مشاهدة النسخة كاملة : ملاكـــــــــــــــــــــــــــــي الصغيــــــــــــــــــر (قصة)
rayhanaa
25-06-2009, 09:19 PM
الحلقة الأولى: ملاك ضائع
أشرقت شمس صباح جديد وتسللت خيوطها الدافئة إلى غرفتي شعرت بالغبطة و انا افتح نافذتي
واستقبل يومي الجديد بتغريد العصافير ونسمات الصباح العليلة.
انه يوم العطلة الأسبوعية وما أجمل أيام العطلة! وعدت أمي بزيارة عمتي اليوم لذا تناولت فطوري
على عجل وأخذت محفظتي التي لا تفارقني أبدا وخرجت.
"يوم جميل للتنزه " قلت في نفسي.
لذلك سلكت الشوارع الطويلة بدلا عن طريقي المعتاد حتى وصلت إلى الحديقة العامة أين تفضل
الكثير من العائلات قضاء يوم راحتها أخذت أجوب الحديقة وأمتع نظري بالمناظر الرائعة أخذت نفسا
عميقا من عطر الورود ثم هممت بالخروج، لكن أمرا ما شل حركة قدمي وسد بصري فلم أحرك
ساكنا، خلف إحدى الأشجار فتاة صغيرة تبدو فى الرابعة من عمرها تحدق في بقية الأطفال تداعب
نسمات الهواء شعرها الأملس، دفعني عطفي وفصولي إليها فقلت:
-"مرحبا صغيرتي".استدارت الي في دهشة كانما ايقظتها من حلم جميل ولم ترد على تحيتي.
لم اعتزم تركها حت اعرف سبب حزنها، فسالتها:
- لم تجلسين وحيدة يا حلوتي ولما لا تشاركين بقية الاطفال اللعب؟
- لا اريد اللعب! قالت هذه الكلمات بلهجة ساخطة...
-حسنا ما اسمك حلوتي؟
-اسمي سمر.
-ولما لا تريدين اللعب يا سمر ؟
-انا انتظر امي .قالت بنبرة حزن و ياس.
-واين امك ؟.
هزت كتفيها ولم تجب . مرت لحظة سكن فيها كلانا.
-بحثت عنها في كل مكان ولم اجدها...
نظرت الى الصغيرة و دمعتان معلقتان في مقلتيها فشعرت بحزن دفين يتسلل الى قلبي .
"يال اهمال الامهات كيف تترك ابنتها وحيدة هنا وتذهب! !
-الم تخبرك اين ذهبت ؟
-لا ادري .لم استطع ترك الصغيرة وحدها لذا اخذت على عاتقي مسؤولية البحث عن والدتها، جبنا انا
والملاك الصغير الحديقة كلها لكن دون جدوى فسالت الصغيرة:
-اين يقع منزلك يا سمر؟
-في مكان لا احبه ولا اريد العودة اليه.لا اريد...
تحول الملاك الهادئ فجاة الى ملاك غاضب ساخط ثم اجهشت بالبكاء.
حاولت تهدئتها قائلة:
-هوني عليك صغيرتي لما لا تريدين العودة الى المنزل؟
-ذلك المكان ليس بيتي، هم ليسوا اهلي، ثم قالت بكلمات متقطعة:
-انه..انه ميتم للاطفال...
(يتبع)
rayhanaa
25-06-2009, 09:54 PM
السلام عليكم
هذه اول مشاركة لي في هذا المنتدى ارجو ان اوفق في التواصل معكم و ان نبقى فاعلين في هذا لمنتدى دائما
شكرا على مروركم.
blood roses
25-06-2009, 10:55 PM
مشكوره اختي على هادي القصه شكلها رح تكون محزنه ............
اما طريقه الكتابه فهي طريقه رائعه .......... والاسلوب حلو
بانتظار المزيد ................... لا تتاخري علينا
اوكي!!!!!!!!!!!!!
طه الزروق
26-06-2009, 12:05 AM
الاسلوب جيد أختي..
و تسلسل الأحداث مُتقن..
فقط لو تسمحين لي بملاحظتين..من أخيك الذي يَقِلك موهبة..
**قولك في البداية.. شعرت بالغبطة..فحسب علمي فالغبطة لا تعني السرور..
و إنما الفرق بين الغبطة و الحسد..أن الغبطة تتمنى أن يكون لك مثل الذي لدى أخيك مع بقائه هذا الخير عنده أيضًا..
أما الحسد فتتمنى زوال النعمة من أخيك و تكون لك فقط..
** و لو تخففين من سرعة الحكي..و تعتنين بجمالية الشكل..صورة مرفقة..خط..و..و..تعرفين أكثر مني لا شك....
أعتذر على مروري المقتضب...
و ننتظر جديدك بعد البداية الموفقة..................
أقدم بتشكراتي أختي rayhanaa
في انتظار التتمة ;)
rayhanaa
26-06-2009, 08:13 PM
أحزان الملاك الصغير
شعرت بالأسى على الصغيرة ذات الوجه الملائكي وقررت أن أخفف بعض معاناتها
لذا أخذت بيدها و خرجنا من الحديقة وتوجهنا الى الشارع الرئيسي الذي كان يعج
بالمارة وكل أنواع وسائل النقل مشينا الطريق ونحن نتجاذب أطراف الحديث وكانت
صغيرتي سمر تحكي لي بعض حياة المياتم :
-لم لاتحبين الميتم يا سمر؟
- أنا لا أحد لي هناك لا أم و لا أب ولا حتى أهل لا يزورني أي شخص ومن يأتي لزيارتنا في المناسبات و الأعياد لا يعود أبدا.
- الا يعاملونكم جيدا هناك ؟سألت الصغيرة.
-بلى، لكن أحب أن يكون لي بيت وأم واخوة وأناس أعتبرهم أهلي.
أطلقت سراح أفكاري ورحت أفكر في معاناة سمر.
شعرت بحزن عميق يختلج صدري وأنا أتخيل أن سمر جاءت الى الحديقة العامة
باحثة عن أمها، أجل لما لكل هؤلاء الأطفال أمهات وهي لا. نظرت الى الملاك
الصغير بكل حنان ولم أجد ما أواسيها به، كم هي بريئة هذه الطفلة وكم تعاني هي و
أمثالها و قلت في نفسي:
-"يا الاهي كم هو صعب ان تعيش في هذه الدنيا دون أن تعرف لك اهلا أو ماضيا او
حتى مستقبلا"
اردت تخفيف معاناة الصغيرة فقلت :
-سمر حلوتتي اترغبين في تناول البوضا اللذيذة معي ؟.
-أجل أحبها كثيرا
دخلنا بائع البوضا وجلست كلتانا على الطاولة وشرعنا في الأكل ، و يبدو ان الصغيرة
من عشاقها فهي لم تكف عن طلب المزيد حتى ظننت انها ستفرغ ما بقي في جيبي
من نقود ثم ارتسمت على وجه الملاك البائس ابتسامة لو ملكت مال الكون لدفعته
لابقيها على وجهها. فجأة اخذت سمر تحملق في كأنما تقرأ شيئا ما في تعابير وجهي
فأثارت حيرتي فسألتها:
-غاليتي أترغبين بشيء بعد؟
لم تجبني على الفور بل استغرقت في تـأملها ثم قالت:أريد طلبا صغيرا .اطلبي ما
تشائين حبيبتي.
