وصفات من ذهب لأطباق من أدب !

[رفعت خالد]

وصفات من ذهب لأطباق من أدب !

http://ektob.com/uploads/k/khalidrifaat/52701.jpg


(اسمع ما عندنا و أسمعنا ما عندك)



الحمد لله عدد خلقه و رضاء نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته. و الصلاة و السلام على حبيبنا و قرة أعيننا محمد و على آله و صحبه.

أما بعد..

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

كثيرا ما نقرأ نصوصا أدبية أو شعرية فنمطّ وجوهنا تعجبا و لسان حالنا يقول (ولكن كيف فعلها ؟.. كيف كتب هذا ؟).

و كثيرا ما نجرب طريقة و أوقاتا و وضعيات مختلفة للكتابة فنفشل أو لا تأتي النتيجة كما أردناها !

و سبحان الله ! من رحمته عز و جلّ أن خلقنا مختلفين عقلا و نفسا و بيئة.. فكل منا لديه أفكار غريبة و نظرة خاصة للأشياء و تحليل آخر للمفاهيم.

من هذا المبدأ - و بما أنكم في رواق الأدب - أدعوكم إلى خوض تجربة ، ربما تأتي بخير كثير. فتكون بذلك محركا لضخ مداد جديد ، بلون آخر في أقلامنا التي ملّ بعضنا منها و كاد يرميها !.. تجربة تبادل الأفكار و الخبرات ، حيث يدلي كل بدلوه..

هل تكتب ؟ كيف تكتب ؟ كم تكتب ؟ متى تكتب ؟ ماذا تكتب ؟.. و لماذا تكتب ؟

ماذا تفعل عندما تعجز عن الكتابة ؟ و ما هي الأماكن و الأوقات التي تراها جيدة و مفيدة للكاتب ؟

هل ترى أخطاء شائعة في كتابات الآخرين ؟ لغوية كانت أم تعبيرية أم تنظيمية..

لديك أسئلة ما ؟ أفكار ما ؟ تجارب ما ؟.. أشياء لاحظتها في الأدب أو في الأدباء ؟..

كل هذا و أكثر سنحاول مناقشته في هذا المجال الإلكتروني ، بجدية و رغبة في التعلم. و ليجعل كل من أراد أن يضع وصفة عنوانا لوصفته.

فلا تبخلوا علينا بما لديكم من وصفات ذهبية لأطباق أدبية ، شهية !



- - -

[رفعت خالد]

الوصفة الذهبية الأولى:


الإتقان هو اسم اللعبة !


http://ektob.com/uploads/k/khalidrifaat/53040.jpg

ما أحوجني إلى تصحيح أخطائي النحوية و زلاتي التعبيرية ! و ما أصغر قاموسي اللغوي !

لذا ، فما سأقوله من نصائح هي لنفسي أولا. فلا يظننّ أحدكم بيَ الظنون ، و لا يحسبنّ أني أتبختر و أرى نفسي ملك الأدب و مالكه. بل العبد لله أقلكم خبرة.. فساعدوني قبل أن أساعدكم !

حسن ، لن أواصل حديثي هذا حتى لا تبكوا تأثرا و سأباشر ما أريد..

قبل كل شيء لابد من القراءة.. الكثير منها ، بل قل إدمانها. فتلك مرحلة لازمة للكاتب ، إذ يتكون فيها و يكسب منها الخبرة و يحصل على الأدوات ، و يرى فيها كيف يوظف الكتّاب اللغة و كيف يعركونها ، و كيف يختارون الشخصيات و كيف يقودونها ! حتى يصل إلى درجة "الامتلاء". من ثمّ ، و قد نضج و (بلغ) يمكنه أن يجرب أولى خطواته في هذا العالم الجديد ، عالم القلم و الورق ، عالم التأمل و الإبداع.

و للأسف الشديد ترى اليوم الكل ينكب على الكتابة ، الكل يتعجل أن يرى اسمه تحت عنوان.. أيّ عنوان ، حتى لو كان منقولا ! و هذه هي نصيحتي التي أشدّد عليها في وصفتي هذه : ( لا تركضوا ركضا أعمى. و إنما امشوا على ثقة و انظروا جيدا إلى مواضع أقدامكم ).

ثم يأتي الاهتمام بكل صغيرة و كبيرة.. الخط ، اللون ، الترقيم ، الصورة و كل ما شابه من مقبلات القراءة كما أعتبرها. و كم من عضو هنا و في أماكن أخرى نصحته بالاهتمام بهذه الأشياء فأبدى نوعا من "التسخط اللطيف" و قال ما معناه أنها أشياء تافهة و لا يلقي لها بالا.. المهم هو القصة !

