المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : باكستان تحت نصل التقسيم



إسلامية
06-05-2009, 07:22 AM
تبدو الآمال في خروج باكستان من أزمتها دون خسائر ضئيلة جداً مع دخول البلاد حيز الفوضى في أكثر من مكان.
انفجارات تتوالى لا تستبعد حتى المساجد، وأعمال عنف في أكثر من إقليم، وملفات سياسية ساخنة، رئيس إسماعيلي ضعيف، وجيش لم يحسم أمره لحد الآن، وتذمر بين قادته العسكريين، وثورة مكتومة في أكثر من صعيد، ومظاهرات تنطلق بين فينة وأخرى، وأزمات يتصدرها القاضي السني العنيد افتخار شودري.
الغوغاء الطائفيون يتغولون في بعض الأقاليم، والأحزاب الإسلامية السياسية تتراجع، وتتقدم حركة طالبان الباكستانية لتتصدر المشهد يذعن لها الرئيس الباكستاني ويوقع معها اتفاقاً لا يجد الجيش نفسه ملتزماً به خارج حدود وادي سوات.
برلمان مضطرب يجمع على تطبيق الشريعة في وادي سوات، لكنه يحجم عن تطبيقها في غيره إلا إذا أرغم تحت وطأة السلاح!! وحالة سياسية سائلة.. حالة نموذجية لحدوث انقلاب ألفه الباكستانيون كلما مرت بهم هذه الظروف أو أقل منها، الكل ينتظر الخبر العاجل الذي سيتصدر وكالات الدنيا إن حدث، لكنه بعد لم يحدث.
البعض شبه باكستان، بعراق ما قبل الحرب، حيث تشحذ الولايات المتحدة نصلها لذبحه، مع فارق بسيط ما بين الذبح العراقي، والتقطيع الباكستاني، لكن ما عدا ذلك فالإرهاصات واحدة، والأعوان بعضهم مشترك والبعض مرشح للعب دور مشابه للدور الإيراني في العراق.
تقف الهند إذن على أهبة الاستعداد، وهي تؤمن أن لها "حقوقاً" في باكستان لمّا تنلها مذ انفصلت باكستان عنها لعقود مضت.. والجميع، كما في العراق متربص لما قد يكون قادماً في العراق، ومصائر بلدان أخرى، ربما، مرهون بمدى التغيير السلبي أو الإيجابي في باكستان، أهمها أفغانستان، المرشحة هي الأخرى للتقسيم في حال تفككت باكستان..
تمثل باكستان مثالاً، بل عبرة، لدول أخرى، كانت تملك مفردات القوة، ولديها جيش قوي يمتلك سلاحاً نووياً رادعاً، لكنها ركنت إلى الولايات المتحدة تحت ذريعة مكافحة تنظيم صغير فزادتها رهقاً..
وهي الآن بعد أن خسرت كثيراً في كشمير، وانتقصت سيادتها، مرشحة للأسوأ في ظل فقر ألجأها إليه فساد يضرب بأطنابه كلما وجد للأمريكيين في بلدان المسلمين حلفاء..
هذا كله حصاد الخضوع للولايات المتحدة الأمريكية، فلا الأغلبية السنية حكمت فعلياً بسبب حبائل التخطيط الدولي والإقليمي، ولا أفادت باكستان بقوتها النووية والعسكرية في انتهاج سياسة مستقلة عن أمريكا، ولا تمكنت من التمدد في المحيط الإقليمي، ولا فرضت نفسها على الدول الإسلامية كثاني أكبر دولة إسلامية في العالم يتوجب أن تتحمل مسؤولية أكبر في حاضر العالم الإسلامي ومستقبله، ولا هي فرضت هيمنتها على القبائل الباشتونية التي لا تعرف بين باكستان وأفغانستان حدوداً، فصارت الباشتونية خصماً من الدولة الباكستانية بدلاً عن أن تكون رصيداً لها.. هل هذا من أجل قروض أمريكية سرعان ما بددها الفساد، وغرقت باكستان من جديد تحت خط الفقر.



http://almoslim.net/node/111172 (http://almoslim.net/node/111172)