طلب سمر هذا سيبقى محفورا في ذاكرتي بل في أعماق أعماق قلبي ما حييت بل و
سيدفن معي اذا مت ...
rayhanaa
26-06-2009, 09:06 PM
السلام عليكم اصدقائي
سعيدة بمروركم الكريم كل من blood roses وmrc و طه الزروق على ملاحظاتك التي ساخذها بعين الاعتبار
في كتاباتي القادمة.
ارجو الافادة و الاستفادة للكل.
blood roses
26-06-2009, 09:55 PM
الصراحه القصه كتييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير حلوه و محزنه في نفس الوقت
عند قرائتي للقصه اشعر ببراعة الكاتب ................
كل الكلمات متناسقه ومتناغمه مع بعضها .............
والطريقه لوصف الاحداث جميله ...............
بالنسبه إلي القصه كتير رائعه ................
بإنتظار الجديد منك اختي
وشكرا
blood roses
26-06-2009, 09:57 PM
الصراحه القصه كتييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير حلوه و محزنه في نفس الوقت
عند قرائتي للقصه اشعر ببراعة الكاتب ................
كل الكلمات متناسقه ومتناغمه مع بعضها .............
والطريقه لوصف الاحداث جميله ...............
بالنسبه إلي القصه كتير رائعه ................
بإنتظار الجديد منك اختي
وشكرا
rayhanaa
26-06-2009, 10:52 PM
طلب صغير
استغرقت في النظر إلى هذه الصغيرة البريئة وقد عقد لساني عن النطق بأية كلمة
وتشتت أفكاري وهذا الملاك يسألني هذا الطلب:
-كوني أمي...أرجوك
هذا الطلب الذي تعتبره سمر" صغيرا" أعجز عقلي الكبير وذو التسعة عشر ربيعا
عن فهمه أو استو عابه بل لقد شلت كل خلية في دماغي عن العمل ولم أنبس ببنت
شفة، وفي هذه الأثناء كانت سمر ترمقني بنظرات كلها أمل ورجاء،ليت الأمور كانت
سهلة كما تتخيلين يا صغيرتي!، لكنت منحتك أروع أم في الدنيا لما كنت سمحت لأي
دمعت أن تبلل خدك الطاهر، لما تركت الحزن والأسى يطرقان قلبك!.
-سمر أنا...أنا لا أستطيع أن أكون أمك.
-لماذا أنت لطيفة وقد أحببتك وأريد أن...
لم تكمل تلك الجملة العظيمة بل سكنت وناءت بنظرها عني.
-اسمعي يا سمر صحيح أنك لا تعرفين أمك لكنها موجودة وهي تحبك أكثر مما تفعلين.
-ولكن أين هي ولما لا تأتي إلي؟
-إنها في السماء وسترينها يوما ما صدقيني.
راحت صغيرتي تحملق في السماء كأنما تبحث عنها أو تتخيل وجهها، كم هي بريئة هذه
الطفلة وكم هي تعيسة!
-حسنا صغيرتي علينا أن نعود، فمن المؤكد أنهم يقلبون الدنيا بحثا عنك.
-سنعود إلى الميتم؟
-أجل وسآتي لرؤيتك كلما سمحت الفرصة أعدك بذلك.
أمسكت بيدها الصغيرة وسلكنا الطريق الرئيسي رجوعا، لكنها تركت يدي قائلة بيأس:
-أعلم أنك لن تعودي لرؤيتي أبدا...كلهم لا يعودون.
بنبرة إصرار أجبتها:
-أنا سأفعل...لقد وعدتك وسأفي بوعدي.
التفتت إلي الصغيرة والأمل يشع من وجهها الملائكي وقالت:
-إذن سأنتظرك يا...أنت لم تخبريني عن اسمك بعد؟!.
تخيلوا أنني أبحرت في معاناتها ومآسيها لدرجت أنني نسيت إخبارها عن اسمي.
-أدعى روان وأنا أسكن الحي المجاور.
نظرت سمر إلي وابتسمت ابتسامتها الرائعة وقالت:
-اسمك جميل...وماذا تفعلين؟. يبدو أن الاستجواب قد بدء!
-أنا أدرس الطب...في الجامعة.
-يعني أنك طبيبة صحيح؟
ابتسمت لها وقلت:
-حسنا ليس بعد لكني سأصبح كذلك بعد بضعة سنوات إن شاء الله.
ارتسم على وجه صغيرتي شعاع مضيء من الأمل ثم ردت قائلة:
-إذن سأخبر الجميع أن أمي طبيبة.
-سمر قلت أنني لست أمك...لا تنعتيني بهذا الاسم نادني روان.
-بل ماما روان...
لم أجد بدا من إقناعها فنظرات الإصرار في عينيها كانت أقوى من أي رادع فأذعنت للأمر
و سلمت أمري لله، مشينا طرقا طويلا حتى وصلنا إلى الميتم أين تعيش سمر وكل من
كتب له القدر أن يعيش وحيدا، اقتربنا من المدخل أين كان يقف رجل طاعن في السن
وقبل أن نكلمه أو يكلمنا التفت إلى الوراء وصرخ قائلا:
- أسرعوا إنها هنا لقد عادت. . .
(يتبع)
rayhanaa
26-06-2009, 10:58 PM
السلام عليكم
اهلا بعودتك blood roses شكرا على كلماتك الرائعة اتمنى ان ابقى عند حسن ظنك و ظن الجميع.
ابقوا رائعين كما انتم.
حسـ(باشا)ـان
27-06-2009, 01:10 PM
ما شاء الله تبارك الله
قصة رائعة وتستحق القراءة
واكثر ما شدني في قصتك هي المشاهد التي تتوقفي عندها
فهي تحمس القارئ لمعرفة ماذا سيحدث بعد ذلك
:ee2:
لسان سلس ، تعبير بليغ ، أسلوب فصيح.
مشكورة أخت rayhanaa. :)
rayhanaa
27-06-2009, 02:29 PM
عودي إلي
التفت العجوز إلي ثم انحنى ليسأل سمر:
-أين كنت يا سمر؟ نحن نبحث عنك منذ زمن طويل. أأنت بخير؟
-أجل يا عم حسام.
أجابته بكل مرح وعفوية، وخلفه تمام أطلت امرأة عجوز برأسها أيقنت من الوهلة الأولى أنها مديرة
الميتم، كان يبدو على وجهها القلق والحيرة وما إن وقعت عيناها على الصغيرة حتى فتحت ذراعيها
وأخذتها في حضنها وهي تقول:
-بحثنا في كل مكان عنك أين كنت ولما خرجت وحدك؟
بكل سعادة وفخر أجابت سمر:
-خرجت لأبحث عن أمي ، وقد وجدتها.
