المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العقائد الشعبية



محب للسنه
13-01-2002, 09:10 AM
الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى امابعد،

ففي هذه الزاويه سوف نتناول بعضا من العقائد الشعبية الفاسده التي وجدت بالبعد عن حقيقة واصول الدين واليكم بعض هذه المعتقدات،وهو منقول من احد المنتديات.


وسوف تكون على حلقات انشاء الله تعالى

أيها الزائر العزيز :

- لعلك مفلس مثلي تريد أن تزيد دخلك ، وتصير أغنى من " بيل جيتس " إمبراطور مايكروسوفت ؟!
إذن : هات ( عِرْسة ) ميتة ، وادفنها تحت عتبة بابكم ، وستجد المال يهطل عليك كالمطر في قلب أوربا .
- هل تريد أن يظل جيبك عامراً بالمال ، " متروسا " بالبركة ؟
إذن فلا تغسل كيس نقودك ، ولا تنفضه ، ولا تقلبه حتى لا يفقد بركته وخيره .
- هل تريد أن يكثر زبائنك ، ويتهافتوا على محلاّتك كما يتهافتون علــــــــــــى " فيلم عربي تافه " ؟
علّق على واجهة محلاّتك سنبلة قمح ، وسعفة مفتولة ، وتمساحاً صغيراً .. وافتح بعد ذلك أبواب خزائنك ؛ لأنك ستنشغل بعدها بعدّ الرُّزَم .. ( ألوف تتابع ألوف ) !
- هل تخاف الحسد ، والعين الشريرة التي تنفس عليك ما أنت فيه من نعمة ؟ وهل صادفت زميلاً عيّاناً ( عينه حارّة ) تخاف على نفسك من شره ؟
ارْقِ نفسك ببخور جاوي ، وجلد ضبّ ، وشبّة وفاسوخة .. وابقى قابلني .
- هل أنت فقير ضعيف ، بلا واسطة من الهوامير والجراجير ، ولك حاجة عاجلة يقف في سبيل تحقيقها كون حضرتك نكرة ، لا يؤبه لك ؟
علّق على صدرك سنّ ذئب ذكر ، أو خرزةً زرقاء سرها باتع ، وستزول من طريقك كل العقبات ، وتختفي كل المشكلات ، ويستقبلك المسؤول مرحّباً بك ، منحنياً لـ ( يحبّ خشمك ) ويتقي شرك .
- هل تريد ألاّ تنظر زوجتك لغيرك ، وأن تراك سيد الرجال وفحل الفحول ؟
اعمل لها تحويطة ، أو عملاً تذيبه في فنجان شايها ، فإذا شربته هامت بك حبّاً ، وأحاطت صورتك البهية بها حيثما التفتت : في مرآتها ، وخزانة ثيابها ، وفي باب الغرفة ، وجدار الصالة ، وطبق المكبوس .
- هل تريد أن تعرف ما يخبئه لك الله ( تعالى ) من المستقبل القريب أو البعيد ؟
اذهب إلى ( بصّاره ) من ضاربات الودع ، ودعها تتحايل على أقدار الله ( تعالى ) علها تجد ثغرة تكتشف منها ما أراد الله ستره .. أو اتصل بأم سوسو قارئة الفنجان ، لتفتح الكوتشينة ، فأم سوسو تعلم ما كان وما سيكون إلى قيام الساعة .
- هل تريد أن تزيل زميلك الذي ينافسك في العمل ، لأنه نظيف ومستقيم وحمار شغل ؟ بسهولة شديدة يمكنك أن ( تشكّه عملاً ) يجعل كل ما يفعله خطأ في خطأ ، ويجعل رؤساءك يفضّلون العمى على رؤيته ، ويحولونه إلى الأرشيف ، أو يجعلونه عامــــــلاً للنظافة .
- هل تريد أن تطرد الجنيّ الذي ركب أكتاف سيادتك وهزّ رجليه ؟
هات أمعاء نملة ذكر ، وننّ عين دودة من دود الطين ، وجلد إبط سلحفاة ، وجراماً واحداً من الشطة الأرناؤوطي ، وجرامين من زيت حجر الجرانيت ، واخلط هذا كلّه ، واشربه هنيئاً بعد حفلة زار ، ولا تنس أن تقدم للأسياد ديكاً يتيماً ، وأوزة وحيدة الجناح ، ولتراً من دم أسدٍ حديث الذبح ، وستجد الأثر فورياً ، إن شاء الـ ....
- هل يموت أبناؤك المحاريس ، وتريدهم أن يعيشوا ، ويصيروا ما شاء الله مثل البغال؟ اصبغ وجه صغيرك بالمغرة والزفت ، ودُقَّ على يمين جبهته عصفوراً ، واكوِهِ في سرته ، وعلق جرساً في رقبته ، وسمّه باسم أنثى .. وسيعيش في المشمس بإذن الله .
- هل قيل لك إن إبليس غضوب رجيم ، وإن الله رحمن رحيم ؛ لذا فإن علينا أن نعـــبد إبليــس ، ونتوسل إليه ، ونقدم له القرابين ، ونشغله بالحفـــلات الصاخبة حتى يكف أذاه عنّا ؟..
لقد جرّب هذا كيثرون في الشرق والغرب ، وأطلقت عليهم الصحافة ( الظالمة ) عبدة الشيطان . رغم كونهم مستنيرين تقدميين ( ولاد ذوات ) ؟!
- هل تريد أن توصل توسلاتك لأبعد مدىً مستطاع ؟
اكتب رسالة لسيدك الإمام الشافعي ، وضع معها ساعة ذهبية ، أو إسورة ثمينة ، أو مائتي دولار ، ودع الباقي لـ ...
- هل تريد أن تعرف حظك بعد أن تقوم من النوم ، وتطمئن إذا ما كان النهار أبيض أو مطيناً بزفت ؟
سارع بفتح الجريدة التقدمية المستنيرة ، لتجد تنبؤات شحطوط الأهطل التي لا تخيب ، فهو يجلس طول الليل ليتنبأ بما سيحصل لجنابك طول النهار .. ولك الخسارة .. أقصد البشارة ..

