المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطر و نثر لوحاتٌ قديمة في غرفةٍ نتنة !



رفعت خالد
08-04-2009, 08:53 PM
لوحاتٌ قديمة في غرفةٍ نتنة !


http://ektob.com/uploads/k/khalidrifaat/48043.jpg




أحيانا أقوم من سباتي الطويل في تلك الغرفة المظلمة..



و أمشي بكسل إلى ذلك الصندوق الأسود ،



و أحمل تلك اللوحات القديمة المغطّاة بالعفر ،



وقد نُقشَت عليها تلك الصور.



صور أحلامي الغابرة ،



و ملاحمي العظيمة !



فأنفضها و أمسحها ، ثم أتملّى بالنظر إلى ما فيها.



و تُصدّق عيناي الصور ،



و أطيل النظر..



وأومئ برأسي ، مبتسما.



وفجأة ! أرى دخانا أبيضا ، يتجلى أمامي من عدم !



أتقهقر للوراء و أوجس خيفة ،



إذ لم أفهم !



لكن سرعان ما يتلاشى هذا الدخان ،



و ألمح خلفه.. شبحا ناصع البياض !



و أفهم..



أعرف الشبح.. إنه الأمل !



يبتسم لي فأكاد أطير فرحة !



و أنطلق في نشاط و حبور ، وبيدي اللوحات.



أجوب الشوارع ، منتعشا ، وبعيني العبرات !



أجري في الطرقات ، مجنونا ، وبنفسي رغبة في الصراخ !



بل أريد العويل و الصياح !



حتى يعلم الناس أني عدت ،



وأن الظلام ولّى ،



ولاح الصباح.



وأن خالد قد استيقظ من جديد ،



و عاد للكفاح.



وأن زمن الهزيمة قد أُقبر ،



و بزغ فجر النجاح.



و أن السرور قد جاء



فلا حزن اليوم و لا نواح.



أريد أن أقول لهم هذا.



فيا طير بلّغيهم ،



واحملي إليهم رسالتي يا رياح.



أنا هناااا !..



لقد عدت !



و كلمح البصر يرتطم رأسي بجدار قاسٍ !



فأسقط متألما و أصرخ متأوها ،



و أرفع رأسي لأرى.. نفس الجدار !



إنه هو !



جدار الغرفة التي كنت فيها !



إنه هو !



الجدار الذي ارتطمت به مرات و مرات !



إنه هو.. عليه اللعنة !



مرآه يعني أن الحلم قد انتهى !



ملمسه الخشن يعني أني قد استيقظت !



رائحته العطنة تعني أني دخلت من جديد غرفة الواقع النتنة !



تبا !



لماذا لم أنتبه إلى الطريق و الخطوات ؟



بل لماذا حملت اللوحات ؟

Akira
08-04-2009, 11:57 PM
وااااااااااو خيال واسع جدااا ..... متحمس لجديدك مرررره ..... تقبل مرروري

رفعت خالد
09-04-2009, 01:11 AM
العفو أخي ، رد محرج.

هذه خاطرة مؤلمة لأنها منبثقة من واقعي. الله المستعان.

shjoonal3in
09-04-2009, 02:58 AM
خاطرة بأسلوب قصصي مميز غير مستغرب منك أبداً (:

رائعة جداً ، تجبرنا حروفها أن نعيش في جوها و نسترسل معها ...
حتى يظهر لنا فجأة ... إنه هو ... توقيعك ..!
مرآه يعني أن الخاطرة قد انتهت !

رائع خالد ، بالتوفيق يارب (:

رفعت خالد
09-04-2009, 07:03 PM
شكرا يا شجون العين.. بل إنها أنت !

نعم أنت :p !..

أنت من تستحقين الشكر.

مرآك يعني أنني لم أخطئ الموضوع.

تواجدك يعني أن خاطرتي ناجحة :D .

شكرا.