شعت بالخجل والعجوز تنظر إلي بحيرة و استغراب، ياالاهي كيف لي أن اقنع هذه العنيدة بالتخلي عن
فكرتها لكن إقناع الأطفال ليس بالأمر اليسير.فتح الباب ودعتني المرأة العجوز للدخول، في ذلك الفناء
الواسع أطفال كثيرون يلعبون و يتسابقون وما أن رأوا سمر حتى تحلقوا من حولها وأمطروها بوابل
من الأسئلة،في تلك اللحظة دعتني المديرة لجولة في الميتم، و رويت لها ما حدث مع سمر فقالت:
-سمر طفلة حساس جدا، توفي والداها خلال الحرب عندما قصف بيتهم و لم يعد لها أي أحد أحضرها
عمها إلى هنا منذ ثلاث سنوات وهو رجل عازب لا يستطيع التكفل بها وحده فتكفل الميتم بتربيتها.
-ألم يعد عمها هذا لزيارتها؟ سألت المديرة.
-لا نحن لم نره منذ ذلك اليوم لكنه كان يتصل من وقت لأخر ليطمئن على حالها،ثم انقطعت اتصالاته
عنا كليا.
- غريب هو القريب الوحيد لها كيف يتخلى عنها؟
-على ما أذكر فانه في آخر اتصال له تكلم عن السفر الى لندن ربما رحل إلى هناك للعمل أو ما
شابه...
عدنا أنا و المديرة إلى حيث تركنا سمر ورفقاءها وما إن رأتني حتى أقبلت إلي وهي تقول:
-هاهي ذي أمي إنها طبيبة.... طبيبة رائعة.
راح الجميع يحملق في أم سمر، أخذت الصغيرة على حدا وقلت بنبرة هادئة وجادة:
-سمر غاليتي علي الرحيل الآن وسأعود لزيارتك أنت تذكرين وعدي صحيح؟
هزت رأسها ولم تجبني فاستطرت:
-كلهم كانوا قلقين عليك ...إنهم يحبونك كثيرا هنا.
قبلت سمر على خدها وأمسكت بيدها وقلت:
-سأعود قريبا وسأجلب لك الكثير من الهدايا، موافقة؟
-نعم ماما.
هذه الصغيرة تقتلني عندما تناديني بهذا الاسم وتجرح نفسي لكن لا بد من الفراق، أوليتها ظهري
ودون أن ألتفت إليها خطوت خطوات متسارعة إلى الباب ربما خوفا من أن تحملني عواطفي
ومشاعري للعودة اليها لأضمها الى قلبي الذي يأبى فراقها، وقبل أن تلمس يدي مقبض الباب اخترق
أذني صوت بدأت أعتاد عليه، صوت الملاك الصغير و هي تصرخ بأعلى صوتها:
-عودي إلي ....لا تتركيني.
(يتبع)
rayhanaa
27-06-2009, 02:35 PM
السلام عليكم
شكرا على الكلمات المشجعة و على المتابعة ارجو للجميع التوفيق.
ابقو رائعين كما انتم.
حسـ(باشا)ـان
27-06-2009, 10:39 PM
التكملة راااااااااااااائعة جدا ومشوقة
لكن .... هل تسمحين بملاحظة ؟؟
قبل ان تنشري القصة
اقرأيها عدة مرات قبل النشر
لانه في كل مرة تقرأينها ستكتشفين وجود اخطاء املائية
لا تقلقي فهذه الحالة تحدث مع جميع الكاتبين :ee2:
blood roses
28-06-2009, 05:38 PM
طبعا اختي القصه مبدعه ..............
وهذا دليل على ابداع الكاتبه ................
والوقفات اللي بتوقفي عندها كتير حلوة ..........
الصراحه انا معجبه بقصتك...........
لانها قصه تتحدث عن شيء واقعي .........ومشاعر انسانيه عميقه ........
اهنيكي اختي على القصه الرائعه .........
ومتل ما حكالك الاخ حسان اعتني بالاخطاء الاملائيه ..........طبعا طلبنا هاد لا يعني انو القصه فيها شي....... القصه رائعه ولكن حتى تبقي على جمال القصه وجوها الحلو حاولي تفادي الاخطاء الاملائيه .........
بانتظار التكمله بفارغ الصبر
ملاحظه: ارجو انك ما تنزعجي من نقدنا هاد ............احنا حبينا القصه كتير ولهذا نقدناها حتى تزداد جمالا
ومتل ما حكى اخوي حسان كل كاتب بتحصل معاه هيك حالات .........
شكرا كتير .....وتقبلي مروري
rayhanaa
28-06-2009, 08:10 PM
أريد سمر
التفت إلى مصدر الصوت و إذا بسمر مقبلة كالصاروخ باتجاهي وتعانقنا عناقا حارا و
ذرفت كلتانا نهرين من الدموع و قبلتها على جبينها، لم يمض على لقائي بك سوى بضعة
ساعات بدت وكأنها دهر من الزمن، لم أقوى على فراقها لقد أصبحت جزءا مني و لا
أدري كيف. ودعتها الوداع الأخير وخرجت بكل أنواع مشاعر الأسى في قلبي و مشيت
الطريق دون أن أعرف وجهتي لم ألتفت خلفي بالرغم من أني أردت بكل جوانحي أن
أراها مرة أخرى لبضعة دقائق فقط لكن لم أفعل.
وسط هذا الحزن الذي اجتاح نفسي نسيت أني كنت ذاهبة لزيارة عمتي لقد عدلت عن
الفكرة وعدت الى البيت، دخلت فوجدت أمي في المطبخ، جلست على المقعد و تنهدت
بحزن، نظرت أمي الي بحيرة وقالت:
-عدت باكرا ...تبدين شاحبة ما الأمر؟
-لم أذهب إلى عمتي ... ورويت لها حكاية سمر، تأسفت أمي على حالها و قالت:
-مسكينة هذه الطفلة و ما أكثر أمثالها!
لم أغادر غرفتي طوال ذلك الصباح بل حاولت أن ألهي نفسي بأي شيء مهما كان تافها
كي أنسى سمر و كل ما يتعلق بها و بالميتم، وفي المساء فتحت كتبي و بعثرتها على
مكتبي الصغير و استغرقت في الدراسة لساعات طوال و ما شعرت إلا بأمي تهز كتفي
و تطلب مني أن أأوي إلى فراشي .
استيقظت اليوم الموالي و أنا أشعر بتعب يكسر جسمي و يشل حركته قاومت ذلك التعب
و نهضت من فراشي بتثاقل انه يوم الدراسة علي الذهاب إلى الجامعة في الوقت المحدد،
حملت محفظتي و خرجت دون أن أتناول كل فطوري كما هي العادة و اتجهت إلى الجامعة.
طوال ساعات الدراسة لم ينحصر تفكيري إلا في سمر و في أحداث الأمس و قد لا حظ
الجميع شرودي حتى رويدة:
-روان...هل أنت بخير...أأنت مريضة؟
-أشعر بالتعب لم يكن يوم العطلة مريحا ؟ قلت و أنا أتنهد.