إن كان هذا في نظره تافها ، فلا أظنه سيهتم كثيرا بالتدقيق في اختيار الشخصيات أو يأبه بأشياء أخرى تدخل في صميم قصته. فالإتقان هو اسم اللعبة. و إن لم تنوِ الإتقان فلا تزد الأمور سوءا و لا تضع لطخا جديدا على الحائط الملطخ أصلا !.. بل ساهم على الأقل في نقاء و "نظافة" المكان و اجلس و لاحظ الذين يفوقونك لغة و تجربة.. لاحظهم كيف يرسمون قصصهم و أشعارهم ، تأمل جيدا ! و تحدى نفسك لتتفوق عليهم ، ثم حاول و حاول. فالسر شارة تعطيك إياها التجربة.. و التجربة وحدها.

و كم مرة أصابني إحباط لما أرى من يفوقني أدبا أو حسا شعريا فأذهب حتى أفكر في ترك الكتابة للأبد. لكن سرعان ما أعود - متظاهرا بالثقة - لأكتب ما لم أكتبه قبل ذلك !

و إن كنتُ و أنتَ من المبتدئين فلا يجب أن نتوقف عن المحاولة ، بل - بالعكس - علينا مضاعفتها و الإكثار منها ، قدر المستطاع. لكن بلا تلهف للنشر. إنما صبر جميل ، و لنهتم الآن بالتكوين.. تكوين مخيلاتنا و ذكائنا الأدبي.

و قبل أن أنسحب و أدع المنبر لغيري أود أن أشير إلى نقطة أخرى.. ليست الكتابة هي كل شيء. فلربما لا يجد بعضنا الراحة في الكتابة لسبب من الأسباب ، كفكرة خاطئة سمعها فتبناها ! لكن هناك ميادين أخرى و مواهب ليست لدى الكل. كالتصميم و التصحيح اللغوي و إخراج الكتب الإلكترونية مثلا.. و هلمّ جرا.

فشمّروا على أيادي الجد و تنافسوا في الإبداع.. حتى نحول هذا المنتدى متحفا أدبيا راقيا ، يبهر الزائر.



* * *

[احمد حامد صرصور]

السلام عليكم اخوكم العبد الفقير لله كاتب للقصه القصيره الساخره الناقده ومحترف للسجع تاتيني الفكره وانا نائم فاصحو في الحال وادون فان لم افعل ذلك انسى كل شيء

[رابعة العدوية]

جميل ما كتبت يا خالد .. - خاصة مسألة الاملاء تلك ..
:)

[رفعت خالد]

عذرا أخي ، لا أريد أن أكون وقحا لكن يبدو أنك لم تفهم الموضوع جيدا أنصحك بإعادة القراءة..

مضطر لحذف قصصك..

[رفعت خالد]

شكرا رابعة :أفكر:.. لكن أي إملاء تتحدثين عنه ؟ :ponder:

[رفعت خالد]

الوصفة الذهبية الثانية:



بسم الله الرحمن الرحيم



الحب


http://ektob.com/uploads/k/khalidrifaat/53041.jpg

ما الذي يدفع الأم إلى مكابدة الأتعاب و الأحزان مع ابنها ؟.. وما الذي يجعلها تقوم في وسط الليل لتلقمه ثديها ؟

أليس الحب ؟

إن الحب يصنع ما لا يُتصوّر و يورث طاقة عجيبة تفعل المستحيل !

وكذلك الكتابة تحتاج حبا و شغفا و إلا جاءت الكلمات باهتة حتى تحس أن الكاتب يكتب لغرض آخر و ليس لأنه يحب ما يكتب. لهذا أكره الأسلوب الآلي للصحفيين الذين يكتبون لنقل المعلومة و إحراز راتبهم فقط..

وأعجب حقا من الكاتب الوفي الذي يكتب بانتظام أعمالا متقنة و في مجال بعيد كل البعد عن الواقع ، كعالم الخيال و الفانتازيا ، فأتساءل بجدية كيف يجد هذا الرجل المزاج الملائم ليكتب عن حكاية "البيت المهجور" و له مشاكله الشخصية و العملية و العائلية التي لا مفر منها ؟ و سرعان ما أجيب نفسي بنفسي.. إنه الحب.

