صلى الله عليه و سلم قال ثنتان ما تردان : الدعاء عند النداء ، و تحت المطر
فضل الاذكار
في سنن أبي داود عن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا ، فأدركناه ، فقال : أصليتم ؟ فلم أقل شيئا ، فقال : قل . فلم أقل شيئا ، ثم قال : قل فلم أقل شيئا ، ثم قال : قل : فقلت : يا رسول الله ما أقول ؟ قال : { قل هو الله أحد } والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء
(5)
اهلاك الامم بالمطر و الريح
كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأي غماما عرف في وجهه الكراهة خوف أن يكون فيه عذاب...
روى البخاري عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة في السماء أقبل وأدبر ، ودخل وخرج وتغير وجهه ، فإذا أمطرت السماء سري عنه ، فعرفته عائشة ذلك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما أدري لعله كما قال قوم : { فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم } . الآية .
و عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا حتى أرى منه لهواته ، إنما كان يبتسم . قالت : وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف في وجهه ، قالت : يا رسول الله ، إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا ، رجاء أن يكون فيه المطر ، وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية ؟ فقال : ( يا عائشة ، ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب ؟ عذب قوم بالريح ، وقد رأى قوم العذاب ، فقالوا : هذا عارض ممطرنا ) .
و روى مسلم عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح والغيم ، عرف ذلك في وجهه ، وأقبل وأدبر . فإذا مطرت ، سر به ، وذهب عنه ذلك . قالت عائشة : فسألته . فقال : " إني خشيت أن يكون عذابا سلطا على أمتي " . ويقول ، إذا رأى المطر " رحمه " .
(6)
من أشراط الساعة و أمور تحصل في اخر الزمان و أمور من فعل أهل اجاهلية لا يتركها بعض الناس
فمن أشراط الساعة
في السلسلة الصحيحة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطرا عاما ، و لا تنبت الأرض شيئا
و من فعل أهل الجاهلية
في الصحيح الجامع عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع في أمتي من أمر الجاهلية لم يدعهن الناس : الطعن في الأنساب ، و النياحة على الميت ، و الأنواء ؛ مطرنا بنوء كذا و كذا ، و الأعداء جرب بعير ، فأجرب مائة بعير فمن أجرب البعير الأول ؟ !
خمس تكون في اخر الزمان
في صحيح الترغيب عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمس ؟ وأعوذ بالله أن تكون فيكم أو تدركوها : ما ظهرت الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية ؛ إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم ، وما منع قوم الزكاة ؛ إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ، وما بخس قوم المكيال والميزان ؛ إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ، ولا حكم أمراؤهم بغير ما أنزل الله ؛ إلا سلط الله عليهم عدوهم فاستنقذوا بعض ما في أيديهم ، وما عطلوا كتاب الله وسنة نبيه ؛ إلا جعل الله بأسهم بينهم
(7)
و أشراط الساعة الكبرى و فيها ذكر الدجال و يأجوج و مأجوج و المسيح عيسى بن مريم عليه السلام و ذكر النفخ في الصور و البعث بعد الموت و أهوال يوم القيامة
روى مسلم عن النواس بن سمعان قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة . فخفض فيه ورفع . حتى ظنناه في طائفة النخل . فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا . فقال " ما شأنكم ؟ " قلنا : يا رسول الله ! ذكرت الدجال غداة . فخفضت فيه ورفعت . حتى ظنناه في طائفة النخل . فقال " غير الدجال أخوفني عليكم . إن يخرج ، وأنا فيكم ، فأنا حجيجه دونكم . وإن يخرج ، ولست فيكم ، فامرؤ حجيج نفسه . والله خليفتي على كل مسلم . إنه شاب قطط . عينه طافئة . كأني أشبهه بعبدالعزى بن قطن . فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف . إنه خارج خلة بين الشام والعراق . فعاث يمينا وعاث شمالا . يا عباد الله ! فاثبتوا " قلنا : يا رسول الله ! وما لبثه في الأرض ؟ قال " أربعون يوما . يوم كسنة . ويوم كشهر . ويوم كجمعة . وسائر أيامه كأيامكم " قلنا : يا رسول الله ! فذلك اليوم الذي كسنة ، أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال " لا . اقدروا له قدره " قلنا : يا رسول الله ! وما إسراعه في الأرض ؟ قال " كالغيث استدبرته الريح . فيأتي على القوم فيدعوهم ، فيؤمنون به ويستجيبون له . فيأمر السماء فتمطر . والأرض فتنبت . فتروح عليهم سارحتهم ، أطول ما كانت ذرا ، وأسبغه ضروعا ، وأمده خواصر . ثم يأتي القوم . فيدعوهم فيردون عليه قوله . فينصرف عنهم . فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم . ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك . فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل . ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا . فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه . يضحك . فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم . فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق . بين مهرودتين . واضعا كفيه على أجنحة ملكين . إذا طأطأ رأسه قطر . وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ . فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات . ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه . فيطلبه حتى يدركه بباب لد . فيقتله . ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه . فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة . فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى : إني قد أخرجت عبادا لي ، لا يدان لأحد بقتالهم . فحرز عبادي إلى الطور . ويبعث الله يأجوج ومأجوج . وهم من كل حدب ينسلون . فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية . فيشربون ما فيها . ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه ، مرة ، ماء . ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه . حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم . فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه . فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم . فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة . ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض . فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم . فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله . فيرسل الله طيرا كأعناق البخت . فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله . ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر . فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة . ثم يقال للأرض : أنبتي ثمرك ، وردي بركتك . فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة . ويستظلون بقحفها . ويبارك في الرسل . حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس . واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس . واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس . فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة . فتأخذهم تحت آباطهم . فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم . ويبقى شرار الناس ، يتهارجون فيها تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة " . وفي رواية : وزاد بعد قوله " - لقد كان بهذه ، مرة ، ماء - ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر . وهو جبل بيت المقدس . فيقولون : لقد قتلنا من في الأرض . هلم فلنقتل من في السماء . فيرمون بنشابهم إلى السماء . فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما " . وفي رواية ابن حجر " فإني قد أنزلت عبادا لي ، لا يدي لأحد بقتالهم " .
و في السلسلة الصحيحة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنذركم الدجال ، أنذركم الدجال ، فإنه لم يكن نبي إلا و قد أنذره أمته ، و إنه فيكم أيتها الأمة ، و إنه جعد أدمم ، ممسوح العين اليسرى ، و إن معه جنة و نارا ، فناره جنة و جنته نار ، و إن معه نهر ماء ، و جبل خبز ، و إنه يسلط على نفس فيقتلها ثم يحييها ، لا يسلط على غيرها ، و إنه يمطر السماء و لا تنبت الأرض ، و إنه يلبث في الأرض أربعين صباحا حتى يبلغ منها كل منهل ، و إنه لا يقرب أربعة مساجد : مسجد الحرام ، و مسجد الرسول ، و مسجد المقدس و الطور ، و ماشبه عليكم من الأشياء ، فإن الله ليس بأعور مرتين )
روى مسلم عن عبدالله بن عمرو ، وجاءه رجل ، فقال : ما هذا الحديث الذي تحدث به ؟ تقول : إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا . فقال : سبحان الله ! أو لا إله إلا الله . أو كلمة نحوهما . لقد هممت أن لا أحدث أحدا شيئا أبدا . إنما قلت : إنكم سترون بعد قليل أمرا عظيما . يحرق البيت ، ويكون ، ويكون . ثم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين ( لا أدري : أربعين يوما ، أو أربعين شهرا ، أو أربعين عاما ) . فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود . فيطلبه فيهلكه . ثم يمكث الناس سبع سنين . ليس بين اثنين عداوة . ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشأم . فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته . حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه ، حتى تقبضه " . قال : سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال " فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع . لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا . فيتمثل لهم الشيطان فيقول : ألا تستجيبون ؟ فيقولون : فما تأمرنا ؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان . وهم في ذلك دار رزقهم ، حسن عيشهم . ثم ينفخ في الصور . فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا . قال وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله . قال فيصعق ، ويصعق الناس . ثم يرسل الله - أو قال ينزل الله - مطرا كأنه الطل أو الظل ( نعمان الشاك ) فتنبت منه أجساد الناس . ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون . ثم يقال : يا أيها الناس ! هلم إلى ربكم . وقفوهم إنهم مسؤلون . قال ثم يقال : أخرجوا بعث النار . فيقال : من كم ؟ فيقال : من كل ألف ، تسعمائة وتسعة وتسعين . قال فذاك يوم يجعل الولدان شيبا . وذلك يوم يكشف عن ساق " .
في الصحيح الجامع عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بين النفختين أربعون ، ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ، و ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظم واحد و هو عجب الذنب ، منه خلق ، و منه يركب يوم القيامة
------------------------------------------------------------
و في الختام نسأل الله أن يحيي قلوبنا بذكره وبتدبر كلامه سبحانه وو بتعلم والعمل بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
كما يحيي بالمطر الأرض بعد موتها