- هل تعرف أن الإسلام الآن صار موضة قديمة ، لأن الأوربيين - السبّاقين دائماً - اخترعوا حتى الآن خمسة وعشرين ألف ديانة جديدة ( 1997 ) تدعو إلى عبادة النسانيـــــــــــس وأبو بريص ، وإبيس والعجل أبليس ، وبقرة المهاتما ، وصنم بوذا ، وشجرة الأرز ، وكل ما لا يخطر لسيادتك على بال ؟
وهل تعرف أن هناك دعوات لحضرتك لتنتقي من هذه الأديان ماتعيش به أضلّ من أعمى في الصحراء ، وأخس من ضب في جحره ؟
- وهل تعلم أن من هذه الأديان ما يدعو لأكل لحوم البشر ، على أساس أنها ذات طعـــــــم بديع ، وفوائد صحية سخية ، إضافة لكونها خالية من الكوليسترول ، والدهون ، والدودة الشريطية ، وميكروب الإسهال ؟
- وهل تعرف أنك تستخدم من الرموز الوثنية في حياتك اليومية الشيء الكثير دون أن تتفطّن ، ما بين صليب ، أو نجمة خماسية ، أو سداسية ، أو ين يانج ، أو شــــــــمعدان يهودي ، أو سمكة ، أو تعليقة باليد ؟
- هل تعرف لغة جسمك أم إنك جاهل مثل بعض البشر ؟
إذاً فاعلم أنه إذا رفّتْ عينك ( اللهم اجعله خيرًا ) فستحلّ بك بلية ، وإذا نزلت على رأس سعادتك فضلات عصفور فإنك ستكسى ثوباً جديداً ، وإذا شَرِقت بريقك فإن أحداً يذكرك ، وإذا حكتك راحة يداً فأبشر بالفلوس القادمة .. أليس هذا بديعاً ؟
- هل تفهم في الأبراج ياسيدي ؟ وهل تعرف حجم الخطر الذي يتهددك إذا اقترن الجدي بالميزان أو التيس بالحمار ، أو الدلو بالسرطان ، أو العقرب بالحوت ؟‍ !
ستقوم كوارث وحروب ، وتموت نفوسٌ وقلوب ( وتجوب بحاراً وبحاراً ، وتفيض دموعك أنهاراً ، وسيصغر عقلك حتى تصبح صرصاراً ) وللخروج من هذا المأزق اتصل بالعالمة الفلكية أم عصام ، أوحميد الأزري البريطاني الذي يجلس كالديك الرومي " المزغّط " لا يستطيع أن يخرج كلماته من فمه ، وهو يوهمك أنه يعلم ما كان وما سيكون ، وأنه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، وأن ( دَجَلَه ) مبني على نظريات علمية ، إذ يقيس المسافات بين مارس إله الحرب ، والزهرة المعبودة العربية المتألقة ، يقيسها بالديسيشبر والملّيزفت ، ليخبرك عن حظك الذي لن ينتهي على خير إذا صدقته .
