القاص
10-06-2009, 03:39 AM
الحضارم وصناعة النجاح
قصة الحضارم في صناعة النجاح يجب أن تُدرَس وأن يوقفمعها طويلا لأنها أصبحت أسطورة وظاهرة، وقد قامت بعض القنوات مثل «قناةالعربية» في برنامج «هجرة الحضارم» بإلقاء الضوء على هذه القصة المذهلةالمدهشة للحضارم، وهم يصنعون مجدهم بجدهم وكدحهم وكفاحهم وعرقهموتضحياتهم، وقد انبهر علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر في مقدمته لتاريخحضرموت للسقاف من هذا النجاح الحضرمي، ولا أعلم طائفة هاجرت من بلادهافصاروا نجوما ورموزا في بلاد غيرهم إلا الحضارم، حتى ابن خلدون أسرتهحضرمية هاجرت إلى تونس فكان هذا العلامة العبقري، وامرؤ القيس قائدالشعراء أصوله من كندة من حضرموت، والمتنبي الشاعر الأسطورة كندي، قبيلتهمن حضرموت، ولهذا كتب فيه العلامة السقاف كتابه الرائع الماتع «العودالهندي في شرح مجالس الكندي» يقصد المتنبي.
وقد انتشروا في كثير من الدول، فكانوا هم الوزراء والسفراء والتجارالكبار، وتركوا بصماتهم في كل أرض نزلوا فيها، ومن منا لا يعرف نجوميةمحمد بن لادن، ومحمد حسين العمودي، وابن محفوظ، وغيرهم كثير؟ لماذا لايدرس شبابنا قصة الحضارم في الإصرار والاستمرار والهمة والطموح بدلا منجلوسهم في المقاهي يتناولون السيجار والشيشة ويلعبون الورقة ويقضمونالفصفص؟
دخلت دولا فإذا بنوك بكاملها باسم رجال أعمال حضارم، يدخل الحضرمي راكبابأجرة في سيارة عادية، فيكدح ويعمل وينتج، ثم يُنشئ بنكا ويتنقل بطائرةخاصة يملكها، ويوظف أهل البلد الذين نزل عندهم ضيفا، فيصبح هو رئيسهم؛لأنه لم يأخذ المجد بالنوم والأماني وأحلام اليقظة والتسويف، بل بالعزيمةوالحزم والمواصلة والمثابرة. وقد ذكر العلامة السقاف في تاريخه المدهش «إيدام القوت في تاريخ حضرموت) قصصا رائعة في نجاح الحضارم، إلى درجة أنيهاجر حضرمي من بلده إلى الهند وهو فقير ثم يعود ورأس ماله أكياس منالذهب، وخمس وعشرون سفينة تعبر البحار.
ومن شغفي بتاريخ الحضارم زرت حضرموت قبل فترة مع طلبة علم ورجال أعمالسعوديين، ووصلنا (سيؤن والمكلا) علّنا نكشف سر العبقرية والنجاح، هل هو فيتراب أرضهم؟ فإذا هو تراب مثل ترابنا. أهو في مائهم؟ فإذا الماء واحد. لكنوجدناه في القلوب الحية، والهمم العالية، والنفوس الكبيرة، والطموحالجبار، والعزيمة الهائلة.
لقد برع الحضارم في العلم والأدب والمال والسياسة والفكر والتواضع وهمةالنفس وحسن الخلق، ولئن تحدث الناس عن اقتصاد الحضارم وترشيدهم للمال فلقدقرأت قصصا وعشتها عن بذلهم، تُذكّرك بكرم حاتم الطائي، فبعضهم عمّر مئاتالمساجد، وآخر حفر مئات الآبار للمساكين، وثالث أوقف عقارا واسعا في سبيلالله.
شكرا للعبقرية الحضرمية، وبارك الله في تلك النفوس الكبيرة، التي أخرجتامرأ القيس والمتنبي وابن خلدون وباكثير ومحمد بن لادن ومحمد العمودي وابنمحفوظ وبالبيد وبقشان وباخشب وباعشن وبادريق وباسمح، وغيرهم كثير.
وأرجو من الإخوة الحضارم أن يخبرونا بكلمة السر في نجاحهم، وأن يدلونا علىمفتاح التميز والتفرد في مسيرتهم، وأن يرشدونا إلى البيت الذي جعلهم نجومافي العلم والاقتصاد والسياسة والأدب والفكر، حتى نخبر بذلك الخاملينوالنائمين والمحبطين والكسالى أهل التسويف والأراجيف والشائعات والتردد. يحق لمدفعية المجد أن تطلق إحدى وعشرين طلقة احتفاء بالحضارم؛ لأنهم حققواالنجومية في عالم الطموح، والألمعية التي وصلوا إليها بجهادهم وبذلهموتعبهم وسهرهم.