لذلك تندُر الجودة و تندر الأسماء التي تسطع مع النجوم في فن الكتابة ، هذا الفن الذي يقتضي أن ترسم كلمات تمس شغاف القلوب و تحرك النفوس و تثير الخواطر الخامدة و الأحلام الدفينة..

وككل فن فإن الكتابة بها جزء من "الصنعة" كما بها جزء من الموهبة التي تعذرت على فهم علماء النفس و صَعُب تحليلها.. و لكن يبقى الحب هو السر الغامض و منبع الإبداع فبدونه يذهب بريق الأشياء و جمالها لتبقى كتلا مادية باردة !..




رفعت خالد





* * *

[ياسمين الشام]

السلام عليكم..
موضوع هام وشائق بالفعل.. بارك الله بك..
مشاركة بسيطة..
الوصفة الذهبية الثالثة


الأدب موهبة.. لكن له قواعد وأصول

ربما ما سأقول تتمة لقول رفعت خالد..الإتقان هو اسم اللعبة..لكن قبل الإتقان والتدريب والتجريب تأتي القواعد والأصول..فلا تكفي الموهبة والقراءة كي تكتب نصاً جيداً أو ممتازاً..بل تحتاج إلى معرفة بالقواعد ..كيف تكتب قصة؟..كيف تكون شخصياتها ؟؟ما هي بحور الشعر ؟؟ وما هي العروض؟..دون أن تقيد هذه القواعد النظرية خيال الكاتب وأفكاره بل تمنحه قالباً عاماً لصوغ نص أدبي محترف ..وأيضاً أصول النحو والصرف والإملاء فلا تختصر همزات أو تضيف ولا ترفع منصوباً وتجر مرفوعاً ..وقد لا تستطيع الإلمام بكل قواعد النحو المتشعب العميق جداً لكن فقط الأساسيات التي لا يجوز لكاتب أن يخطئ بها ..والبقية تأتيك بالقراءة والمتابعة..إذاً نعود إلى النقطة الأساسية ..القراءة ثم القراءة..أحياناً عندما لا يتاح لي شراء كتاب جديد أعيد القديم ..و مع كل قراءة تكتشف شيئاً جديداً في أي كتاب أو رواية جيدة تقرؤها..

[ياسمين الشام]

الوصفة الذهبية الرابعة:



ليس السر في العزلة


http://ektob.com/uploads/k/khalidrifaat/53647.jpg

أن تكون كاتباً لا يعني أن تنعزل بين الكتب وعوالم الخيال وتحبس نفسك في عالم بعيد عن الواقع بحجة الكتابة..تحتاج إلى الاختلاط بالعالم و ورؤية الواقع ..فالكاتب مورده أولاً وأخيراً عالم الخيال الذي يبنيه بنفسه ومع كل كلمة يقرؤها يضيف إليه لبنة جديدة .. ومع كل تجربة يعيشها يضيف من خلالها عالماً كاملاً إلى خياله ، وفي النهاية لا وسيلة كي لا يفشل المرء إلا عدم التجربة وعدم الفشل يعني عدم النجاح في النهاية ، الكاتب بتلقى من المحيط الخارجي معطياته ليعيد صياغتها بدوره بأسلوبه الخاص ، فالألم يتحول إلى إبداع و السعادة تتحول إلى إبداع ..وكل المشاعر التي تنتاب الكاتب لا وسيلة له إلا تحويلها إلى نص أدبي.. وأنت في النهاية مهما كتبت لنفسك ستجد أنك تخرج شيئاً فشيئاً من دائرة الأنا لتتكلم بهموم يعيشها المجتمع والعالم ككل..

[رابعة العدوية]

الوصفة الذهبية الخامسة


أكتب ما تحب و أحب ما تكتب


هناك من يكتب في مجال القصة وهو لا يدرك ما يكتب , بل يكتب لمجرد الكتابة , وقد يكون مجاله الشعر , :) نعم علينا أن نجرب في كل مجال وأن نرتاح ونحب ونجد أنفسنا في مجال واحد , ونكتب فيها , هناك أيضا مسألة ان تحب ما تكتب , مهما بدا لك صغيرا وتافها و الخ - تعود أن تراه شيئا عظيما ..