- هل تعرف أنك تستخدم كلماتٍ وثنية معرقة في الهبل والخيابة ، استوردها متفرنجو أمتنا من ثقافة الطليان والإجريج والهنادوة والمجوس ، تستخدمها في التأريخ العربي والحداثة " العربية " ، وأننا جلبنا لأمتنا السعيدة أفكاراً من التاريخ اليهودي والنصراني واليوناني والهندي ، ولم نترك إلا التاريخ الإسلامي الذي صار غريباً غربة الأيتام على موائد المناكيد اللئام ؟
- وهل تعرف أن ألوفاً من الأكاديميين والأطباء والمهندسين ، وعلية القوم المتميزين من الفنانين ( دستور ) باتوا من مدمني الذهاب لقارئي البخت ، وفاتحي الكوتشينة ، وضاربي الودع ، ويعلقون على أيديهم ( حظاظات ) تجلب لهم الحظ ( الأسود ) كما يعلقون على سياراتهم فردة جزمة أو سبحة أو عيناً لدفع الشر وجلب الفأل ؟
- هل تعرف أن هناك جمعيات ماسونية منتشرة بين الناس برمــــــــــوزها وطقوســـــــــها ( ومصائبها ) ظاهرها السخافة والدعاية ، وباطنها الخبث والتهويد والتكفير وإخراج المرء من ثيابه : جمعية الحمير ، وأندية ملكات الجمال ، والبنائين ، والذواقـــــــــة ، واللبؤات ، والتمبست .. و .. و .. ؟‍
- وهل تعلم أن هناك من يتجهون الآن - وفي أيام الاعتدال الربيعي والصيفي - لإقامة الصلوات لآمون ، وآتون ، وهبابون ، والكوبرا الفرعونية يتقربون بذلك إلى الشيطان زلفى ؟‍‍‍!
- وهل تعلم أن هناك دعوة بين عوام المسلمين للاعتقاد - ولو في الحجارة - ( لو اعتقد أحدكم في حجر لنفعه ) ، وأن هناك من يحمل " زلطة " أو يعتقد في بركات ( جوز جزمة ) أو يدفع البلاء بقطعة بلاستيك ، أو يستجلب النصر في الدورات الريائية بتعويذة ؟!
- هل سمعت عن الآبار ماني المقدسة ( آبار الأماني ) في بلاد يعرب ، وفي بلاد ( يغرب ) على السواء ، حيث يقف البلهاء مغمضي الأعين ، يعطون ظهورهم للماء ، ويتمنون الأماني ، ثم يلقون الفلوس في الماء ، منتظرين تحقق ما تمنوه ؟ وعلمي أنهم لا يزالون ينتظرون تحقق أمانيهم حتى الآن ؟
- هل سمعت عن جمعيات تحضير الأرواح ، والتنويم " المغماطيسي " والقائلين بالتناسخ ، والذين يحاولون إلباس هذه الجمعيات ثياباً علمية ، ويسعون لإدخاله الجامعات ومجالات الدراسات النفسية ؟
- وهل تعرف أن من المنتسبين إليها أساتذة جامعات ، وشعراء كباراً وشخصيات عامة تؤمن أنها تستطيع أن تكلم روح خوفو ، أو أنها حين تموت ستعود في هيئة النعجــــــة دوللي ، أو الكلبة سالي ؟ هل .. وهل .. وهل ؟!