-ما الأمر حيرتني هل حدث أي مكروه؟
-سأخبرك بعد نهاية الدرس بكل شيء يا رويدة
وبعد انتهاء الدرس تحدثت أنا و رويدة عن سمر و عن أطفال الميتم و قد كان لحديثي مع
رويدة فائدة كبيرة في التنفيس عني وهذا سبب صداقتي الحميمة معها، رويدة مختلفة عن
بقية صديقاتي فهي تفهمني وتهتم لما يشغلني وكثيرا ما تكون السبب في حل العويص
من مشكلاتي كما سترون فيما بعد....
اقترحت رويدة علي فكرة لحل المشكلة لم تخطر ببالي أبدا:
-اسمعي يا روان بما أنك قد تعلقت بالطفلة وليس لها أهل فلما لا تكفلها عائلتك؟
-نكفل سمر ...نحن؟!
-أجل الطفلة أحبتك ولا أم لها فلما لا؟ عائلتك ليست كبيرة ثم ان والدتك يا روان عطوفة
جدا قد تتقبل الفكرة.
-لا أدري قد يصعب على والدي قبول فرد جديد في العائلة...و
قاطعتني رويدة قائلة:
-كافحي لتحصلي عليها لطالما نلت ما أردت.
شتت رويدة أفكاري لكنها بعثت الأمل إلى روحي المحطمة فكرة أن تعيش سمر معي لم
تغادر تفكيري طول طريق العودة إلى البيت و دون أن أشعر وجدت نفسي أمام أمي وأنا
أقول بلا وعي أو تركيز:
-أمي أريد أن تعيش سمر معي... أريدكم أن تكفلوا سمر...
(يتبع)
rayhanaa
28-06-2009, 08:22 PM
السلام عليكم جميعا:)
اشكركم على المتابعة و على الكلمات الرائعة :ee2::ee2:hassan و blood roses
كما اشكركما على الملاحظات التي ذكرتماها...........:biggrin2:
انا لم اكتب القصة و اعرضها الا لاعرف ارائكم وانتقاداتكم فلا تترددوا بطرحها:wink2:
و جل من لا يخطئ.....لقد قد قمت بتصحيح القصة كلها وضعتها في ملف لكنها ضاعت:cray::cray:
ساحاول تجنب هذه الاخطاء قبل كل ادراج للقصة.........:wink2:هذا وعد:wink2:
لذا اذا كانت هناك اي ملاحظة فلا تبخلوا.
ابقوا رائعين كما انتم:biggrin2::biggrin2:
manga will20
28-06-2009, 08:40 PM
واااو أحببتـــ، كثيـــرا قصتـــك أختـــي ريـــحانـــه
كلـــمــا أتـــقــدم بــالقــراءة أزداد انبـــهارا واٍعجـــابــا بأسلـــوبك البليــــغ
بـــصـــراحة قصتـــك تـــكــاد تـــكونــ، أشبـــه بصـــفحـــاتــ، من مذكـــراتـــ،
تســـحق فـــعلا أنـ، تـــكونــ، عبـــارة عنــ، قصـــه مسلســل درامـــي
انــفطـــر قلبـــي وأنـــا أقـــرأ أسطـــرك كمـــا لــو كـــانت القصـــه حقيـــقيـــه
واصلـــي ريـــحانه وتـــأكدي اننــا ننتـــظر التـــكملـــه بشــوقـ..
ومتــــأســـفه اذا كــــان ردي جــــآفا
تحيــآتي،،
blood roses
28-06-2009, 08:54 PM
القصه غايه في الروعه .............كل كلماتي لن توصف جمالها
اول مره اقرأ قصه من هذا النوع وانشد لها واحبها ............
يعطيكي العافيه اختي على مجهودك الرائع .................
شكرا........................
حسـ(باشا)ـان
29-06-2009, 02:29 AM
ما شاء الله تبارك الله
الاحداث تزداد تشويقا
كم انا متشوق لمعرفة ردة فعل ام روان
:33:
rayhanaa
02-07-2009, 11:40 AM
حلم ضائع
بقيت أمي تحدق بي بدهشة فهي لم تنتظر مني سؤالا كهذا، والحقيقة أن طلباتي دائما
كانت غريبة لكن هذا أغربها تعرفت إلى سمر بالأمس فقط وأحببتها كأخت لي وها أنا أطلب
أن تعيش معي إلى الأبد...
-نكفل طفلة من الميتم...في بيتنا؟؟أجابت أمي
-ولما لا انها فتاة وحيدة وهي رائعة لو أنك ترينها فقط يا أمي...
-لا أعتقد أن والدك سيتقبل فكرة وجودها في بيتنا...روان بنيتي انسي الفكرة. قالت أمي
بكل هدوء.
-مستحيل أريد سمر أريدها معي أرجوك يا أمي حاول إقناع أبي بالفكرة.
نظرت أمي إلى الإصرار الذي في عيني ولم تجد بدا من مواصلة النقاش فالمسألة محسومة
بالنسبة الي أريد سمر فقط سمر...، تنهدت أمي ثم قالت:
-سأكلم والدك وسنرى رأيه بالموضوع...لكني لن أعدك بشئ.
شعرت بالسعادة تختلج صدري، لم اشعر بطعم السعادة و الانتصار منذ زمن طويل.
-لقد تمكنت من أمي بقي الآن أبي كيف لي أن أقنعه هو الآخر؟ تساءلت في نفسي
لطالما وقفت أمي إلى جانبي في كل ما أطلب فأنا ابنتها المدللة ولطالما كان هذا رد أبي:
-سوف تفسدين طباع هذه الفتاة بدلالك هذا...
في ذلك المساء ضللت أجول المنزل ذهابا وإيابا منتظرة قدوم أبي وها قد جاءت اللحظة
الحاسمة، دخل أبي وهو يحمل بيده محفظته فحملتها عنه كان يبدو منهكا فأجلنا أنا وأمي
موضوع سمر إلى السهرة، تناولنا العشاء بهدوء ولم أكف عن تأمل وجه أبي وتخيل ردة فعله
عند طرح الموضوع ، وفي السهرة افتتحت أمي النقاش الحاسم:
-أبا روان ...أتذكر الطفلة التي حدثتنا عنها روان ...فتاة الميتم؟
-أجل أذكرها تلك التي تدعى سمر... ما شأنها؟ قال أبي دون أن يبعد عينيه عن شاشة
التلفاز.
-الصغيرة وحيدة ومسكينة وقد تعلقت بروان..كما أنها تحتاج الى رعاية أسرة تهتم بها.
نظر أبي إلى أمي وكأنه فهم ما تقصده،لم يجبها وتناول فنجان القهوة في يده وبعد تفكير
عميق كاد يقطع أوصالي ويحبس أنفاسي أجاب قائلا:
-نحن لا نعرف هذه الطفلة وربما لها أهلها وقد يعودون لأخذها في أي وقت...
لم أدع والدي يكمل كلامه بل قذفت هذه الكلمات دفعة واحدة:
-سمر لا تملك أحد توفي والداها في الحرب وعمها لم يسأل عنها منذ سنوات.
-روان...لقد كبرت الآن وعليك أن تفكري في مستقبلك ودراستك...نحن لن نستطيع
الاهتمام بهذه الطفلة. شعرت بالألم يخنقني و صرخت بكل يأس:
-لماذا يا أبي إنها...
