تروووك
10-01-2002, 05:40 PM
هذه رسالة وجدت فيها بعض الفوائد ، أتمنى أن تجدوا بها ما يفيدكم ،ولكم مني التقدير والإحترام ...
----------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد :
فأكتب لك أخي الكريم راجياً من الله التوفيق ثم منكم القبول وحسن الظن فعلى بركة الله أقول :
بما أن حديثنا لم ينته ونقاشنا لم يصل إلى حد النهاية وبما رأيت من حسن كلامك وعظيم أخلاقك ، فأحببت أن أعرض عليك بعض الأمور التي أتمنى أن نناقشها بهدوء ودقة ، وكذلك أنا إن أردت الاستفسار عن بعض الأمور التي تريد أن تستوضحها مني فعلى الرحب والسعة .
وقبل طرح ما أريد قوله أرجو رجاءً خاصاً أن تتحلى بالصبر في ردك وأن تحمل كلامي محمل حسن الظن ، ويعلم الله وأشهده على ما في قلبي أني لا أريد إلا الخير في مناقشة هذه الأمور، وأتعهد بأن يكون شعاري الصدق والوضوح ، وسأعمل جاهداً على محاولة استفادة كل منا من الآخر ، و أرجو كذلك أن تكون المناقشة مقتصرة على ما يرد في النقاط التالية فقط بشكل مبدئي ، وبكل وضوح دون الخوض في مواضيع أخرى قد تثير الربك في ذهن القارئ هذا للتذكير لا أكثر ، وسوف أقسم المواضيع التي أريد التحدث عنها إلى أقسام ثلاثة
أولا : توضيح عن قول أهل السنة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك أقوال الرافضة فيهم.
ثانياً : مسألة تكفير الشيعة عند السنة .
ثالثاً : مسألة تحريف القرآن عند الشيعة .
أقول مستعينا بالله راجياً توفيقه :
-----------------------------
أولاً: وحدة الأمة الإسلامية غاية كل مسلم (وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون)
وأهل السنة يعملون كل ما يقدرون عليه من أجل تحقيق هذه الوحدة ، فهم يتقربون إلى الله بحب آل البيت ، ويرون أن (علياً) خير من (معاوية) رضي الله عنهما ، وأن الحسين خير من يزيد ، ويعتقدون أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم عدول لا يجوز لأحد أن ينتقصهم أو يشكك بهم .
ولكن في الجانب الآخر نرى الهجوم الشرس الآثم من الغلاة الرافضة على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهاهم وهم يدّعون أنهم أصحاب (علي) رضي الله عنه ، يعطون صورة غير حقيقية عن الصحابي الجليل ورابع الخلفاء الراشدين وبأنه مجامل مداهن ومخادع للخلفاء الثلاثة الذين سبقوه رضوان الله عليهم ، فهو في ظاهر الأمر مستشار أمين ، وصديق حميم ، مكثراً من مدحهم والثناء عليهم ، ولكنه في واقع الأمر (كما يصوره هؤلاء الغلاة) كان غير معتقد بما يقول وغير مؤمن بما يفعل حتى أنه زوج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب وهو مرغم !!! ، وسمى أولاده (أبوبكر)،(عمر)،(عثمان) وهو غير راض عن تسميتهم وهكذا ، بل إنهم زادوا ذلك وقالوا بأن الإمام بايع الخلفاء وهو مرغم عليه وغير راض عنه ، أو بمعنى أصح أن خادع المسلمين في عمله والخلفاء في بيعته وأنه قال كلاماً لا يعتقد فيه وعمل عملا لا يؤمن به !!!.