- هل تعتقد بعد هذا السرد الصاروخي أن جنابك تحتاج إلى أن تراجع بعض الأقوال والأفعال والمعتقدات التي تسيطر عليك ، تطهيراً للقلب ، وإرضاءً للرب ، وإحساناً للخاتمة ، وهروباً من السقوط العقدي ، والخلود في النار ؟
في هذه الزاوية عزيزي ستكون لنا وقفات ميدانية مع العقائد السائدة ، والسلوكيات الخرافية المتفشية في الشرق والغرب ، والتي لا نتوقف أمامها عادة .. مفكرين ، ولا ننتبه إلى أنها تضرب عقيدة التوحيد في الصميم ..

وأذكرّك عزيزي أن ربنا تبارك وتعالى كتب على نفسه الرحمة ، وأنه يغفر الذنوب جميعًا إلا الشرك ، فويلٌ لمن بات معتقداً في بَرَكَةِ سحلية ، أو كرامات معزة ، أو نفحات جثة متعفنة ، أو فيوضات حميد الأزري وغيره من الدجاجلة النصابين ..

رويل لمن أتى عرافاً ، أو تعلق تميمة ، أو آمن بالسحر والنجوم ..

قل معي لا إله إلا الله ، وعش معنا في هذه الزاوية لنتجول في أرجاء عالم الخرافة ، ونعرف كيف تنتشر في المجتمعات المتقدمة قبل المتأخرة .. كيــــــــــف نواجهها ؟ كيف نصحح توحيدنا ؟ كيف نطهر مجتمعاتنا من هذه الأباطيل والسخافات ، بديننا الذي يحترم العقل والمنطق وسلامة الاعتقاد ؟

لا إله إلا الله .. محمد رسول الله


http://www.islamweb.net/aqeda/alaqaid_alshabiya/0.htm

محب للسنه
14-01-2002, 09:51 AM
الحلقة الأولى من هذه العقائد

النُّشـرة

تنحصر وظيفتها في كونها طبية سحرية لشفاء الأمراض والعقم والعجز الجنسي والعين الشريـرة وإبطال الرقى السحرية ، ويكفي فيها - في اليوم الأول - ديك أو دجاجة لإتمام الفعل السحري .

وتبدأ بترديد مدائح للنبي صلى الله عليه وسلم لإضفاء المشروعية الدينية عليها ، ثم تتلـى عزائم سحرية للجن ، ولعل النسوة اللاتي يؤدين النشرة يشعرن بصورة غامضة بما يعتريهن وطقوسهن من وثنية ، وبما هو مناقض للمفاهيم الدينية الصحيحة ، لذا تراهن يلجأن للتمسح بالمدائح النبوية .


ثم تقوم النسوة بزيارة لنبع الماء الموجود في ضواحي مدينة الخراب حيث يأخذن حمـاماً جماعياً، ويضـئن الشموع قبل ذبح بعض الديكة السوداء تقديساً للمكان !!

وفي اليوم التالي تقام حفلة موسيقية على قرع الطبول لمساعدة الجن على التجسد .

وفي اليوم الثالث يقوم النسوة بتزجية أدعية وتوسلات واستعطافات للأسياد من الجن .

وبعد الراحة في اليوم الرابع تبدأ اللمسة الجسدية في النشرة حيث تؤدي النساء رقصات جماعية مع ابتهالات وعزائم سحرية وتوسلات للجن، ويتم الانخراط في عملية الانتقاض والتلبس .

وفي اليوم السادس يتم تكريم " البنوتات " وهم من الجنّة المغرورين " ذوي الكيف " إذ يطلبون من مؤديات النشرة تعزيمات خاصة وزينة باذخة وثياب مبهرجة ورقص من عناصر نسائية منتقاة بعناية لتميزها بالجمال والجاذبية .
?: ?:
سبحان موزع العقول

محب للسنه
15-01-2002, 09:15 AM
ومن الممارسات الجسدية التي تمزج بين طاعة الجسد وطاعة الجن : الزار .

ونحن نميل لاعتباره طقساً جنسياً وجنياً وجسدياً لكونه مزيجاً من هذه الثـلاثة مجتمعة ، فالتركيز فيه على الملابس والألوان والرقص يكشف بوضوح عن بعده الجنسي ، واستخدامه ستاراً لممارسات محرمة يؤكد هذا ، فضلاً عن أن كثيرين ممن ينظرون إليه من ناحية نفسية يعتبرونه تنفيساً بدنياً عن كبتٍ أو معـاناة جنسية بدنية تتفجر بحـرية من خلال الرقص العنيف الصاخب والحركات المبالغ فيها .


ولست بدعاً في ذلك فهناك " من الدارسين من يؤكد أنه ذو دلالة جنسية ، ويذهبون في ذلك مذهبـاً بعيداً ".

