المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية أحزاب متطرفة تنكأ جراح مسلمي بلغاريا



إسلامية
02-06-2009, 12:35 AM
يعيش المسلمون في بلغاريا أوضاعا سياسية واجتماعية مضطربة مع تزايد شعبية حزب الهجوم القومي المتطرف، وتشدد موقف ساسة يمينيين آخرين تجاه المسلمين خاصة قبل انتخابات برلمانية مرتقبة في شهر يوليو.
ومن غير المرجح أن يكون حزب الهجوم جزءا من الحكومة المقبلة ولكنه ساعد على تحديد النبرة السائدة في الحملات الانتخابية.
وبالرغم من أن بلغاريا كانت من بين الدول التي يضرب بها المثل في حسن التعايش بين الأقليات المختلفة على مدار عقدين من الزمان، إلا أن المسلمين فيها عانوا قبل ذلك من حملة اضطهاد من جانب الحكم الشيوعي في ثمانينيات القرن الماضي.
ووتزايد المخاوف من عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه في تلك الفترة التي عانى فيها المسلمون من الاضطهاد، حيث شنت السلطات في ربيع عام 1989 حملة لإجبار المسلمين على الحصول على أسماء بلغارية.
وبلغت "حملة النهضة" التي أطلقها الدكتاتور الشيوعي السابق تودور جيفكوف لتذويب المسلمين قسرا ذروتها بخروج أكثر من 300 ألف من المسلمين ذوي الأصول التركية إلى تركيا المجاورة.
وتشير تقديرات عديدة إلى أن ما بين 500 و1500 شخص قتلوا وهم يقاومون حملة التذويب القسري بين 1984 و1989 كما أن آلافا آخرين ألحقوا بالمعتقلات.
ويعيد الخطاب السائد حاليا والمناهض للمسلمين إلى الذاكرة تلك الفترة العصيبة في تاريخ المسلمين، حيث يذكي الكراهية العرقية ويفتح الجراح القديمة.
ويشعر من هم من ذوي أصول تركية والبوماك وهم السلاف الذين اعتنقوا الاسلام خلال الحكم العثماني بالصدمة والانزعاج من اتهامات بأنهم يهدفون إلى إقامة مناطق للحكم الذاتي وأن بعض قراهم أصبحت معاقل لما يسمى بـ"التشدد الإسلامي".
وكان فولن سيديروف زعيم حزب الهجوم قد قال خلال مظاهرة انتخابية في مايو الماضي: "إذا سكتنا ولم نتصرف كوطنيين بلغار فسوف يغزوننا في يوم من الأيام دون شك. سوف يضمون إليهم مناطق بأسرها".
وتصاعدت هذه اللهجة المعادية للمسلمين منذ أعوام قليلة بعد فترة كان يسود فيها أجواء من الهدوء في علاقة السياسيين بالمسلمين.
وهناك أكثر من مئة واقعة تعرضت فيها مساجد ومبان أخرى للمسلمين للتخريب خلال العامين أو الثلاثة أعوام الماضية. ومنعت الفتيات من ارتداء الحجاب في بعض المدارس والجامعات في أول مظهر في بلغاريا لقضية أثارت التوترات في غرب أوروبا.
ويخشى بعض المسلمين من فقد الحقوق المدنية التي اكتسبوها خلال العشرين عاما المنصرمة ويخشون تكرارا محتملا للقمع الذي شهدته الثمانينات في حالة انضمام القوميين إلى حكومة ائتلافية بعد الانتخابات التي تجرى في الخامس من يوليو.
ويقول معلقون إن زيادة شعبية المشاعر القومية ظهرت بسبب استياء الناخبين من تدني مستويات المعيشة إلى جانب ارتفاع مستوى الفساد والجريمة المنظمة.


ويمثل المسلمون نحو 12% من سكان بلغاريا البالغ تعدادهم 7.6 مليون نسمة وأغلب النسبة المتبقية تنتمي إلى الكنيسة الأرثوذكسية في بلغاريا. ونالت البلاد الإشادة لتجنبها الاشتباكات العرقية بعد نهاية الحرب الباردة بما يتناقض مع يوغوسلافيا السابقة التي تحدها إلى الغرب.
وبلغاريا هي البلد الوحيد في الاتحاد الأوروبي الذي يضم سكانا مسلمين ليسوا من المهاجرين منذ فترة قريبة. وأغلبهم منحدرون من أصول تركية وصلوا خلال الحكم العثماني الذي استمر خمسة قرون والذي انتهى عام 1878. وهم يعيشون جنبا إلى جنب مع المسيحيين وتربطهم علاقات الجيرة.

http://almoslim.net/node/112800 (http://almoslim.net/node/112800)