بينما الواقع والحقيقة أن ما قاله وفعله خليفتنا الرابع والصحابي الجليل (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه غير ذلك ، ولكن لحاجة في أنفسهم ولكي يصلوا إلى ما يريدون اختلقوا القصص الكاذبة والأخبار الملفقة ، ولبيان الحقيقة فلنرى ما يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الخلافة وفي الخلفاء والصحابة :
- أبو سفيان شيخ الأمويين يزور الإمام علياً في داره ويقول له :
(غلبكم على هذا الأمر (يعني الخلافة) أرذل بيت في قريش ، أما والله لأملئنها خيلاً ورجلاً ، أعطني يدك لأبايعك)
فيقول له الإمام (علي) رضي الله عنه :
(مازلت عدو الإسلام وأهله فما ضر ذلك الإسلام وأهله شيئاً ، إنا رأينا أبا بكر أهلاً لها إنما تريد الفتنة) (علي إمام المتقين – لعبدالرحمن الشرقاوي ج1 ، ص 66)
-ويقول رضي الله عنه عن الخليفة (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه :
(لله بلاء عمر فقد قوّم الأمد ، وداوى العمد ، خلف الفتنة ، وأقام السنة ، ذهب نقي الثوب ، قليل العيب ، أصاب خيرها ، وسبق شرها ، أدى إلى الله طاعته ، وأتقاها بحقه ، رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي فيها الضال ولا يستيقن المهتدي ) (نهج البلاغة – ج2 ، ص 222)
ويقول كذلك مخاطباً الخلفية عندما استشاره في الخروج إلى غزو الروم بنفسه :
(إنك إن تسر إلى هذا العدو بنفسكم فتلقهم من بشخصك فتنكب ، لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم وليس بعدك مرجع يرجعون إليه ، فابعث إليهم رجلاً مجرباً واحفز معه أهل البلاء والنصيحة .... ) (نهج البلاغة - ج2 ، ص 28)
- ويقول الإمام علي رضي الله عنه مخاطباً الخليفة (عثمان بن عفان) رضي الله عنه ومثنياً عليه واصفاً إياه بالصفات الجميلة :
(إن الناس ورائي وقد استنفروني بينك وبينهم ، والله ما أدري ما أقول لك ، ما أعرف شيئاً تجهله ولا أدلك على أمر لا تعرفه ، إنك لتعلم ما نعلم ، وما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ، ولا خلونا بشيء فنبلغكم ....) (نهج البلاغة ج2 – ص48)
- وعلياً رضي الله عنه لم يكفر الصحابة ومن حاربه من أهل الشام وغيرهم ، فقد قال صراحة في كتابه (إلى أهل الأمصار يقص فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين)
(وكان بدء أمرنا أن التقينا القوم من أهل الشام ، والظاهر أن ربنا واحد ، ودعوتنا في الإسلام واحدة ، ولا نستزيدهم في الإيمان بشيء ، والتصديق برسوله ، ولا يستزيدوننا ، الأمر واحد إلا ما اختلفنا في دم عثمان ، ونحن منه براء) (نهج البلاغة – ص448)
- بل أنكر على من يسب معاوية رضي الله عنه وعساكره فقال :
(إني أكره لكم أن تكونوا سبابين ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم ، كان أصوب في القول وأبلغ في العذر ، وصلتم مكان سبكم إياهم ، اللهم احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم)
لله درّك كم أنت شامخ حتى وقت الفتنة ، فأين انتم منه بترك سب وشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزجته عائشة كذلك لم تسلم من التعدي عليها رغم أن علياً أكرمها وأمر بإرجاعها إلى المدينة بعد موقعة الجمل ، وبذلك أجمعت كتب التاريخ .
-----------------------------
ثانياً :مسألة تكفير الشيعة :
أقول وبالله التوفيق لا يجوز وصم الشيعة بالكفر على الإطلاق ذلك لأن فرقاً كثيرة تندرج تحت هذه المظلة ومنها :
أ. الصحابة والتابعين الذين وقفوا مع علي رضي الله عنه ضد معاوية رضي الله عنه فهؤلاء شيعة علي ،ولو كنا في ذلك العصر لكنا مع (علي) فهو أحق بالخلافة من (معاوية) ، وأهل السنة والجماعة يعتقدون أن (معاوية) بغى على (علي) رضي الله عنهما .
وجمع من التابعين كانوا من شيعة الحسين رضي الله عنه فلا نقول عنهم إلا خيراً ، الزيديون وهم أتباع الإمام زيد بن علي –زين العابدين- ابن الحسين بن علي بن أبي طالب ، والزيديون يفضلون علياً رضي الله عنه على من سبقه من الخلفاء لكنهم يعترفون بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان ولا يعترضون لهم بسوء .... فهؤلاء مسلمون ، وعندما رفضت الإمامية زيداً سميت بالرافضة ودخلت سراديب الغلاة .