وهو على كل حال أدل الطقوس الاعتقادية على بدائية الفن الشعبي ، فهو مجرد رقصات همجية تذكرنا بما نقرؤه عن رقصات الجماعات البدائية المتأخرة استدراراً للخير أو دفعاً للحيوان الباطش أو الظلام المخيف .

ولتتأكد من الروح الشركية عالية النبرة الموجودة بطقس الزار اقرأ هذه الصيغة الشركية :

يا بنت ماما يا أم الغلام

يامُ الغلام والعفو منك

يامُ الغلام واشفي عّيانك

يامُ الغلام والطبل طبلك

يامُ الغلام والدبح دبحك

يام الغلام والكل عندك

يام الغلام والليلة ليلتك

وقد اعتبره المصلحون الاجتماعيون من الأمراض الخطيرة التي تقوض دعـائم المجتمع ، ونُشرت مقـالات وكتب عن مضار الزار ، وكانت النظرة الإصلاحية في ذلك الوقت ترى أن أضرار الزار تكمن في أمرين :

أولهما : السفه في إنفاق المال بغير طائل إرضاءً لطائفة من صاحبات الدجل والشعوذة .

وثانيهما : ما لوحظ في بعض الأحوال من استخدام حفـلات الزار بطريقة سرية لأعمال منافية للآداب ، حتى إن بعض هذه الحفلات كانت تقام فقط من أجل التهتك والعربدة .

وسبب ثالث : أهم من هذين لم يذكره " المصلحون الاجتماعيون " !!

وهو السبب الديني العقيـدي ، الذي يقضي بوضوح وحسم على كل مظهر من مظـاهر عبادة الجن أو الدينونة لغير الله تعالى ، واعتقاد أن مخلوقاً ما يتصرف في أقدار الناس وعقولهم وقلوبهم .

وقد دخل طقس الـزار إلى كل بلاد المسلمين بلا استثناء - فيما وجدت - حتى إنه دخـل الجزيرة العربية واستقر بها ، فهو منتشر في مصر والسودان والمغرب العربي والعراق والخليج والسعودية ، فضلاً عن وجوده في الحبشة - التي تعد مهده الأول - وبين زنوج افريقيا ، بل وفي أووربا ، مع فروق بين كل بلد ..
يقول فهد الطياش :
إن ارتباط أغاني السامري برفقة الزار حديث عهد بالجزيرة العربية بعد انتشار الجهل ، كما أن مفهوم الزار غريب ومنافٍ لروح العقيدة ، وفكرة أن الأرواح المؤمنة أو الجن المؤمنين يسيطرون على أفراد من الإنـس شبيهة بما يعتقده الزنوج النصارى من المعمدانيين Paptist خاصة حلال طقوس الكنيسة .
ومن خلال ملاحظتي - يقول فهد الطياش - لما يقدم من تلك الطقوس الدينية خاصة في منطقة ديترويت - نرى أن هؤلاء الناس يقومون بمثل ما يقوم به راقص الزار في الجزيرة العربية (!!) ولكن الاختلاف في مصدر الإثارة والنشوة ، ففي الطقوس الكنسية نرى أن مصدر الإثارة هو الإلقاء الدرامي أو غناء الكورال الذين يؤدون التراتيل . أما في قصة الزار فنرى أن مصدر الإثارة هو موسيقى السامري وغناؤه .
الأداء يبدأ في الكنيسة عادة بترتيل بسيط ، ومن ثم يتصاعد في الحدة والإثارة إلى حـد درامي يثير لدى الشخص النشوة ، والإحساس بأن قدرة علوية تسيطر عليه ، بينما نرى في رقصة الزار أن الحافظ يردد قصيدة معينة، يردده خلفه المغنون ، وفي كلتا الحالتين فإن مؤثراً حسياً يؤثر في أشخاص بأعيانهم ، وتختلف التفسيرات: ففي الكنيسة يقال إن سبب الإثارة هو سيطرة روح القدس على الشخص ، بينما في الزار يقال إن الجني سيطر عليه .
وأما عن الزار كطقوس وممارسات فتقول دائرة المعارف الإسلامية : إن كلمة زار مشتقة من جار DJAR كبير آلهة الكوشيين الذي يتغير اسمه لدى بعض الطوائف إلى يارو YARO أو دارو DARO ، وظهر منه في إطار المسيحية الحبشية اسم روح شريرة هو زار ZAR الذي استعـاره المسيحيون الأحباش من بعض القبائل الوثنية .