مودتي ^^

[رفعت خالد]

شكرا لكما على الوصفات.. فالمعروف أن الطبخ من اختصاص الإناث. فلتعلمانا مما علمكما الله :D..
طبعا القراءة التي ذكرتُ يمكن أن تشمل الكتب اللغوية و النحوية ، فالذي أحبّ العربية و عشق كتابتها لابد أن يسعى لسد رمقه منها حتى يحترفها.
كلام في الصميم.. فلتبقيا معنا ، و إني لأنتظر عودة طه بفارغ الصبر حتى يكتمل الفريق من جديد.. وربما كُتب لهذا الفريق البقاء ليُصدر أعمالا أخرى :).. أتمنى هذا و الله.
بارك الله فيكما.

[أمير المجرة]

شكرا على الوصفات الذهبية يا اخي الحبيب ...رفعت

[ياسمين الشام]

كنت أريد وضع عنوان الوصفة الثالثة (الطبخ نفس ..لكن له قواعد وأصول)
ثم تراجعت عن الفكرة لأنها تبدو مبتذلة..

هل تريد تعلم الطهي رفعت؟؟..إذاً عليك بكتاب الشيف ...أي أحد تجده ملائماً أكثر مني..مزحة..
تحياتي وبانتظار عودة طه..^_~

[طه الزروق]

السلام عليكم..
بلغني أن هناك من ينتظرني و يتحدثون عن إعداد أطباق لذيذة..أنا مستعد للأكل يا سادة..
ليس الآن؟..متى إذن؟..بعد النقاش؟..موافق..

أيضا أيها السادة..العفوية ..في المفردات و الإيحاءات..لا تُحمل نفسك مشاق إرضاء الناس على حساب ذوقك الخاص..
ثم عدم التقيد بزمان أو مكان..فذاك يُضيق على راحة دهنك و مجال تفكرك..
و كن سباقا لا نقالا..مُؤثرًا لا مُتأثرًا..مميزا بطابع خاص حتى إذا قرأ أحدهم نصك بلا إسم كاتب..خَطرتَ بِباله..
و إسعى للكتابة الذكية..التي تُبهر الناس من أول سطر...لا تفصيل ولا ''تمليل''..

[رفعت خالد]

الوصفة الذهبية السادسة:


بسم الله الرحمن الرحيم


الاستطراد


http://ektob.com/uploads/k/khalidrifaat/53905.jpg


ليس الكاتب وحده من يكتب ! و إنما تساعده في ذلك الشخصيات والمكان والزمان والمشهد الذي يراه وهو يكتب و أشياء أخرى تجتمع كلها و تتوحد لتنسج خيوط القصة أو أشلاء الخاطرة أو فسيفساء القصيدة !

وهذا بالتجربة. فأنت تأتي بفكرة معينة لتترجمها على الورقة إلى كلمات ، فإذا الكلمات تتوالد و تتكاثر و تتشعب و تتفرع إلى عبارات و فقرات !.. إنه الاستطراد.

والاستطراد لا يكون محمودا دائما ، بل قد يُعاب في كثير من الأحيان ! لاسيما عندما يقطع الكاتبُ البث عن القارئ و يكبت فضوله في معرفة التالي من الأحداث ليسرد تفاصيل مملة ، تافهة ! أو عندما يتفلسف و يُلقي على مسامع القارئ الخواطر الشاعرية في غير محلّها !

لكن الكاتب المحترف يجعل من الاستطراد مشعلا لتسليط الضوء على مكان الحادث ، واصفا لما يستحق الوصف و محللا ما يجب تحليله بالقدر المعقول الكافي الذي يُشبع القارئ فقط ولا يدفعه للتقيّؤ... عفوا !

وأحيانا أخرى قد يمازح الكاتبُ قارئه بطريقة قاسية قليلا ، لكن ممتعة ! مثلا عندما يتوقف المشهد لتظهر عبارة أو فقرة سابقة من النص كـ"فلاش باك" مثلا ! أو يختفي المشهد المثير ليظهر مشهد آخر سخيف ومتناقض تماما مع الهول الذي كان في المشهد السابق ! وهذا يكون على سبيل الدعابة ، و مثله كمثل "الإشهار" تماما ، إذ يتوقف المشهد على يد تهوي بسكين ضخم على عنق البطل ! لترى وصلة إشهارية عن "بومبيرس" !

والأسوأ من كل هذا عبارة "يُتبع" كما تعلمون !

المهم ، يبقى الاستطراد و بناء صرح القصة الشامخ فنا و موهبة تأخذُ بيد القارئ لتتجول معه ساعات طويلة ، يجرّب خلالها كل الأحاسيس ليعود لاهثا ، منتشيا من التجربة !