ب. وفي كل عصر من العصور نجد أفرادا من المسلمين يتشيعون لآل البيت وهذا التشيع لا يخرجهم من الملة ....
أما الإمامية والإثني عشرية الجعفرية الذين يشتمون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وينكرون السنة ويؤمنون بأن الصحابة حذفوا من القرآن ولو آية واحدة ، ويعتقدون بعصمة أئمتهم ، وأنهم أفضل من أنبياء الله ويعلمون الغيب فهؤلاء لشر أقرب يبتعدون عن الإسلام بعد السماء عن الأرض وأما عامتهم فأمرهم إلى الله .
-----------------------------------
ثالثاً :مسألة تحريف –القرآن الكريم- عند الشيعة :
فقد ألف أحد كبار علماء النجف وهو الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي – يقول عنه الشيخ لطف الله الصافي : إنه متضلع في علوم الحديث ومقراً بعلو مقامه عندهم- كتاباً سماه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) . وجمع فيه مئات النصوص عن علماء الشيعة ومجتهديهم في مختلف العصور وزعم من خلالها أن القرآن قد زيد فيه ونقص منه وقد طبع الكتاب في إيران سنة 1289هـ .
وجاء في كتاب (الكافي في الأصول) لـ المحدث الشيعي الكبير الكليني وهو بمثابة كتاب البخاري عند السنة ما يلي :
(عن بي بصير قال : دخلت على أبي عبدالله ... إلى أن قال أبو عبدالله –أي جعفر الصادق- وأن عندنا لمحصف فاطمة عليها السلام ... قال : قلت وما مصحف فاطمة ؟ قال مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد) .
ويروي عن هشام بن سالم عن أبي عبدالله عليه السلام قال (إن القرآن الذي جاء به جبرئيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآله سبعة عشر ألف آية) .
والمعروف أن آيات القرآن لا تتجاوز الستة آلاف أية إلا قليلاً ،
قد يقول قائل إن هذه الأقاويل قديمة ولا نظن أن الشيعة اليوم يؤمنون بها لا سيما وقد صدرت عنهم مؤلفات حديثة تنكر هذه الأقاويل وتؤكد أن القرآن خال من الزيادة والنقصان .
فنقول لقد صدرت في عصرنا الحديث بعض الكتب التي تؤيد هذا الكلام ومنها كتاب (الدين بين السائل والمجيب) لـ لأحد علماء الشيعة في الكويت وهو على ما أظن (ميرزا حسن الحائري) .
وتوالي نشر هذه الكتب سواء القديمة أو الجديدة وتوزيعها على الناس أو تؤخذ منها مقتطفات لتذكر في كتب أخرى ويطلع عليها المسلمين وفي هذه الطريقة إقرار ظمني بما في هذه الكتب من الإفتراءات ، حتى وإن قالوا غير ذلك .
الغريب في أمر مسألة تحريف القرآن عند الشيعة أن علياً رضي الله عنه أقر بهذا القرآن الموجود بيننا في أيام خلافته ، فلو كانت هناك سور أو آيات محرفة لتحدث عنها الإمام علي رضي الله عنه وأثبتها في القرآن .
ويرتبط الموضوع كذلك بمسألة (مصحف الإمام علي رضي الله) وفي هذا إساءة غير مباشرة بالخليفة الراشد ، إذ كيف يخفي الإمام أحكاماً إلهية فيها حدوده وحلاله وحرامه وكل ما تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة ولم يدلي بها إلا لأولاده الذين هم الأئمة ، والأئمة بدورهم أخفوها عن المسلمين وحتى عن شيعتهم إلى أن اختفت كل تلك العلوم باختفاء الإمام الثاني عشر .
وكذلك نفس الكلام في الرد على بعض علماء الشيعة الذين تحدثوا عن مصحف (فاطمة) .
هذا وحرصت على عدم الإطالة ، أشكرك على تفهمك وأدعوا الله أن يجعل ما نكتب شاهداً لنا لا علينا يوم القيامة وأن ينزلنا ووالدينا الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين و الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً، والسلام عليكم .
المراجع :
- الشيعة والسنة لـ الشهيد إحسان إلهي ظهير .
