المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ايها الغريب! ايها المسافر!



حمصي
02-05-2009, 09:46 PM
الحمد لله ب العالمين
و صلى الله الله و سلم على نبينا محمد
و على اله الطاهرين
و صحابته الطيبين
و التابعين و من تبعهم باحسان الى يوم الدين
اما بعد

روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال
اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال
كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل


ايها الغريب!
لما خلق ادم عليه السلام أسكن هو و زوجه الجنة
ثم اهبط منها
ووعدا الرجوع اليها و صالح ذريتهما
فالمؤمن أبدا في غربته يحن الى وطنه الأول


فحيا على جنات عدن فانها... منزلك الأولى و فيها المخيم
و لكننا سبي العدو فهل ترى...نعود الى أوطاننا و نسلم
و قد زعموا أن الغريب اذا نأى...و شطت به أوطانه فهو مغرم
و اي اغتراب فوق غربتنا التي ... لها أضحت الأعداء فينا تحكم


ايها الغريب!
ألم تحن الى منزلك الأول؟
كم منزل للمرء يالفه الفتى...... و حنينه أبدا لأول منزل


ايها الغريب!
ما لي اراك متعلق بالدينا؟ انسيت انك في غربة ؟
الغريب لا يتعلق قلبه ببلد الغربة بل قلبه متعلق بوطنه الذي يرجع اليه
و انما هو مقيم ليتزود للرجوع الى وطنه
فما لي اراك تعلقت بغير بلدك الأول؟
قال الفضيل بن عياض: المؤمن في الدنيا مهموم حزين همه مرمة جهازه
فتزود ايها الغريب لرحلتك
و تزودوا فان خير الزاد التقوى


ايها المسافر!
انسيت انك على سفر؟
يخيل لك انك مقيم بل انت دائب السير تساق مع ذلك سوقا حثيثا
الموت موجه اليك و الدنيا تطوى من ورائك
و ما مضى من عمرك فليس بكار عليك حتى يكر عليك يوم التغابن


سبيلك في الدنيا سبيل مسافر... و لابد من زاد لكل مسافر
و لابد للانسان من حمل عدة ... و لا سيما ان خاف صولة قاهر


ايها المسافر!
ما الأيام الا مراحل!
قال داود الطائي: انما الليل و النهار مراحل ينزل الناس مرحلة مرحلة حتى ينتهي بهم ذلك الى اخر سفرهم
فان استطعت ان تقدم في كل مرحلة زادا لما بين يديها فافعل, فان انقطاع السفر عن قريب ما هو و الأمر اعجل من ذلك
فتزود لسفرك واقض ما انت قاض من أمرك فكانك بالأمر قد بغتك


و ما هذه الأيام الا مراحل ... يحث بها داع الى الموت قاصد
و اعجب شسء لو تأملت ...انها تطوى و المسافر قاعد!!!!


قال الحسن: لم يزل الليل و النهار سريعين في نقص الأعمار و تقريب الاجال,
هيهات قد صحبا نوحا و عادا و ثمود و قرونا بين ذلك كثيرا فاصبحوا قدموا على ربهم ووردوا على اعمالهم
اصبح الليل و النهار غضين جديدين, لم يبلهما ما مرا به, مستعدين لمن بقي بمثل ما اصابا من مضى


نسير الى الاجال في كل لحظة... و ايامنا تطوى و هن مراحل
و لم ار مثل الموت حقا كأنه...اذا ما تخطته الأماني باطل
و ما أقبح التفريط في زمن الصبا... فكيف به و الشيب للرأس شامل
ترحل من الدنيا بزاد من التقى... فعمرك ايام و هن قلائل


كتب الأوزاعي الى اخ له: أما بعد فقداحيط بك من كل جانب و اعلم انه يسسا بك في كل يوم و ليلة فاحذر الله و المقام بين يديه و ان ييكون اخر عهدك به, و السلام
-------------------------------------------------------------------------
و المقصود هو قصر الأمل في الدنيا و ان المؤمن لا يينبغي له ان يتخذ الدنيا وطنا و مسكنا فيطمئن فيها و لكن ينبغي ان يكون فيها كأنه على جناح سفر يهيئ جهازه للرحيل


و حاله كالغريب لا همة له الا في لتزود بما ينفعه عند عوده الى وطنه فلا ينافس اهل البلد الي هو غريب بينهم في عزهم و لا ييجزع من الذل عندهم


و حاله كالمسافر سائر في قطع منازل السفر حتى ينتهي به السفر الى اخره و هو الموت
و المسافر همته تحصيل الزاد للسفر و ليس له الهم في الاستكثار من متاع الدنيا


-------------------------------------------------------------------
ملخص من جامع العلوم و الحكم
-------------------------------------------------------------------
دمتم على سفر
حمصي