وينقسم الأسياد في الزار إلى مجموعات مختلفة منها :

المجموعة الإقليمية : وتضم الأرواح السودانية والحبشية ، والصعيدية ، والعربية والمغربية والجبلاوي .
المجموعة القبطية : وتضم علياً ، والحسين ، وفاطمة ، ونفيسة ، وسكينة ، وأبا بكر - رضي الله عنهم - كما تضم مشاهير الأولياء كالبدوي ، والدسوقي ، والرفاعي ، والبيومي ، والقطب المتولي ، وأبي العـلا ، والشافعي ، والليث .
الطوائف المهنية : ومنهم الياوري بك ، وسلطان اللواء ، والعسكري ، والضابط ، والحكيمباشا .
ومجموعة مستقلة : لا تندرج تحت التقسيمات السـابقة ، ومنها سلطان روم نجدي ، وسلطـان رينا ، والولاّج ، وسلطان مامة .
ولكل سيد من الأسياد جنس وجنسية وأغانٍ ملائمة وملابس خاصة تلبس له عند اللزوم ، فإذا كان عربياً لبست المرأة في الزار لبساً عربياً ، ورقصت رقصـة عربية ، وغنت لها جوقة الزار غناءً بلهجة عربية ، وإذا حضر الشيخ - الجني - على لسـان الست تكلم بلهجة عربية ، ونظر ذلك إذا كان مغربياً أو سودانياً أو حبشياً‍‍ .
وتسمى شيخة الزار " الكدية " - وكلمة كدية عربية فصيحة معناها التسول ، وأهل الكدية طائفة كانوا يستجدون ويحتالون في ذلك ، وعندهم دهاء في ابتزاز الأموال .
ومثلهم موجود في الآداب الأوروبية ) SAVAGE ) ولا يبـعد أن يكون فريق منهم امتهن إقامة حفلات الزار منذ أمدٍ بعيد فصارت رئيسة الزار تسمى الكدية .
تقوم الكدية بوضع كرسي في وسط المجلس ، تجلس عليه صاحبة المنزل التي نصب لها الزار ، وتحضر فرختين وديكاً ، وتربط أرجلها ، ثم تضع الديك على رأسـها ، والفرختين على أكتافها ، ثم تتلو نصوصاً معهودة ، وتنشد أناشيد بينما الحاضرات يقلن : دستور يا سيـادي ، مدد يا أهل الله يا سيادي ، وتوقع الكدية ومن معها على الدفوف بنغمات مختلفة متسارعة .
ولقد أشار بعض الدارسين إلى ارتباط طقوس الزار بالألوان ، خاصة في الملابس التي تختلف باختلاف ملوك الجان الذين يراد استرضاؤهم ، كما أشاروا إلى أن الاعتقـاد بالألوان مرتبط بالاعتقـادات الشعبـية في الكواكب وتأثيرها على حيـاة الإنسان وطبائعه ، مثل الاعتقاد في المريخ وأن ألوانه في الثياب هي الأحمر والأصفر ، أما الزهرة فألوانه التي تكون في الثياب هي الأخضر والأبيض ، ويمتد هذا الاعتقاد فيشمل الأيام الخاصة بهذه الكواكب مما يمكن رده إلى العبادات البابلية والكلدانية القديمة. فيوم الثلاثاء هو يوم المريخ بينما يوم الجمعة هو يوم الزهرة، وكلمة FRIDAY في الإنجليزية جاءت عن طريق الشعوب الشمالية وتعني يوم الإلهة FRIG زوجة أدون كبير آلهة الإغريق والسبت يوم زحل SATURDAY والأحد يوم الشمس SUNDAY والاثنين يوم القمر MONDAY .. الخ.
ويتم في الزار طقس آخر هو تبادل الملابس لإعطاء تأثير سحري، فحين يتبادل الرجال ملابس النساء والعكس فإنهم يقصدون بذلك مخادعة الروح الشريرة ، كما أن تبادل الملابس يستخدم أيضاً لمقاومة السحر ورده .