- الشيعة والتصحيح للعلامة الدكتور موسى الموسوي الأصبهاني .
-
----------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد :
فأكتب لك أخي الكريم راجياً من الله التوفيق ثم منكم القبول وحسن الظن فعلى بركة الله أقول :
بما أن حديثنا لم ينته ونقاشنا لم يصل إلى حد النهاية وبما رأيت من حسن كلامك وعظيم أخلاقك ، فأحببت أن أعرض عليك بعض الأمور التي أتمنى أن نناقشها بهدوء ودقة ، وكذلك أنا إن أردت الاستفسار عن بعض الأمور التي تريد أن تستوضحها مني فعلى الرحب والسعة .
وقبل طرح ما أريد قوله أرجو رجاءً خاصاً أن تتحلى بالصبر في ردك وأن تحمل كلامي محمل حسن الظن ، ويعلم الله وأشهده على ما في قلبي أني لا أريد إلا الخير في مناقشة هذه الأمور، وأتعهد بأن يكون شعاري الصدق والوضوح ، وسأعمل جاهداً على محاولة استفادة كل منا من الآخر ، و أرجو كذلك أن تكون المناقشة مقتصرة على ما يرد في النقاط التالية فقط بشكل مبدئي ، وبكل وضوح دون الخوض في مواضيع أخرى قد تثير الربك في ذهن القارئ هذا للتذكير لا أكثر ، وسوف أقسم المواضيع التي أريد التحدث عنها إلى أقسام ثلاثة
أولا : توضيح عن قول أهل السنة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك أقوال الرافضة فيهم.
ثانياً : مسألة تكفير الشيعة عند السنة .
ثالثاً : مسألة تحريف القرآن عند الشيعة .
أقول مستعينا بالله راجياً توفيقه :
-----------------------------
أولاً: وحدة الأمة الإسلامية غاية كل مسلم (وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون)
وأهل السنة يعملون كل ما يقدرون عليه من أجل تحقيق هذه الوحدة ، فهم يتقربون إلى الله بحب آل البيت ، ويرون أن (علياً) خير من (معاوية) رضي الله عنهما ، وأن الحسين خير من يزيد ، ويعتقدون أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم عدول لا يجوز لأحد أن ينتقصهم أو يشكك بهم .
ولكن في الجانب الآخر نرى الهجوم الشرس الآثم من الغلاة الرافضة على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهاهم وهم يدّعون أنهم أصحاب (علي) رضي الله عنه ، يعطون صورة غير حقيقية عن الصحابي الجليل ورابع الخلفاء الراشدين وبأنه مجامل مداهن ومخادع للخلفاء الثلاثة الذين سبقوه رضوان الله عليهم ، فهو في ظاهر الأمر مستشار أمين ، وصديق حميم ، مكثراً من مدحهم والثناء عليهم ، ولكنه في واقع الأمر (كما يصوره هؤلاء الغلاة) كان غير معتقد بما يقول وغير مؤمن بما يفعل حتى أنه زوج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب وهو مرغم !!! ، وسمى أولاده (أبوبكر)،(عمر)،(عثمان) وهو غير راض عن تسميتهم وهكذا ، بل إنهم زادوا ذلك وقالوا بأن الإمام بايع الخلفاء وهو مرغم عليه وغير راض عنه ، أو بمعنى أصح أن خادع المسلمين في عمله والخلفاء في بيعته وأنه قال كلاماً لا يعتقد فيه وعمل عملا لا يؤمن به !!!.