Akamah
09-04-2009, 07:57 PM
أصلح الله شأننا و شأنك
كلام رائع و عن قريب تتغير خاتمته المؤلمة بإذن الله القدير

mare
09-04-2009, 09:26 PM
جميلة جدا هي الخاطرة,تلمس داخل كل منا , فالأمل ينبع من الألم.
جزاك الله خيرا.

ياسمين الشام
10-04-2009, 04:10 PM
السلام عليكم..
أعتقد أننا نعيش جميعاً خلف ذاك الجدار
وكلنا أمل أن نطير يوماً مع الأسراب المحلقة في الخارج..

أسلوب أدبي محترف ..
تحياتي لقلمك المبدع.
:)

طه الزروق
10-04-2009, 09:15 PM
افهمك جدا يا خالد...
دو كانك تتحدث معي بلا مجاز و لا رموز...
و لو لا ان الايام تمر علينا في فراق...لكني ارافق الصفحات الماضية و اجعلها حاضرا يحكي...
لا تنظر للجدار ...بل للباب...و للنافدة..واسمع لصراخ الناس خارج الغرفة يصرخون لما هزموا الجدار...
لو كانت الدنيا غير تلك..فما نفع النجاح ان كان كشرب الماء...

قيصر الكلمات
11-04-2009, 01:51 AM
أسجل الحضور

على جسر اروع الكلمات
تعديت حدود الروعة سيدي
ثورة قلمك هائجة على الاحاسيس
وقمة خيالك تفوت الخيال البشري
شكرا لما خطه قلمك الفد
جل التقدير و الاحترام لك سيدي
تقبل مروري البسيط امام فخامة خاطرتك...
....قيصر الكلمات....

رفعت خالد
11-04-2009, 06:43 PM
أكمه.. أو شيء كهذا :)..
أكرمك الله و رعاك. اللهم آمين ، أسأل الله ذلك يا أخي.

ماري
و إياك أختي الكريمة ، العفو.

ياسمين
حياك الله ، بصفتي رئيس تحرير سلسلة الأول و الثاني أطلب منك مبررا معقولا لهذا الاختفاء :28:..
لا بل كلنا مختفون هذه الآونة :09:.. شكرا سيدتي.

طه يا حبيبي
أبث لله وحده همي و أشكو إليه حالي. الحمد لله ، هكذا الحياة يا أخي و يوما ما سأرتاح منها. لكن القاتل هو الشعور بالذنب !

سيدي القيصر..
بارك الله فيك ، سرني توقيعك الفخم الذي أنكر أني أستحقه.

جعلني الله عند حسن ظنكم و غفر لي ما لا تعلمون.

هــمـسـة
13-04-2009, 12:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة لا أدري ماذا أقول فقد عجزت كلماتي عن التعبير أو الوصف
بورك ذاك القلم المبدع
والسلام

رابعة العدوية
17-04-2009, 12:36 AM
وأن زمن الهزيمة قد أُقبر ،
ولى .. اندثر , اما انقبر ؟! :|
تدري , ذكرتني بشيء ما .. شيء من قبيل , همم لا أعلم ! لكنهم أيضا كانوا يمشون ولا يبصرونه .. وتدخل اليه انثى , فتراه ويراها , يكاد ينطلق حبورا , قبل أن تباغته بسؤال : تراك رأيتني حقا ؟!
سوداء !
جميل :)

رفعت خالد
17-04-2009, 01:26 AM
شكرا همسة :) ، خدشت تواضعي أختاه.

يا صاحبة السجن الأدبي ، رفقا بالسجناء :D.

شكرا آلاء..

لكنها أقبر بالألف المضمومة ، أي أجدث و دفن و انهال عليه التراب. كأني أردت من أقبر الشيء أنه نسي و غاب في الزمن البعيد.

اعذري تحذلقي اللغوي السخيف :09:.

رابعة العدوية
18-04-2009, 12:41 AM
هه.. قصدك مبنية للمجهول ؟

رفعت خالد
18-04-2009, 03:32 PM
تماما يا أستاذة.. أيوه. :D