لم يدعني أبي أكمل ما أردت قوله واعتبر الموضوع منتهيا،كما انتهى حلمي المحطم بسمر
وعدت الى غرفتي وبكيت حتى أغرقت وسادتي بدموعي ونمت دون أن أشعر كيف....
rayhanaa
02-07-2009, 11:45 AM
اهلا بكما blood roses وhasaan سعيدة بمشاركتكما و طلتكما في كل مرة و اعتذر عن التاخير عنكم
ارجو ان تستمتعوا بما بقي من القصة.
ابقو رائعين كما انتم.
حسـ(باشا)ـان
02-07-2009, 02:31 PM
ليش ما وافق
:(
يبدو انه شخصية عصبية جدا وعنيد
rayhanaa
02-07-2009, 06:29 PM
هههههههههههههههه لا بس قلبو طيب راح تشوف بعدين و لا تجرجرني بالكلام.
rayhanaa
02-07-2009, 07:07 PM
هدية النجاح
قضيت أسبوعي هذا وأنا أرقب يوم العطلة و قد حالفني الحظ في أن أقنع أمي بالذهاب لزيارة
سمر، وعندما وصلنا الى الميتم وجدت ملاكي بالانتظار لم يكن عناقنا أقل حرارة من عناق الوداع
ولقد جلبت لها ولأصدقائها الكثير من الهدايا الجميلة أعجبت أمي بسمر وأحبتها لدرجة أنها لم
تفارقها حتى موعد ذهابنا مما زاد في دعم موقفي في تكفلها، لعبت مع سمر في الحديقة وأكلنا
البوضا اللذيذة التي تعشقها وتحدثنا طويلا عن كل ما خطر ببالنا ووعدت صغيرتي بالعودة اليها متى
سنحت الفرصة.والحقيقة أن تعلقي بها زاد مع مرور الأيام لدرجة لايمكنكم تصورها.
مر الان ثلاثة أسابيع على لقائي الأول بسمر وقد بدأت الامتحانات وقد أبليت على ما يبدو بلاءا
حسنا، والأسوء أني لم أعد أجد الوقت لزيارة غاليتي ولا تصلني أخبارها الا عن طريق أمي التي
كانت تذهب اليها رفقة أبي، لم يعد في البيت حديث الا عن سمر والميتم وتخيلوا أن أبي صار
متعاطفا مع الصغيرة بل أصبح يحبها جدا.
وبعد أسبوعين ظهرت نتيجة امتحاناتي وقد كلل سهري وتعبي بالنجاح، عدت الى البيت وأنا اطير من
الفرح لأزف الخبر لوالدي، وجدتهما في الصالة جالسين:
-أبي لقد اجتزت الامتحان...لقد نجحت.
-مبارك يا ابنتي...
ثم نظر الى أمي وقال:
-روان تستحق هدية بهذه المناسبة...أليس كذلك ؟
-بلى هدية لطالما تمنتها...
ردت أمي وهي تبتسم، ابتسامات غريبة تخفي أمرا ما أثار فضولي.
وقف أبي وامسكني بين ذراعيه وقال:
-روان...قررت أنا ووالدتك أن نكفل سمر.
نظرت الى أمي وفي قلبي مشاعر مختلطة لا أستطيع وصفها ولا فهمها انه حلم ظننت أنه لن يتحقق
أبدا...لكنه يتحقق الان فعلا...
(يتبع)
لا تبخلوا علي بارائكم فأنا في الانتظار.http://alhawza.net/forum/images/smilies/chatsmile/smile.png
blood roses
02-07-2009, 07:39 PM
رووووووووووووووووووووووعه
تأثرت كثير بالقصه اختي ............ قصتك رائعه و مؤثره ...........
الواقع انها دخلت الى اعماقي ..............
شكرا كثير على القصه المرهفه و التي تدخل القلب مباشره
بانتظار التكمله بفارغ الصبر
manga will20
02-07-2009, 11:07 PM
قصـــــتك مـــرة تقطـــع القلـبــ، مـــرة تــجنن مــاشاء الله
المهــم ماراح أعيــد نفس الكــــلام الــي قلــتــه في الـــرد الســـابق هنـــآ (http://www.montada.com/showthread.php?t=638372&page=2)
أعجبتنــــي الاجـــزاء الجـــديدة، وأخيـــرا اطمنـــا علــى مصيـــر سمــر الصغيـــرة
نتتـــظر المزيـــد ريــحانة :D
تحيـآتي،،
rayhanaa
03-07-2009, 08:03 PM
هلا بك اختي manga سعيدة بطلتك و بكلماتك مشكورررررة حبيبتي
blood roses اهلا بك و اتمنى ان تعجبك بقية القصة فمازالت احداثها المشوقة متواصلة.
ابقوا رائعين كما انتم.
rayhanaa
03-07-2009, 08:08 PM
معا الى الأبد
أحداث كثيرة وقعت هذا الشهر أولها وأهمها أن سمر تعيش في بيتي، تخيلوا ذلك لم يعد
البيت الذي أسكنه كما كان بعد شهور من الحزن الذي حكم أمبراطورية قلبي، انا الان
أسمع صوت ملاكي في الحديقة تلعب مع شقيقتي الصغرى "روعة" التي تكبر سمر
بسنتين ويبدو انهما أصبحتا صديقتين حميمتين حتى بدأت أغار ، قد أألف مجلدات في
وصف حالة غاليتي ، تغير ذلك الحزن على وجهها الى ضحكات مرحة رائعة، الشيء
الوحيد الذي لم يتغير هو نعتها لي ب"ماما" فلقد عجزت عن اقناعها بتسميتي روان
فقط.
تملك سمرغرفة مدهشة فيها لعب ودفاتر وكل ما يسعدها فلقد وعدت والدي بالاهتمام بها
لأنها متعلقت بي أكثر من غيري.
اخذ سمر كل يوم الى الحديقة... بالمناسبة صغيرتي تعشق رؤية غروب الشمس،
لذا ننتظر أنا وهي غيابها لندخل المنزل حتى صارت عادتنا اليومية، وذات مساء ونحن
نتمتع بهذا المنظر المدهش نظرت سمر الي وقالت:
ماما روان... لم ليس لدي أم مثلك ومثل روعة؟
-لديك ماما أنا وهي مثل أمك وهي تحبك كثيرا
.
-هي أمك أنت ...أنا أريد ماما لي وحدي. قالت بحزن
-في هذه الحال روان هي أمك ألست كذلك يا سمر؟ قلت بمرح.
ضحكنا معا ثم توقفت فجأة وقالت:
-عديني ماما..
.
-أعدك بماذا أميرتي...؟
قالت وبريق متوهج في عينيها:
-عديني ألا تتركيني أبدا...مهما حدث.
-أعدك بذلك سمر...
هذا الوعد سيغير مجرى حياتي كلها، كما غيرني اقتحام سمر لحياتي...
(يتبع)
حسـ(باشا)ـان
04-07-2009, 03:00 AM
هههههههههههههههه لا بس قلبو طيب راح تشوف بعدين و لا تجرجرني بالكلام.