بينما الواقع والحقيقة أن ما قاله وفعله خليفتنا الرابع والصحابي الجليل (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه غير ذلك ، ولكن لحاجة في أنفسهم ولكي يصلوا إلى ما يريدون اختلقوا القصص الكاذبة والأخبار الملفقة ، ولبيان الحقيقة فلنرى ما يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الخلافة وفي الخلفاء والصحابة :
- أبو سفيان شيخ الأمويين يزور الإمام علياً في داره ويقول له :
(غلبكم على هذا الأمر (يعني الخلافة) أرذل بيت في قريش ، أما والله لأملئنها خيلاً ورجلاً ، أعطني يدك لأبايعك)
فيقول له الإمام (علي) رضي الله عنه :
(مازلت عدو الإسلام وأهله فما ضر ذلك الإسلام وأهله شيئاً ، إنا رأينا أبا بكر أهلاً لها إنما تريد الفتنة) (علي إمام المتقين – لعبدالرحمن الشرقاوي ج1 ، ص 66)
-ويقول رضي الله عنه عن الخليفة (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه :
(لله بلاء عمر فقد قوّم الأمد ، وداوى العمد ، خلف الفتنة ، وأقام السنة ، ذهب نقي الثوب ، قليل العيب ، أصاب خيرها ، وسبق شرها ، أدى إلى الله طاعته ، وأتقاها بحقه ، رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي فيها الضال ولا يستيقن المهتدي ) (نهج البلاغة – ج2 ، ص 222)
ويقول كذلك مخاطباً الخلفية عندما استشاره في الخروج إلى غزو الروم بنفسه :
(إنك إن تسر إلى هذا العدو بنفسكم فتلقهم من بشخصك فتنكب ، لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم وليس بعدك مرجع يرجعون إليه ، فابعث إليهم رجلاً مجرباً واحفز معه أهل البلاء والنصيحة .... ) (نهج البلاغة - ج2 ، ص 28)
- ويقول الإمام علي رضي الله عنه مخاطباً الخليفة (عثمان بن عفان) رضي الله عنه ومثنياً عليه واصفاً إياه بالصفات الجميلة :
(إن الناس ورائي وقد استنفروني بينك وبينهم ، والله ما أدري ما أقول لك ، ما أعرف شيئاً تجهله ولا أدلك على أمر لا تعرفه ، إنك لتعلم ما نعلم ، وما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ، ولا خلونا بشيء فنبلغكم ....) (نهج البلاغة ج2 – ص48)
- وعلياً رضي الله عنه لم يكفر الصحابة ومن حاربه من أهل الشام وغيرهم ، فقد قال صراحة في كتابه (إلى أهل الأمصار يقص فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين)
(وكان بدء أمرنا أن التقينا القوم من أهل الشام ، والظاهر أن ربنا واحد ، ودعوتنا في الإسلام واحدة ، ولا نستزيدهم في الإيمان بشيء ، والتصديق برسوله ، ولا يستزيدوننا ، الأمر واحد إلا ما اختلفنا في دم عثمان ، ونحن منه براء) (نهج البلاغة – ص448)
- بل أنكر على من يسب معاوية رضي الله عنه وعساكره فقال :
(إني أكره لكم أن تكونوا سبابين ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم ، كان أصوب في القول وأبلغ في العذر ، وصلتم مكان سبكم إياهم ، اللهم احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم)
لله درّك كم أنت شامخ حتى وقت الفتنة ، فأين انتم منه بترك سب وشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزجته عائشة كذلك لم تسلم من التعدي عليها رغم أن علياً أكرمها وأمر بإرجاعها إلى المدينة بعد موقعة الجمل ، وبذلك أجمعت كتب التاريخ .
-----------------------------
ثانياً :مسألة تكفير الشيعة :
أقول وبالله التوفيق لا يجوز وصم الشيعة بالكفر على الإطلاق ذلك لأن فرقاً كثيرة تندرج تحت هذه المظلة ومنها :
أ. الصحابة والتابعين الذين وقفوا مع علي رضي الله عنه ضد معاوية رضي الله عنه فهؤلاء شيعة علي ،ولو كنا في ذلك العصر لكنا مع (علي) فهو أحق بالخلافة من (معاوية) ، وأهل السنة والجماعة يعتقدون أن (معاوية) بغى على (علي) رضي الله عنهما .
وجمع من التابعين كانوا من شيعة الحسين رضي الله عنه فلا نقول عنهم إلا خيراً ، الزيديون وهم أتباع الإمام زيد بن علي –زين العابدين- ابن الحسين بن علي بن أبي طالب ، والزيديون يفضلون علياً رضي الله عنه على من سبقه من الخلفاء لكنهم يعترفون بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان ولا يعترضون لهم بسوء .... فهؤلاء مسلمون ، وعندما رفضت الإمامية زيداً سميت بالرافضة ودخلت سراديب الغلاة .