رفعت خالد

[رفعت خالد]

شكرا طه :).. أحسنت و أصبت في ما قلت.
و شكرا حبيبي أمير المجرة.. يا ليتنا نطلع على طريقتك في الطبخ :أفكر:.

و لا شيء مبتذل يا ياسمينة نريد أن نسمع منك كل شيء.. فقط تحدثي :).

[طه الزروق]

أيضا عزيزي خالد..;)
يثير إعجابي الكتابات ذات الأفكار الغير العادية..
الكثير يستعمل رمز القلب و الشجرة و الشمس و القمر و الرصيف و الدمع..
فيما تقرأ لبعض الكتاب أنواعًا من المجاز لا تخطر على بال ..منها المُبكي و المضحك..مثلا شعر تميم البرغوثي أو ..أمير الشعراء...بطابعه الحكائي و البسيط و المتناسق يخطف الألباب..الخيال منبع إرتواء الكاتب..و صدقه أقوى ما يعزز صداه بين القراء...:أفكر:
تعقيد الأفكار مُنفر..و إسترسالها بانسياب أمر محمود..:wink2:

[ياسمين الشام]

أهلاً طه..
مشاركتك بسيطة لكن قيمة
وبذات الوقت لا يستطيع كل شخص أن يؤثر ما لم يكن لديه قدراً كافياً من التجربة والخبرة وإلا في البداية سيتأثر حتى يتلمس ملامح طريقه الخاص ويشكل أسلوبه .
رفعت خالد
الاستطراد سيف ذو حدين كما قلت..
يجب توظيفه بطريقة خبيرة وإلا فهو يؤثر تأثيراً سيئاً في النص..

و لا شيء مبتذل يا ياسمينة نريد أن نسمع منك كل شيء.. فقط تحدثي :).

هذا ليس من مصلحة أحد...
كل شي بوقته حلو..عندما يكون هناك فكرة سأتكلم
تحياتي^_^

[رفعت خالد]

الوصفة الذهبية السابعة:


بسم الله الرحمن الرحيم



التعب
http://ektob.com/uploads/k/khalidrifaat/54188.jpg

تكلّمتُ عن الإتقان وتكلمت عن الحبّ ثم عن الاستطراد. اليوم أتكلم عن التعب في الكتابة و الاستعداد النفسي له ، وعن الجُهد و التضحية التي يُتوّج بها العمل ليصبح ثقيل الوزن ، عظيم التأثير.

وأستبعد نصوصَ (نسخ-لصق) طبعا ، والتي لا يبذل أصحابها أدنى جهد ، اللهم تظليل النص و الضغط مرتين على رأس الفأرة. غير أنها تأتي أحيانا بخير إذ تساهم في نشر موضوع ذا قيمة في أوساط القراء ، لكن امتهان هذه العادة كما يفعل أغلب الشباب اليوم في كل المنتديات لن يزيد مهارة و لن يوصل إلى احتراف أو تمرّس ، وهذا الذي نريده نحن. ومثال ذلك الطفل الذي يضع ورقا شفافا على صورة لينسخها بقلمه ، فهو لن يستفيد كالذي يُتعب نفسه و يرغمها على رسم الصورة بجهد يده.

إن التعب يأتي بعد الحب. فإذا أحببت شيئا وجدت بنفسك - ولابد - استعدادا فطريا للتعب من أجله ، مهما بلغت درجة التعب ومهما تعذّر الأمر و صَعُب. ثم لا تشعر إلا وقد انتهيت من العمل ولم تبال بالساعات التي انقضت ولا بالمضايقات و العقبات التي وجدت !

وكتابة قصة متقنة منقحة أو مقال هادف مؤثر ليس بالشيء الهيّن ، علاوة على كتابة الرواية أو السلسلة. فهو إذن عمل يجب أن تُشمّر له الأذرع و تتصببّ له الأجبن عرقا.. فهل أنت مستعد ؟



رفعت خالد

[ياسمين الشام]

السلام عليكم...
التعب..طبعاً لا شيء يأتي بسهولة..:أفكر:

الوصفة الذهبية الثامنة:


