تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية باكستان لن تكون مقبولة أمريكيا لأنها تدين بالإسلام



abeosama50
10-01-2002, 11:57 PM
يتنطع شمعون بيريس وزير الخارجية الاسرائيلي ويعرض خدماته علي الهند، بما في ذلك العسكرية منها، لمساعدتها في مكافحة الارهاب. فبيريس الذي يمثل دولة تمارس الارهاب وتحتل أراضي الغير بالقوة، وتفرض حصارا تجويعيا علي شعبها، وتدير ظهرها لقرارات الشرعية الدولية، بات يقدم نفسه، والحكومة التي يمثلها، علي انه حريص علي السلام والامن العالميين، مثلما هو حريص ايضا علي مصالح الهند، ومواجهة الارهاب عالميا.

و تقول صحيفة القدس العربي : بيريس اختار تزايد حدة التوتر بين باكستان والهند للقيام بزيارته الحالية الي نيودلهي لاظهار انحيازه بالكامل الي الجانب الهندي، ليس لان الحق الي جانبه، وانما لان العدو المشترك هو باكستان الدولة المسلمة. والارهاب الذي يريد مساعدة الهند علي مكافحته هوالارهاب الاسلامي في كشمير.
زيارة انتهازية بكل معني الكلمة، ولمَ لا؟ فالدول تبحث عن مصالحها، وتبني من التحالفات والعلاقات بما يخدم هذه المصالح، ويؤدي الي تطورها وازدهارها.
فالاخلاق والسياسة امران من النادر ان يلتقيا، خاصة من جانب الدول الاستعمارية التي تمتص دماء الشعوب الفقيرة المعدمة، ولا تتورع عن اختلاق الحروب والازمات من اجل بيع الاسلحة والمعدات العسكرية للاطراف المتحاربة.
وربما لم يكن من قبيل الصدفة ان تأتي هذه الزيارة بايعاز من الادارة الامريكية وبتنسيق كامل معها، فقد تحدثت صحيفة هآرتس الاسرائيلية في اواخر الشهر الماضي عن ضوء اخضر امريكي للحكومة الاسرائيلية لبيع ثلاث طائرات رادار من طراز فالكون، مزودة بتقنية استخبارية متقدمة مشابهة لتلك الموجودة في طائرة اواكس للانذار المبكر. وهي الطائرات نفسها التي منعت الادارة الامريكية بيعها الي الصين.
وهكذا نجد انفسنا امام تكتل عالمي تتزعمه امريكا ووكيلتها اسرائيل يرتكز علي اساس معاداة الاسلام والمسلمين، واعتبار العالم الاسلامي هو مصدر الارهاب.
ومن المفارقة ان باكستان التي لبت جميع مطالب الادارة الامريكية، وفتحت قواعدها واراضيها لقوات التحالف، وتخلت عن حلفائها في افغانستان، تكافأ من قبل هذه الادارة بتعزيز القدرات العسكرية لاعدائها في الهند.
باكستان لن تكون مقبولة امريكيا، لانها غير مقبولة اسرائيليا، فهي تدين بالاسلام، والاسرائيليون اعلنوا الحرب علي الاسلام وعلي اي جهود من جانب المسلمين لتطوير قدرات دفاعية نووية. باكستان تجاوزت الخطوط الاسرائيلية الحمر، والعراق كاد ان يتجاوزها، ولذلك تتصدر هذه الدول قائمة التحريض الاسرائيلية.
ويظل السؤال هو: اين العرب من كل هذا، واين دبلوماسيتهم ودبلوماسيوهم، الاجابة عن هذا السؤال معروفة، وباتت مملة، ومثل الضرب في الميت.