ومن طلبات الكودية يسخر بيرم التونسي في زجل له، فيقول متحدثاً عن امرأة تبتغي السمنة وقد أظهر الأثر " الأطر " المطلوب منها :

طلع لها جوز تيوس من غير إشارة سود

وعجل أبيض يكون تحت السما مولود

وست وزات وفرخة عرقها مفرود

وديك عشاري عريض السدر والمنقار



وفي النهاية أقول : إن هذا الطقس ليس نادراً بل هو منتشر انتشاراً واسعاً ، وقد بدأت جلسات الزار تعلّب في أشرطة كاسيت ، وتوزع لتستخدمها النسوة على نطاق واسع كما لاحظت في البيئات الريفية المصرية .

وقد وجد الدكتور عبد الرحمن عيسوي في استبانة أجراها على عينة من اللبنانيين والمصريين أن 20% من العينة المصرية التي لاحظها كانت تؤمن بأثر الزار في علاج الأمراض المستعصية في حين كان 15% من العينة اللبنانية مؤمناً بذلك .

وقد درس كثير من المستشرقين _ منذ قرنين أو يزيد _ هذا الطقس فيمـا درسوه من عوائد شعوبنا لتكون دراساتهم وسيلة فتاكة للانتشار بيننا كالسوس ، وممن درسوا الـزار إدوارد لين وكريس وسيمون مسنج جون كندي وهاري فاخوري وغيرهم … فتأمل .

ومن الطقوس الداخلة في موضوعنا والتي تمارس في الجزائر ما يسمى بالوعدة والنشرة ، وتشبهان - إلى حد كبير - الزار في مصر ، أو ربما كانت الزار المصري لكن على الطريقة الجزائرية ، ففيهما الرقص والثيـاب المميزة والغيبوبة الانتشائية بالموسيقى والارتباط بالجن ، لكن ربما افترقنا عن الزار بطول مدة الممارسة التي قد تستمر اسبوعاً ، وببعض الملامح المحلية في الجن والأولياء .

http://www.islamweb.net/aqeda/alaqaid_alshabiya/2.htm

محب للسنه
16-01-2002, 01:29 PM
الحلقة الثالثة

الاستمطار رقصـًا


الاستمطار هو طلب نزول المطر عند الجفاف وشدة الجدب ، والمسلم الموحّد يستقبل الظواهر الطبيعية النازلة بالدعاء واللجوء إلى الله تعالى، لا إلى الجمادات ولا إلى الأجرام ولا إلى الصالحين ولا إلى غير ذلك.
لكنّ للناس في هذا سبحــًا طويــلاً .

فالوثنيون يستمطرون في أماكن كثيرة بالرقص الطقوسي الذي يبتهلون به إلى آلهتهم ثم يقدمون بعدُ القرابين .. وهذا أمر منتشر بين القبائل الوثنية في أفريقيا وبين الهنود الحمر في أمريكا وبين وثنيي أمريكا اللاتينية .
وأذكر أنه قد أشارت الصحف ـ للعجب العجاب ـ إلى أن الحكومة الأمريكية استعانت بسحرة من الهنود الحمر للاستمطار في إحدى السنوات التي أمسكت فيها السماء .
كما تروِّج مسلسلات الأطفال لمثل هذه الأفكار . وقد عُرضت في بعض مسلسلات الأطفال ـ مثل مسلسل البنادل وفي حلقات متعددة ـ الأطفال يتجمعون ليرقصوا مثل الهنود الحمر لترسل الآلهة (!!) عليهم السماء مدرارًا !
ولقد كان عرب الجاهلية الأولى يستمطرون بعقد السَّلع والعُشَرِ بأذناب الثيران، فكانوا إذا أجدبوا أو أمسكت عنهم السماء ماءها عمدوا إلى السلع ـ وهو شجر مر ـ والعشر ـ شجر له صمغ ـ فحزموهما وعقدوهما في أذناب البقر ، وأضرموا فيها النيران وأصعدوها إلى جبل وعر داعين مستسقين . وفي إضرام النار تفاؤل بالبرق، وكانوا يسوقونها نحو الغرب من دون الجهات، وهذه النار كانت تسمى نار الاستسقاء .. وفي ذلك يقول جاهلي :
يا كحــل قد أثقــلت أذنـاب البقـر بســـلع يعقــــد فيهـــا وعشر

فهل تجــوديـــن ببــرق ومطـر ؟

( النار في المعتقدات العربية ـ جاسم محمد ـ التراث الشعبي ، ع 1/1974م ) .

