المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابتدئوا بغزو أوروبا ... وسينتهوا في خان الخليلي !



الامير الفقير
15-05-2009, 12:37 PM
ابتدئوا بغزو أوروبا ... وسينتهوا في خان الخليلي !



زارتنا أخت المدام وعائلتها الكريمة خلال الأيام الماضية في زيارة شوق ومودة بعد أن غابت عنا هي وزوجها وأطفالها الثلاثة الذين رزقهم الله خلال فترة الغياب ما يناهز الخمسة عشر عاما بالتمام والكمال ... وقد سافرت مع زوجها الى ذلك البلد الأوروبي الجميل ( هولندا ) في بداية التسعينيات من القرن الماضي بعد الحاح بعلها بضرورة الهجرة كونه متضرر ومضطهد وملاحق من نظام ( الدكتاتور ) ... مع العلم أنه كان صاحب محل لبيع الملابس بالتجزئة ... وبعد أن زوّر الكثير من الأوراق التي تثبت ادعائاته كما يفعل ( بعض ) العراقيين من طالبي اللجوء الأنساني والحيواني والنباتي والسياسي بالرغم من أنهم كرام اعزاء في بلدهم ... لكن الهروب من خدمة العلم وحياة العسكرية الشاملة التي امتاز فيها النظام السابق هو السبب الرئيسي لمعظم اولائك الفارّين ... على أننا لايمكن أن نكذب البعض أيضا ممن تعرضوا للملاحقة وازعاجات السلطة المعروفة ... ولله في خلقه شؤون

وحقيقة كنت أنا شخصيا أرى في زوجها شخصا مهذبا كريما مؤمنا تقارب أخلاقه أخلاقنا ... على أنه بالرغم من مذهبه ( الجعفري ) الذي لم نسأل عنه في حينه كما هو عهد العراقيين كأهل وأحباب وأصدقاء متقاربين ومتداخلين في كل شيء ... بل لم يكن ذلك سببا في قبول الزواج أو رفضه مذ شربنا ماء الفراتين ... أقول على الرغم من ذلك كنت أكثر واحدا في العائلة فرحا به ...

أعود الى الزيارة ... وفي عصر يوم مشمس ونحن فرحون ببعضنا بعد طول غياب كبير واذا بأحدى بناتهم الأطفال والتي لا يتجاوز عمرها السبع سنوات ، وهي تقف بالقرب مني قالت لي بصوت بريء ولغة غريبة ضائعة بين الهولندية والعربية بعد أن تقرب منا ابن جيراننا الصغير وأسمه عمر ... قالت ... عمو ليش هذا المسكين اسمه عمر ... مو حرام على ماما مال هو وبابا مال هو يسموه عمر ... قلت لها متى عرفتي اسمه ... أجابت البارحة عندما لعبنا سوية ... وتركت اللعب معه بعد أن عرفت أسمه ...

استفزني الموضوع حقيقة وكدت أن أفقد أعصابي ... لا لأفكارهم كمسلمين وهم يجازون بها من الباري عز وجل سواء خيرا أم عسرا بل بتعليم الصغار على الحقد والسب واللعن منذ الصغر ... لكني تحاملت على نفسي وقررت أن أبحث عن السبب الذي يجعل السموم تغطي مثل هذه الوردة اليانعة ... وكحال معظم رجال العرب في الفضول والحشرية قررت أن استقصي و ( أبحوش ) ... فأنتظرت الفرصة المناسبة وفتحت الموضوع مع والدها الذي كان يسهب بالحديث كيف أن ابنته ( زهراء ) وهو اسمها تجيد عشرة أنواع من ( اللطم ) برغم صغر سنها ... قلت متجهما ... يا أبا زهراء ... كنت أعتقد أن أطفالك في هولندا يسبقونا بمراحل في تعليمهم العلوم واللغات والرياضة والموسيقى بوقت مبكر ... وقد تصورت أن زهراء مثلا برغم سنها الصغير تجيد التعامل مع الكومبيوتر وعلى الأقل تعزف على البيانو وربما تتكلم لغة ثالثة مثل الأنكليزية مثلا ... كان رده صاعقا ماحقا وياليته مارد ... فما زلت لحد الآن متكدرا

في ردّه ذاك لم تسقط الجمهورية الأسلامية الأيرانية من فمه وقد قالها مئات المرات خلال حديثه ... ثم قال من بعض ما قاله ... أي بيانو أخي ... وأي لغة ثالثة فقد نذرنا نفسنا في بلاد الغربة لنصرة الأسلام وبالأخص التقاليد الحسينية من اللطم والضرب بالسلاسل والتطبير ... وأزيدك علما أن الجمهورية الأسلامية الأيرانية كانت قد شيدت لنا ثلاث ( حسينيات ) لاحظوا لا يعرف أن يقول مساجد ... في مدينتنا الصغيرة التي تقع شمال هولندا والتي لا يتجاوز نفوسها المليون نسمة ... قلت وهل هذا الكلام ينطبق على مدن أوروبا الباقية ... قال بركة من الله وخير كثير ... وأزيدك من الشعر بيتا ... نحن نتلقى معونات من ( الحسينيات ) أكثر مما تخصصه الدولة لنا كرواتب للاجئين ... سبحان الله هذا الرجل المسلم الذي لم يعرف للفرقة والطائفية والسب واللعن دربا ... أراه قد تشبع بها وهو في بلاد التطور العلمي

رجعت لأفكاري ووساوسي التي لم تعتق ولن تعتق في يوم من الأيام ( معاليهم ) و ( سيادتهم ) على تطنيشهم الأزلي الذي وصل الى غض النظر حتى عن الأخطار التي تسارع في بث نار الفرقة بين مجتمعاتنا الأسلامية النقية المسالمة المتداخلة المغلوب على أمرها ... واستهجنت من جديد ضعف ( بعضهم ) وعجزهم كولاة للأمر من أن يبادروا للتصرف بعقل وحكمة واهتمام بتلك المخاطر كأهتمامهم بالخيول والسيارات واليخوت وصالات الروليت وامتلاك الشركات في كان وفينيسيا ولندن ونيويورك ... وان كانت هولندا بعيدة كل البعد عن ديارنا فربما غدا سنسمع السب واللعن والشتم في طنجة وصنعاء والخرطوم وربما حتى في خان الخليلي ... ثم سألت نفسي ماذا تبغي ايران من ذلك ... هل هي حقيقة تنصر الأسلام في بلاد الروم ... أم انها تريد ( بالعرب ) خصوصا ما تريد ... أم انها قررت أن تبدأ من هناك لتنتهي هنا ... ومن أين لها كل تلك الأمكانيات الأقتصادية لفعل ذلك ... وازداد ( حقدي ) على معاليهم عندما أيقنت أن أمكانيات ايران المالية لا تساوي عشر عشر عشر امكانيات أمة العرب ... والله الستار