اممممممممممممممممم احسك ذكية وصعب تتجرجري بالكلام
:D
المهم لما قرأت فصل هدية النجاح فرحت كثيرا
لكن الفرح زال لما قرأت فصل معا الى الابد
اشعر بوجود مشاكل ما بتنتهي
خصوصا لما قالت سمر هذي الكلمة
ماما روان... لم ليس لدي أم مثلك ومثل روعة؟
ننتظر التكلة بفارغ الصبر
:ee2:
rayhanaa
04-07-2009, 08:27 PM
hasaan شكرا على مرورك و على كلماتك الرائعة على كل ما تزال الاحداث متواصلة و ستكون هناك امور مفرحة و اخرى مؤلمة فى الفصول التالية لكن صبرا.
ابقوا رائعين.
rayhanaa
04-07-2009, 08:42 PM
يوم مميز
استيقضت اليوم باكرا وكلي نشاط وحيوية فاليوم مهم جدا بالنسبة الي، لقد دعانا السيد
"سامح" أهم وأشهر طبيب في البلاد لزيارة مستشفاه وقد خصصنا بالدعوة نحن
المتفوقون هذه السنة، ارتديت ملابسي وحضرت أدواتي وكل ما أحتاج،انه يوم لطالما
حلمت به، تناولت فطوري مع أخي سامر ولم تكن لا سمر ولا روعة معنا:
-سامر أين سمر وروعة لم أرهما وأنا أنزل؟
-انهما تلعبان بالدراجة في الخارج...قال سامر.
-اذن ساذهب لأودعهما قبل أن أذهب.قلت وأنا أحمل محفظتي وأهم بالخروج.
وقبل أن أفتح الباب سمعت بكاء روعة ات من بعيد وما ان فتحت الباب حتى رأيتها مقبلة
نحوي كالصاروخ وهي تقول كلمات مبعثرة، تشبثت روعة بثيابي وهي تقول:
س...سمر...سمر.
-حاولت أن أهدئ روعها لأفهم ما حدث فقلت:
- اهدئ ياروعة واشرحي لي ما حدث...
-سمر...سمر وقعت عن الدراجة... انها ليست بخير...أجابتني ونهرين من الدموع
ينسابان من عينيها.
شعرت بخوف كبير يزلزلني ولم أستطع أن أتحرك خطوة، ولولا بكاء روعة وصراخها ما
ظننتني متحركة من مكاني، وبسرعة البرق دلتني روعة على مكانها، رأيتها على الأرض
وهي تتألم وتصرخ،اقتربت منها وأنا مشتتة الأفكار وقلت:
-سمر ماذا حدث لك ؟
-قدمي..قدمي تؤلمني...لا أستطيع أن أحركها...
rayhanaa
04-07-2009, 08:47 PM
لحظات حرجة
شعرت بالرعب وأنا أرى سمر واقعة على الأرض وهي تصرخ ألما ولم أدري ما أفعل، لقد
شل تفكيري عن القيام بأي شيء، نظرت حولي فرأيت أمي تقبل مسرعة وهي تسأل:
-مالذي حدث لسمر...كيف وقعت؟
لم أكن لأستطيع أن أجيب كل التساؤلات التي قذفتها دفعة واحدة بل كان كل همي أن أجد
طريقة ما لمساعدتها التفت إلى أمي وقلت:
-علينا أن نطلب الإسعاف فورا...بسرعة يا روعة أحضري هاتفي المحمول.
دخلت روعة المنزل بينما بقيت أنا وأمي مع سمر، أما سامر فاتجه الى بيت عمي ليطلب
المساعدة.اتصلنا بالإسعاف وبقينا ننتظر على أحر من الجمر وصوله.
-أمي لقد تأخر الإسعاف كثيرا ماذا نفعل؟
-صبرا يا روان...صبرا
كدت أجن وأنا أسمع أنين صغيرتي الغالية إلى جانبي، وأنا مكتوفة الأيدي لا أعرف ما
أفعل سأصبح طبيبة بعد بضع سنوات ,أنا الآن عاجزة عند أول حالة تصادفني،هذه أول
مرة أعرف معاناة الأطباء وصعوبة عملهم النبيل، في هذه الأثناء عاد سامر شقيقي رفقة ابن عمي "علاء":
-ما الأمر يا روان ماذا حدث لسمر؟
-لقد وقعت عن الدراجة ويبدو أن قدمها قد كسرت...أجبته
-لقد طلبنا الإسعاف لكنه تأخر كثيرا..قالت أمي.
-أنا أملك سيارة يجب أن ننقلها فورا...لا يسعنا الانتظار.قال علاء.
حمل ابن عمي علاء سمر إلى سيارته ورافقته أنا وأمي إلى أقرب مستشفى، تم إدخال
سمرالى قسم الاستعجالات وأمام أحد أبوابه وقفنا ننتظر خروج الطبيب أو واحدة من
الممرضات اللواتي دخلن معه لفحص سمر.
مر الوقت متثاقلا بينما كانت دقات قلبي تتسارع و الدماء في عروقي تجري بلا توقف إلى
أن فتح الباب وخرجت واحدة من الممرضات تجر سرير سمر وهي تقول لرفيقتيها:
-حضرا غرفة العمليات...بسرعة.
(يتبع)http://alhawza.net/forum/images/smilies/chatsmile/smile.png
حسـ(باشا)ـان
05-07-2009, 07:21 AM
جبتك يا عبد المعين تعين لقيتك يا عبد المعين تنعان
كنت احسب الفصل القادم سيكشف عن تساؤلاتي لكنه زاد من تشويقي
استمري اختي ريحانة نحن ننتظر التكملة
ان شاء الله ما يصيب سمر اي مكروه :wow:
rayhanaa
05-07-2009, 07:25 PM
(جبتك يا عبد المعين تعين لقيتك يا عبد المعين تنعان)
iهههههههههههههههه والله معك حق بس راح تكون راضي بالنهاية ان شاء الله
اصبر لم يبق الكثير و تتخلصون مني ههههههههه
شكرا على الوفاء و المتابعة
ابقوا رائعين.
rayhanaa
05-07-2009, 08:20 PM
في غرفة العمليات
لم أستطع لملمة أفكاري المبعثرة، لما غرفة العمليات؟ وهل حالة سمر خطيرة لهذا الحد؟
ماالذي يجري...؟
استوقفت أمي الممرضة وهي تسألها:
-هل حالة الصغيرة خطيرة...هل هي على ما يرام؟
-هدئي من روعك سيدتي نتمنى أن تكون بخير...قالت الممرضة ثم لحقت بالأخريات ثم
تبعها الطبيب مسرعا، ولم يبق في ذلك الرواق سواي أنا وأمي وعلاء، كل منا يحدق
بالآخر يحاول أن يفهم ما يحدث.
عند باب غرفة العمليات وقفت أراقب الساعة المعلقة على الجدار، كانت الدقائق تمضي
وكأنها ساعات والساعات كأنها أيام طويلة، التفت إلى أمي التي كانت تذرف الدموع حزنا
وخوفا على سمر بينما كان
علاء يحاول التخفيف عنها أما أنا فقد بقية دموعي حبيسة مقلتي كل ما كنت أشعر به هو
نبضات قلبي المتسارعة وعضلاته المنقبضة، و فجأة بدأ هاتفي المحمول يرن بلا توقف
و دون أن أعرف المتصل أقفلته ووضعته في جيبي ثم فتح باب غرفة العمليات وظهر
الطبيب:
-لا تقلقوا الصغيرة بخير...سننقلها إلى غرفة أخرى.
