المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصليبيون الأمريكيون للمسلمين في أفغانستان: نقتلكم بالنار أو بالصليب!!



إسلامية
07-05-2009, 01:41 AM
لم يجد الناطق باسم قوات الغزو الأمريكية في أفغانستان مفراً من مواجهة الوقائع الموثقة،غير نفيها بلسان متلعثم يخفي الامتعاض من تسريب حملة تنصير يقوم بها ضباط وجنود الجيش الغازي.لكنه نفيٌ لا يقنع أحداً،فالحقائق موثقة بالصوت والصورة،بما لا يدع للشك أدنى فسحة،والشخص الذي وثّق الأمر أمريكي متخصص في إنتاج الأفلام التسجيلية والوثائقية،وقد أنتج فيلمه هذا عندما كان جندياً في الوحدة نفسها التي فضح نشاطها الهدام.


ويظهر في الفيلم رئيس أساقفة جيش الاحتلال الأمريكي في أفغانستان،وهو ضابط يجمل رتبة مقدم،يضع مسدسه على جنبه ،وهو يحض عصابته المحيطين به من ضباط وجنود، على تنصير أهل البلاد مؤكداً أنه وعصابة التنصير تلك، يكملون مهمة زملائهم في جيش الغزو،ويقول لهم:هم يصطادون الرجال بإطلاق النار عليهم وقتلهم، وأنتم تصطادونهم للمسيح!!


وتبدو في الشريط كميات كبيرة من الأناجيل المترجمة إلى أكثر لهجتين شائعتين في بلاد الأفغان،وهما:البشتو والداري،ويقوم المنصّرون العسكريون بتفريغها من صناديقها ويهيئونها للتوزيع!!فكيف يستطيع المتحدث الأمريكي نفي هذه الوقائع الساطعة،مدعياً أن الأناجيل جاءت إلى أفغانستان لكنها صودرت من قبل قيادة قوات الغزو!!


ومن المفارقات أن التجمع التنصيري تم في قاعدة باغرام الجوية،التي ارتبطت منذ الحملة الصليبية الأخيرة، بالقتل والتعذيب،وكونها المحطة الأشهر لاصطياد الأبرياء وشحنهم إلى المعتقل/الفضيحة جوانتنمو. وما يؤكد النهج التنصيري الأمريكي ذاته، افتضاح ممارسات شبيهة في العراق وبالذات في محافظة الأنبار التي نالها النصيب الأوفى من همجية الصيادين القتلة في قوات الغزو وأكثر ضحاياها نساء وأطفال وشيوخ ومقعدون!!


وإذا كان المتحدث باسم جيش الغزاة عجيباً بجحوده حقائق ناصعة مؤيَّدة بالأدلة القاطعة،فإنه لم يتوقف عند الكنيسة التي شيدها الغزاة في باغرام،علماً بأن أهل هذه البلاد كافة من المسلمين!!
نحن لم نكن في حاجة إلى شريط مصور،لكي نعلم أن الغزاة يعملون على تنصير الأفغان،فذلك دأب القوم دائماً،على الأقل منذ محنتنا في الأندلس،يوم لم تكن أمريكا قد اكتُشِفَتْ بعد.كان جهد فرديناند وإيزابيلا ينْصَبُّ على قتل المسلمين أو تنصيرهم أو طردهم من ديارهم بعد الاستيلاء على بيوتهم ومصادر رزقهم وأموالهم!!بل إن اكتشاف أمريكا لم يكن مقصوداً بل كانت مهمة كولومبوس ارتياد الطرق التي يفر من خلالها المسلمون لمتابعة استئصالهم.


وكذلك كانت غاية الصليبيين من أكثر الكشوف الجغرافية اللاحقة!!


والفرق بين هوس صليبيي الأندلس وهوس جورج بوش الصغير500سنة، ويومئذ لم يكن هنالك قانون دولي ولا حقوق إنسان ولا ديموقراطية فهذه كلها عناوين طارئة،لكنها-ويا للمفارقة!!-لم تغيّر شيئاً في المشهد.والفارق الطفيف يجعل صليبيي اليوم شراً من أسلافهم،الذين كان عداؤهم صريحاً ومُعْلَناً.فحربهم كانت صليبية قولاً وفعلاً.


أما صليبيو اليوم فيتراجعون عن تصريح كبيرهم بأن حربه ضد المسلمين صليبية،زاعمين أنها زلة لسان!!والدستور الأمريكي لا يحدد للدولة ديناً، والقوانين الأمريكية تمنع قيام الجيش بالدعاية لأي دين،بنا يجعل مسلك جيش الاحتلال الأمريكي في أفغانستان جريمة،لكن قوماً يفترون على الله الكذب زاعمين أنه يحدثهم مباشرة لن يقفوا حتى عند دستورهم !!


وكيف يفعلون وهم يصغون إلى رايس بعد خروجها من منصبها-وهي عادة فرصة للحديث بشيء من الضمير والقيم!!-تؤكد أن التعذيب لا يبقى تعذيباً إذا تم بأمر من الرئيس!!!!
ثبت إذاً أنها لم تكن زلة لسان من بوش ولا هي تسريبات من حديث جنرال متهور ولا نشاط أفراد ولا حماسة ضباط معدودين..بل سياسة رسمية ثابتة..


والأسوأ أن نهج الأمريكيين التنصيري الصلف،يتجاوز الاستعماريين السابقين لهم مباشرة،فلقد كان الإنجليز والفرنسيون مثلاً يهيئون لحشود المنصرين أن تعمل بكل يسر وتزودهم بالإمكانات اللازمة،لكنها نأتْ عن انخراط جنودها بالتنصير، بخلاف الأمريكيين.

http://almoslim.net/node/111453 (http://almoslim.net/node/111453)