ب. وفي كل عصر من العصور نجد أفرادا من المسلمين يتشيعون لآل البيت وهذا التشيع لا يخرجهم من الملة ....
أما الإمامية والإثني عشرية الجعفرية الذين يشتمون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وينكرون السنة ويؤمنون بأن الصحابة حذفوا من القرآن ولو آية واحدة ، ويعتقدون بعصمة أئمتهم ، وأنهم أفضل من أنبياء الله ويعلمون الغيب فهؤلاء لشر أقرب يبتعدون عن الإسلام بعد السماء عن الأرض وأما عامتهم فأمرهم إلى الله .
-----------------------------------
ثالثاً :مسألة تحريف –القرآن الكريم- عند الشيعة :
فقد ألف أحد كبار علماء النجف وهو الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي – يقول عنه الشيخ لطف الله الصافي : إنه متضلع في علوم الحديث ومقراً بعلو مقامه عندهم- كتاباً سماه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) . وجمع فيه مئات النصوص عن علماء الشيعة ومجتهديهم في مختلف العصور وزعم من خلالها أن القرآن قد زيد فيه ونقص منه وقد طبع الكتاب في إيران سنة 1289هـ .
وجاء في كتاب (الكافي في الأصول) لـ المحدث الشيعي الكبير الكليني وهو بمثابة كتاب البخاري عند السنة ما يلي :
(عن بي بصير قال : دخلت على أبي عبدالله ... إلى أن قال أبو عبدالله –أي جعفر الصادق- وأن عندنا لمحصف فاطمة عليها السلام ... قال : قلت وما مصحف فاطمة ؟ قال مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد) .
ويروي عن هشام بن سالم عن أبي عبدالله عليه السلام قال (إن القرآن الذي جاء به جبرئيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآله سبعة عشر ألف آية) .
والمعروف أن آيات القرآن لا تتجاوز الستة آلاف أية إلا قليلاً ،
قد يقول قائل إن هذه الأقاويل قديمة ولا نظن أن الشيعة اليوم يؤمنون بها لا سيما وقد صدرت عنهم مؤلفات حديثة تنكر هذه الأقاويل وتؤكد أن القرآن خال من الزيادة والنقصان .
فنقول لقد صدرت في عصرنا الحديث بعض الكتب التي تؤيد هذا الكلام ومنها كتاب (الدين بين السائل والمجيب) لـ لأحد علماء الشيعة في الكويت وهو على ما أظن (ميرزا حسن الحائري) .
وتوالي نشر هذه الكتب سواء القديمة أو الجديدة وتوزيعها على الناس أو تؤخذ منها مقتطفات لتذكر في كتب أخرى ويطلع عليها المسلمين وفي هذه الطريقة إقرار ظمني بما في هذه الكتب من الإفتراءات ، حتى وإن قالوا غير ذلك .
الغريب في أمر مسألة تحريف القرآن عند الشيعة أن علياً رضي الله عنه أقر بهذا القرآن الموجود بيننا في أيام خلافته ، فلو كانت هناك سور أو آيات محرفة لتحدث عنها الإمام علي رضي الله عنه وأثبتها في القرآن .
ويرتبط الموضوع كذلك بمسألة (مصحف الإمام علي رضي الله) وفي هذا إساءة غير مباشرة بالخليفة الراشد ، إذ كيف يخفي الإمام أحكاماً إلهية فيها حدوده وحلاله وحرامه وكل ما تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة ولم يدلي بها إلا لأولاده الذين هم الأئمة ، والأئمة بدورهم أخفوها عن المسلمين وحتى عن شيعتهم إلى أن اختفت كل تلك العلوم باختفاء الإمام الثاني عشر .
وكذلك نفس الكلام في الرد على بعض علماء الشيعة الذين تحدثوا عن مصحف (فاطمة) .
هذا وحرصت على عدم الإطالة ، أشكرك على تفهمك وأدعوا الله أن يجعل ما نكتب شاهداً لنا لا علينا يوم القيامة وأن ينزلنا ووالدينا الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين و الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً، والسلام عليكم .
المراجع :
- الشيعة والسنة لـ الشهيد إحسان إلهي ظهير .
- الشيعة والتصحيح للعلامة الدكتور موسى الموسوي الأصبهاني .
-