* من تلقَ منهم تقُل لاقيتُ سيّدَهم همُ الحضارمُ فانزلْ في مرابعهم
* مثل النجوم التي يَسري بها الساري صِيدٌ بهاليلُ حفّاظونَ للجارِ
قصة الحضارم في صناعة النجاح يجب أن تُدرَس وأن يوقفمعها طويلا لأنها أصبحت أسطورة وظاهرة، وقد قامت بعض القنوات مثل «قناةالعربية» في برنامج «هجرة الحضارم» بإلقاء الضوء على هذه القصة المذهلةالمدهشة للحضارم، وهم يصنعون مجدهم بجدهم وكدحهم وكفاحهم وعرقهموتضحياتهم، وقد انبهر علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر في مقدمته لتاريخحضرموت للسقاف من هذا النجاح الحضرمي، ولا أعلم طائفة هاجرت من بلادهافصاروا نجوما ورموزا في بلاد غيرهم إلا الحضارم، حتى ابن خلدون أسرتهحضرمية هاجرت إلى تونس فكان هذا العلامة العبقري، وامرؤ القيس قائدالشعراء أصوله من كندة من حضرموت، والمتنبي الشاعر الأسطورة كندي، قبيلتهمن حضرموت، ولهذا كتب فيه العلامة السقاف كتابه الرائع الماتع «العودالهندي في شرح مجالس الكندي» يقصد المتنبي.
وقد انتشروا في كثير من الدول، فكانوا هم الوزراء والسفراء والتجارالكبار، وتركوا بصماتهم في كل أرض نزلوا فيها، ومن منا لا يعرف نجوميةمحمد بن لادن، ومحمد حسين العمودي، وابن محفوظ، وغيرهم كثير؟ لماذا لايدرس شبابنا قصة الحضارم في الإصرار والاستمرار والهمة والطموح بدلا منجلوسهم في المقاهي يتناولون السيجار والشيشة ويلعبون الورقة ويقضمونالفصفص؟
دخلت دولا فإذا بنوك بكاملها باسم رجال أعمال حضارم، يدخل الحضرمي راكبابأجرة في سيارة عادية، فيكدح ويعمل وينتج، ثم يُنشئ بنكا ويتنقل بطائرةخاصة يملكها، ويوظف أهل البلد الذين نزل عندهم ضيفا، فيصبح هو رئيسهم؛لأنه لم يأخذ المجد بالنوم والأماني وأحلام اليقظة والتسويف، بل بالعزيمةوالحزم والمواصلة والمثابرة. وقد ذكر العلامة السقاف في تاريخه المدهش «إيدام القوت في تاريخ حضرموت) قصصا رائعة في نجاح الحضارم، إلى درجة أنيهاجر حضرمي من بلده إلى الهند وهو فقير ثم يعود ورأس ماله أكياس منالذهب، وخمس وعشرون سفينة تعبر البحار.
ومن شغفي بتاريخ الحضارم زرت حضرموت قبل فترة مع طلبة علم ورجال أعمالسعوديين، ووصلنا (سيؤن والمكلا) علّنا نكشف سر العبقرية والنجاح، هل هو فيتراب أرضهم؟ فإذا هو تراب مثل ترابنا. أهو في مائهم؟ فإذا الماء واحد. لكنوجدناه في القلوب الحية، والهمم العالية، والنفوس الكبيرة، والطموحالجبار، والعزيمة الهائلة.
لقد برع الحضارم في العلم والأدب والمال والسياسة والفكر والتواضع وهمةالنفس وحسن الخلق، ولئن تحدث الناس عن اقتصاد الحضارم وترشيدهم للمال فلقدقرأت قصصا وعشتها عن بذلهم، تُذكّرك بكرم حاتم الطائي، فبعضهم عمّر مئاتالمساجد، وآخر حفر مئات الآبار للمساكين، وثالث أوقف عقارا واسعا في سبيلالله.
شكرا للعبقرية الحضرمية، وبارك الله في تلك النفوس الكبيرة، التي أخرجتامرأ القيس والمتنبي وابن خلدون وباكثير ومحمد بن لادن ومحمد العمودي وابنمحفوظ وبالبيد وبقشان وباخشب وباعشن وبادريق وباسمح، وغيرهم كثير.
وأرجو من الإخوة الحضارم أن يخبرونا بكلمة السر في نجاحهم، وأن يدلونا علىمفتاح التميز والتفرد في مسيرتهم، وأن يرشدونا إلى البيت الذي جعلهم نجومافي العلم والاقتصاد والسياسة والأدب والفكر، حتى نخبر بذلك الخاملينوالنائمين والمحبطين والكسالى أهل التسويف والأراجيف والشائعات والتردد. يحق لمدفعية المجد أن تطلق إحدى وعشرين طلقة احتفاء بالحضارم؛ لأنهم حققواالنجومية في عالم الطموح، والألمعية التي وصلوا إليها بجهادهم وبذلهموتعبهم وسهرهم.
* من تلقَ منهم تقُل لاقيتُ سيّدَهم همُ الحضارمُ فانزلْ في مرابعهم
* مثل النجوم التي يَسري بها الساري صِيدٌ بهاليلُ حفّاظونَ للجارِ