استغل كل فكرة تخطر لك..
هناك الكثير من الأفكار التي قد تخطر للمرء فجأة ثم تذهب بلمح البصر وقد لا تذكر منها شيئاً بعد ذلك..لذا من الأفضل أن تضع معك دائماً مفكرة صغيرة وتكتب عليها أي فكرة خطرت لك فور ورودها ثم ستجدها في الوقت المناسب لتجعل منها نصاً كاملاً..حتى الجمل والتعبيرات التي قد تأتيك في لحظة معينة سجلها..و ستجدها جميعاً في لحظة اعتقدت أن أفكارك نضبت ..أيضاً اللحظات التي تعيش فيها مشاعر معينة من ألم وحزن أو فرح اجعل منها فرصة ذهبية لوصف شعور ذهبي قد لا تعرف كيف يكون مجدداً و ستجد أنك ستحتاجه يوماً في نص شعري أو قصة أو ربما مقالة..لذا اجعل من مذكراتك كنزاً يعطيك الكثير مما عشته من قبل ..فداوم على كتابة مذكراتك ستفيدك في البوح والشعور بالراحة وأيضاً ستكون فرصة لتدرب قلمك على شعور معين اختبرته..
سئل مرة الكاتب الدكتور أحمد خالد توفيق عن السر في اللحاق بمواعيد نشر قصصه ومقالاته فقال أن عنده ملفاً يضع فيه الكثير من الأفكار التي تخطر له ولا يجد لها فرصة ..وبعدها ينتقي المناسب منها في الوقت الذي يحتاجها فيها..

[طه الزروق]

خالد..كيف الأحوال؟...
لا تكتب إن كنتَ متعبًا..فستكون متشائمًا..و سترى حلول جميع مشاكل الذنيا تكمن في النوم...;)
أنت تقصد العناء من أجل العمل...أعرف..العناء بالبحث و تقصي الحقائق و التوضيب و المُراجعة..تزيد الموضوع قيمة و لو كان تافهًا..و العكس بالعكس...

ياسمين...غبت هذه الأيام...:)

ما قُلتِه هو مربط الفرس...و ذكرتني بكتاب قيم لابن القيم الجوزية..أسماه '' صيد الخاطر ''...و معناه ..ما صاده التدوين من الخواطر العابرة..و قد أوصى النبي صلى الله عليه و سلم..بتدوين ما يخطر على القلب..من علم و تفكر..
فإذًا..التدوين في الآن..منبع الكاتب الحذق...و في التأجيل ضياع للكلمات و شتات للأفكار...إسأل مُجربًا كسولا مثلي يأتيك بالخبر..:D

[رفعت خالد]

جميل.. هاهو ذا الموضوع يغتني و يرتقي بأفكاركم.. بارك الله فيكم.

هل من مزيد ؟

[رفعت خالد]

جميل.. هاهو ذا الموضوع يغتني و يرتقي بأفكاركم.. بارك الله فيكم.

هل من مزيد ؟

[طه الزروق]

يوم يقال للنار هل إمتلئتِ فتقول هل من مزيد...
هه...

[ياسمين الشام]

سامحك الله على هذا التشبيه سيدي..
وهل موضوعنا هذا هو جهنم والعياذ بالله؟؟..@@
هه..

[طه الزروق]

هه..
من قال أنّه تشبيه سيدتي؟..
أسحبه جبرًا لخاطرك..:أفكر:
عادة ما أمزح مع خالد هكذا..
لا تأخذي على خاطرك...أوكي..:)

[رفعت خالد]

لا بأس.. من الأحوط يا حبيبي طه تجنب ذكر آيات من القرآن أو أحاديث في غير محلها.. غفر الله لنا جميعا..


عموما هذه وصفة أخرى.. أتمنى أن يمتلئ هذا المطبخ بالوصفات

[رفعت خالد]

الوصفة الذهبية التاسعة:



http://montada.com/picture.php?albumid=827&pictureid=8860
القراءة و البطاطا !


http://montada.com/picture.php?albumid=827&pictureid=8859


كيف يستوي الذي يقرأ و الذي لا يقرأ ؟


القراءة بنزين الكاتب ، وأداته قبل القلم. وهي المعين الذي يغرف منه ، والثقل الذي يتمرّن عليه..


القراءة عُلب من الفكر المركّز ، وأكياس من المعلومات ، وأطنان من الأخبار و القصص.. وهي تذاكر غالية للسفر حول العالم وما وراء العالم !