في هذه اللحظات شعرت بدموعي تبلل خدي ولم أعرف أهي حزن على ما أصاب سمر أم
فرحة لنجاح عمليتها.
طوال الساعات التي عقبت العملية كانت سمر تغط في نوم عميق وهادئ لكن لونها كان
شاحبا، جلست بقربها أنتظر أن تفيق ولم أشعر إلا وهي تناديني بصوت هادئ :
-ماما روان أفيقي...ماما.
-غاليتي سمر أأنت بخير؟
-أشعر بالألم في ساقي...أجابت سمر وهي تتألم.
-ستشعرين بالتحسن بعد قليل اهدئي وحاولي الاسترخاء.
-ماما...لا تتركيني وحدي ...ابقي معي..
-حبيبتي لن أتركك....أنا هنا.أجبتها
عادت سمر لتغط في نومها العميق الهادئ...
بعد ساعة جاء أبي ليطمئن على حالها ثم عاد إلى البيت رفقة أمي لأننا تركنا سامر
وروعة وحدهما في
المنزل وبقينا أنا وعلاء إلى جانب سمر في المستشفى.
rayhanaa
05-07-2009, 08:33 PM
الموعد المهم
كنت أجلس إلى جانب سمر حين تذكرت هاتفي المحمول في جيبي، لقد وعدت والدي بأن
أخبرهما بكل ما يجد هنا في المستشفى، اتصلت بوالدي وطمأنته على حال سمر و ما إن
أنهيت اتصالي بوالدي حتى اتصلت بي صديقتي رويدة:
-مرحبا روان هل أنت بخير؟...أحاول الاتصال بك منذ ساعات لكن هاتفك كان مغلقا.
-أنا بخير... سمر وقعت عن الدراجة وكسرت ساقها فاضطررنا لنقلها للمستشفى.
-أهي بخير الآن ؟
-أجل أعتقد ذلك...أجريت لها عملية على ساقها وهي أفضل الآن.
-أتمنى لها الشفاء يا روان، لكن عليك الاعتذار للدكتور سامح أنت تذكرين أنه دعانا
لزيارة عيادته اليوم.
لقد نسيت تماما هذا الموعد، الدكتور سامح من أهم دكاترة البلاد و أشهرهم، لقد ضاعت
علي فرصة مقابلته وزيارة عيادته، شغلني ما حدث لسمر عن كل شيء حتى أهم المواعيد
في حياتي، لكني لست نادمة وسأضحي بحياتي لأجلها إذا لزم الأمر.
-روان أما تزالين على الخط؟ قالت رويدة.
-نعم أنا معك...هل قابلت الدكتور سامح؟ سألتها.
-أجل طبعا وقد كان لطيفا جدا معنا وقمنا بجولة معه في عيادته إنها رائعة ومجهزة بأحدث
الوسائل.
-سأتصل به وأحاول أن أطلب موعدا آخر لأعتذر منه.
-حسنا روان سآتي لأزور سمر غدا ونتحدث عن الأمر...إلى اللقاء.
استفاقت سمر في الصباح ويبدو أن الألم قد خف عنها لكنها ما تزال بحاجة إلى الراحة و
الاهتمام وطبعا هذه مهمتي أنا:
-سمر حبيبتي هل ترغبين في تناول شيء ما؟
-حسنا...أرغب في تناول البطاطا المقلية والعصير.
-سأحضرها لك...وسأقوم بإجراء اتصال مهم سأعود فورا.
-نعم، لكن لا تتأخري...أطلبي من علاء أن يأتي لا أحب البقاء وحيدة هنا.
بقي علاء مع سمر، بينما كنت أجري اتصالي مع الدكتور:
-مرحبا أنا "روان مقبل" طالبة من جامعة الطب...
-نعم معك الدكتور" سامح".
-اتصلت لأني تغيبت عن الموعد أمس لسبب طارئ، لذا أرجو المعذرة، اضطررت للبقاء
إلى جانب أختي في المستشفى لأن ساقها كسرت و...
-لا بأس يا آنسة...وكيف حالها الآن؟
-إنها بخير...شكرا. من فضلك دكتور هل يمكنني مقابلتك في وقت لاحق. لو سمحت.
.
-طبعا، لكن لدي سفر عاجل إلى الخارج غدا لأسبوعين يمكنك المجيء بعد عودتي.
-حسنا فهمت...إذن بعد أسبوعين إلى اللقاء.
(يتبع)http://alhawza.net/forum/images/smilies/chatsmile/smile.png
rayhanaa
09-07-2009, 12:11 PM
زيارة خاصة
مر اليوم أسبوعان على حادثة سمر، إنها في البيت وهي تتماثل للشفاء. طلبت موعدا من
الدكتور سامح وسأذهب اليوم لمقابلته في عيادته:
-مرحبا...اسمي روان ولدي موعد مع الدكتور سامح هل هو موجود؟ سألت المضيفة في
الاستقبال.
- طبعا هو هنا وهو ينتظرك في مكتبه تفضلي.
طرقت الباب وسمعت صوت الدكتور يقول:
-نعم...تفضل.
-مرحبا أنا روان...من جامعة الطب لقد...
قاطعني قائلا:
آ..نعم تفضلي، كنت أنتظر زيارتك ...كيف الحال؟
-بخير شكرا..الحقيقة أني تغيبت عن الموعد لأسباب طارئة .أرجو المعذرة.
-لا داعي لقد أخبرتني بما حدث...كيف حال الصغيرة الآن؟
- إنها أفضل...وهي تتماثل للشفاء بسرعة.
وقف الدكتور ووضع ما كان في يده من أوراق ثم قال:
ما رأيك يا آنسة روان بزيارة العيادة والتعرف على أقسامها.
.
-بالطبع سيدي...قلت.
جلنا العيادة ودخلنا أقسامها المتنوعة لقد دهشت لفساحتها و جمالها والأهم من كل ذلك
لتطور الوسائل المستعملة فيها، وتعرفت على الأطباء العاملين فيها ومن بينهم الدكتور
"نديم" ابن الدكتور"سامح" وهو شاب طموح على ما يبدو وذو خبرة واسعة في الطب و
الحقيقة أني تعلمت الكثير عن هذه المهنة و عن الأمراض وكيفية علاجها، حدثني الدكتور
نديم عن الندوات العلمية التي حضرها
في الخارج وعن المحاضرات التي ألقاها هناك:
-يبدو أن السفر إلى الخارج قد أفادك كثيرا.قلت
-فعلا لقد تعرفت على أطباء بارزين و زرت مستشفيات مشهورة في أوروبا وتعرفت على
تقنياتهم الجديدة في الطب.
