المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية واشنطن بوست : باكستان تطلب من القوات الأمريكية مغادرة قواعدها



abeosama50
12-01-2002, 07:00 PM
ذكر المسؤولون الباكستانيون أن الحكومة الباكستانية، التي تتعرض لمواجهات جديدة مع الهند، بدأت بهدوء مناقشات مع الولايات المتحدة حول فترة بقاء القوات العسكرية الأميركية في القواعد الجوية الأربع التي تعتبر عنصرا أساسيا للحرب في أفغانستان.
وانطلاقا من تلك التساؤلات الباكستانية عززت القوات المسلحة الاميركية جهودها لنقل عملياتها الى مكان اخر. وتركز وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في الوقت الحالي على اعداد المطار الذي بنته الولايات المتحدة خارج قندهار في افغانستان، لعمليات مكثفة. كما تعمل بسرعة على نقل العمليات الجوية من باكستان الى غيرها من المواقع، مثل قواعد جديدة حصلت عليها في دول اسيا الوسطى ومنها اوزبكستان وقرغيزستان.
وذكر المسؤلون الباكستانيون ان حكومتهم اشارت، في البداية، الى انها تريد من الولايات المتحدة اعادة قاعدتين من القواعد الاربع التي تستخدمها في باكستان. واكد جنرال اميركي تلك الرواية، قائلا «جرت بعض المحادثات حول ذلك». كما ذكر ايضا ان احتياجات الولايات المتحدة للقواعد يقل. واوضح «خلال استمرارنا في تحسين قدرات مطار قندهار، فإن العمليات المنطلقة من قواعد اخرى في باكستان ربما تصبح اقل ضرورة لنا. وبعبارة اخرى، يمكننا الطيران من اماكن اخرى مباشرة الى قندهار».
وفي الوقت ذاته ذكر مسؤول عسكري باكستاني بارز انه في اواخر الشهر الماضي، ومع ازدياد التوتر بين الهند وباكستان، ابلغت الولايات المتحدة بانها ربما تحتاج الى القاعدتين العسكريتين في يعقوب اباد وباسني لوضع القوات الجوية في حالة استعداد. غير ان الروايات تختلف بخصوص التحركات التي اتخذتها القوات المسلحة الباكستانية في ذلك الوقت.
وحسب المسؤول العسكري الباكستاني فان القوات المسلحة الباكستانية استعادت جزئيا القاعدتين، قبل تقديم طلب رسمي الى الولايات المتحدة بهذا الشأن. واوضح «كان موقفا طارئا لدرجة انه صدرت الاوامر الى القوات الجوية الباكستانية بالتحرك مباشرة الى المطارين بينما جرت المناقشات مع المسؤولين الاميركيين حول هذا الموضوع فيما بعد. ونحن الان نستخدم القاعدتين بالاشتراك مع القوات الاميركية»، وقال ان احد الاسباب وراء هذا التحركات المتسارعة هو انه تبين للمسؤولين الباكستانيين انهم اخطأوا عندما تصوروا ان الوجود الاميركي في باكستان سيجبر الهند على الحد من تحركاتها العسكرية.
ومن ناحية اخرى، نفى اسد حياة الدين المتحدث بإسم السفارة الباكستانية في واشنطن تحريك اية طائرة عسكرية باكستانية. لكنه اوضح ان حكومته ابلغت الولايات المتحدة اواخر ديسمبر (كانون الاول) الماضي بانه في حالة اندلاع مصادمات مع الهند، فإن القوات المسلحة الباكستانية تنوي تحريك القوات الى بعض القواعد التي تستخدمها الولايات المتحدة في اطار حملتها في افغانستان.
وطبقا لمسؤول باكستاني فإن القوات المسلحة الباكستانية اوضحت في البداية انها في حاجة الى اخراج القوات الاميركية من قاعدتي يعقوب اباد وباسني، ولكن بعد مفاوضات مكثفة وافق كبار المسؤولين على السماح للقوات الاميركية بالبقاء هناك.
وقال المسؤول ان الاتفاق على السماح للقوات الاميركية بالبقاء جاء بعد مناقشات الشهر الماضي بين الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة ونظيره الباكستاني الجنرال محمد عزيز خان. وذكر متحدث باسم هيئة الاركان المشتركة الاميركية انه ليست لديه اية معلومات حول مثل هذه المناقشات.
وكانت الولايات المتحدة قد نشرت فرقا من القوات الخاصة واخرى من مشاة البحرية (المارينز) للبحث والانقاذ، وطائرات اسناد، ووحدات من الفرقة 101 المحمولة جوا في اربع قواعد في باكستان. وذكر المسؤولون الباكستانيون انهم ينوون مشاركة قاعدتي يعقوب اباد وباسني مع الاميركيين، ولكنهم سيسمحون للقوات المسلحة الاميركية باستخدام كامل للقاعدتين الجويتين الاقل تطورا في كل من دالباندين وشمسي.
وفي قاعدة يعقوب اباد، الواقعة على بعد 300 ميل شمال شرقي كراتشي، اجرت القوات المسلحة الاميركية عمليات بناء واصلاح مكثفة وركبت جهاز رادار خاصا بها. وفي مدينة باسني الساحلية، على بعد 180 ميلا غرب كراتشي، شوهدت اكثر من 10 طائرات هليكوبتر في القاعدة الاسبوع الماضي. وذكر المسؤولون الباكستانيون انه اذا اندلعت الحرب مع الهند، فإن قواتهم الجوية ربما تكون في حاجة الى استخدام مطار باسني لاعتراض النشاطات البحرية للاسطول الهندي.
وتجدر الاشارة الى ان القاعدتين الجويتين الاقل اهمية للقوات المسلحة الباكستانية هما في اقليم بلوشستان بالقرب من افغانستان. فقاعدة دالباندين تقع على بعد 170 ميلا من جنوب غربي كويتا، تستخدم كقاعدة متقدمة للتموين بالوقود لطائرات الهليكوبتر التابعة للقوات الخاصة التي تطير الى افغانستان للتزود بالوقود اما قاعدة شمسي فتستخدمها مجموعة قليلة من وحدات العمليات الخاصة. وكان المسؤولون الاميركيون قد عبروا، بصفة عامة، عن تقديرهم لباكستان لسماحها باستخدام تلك القواعد، بالرغم من بعض القيود. فعلى سبيل المثال، لاحظ جنرال اميركي اول من امس ان «المارينز» في قاعدة من القواعد ابلغوا بالبقاء داخل القاعدة خلال ساعات النهار. كما ان المسؤولين في «البنتاغون» ذكروا ان باكستان وضعت قيودا على مواعيد تحليق الطائرات، وابلغوا اميركا بحصر اقلاع طائرات الهليكوبتر في المساء فقط.
وردا على سؤال حول تغيير التوجه العسكري الاميركي في المنطقة، قالت فيكتوريا كلارك كبيرة المتحدثين بإسم «البنتاغون» انه «توجد دائما الرغبة لوجود العديد من البدائل بقدر الامكان. ويشمل ذلك العمل في مطار قندهار والحصول على قواعد اخرى في المنطقة». واضافت ان وجهة نظر البنتاغون هي ان «باكستان كانت متعاونة مع جهودنا في افغانستان وفي الحرب ضد الارهاب بصفة عامة».