فكيف يستوي الذي يقرأ و الذي لا يقرأ ؟


القراءة لا تصنع بالضرورة كتّابا ، ولكن تكّون أذهانا و تخرج مثقفين و مفكرين و حكماء.. هذا لأنها في الأصل فكر. فأنت بقراءتك مؤلفا لكاتب فذ أو مفكر نابغة ، كأنما تجلس على كرسي أمامه تستمع لجميل كلامه ، و بليغ تعبيره ، وحصيلة تجربته ، وعصير حياته.. وفوق ذلك ، فكره الذي يتجلى لك من خلال صوره و فلسفته.. فكيف إذا يستوي الذي يقرأ و الذي لا يقرأ ؟


وعلى القارئ - مع هذا - أن يحذر شديد الحذر من طبيعة هذا الفكر الذي يستهلك ، وأن يحتاط من الكتاب الذي يحمل ! فهو كرفيق صالح تشمّ منه مسكا ، و تزداد معه علما و أدبا ، أو رفيق سوء يحرق ثيابك و يملأ أنفك بأخبث الروائح !


وللأسف الشديد اختفت القراءة تقريبا ، وذهب طعمها في يومنا الذي نحن فيه.. هذا اليوم السريع أكثر من اللازم ، المادي أكثر من اللازم ، التكنلوجي أكثر من اللازم... يوم أكثر من اللازم باختصار !


وأكاد أقسم أن عقولنا تحولت - هي الأخرى - و تأقلمت مع الجوالات و "الفيس بوك" و "الأم بي سي تو" أو "الأمّ تو" أي الأم الثانية !.. فلم تعد عيوننا قبل مخيلاتنا تقف عند العبارة البليغة ، والقولة الحكيمة ! وغاب التذوق الجمالي والبيان اللساني ، و بات كل شيء كمّي.. فعوض أن يناقش القارئ ما قرأه يُطلعك على عدد الكتب التي طالع ! وأصبح الواحد منا يقلب الكتاب لينظر إلى السعر قبل العنوان ؟ هذا من حقه طبعا.. لكني أردت أن القراءة و الثقافة بهت لونهما حتى أصبحا يباعان كالبطاطا بالضبط !



رفعت خالد

[ياسمين الشام]

البطاطا..تشبيه رائع..
البارحة كنت في المكتبة ولم أستطع بميزانياتي البسيطة جداً أن أشتري أكثر من رواية واحدة وعددين للدكتور أحمد خالد توفيق ثم اكتشفت أني أفلست!!!!!!..:wow::D

الكتب صارت غالية جداً وأرى لو أن دور النشر تطبعها بطريقة بسيطة جداً وورق ليس فخماً جداً ثم تمكن كل محبي القراءة من شراء الكتب التي تهمهم..:33:رغم أن شكل الكتاب مغر دائماً ويجذب مع روعة العنوان..

أجل..عصرنا عصر الاستهلاك والتكنولوجيا والسرعة..ولم يعد أحد يملك الصبر على قراءة كتاب من خمسمئة صفحة..مهما كان مفيداً ..:(

شكراً لك على إضافتك الرائعة هنا..:biggthump
وبالتوفيق لك..^_^

[رفعت خالد]

شكرا لك ياسمين..

يا ليتني أجد مكتبة بها مؤلفات الدكتور.. فهي شبه منقرضة عندنا.

أكرمك الله.

[ياسمين الشام]

الشكر لك سيدي..
على كل مرة وجدت موقعاً على الانترنت اسمه أسواق النور على ما أذكر ويبيع مؤلفات الدكتور على الانترنت فقط عليك أن يكون عندك صندوق بريد أو فيزا كارد وهناك موقع دايموند بوك ويمكنك تحميل أعداد ماوراء الطبيعة وسافاري من موقع www.D*****AB.com (http://www.D*****AB.com) ..أو دي في دي 4 أراب بالانكليزي..لأنه لسبب ما يأبى كتابته بشكل صحيح!!

بالتوفيق لك..^_^

[رفعت خالد]

العفو..

إلا أني لا أملك ما ذكرت حتى أشتريها من الشبكة.. ثم إني أرى الاقتناء بهذه الطريقة نوع من الترف الوقح !

هههه :D.. لا بأس ، يوجد ما يُقرأ نحتاج - فقط - الذي سيقرأ !

[ياسمين الشام]

نوع من الترف الوقح!!!!!!
أنا عن نفسي حملت ما يقارب خمسة عشر عدداً من سافاري وماوراء الطبيعة من هذا الموقع..
ثم هو جيد في حالات كثيرة..وهو لا يأخذ إلا أقل من نصف ساعة وخصوصاً إذا كنت في مقهى الانترنت..
على كل حال..لكل رأيه...
وفقك الله..