وفي ذلك يقول شاعر آخر من العقلاء عائبـًا على أهل الجاهلية عقيدتهم الخرافية :

لا درّ درُّ رجـالٍ خـاب سعيـهُــمُ يستمـطرون لدى الأزمات بالعُشَرِ
أجـــاعلٌ أنـت بيقـورًا مسلّعــةً ذريعــةً لك بيـن الله والمــــطر ؟ !

ومما اعتقدت فيه العرب الأنواء ، إذ رأوها سببـًا للمطر " فبالنجوم استخبرت العرب عن الأمطار وعن الرياح لإيمانهم بتأثير الأنواء "(التراث الشعبي ع12/1973 ).
أما العرب المعاصرون فيعتقد بعضهم أنه لكي ينزل المطر يلزم أن تكشف العذارى عن سوآتهنَّ ومحارمهنَّ ، لأن هذا في زعمهم كفيل بإنزال المطر عند انحباسه في سني الجدب ( التراث الشعبي ، ع10/1975م) .
وفي فلسطين يظهر غيظ الناس من انحباس المطر من خلال مأثوراتهم وأهازيجهم التي يرددونها أيام القحط:

يا رب شــو هالغيـــظــة نشفــت عروق الحميــــظــة
يا رب شـــو هالكنـّـــــة نشـــفت عروق الكـــرسنـــة

أم الغيث :
وفي الكويت وبعض مناطق الخليج تنطلق الفتيات مغنيات أغاني خاصة باستنـزال المطر بأسلوب فطري باستعطاف الظواهر الطبيعية بالدعاء !! فيكونَّ مجموعات تحمل كلٌّ منها تمثالاً بدائيــًا من العصي ، ويقمن بربطه بالخيوط وإلباسه من الخرق، ويضعنْ عليه بعض التحسينات من شعر وملابس، ويطلقن عليه أم الغيث ـ المطر ـ ، ويطفن به الشوارع ، ويقفن أمام كل بيت مرددات :

يام الغيـــــث غيثيـــــنــه ( أدركيــنـــا يــا أم الغيـــث )
خلـّـلي المطــــــر اييــــنه ( دعـــــي المـــطر يأتينــــا )
خللي العشيبـــة تنبــــــت ( دعــــي العشــــب ينمــــو )
يـــرعـــاهــا طلييــنـــــــا ( ليـأكل منها حملنا الصغير )

( يوسف دوخي ، الأغاني الكويتية ، ص:374)

وإذا كانت مثل هذه الأفكار موجودة في وجدان الكبار وممارسات الصغار فإنها والله لسقطة ما يغسلها إلا تجديد الإيمان ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأتنا إلا بتوحيد نقي وتجريد صافٍ لا شائبة فيه .
وقد عدّ النبي صلى الله عليه وسلم الاستسقاء بالنجوم من أمر الجاهلية ـ كما روى مسلم في الصحيح ـ والمراد نسبة السقيا ومجيء المطر إلى الأنواء ـ وهي منازل القمر أو النجوم ـ وكانوا يقولون : مطرنا بنوء كذا .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن بعض أمر الجاهلية لا يتركه الناس كلهم ، ذمــًا لمن لم يتركه ) .
فإذا قال القائل من أهل الجاهلية مطرنا بنوء كذا أو بنجم كذا فلا يخلو: إما أن يعتقد أن له تأثيرًا في إنزال المطر وهذا شرك وكفر ، وهو الذي اعتقده أهل الجاهلية ، وإما أن يقول مطرنا بنوء كذا مع اعتقاده أن المؤثر هو الله تعالى وحده ولكنه أجرى العادة بوجود المطر عند سقوط ذلك النجم .. وقد حرَّم بعضهم ذلك ولو على سبيل المجاز (فتح المجيد،281 باختصار) .
وقد أفتى ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ بمثل هذا في مجموع فتاواه ، ص:39 .
فإذا كان هذا في ربط النجم بالسقيا ـ وهناك علاقة سببية ولا شك بينهما ـ فكيف بمن يستغيث بأم الغيث أو بالرقص أو بحجر مراد أو بعواء ذئب ؟!
لا إله إلا الله .. وحده لا شريك له .


http://www.islamweb.net/aqeda/alaqaid_alshabiya/11.htm