[كريستل]

موضوع رائع! لو لا انشغالي بالدراسة لأقسمت أنه فتح شهيتي للتأليف القصصي من جديد. :wink2:




قبل كل شيء لابد من القراءة.. الكثير منها ، بل قل إدمانها. فتلك مرحلة لازمة للكاتب ، إذ يتكون فيها و يكسب منها الخبرة و يحصل على الأدوات ، و يرى فيها كيف يوظف الكتّاب اللغة و كيف يعركونها ، و كيف يختارون الشخصيات و كيف يقودونها ! حتى يصل إلى درجة "الامتلاء". من ثمّ ، و قد نضج و (بلغ) يمكنه أن يجرب أولى خطواته في هذا العالم الجديد ، عالم القلم و الورق ، عالم التأمل و الإبداع.


إذاً، لحسن حظي أن عشقي و إدماني للقراءة يتجاوز عشقي و إدماني للكتابة. :biggrin2:




فالإتقان هو اسم اللعبة. و إن لم تنوِ الإتقان فلا تزد الأمور سوءا و لا تضع لطخا جديدا على الحائط الملطخ أصلا !.. بل ساهم على الأقل في نقاء و "نظافة" المكان و اجلس و لاحظ الذين يفوقونك لغة و تجربة.. لاحظهم كيف يرسمون قصصهم و أشعارهم ، تأمل جيدا ! و تحدى نفسك لتتفوق عليهم ، ثم حاول و حاول. فالسر شارة تعطيك إياها التجربة.. و التجربة وحدها.



هل تصدق لو قلت أن "الإتقان" هو مشكلتي؟! أو بالأحرى رغبتي المحمومة بإتقان كل قصة أكتبها؟؟ لدرجة أنني أدقق في كل كلمة بل و كل حرف، و أعيد قراءة و كتابة كل مقطع أكثر من مرة، و في النهاية لا يصل أي شيء أكتبه إلى درجة الإتقان التي أطمح إليها فأصاب بإحباط سخيف و أتوقف عن الكتابة! :ponder:


ما الحل؟ لا أدري...




إن التعب يأتي بعد الحب. فإذا أحببت شيئا وجدت بنفسك - ولابد - استعدادا فطريا للتعب من أجله ، مهما بلغت درجة التعب ومهما تعذّر الأمر و صَعُب. ثم لا تشعر إلا وقد انتهيت من العمل ولم تبال بالساعات التي انقضت ولا بالمضايقات و العقبات التي وجدت !



هممم... أنا بطبعي كسولة و سريعة الإحباط... لا عجب إذاً أنني لم أكمل إلا قصة أو قصتين من القصص التي ألفتها! :02:






استغل كل فكرة تخطر لك..
هناك الكثير من الأفكار التي قد تخطر للمرء فجأة ثم تذهب بلمح البصر وقد لا تذكر منها شيئاً بعد ذلك..لذا من الأفضل أن تضع معك دائماً مفكرة صغيرة وتكتب عليها أي فكرة خطرت لك فور ورودها ثم ستجدها في الوقت المناسب لتجعل منها نصاً كاملاً..




آخ، فعلاً.. لا زلت أتحسر على المسودات التي فقدتها و فيها كل الأفكار القصصية و السيناريوهات التي خطرت ببالي طوال العطلة الصيفية! لابد أن أحفظ أفكاري في مكان أكثر أمناً من جهازي العتيق. =_=

[رفعت خالد]

شكرا كريستل.. أنا مثلك تماما أعشق التنسيق والتصحيح لدرجة أشك أنها غير عادية..
ومذ حملت القلم وإلى أن أتركه إن شاء الله.. شعاري هو الإتقان.. حسب مستواي طبعا، أما التنطع ومزاحمة الآخرين فلا..
يا حبذا لو تشاركينا بأسرار اكتشفتها خلال تجربتك مع القلم، فأنت من الأسماء اللامعة حقا :)..

[قناص المانيا]

انا ارى ان الكاتب يخرج في الحديقة بين الزهور والهواء العليل فتساعده الراحة النفسية
في الكتابة اما مع اخطاء الكتاب فهي عادية

[Rewayah]

موضوع جميل ومهم، ولي عودة بعد أن أتفرّغ.

[بحيرة العرب]

يسلموا يالغالي على الموضوع الرائع. يرجى طرح مزيد من المواضيع المشوقة. 8

[رفعت خالد]

إن شاء الله أخي العزيز.. أحسن الله إليك

[bersy0]

بارك الله فيك