- أمر رائع أن تكون لك الفرصة لتكتشف العالم خاصة وأن والدك يشجعك على ذلك. قلت
- هذا صحيح...والدي شخص متفهم و يحب الطب كثيرا وأنا سرت في دربه أيضا.
- إذن أنت من يشرف على العيادة في أثناء غيابه.
- لحد الآن نعم لكني عزمت الاستقرار في الخارج لأطور مهاراتي أكثر .
-أتمنى لك التوفيق.قلت
-شكرا و لك أيضا.
غادرت بعد ذلك العيادة عائدة إلى البيت و في طريقي اشتريت لسمر المثلجات التي
تعشقها من المؤكد أنها في انتظاري الآن على أحر من الجمر.
rayhanaa
09-07-2009, 12:12 PM
زيارة خاصة
مر اليوم أسبوعان على حادثة سمر، إنها في البيت وهي تتماثل للشفاء. طلبت موعدا من
الدكتور سامح وسأذهب اليوم لمقابلته في عيادته:
-مرحبا...اسمي روان ولدي موعد مع الدكتور سامح هل هو موجود؟ سألت المضيفة في
الاستقبال.
- طبعا هو هنا وهو ينتظرك في مكتبه تفضلي.
طرقت الباب وسمعت صوت الدكتور يقول:
-نعم...تفضل.
-مرحبا أنا روان...من جامعة الطب لقد...
قاطعني قائلا:
آ..نعم تفضلي، كنت أنتظر زيارتك ...كيف الحال؟
-بخير شكرا..الحقيقة أني تغيبت عن الموعد لأسباب طارئة .أرجو المعذرة.
-لا داعي لقد أخبرتني بما حدث...كيف حال الصغيرة الآن؟
- إنها أفضل...وهي تتماثل للشفاء بسرعة.
وقف الدكتور ووضع ما كان في يده من أوراق ثم قال:
ما رأيك يا آنسة روان بزيارة العيادة والتعرف على أقسامها.
.
-بالطبع سيدي...قلت.
جلنا العيادة ودخلنا أقسامها المتنوعة لقد دهشت لفساحتها و جمالها والأهم من كل ذلك
لتطور الوسائل المستعملة فيها، وتعرفت على الأطباء العاملين فيها ومن بينهم الدكتور
"نديم" ابن الدكتور"سامح" وهو شاب طموح على ما يبدو وذو خبرة واسعة في الطب و
الحقيقة أني تعلمت الكثير عن هذه المهنة و عن الأمراض وكيفية علاجها، حدثني الدكتور
نديم عن الندوات العلمية التي حضرها
في الخارج وعن المحاضرات التي ألقاها هناك:
-يبدو أن السفر إلى الخارج قد أفادك كثيرا.قلت
-فعلا لقد تعرفت على أطباء بارزين و زرت مستشفيات مشهورة في أوروبا وتعرفت على
تقنياتهم الجديدة في الطب.
- أمر رائع أن تكون لك الفرصة لتكتشف العالم خاصة وأن والدك يشجعك على ذلك. قلت
- هذا صحيح...والدي شخص متفهم و يحب الطب كثيرا وأنا سرت في دربه أيضا.
- إذن أنت من يشرف على العيادة في أثناء غيابه.
- لحد الآن نعم لكني عزمت الاستقرار في الخارج لأطور مهاراتي أكثر .
-أتمنى لك التوفيق.قلت
-شكرا و لك أيضا.
غادرت بعد ذلك العيادة عائدة إلى البيت و في طريقي اشتريت لسمر المثلجات التي
تعشقها من المؤكد أنها في انتظاري الآن على أحر من الجمر.
rayhanaa
09-07-2009, 12:16 PM
زيارة للميتم
ازدادت مسؤولياتي في هذا الشهر و لم أعد أجد الوقت لرؤية صديقاتي فأنا أقسم وقتي
بين سمر و دراستي، فهي ما تزال تستعمل العكازين للسير و تجد عناء كبيرا في حملهما
لذا أقوم بمساعدتها، والأسوأ أنها لم تعد تحتمل المكوث في البيت، لذا وعدتها بزيارة
للميتم اليوم:
-روان لقد تأخرت ...أبي ينتظرنا في السيارة أسرعي. قالت سمر.
- قادمة يا سمر ....لا داعي للعجل.
ركبنا السيارة و توجهنا إلى الميتم و في طريقنا اشترينا اللعب والحلوى لأصدقاء سمر،
استقبلتنا المديرة بفرح كبير و كذلك صديقات سمر اللواتي بدأنا في التحقيق معها بشأن
إصابة ساقها، كنت أشارك سمر و صديقاتها اللعب حين طلبت المديرة من أبي التحدث
معها على انفراد في مكتبها، شعرت بالخوف لأني رأيت القلق مرتسما على وجهها منذ
لحظة وصولنا ، ترى ما الأمر؟.بعد مدة طويلة عاد أبي و لحقت به المديرة و على ما
يبدو لم يكن في نية أي منهما اطلاعي عن الموضوع ،
تناولنا طعام الغداء في الميتم ثم عدنا أدراجنا إلى البيت:
-سمر.. هل استمتعت مع صديقاتك اليوم؟.سأل أبي.
-نعم...هل سنعود لزيارتهم مرة أخرى أبي؟
-بكل تأكيد متى أردت .
-أبي أصبحتم تكثرون من دلالها سأشعر بالغيرة. قلت.
و بدأنا كلنا بالضحك، بقينا أنا و أمي و أبي في غرفة المعيشة، بينما رافقت روعة سمر
الى غرفتها لترتاح، أما سامر فخرج لرؤية صديقه.
- أبي...لماذا طلبت المديرة التحدث إليك على انفراد؟
-لقد كلمتني عن عم سمر. قال أبي.
-عم سمر؟
-ما به عم سمر؟ سألت أمي.
- لقد اتصل بها منذ يومين يسأل عن سمر.
-الآن بعد كل هذه المدة يسأل عنها! قلت.
-أجل وطلب التحدث إليها.قال أبي.
-و ماذا قالت له المديرة؟ سألت أمي.
-أخبرته بأن إحدى الأسر قد كفلتها و أنها بأفضل حال .
-هل هو هنا؟ سألت.
-لا لقد أخبر المديرة انه يقيم حاليا في لندن.لا أعتقد أنه ينوي المجيء.قال أبي.
تضاربت الأفكار في رأسي وأنا أفكر في اتصال عم سمر، لما لم يسأل عنها كل هذه المدة؟
و لماذا تذكرها الآن ؟ وهل ينوي العودة ليأخذها معه؟، لا... لا يمكن ، لن نسمح له بأخذها
منا أبدا.
(يتبع)http://alhawza.net/forum/images/smilies/chatsmile/smile.png
حسـ(باشا)ـان
12-07-2009, 03:31 PM
وااااااااااااااااااااو
التكملة روووووووووووووووووووووووعة
الله يستر من عم سمر
:boggled:
forst dark
15-07-2009, 10:53 PM
أسف على تأخر ردي لكن انا توني قارئها وهي روعة وارجوكي اكملي فالقصة مؤثرة فعلا
rayhanaa
15-07-2009, 11:15 PM
حفلة في الجامعة
نسينا موضوع عم سمر لأن المديرة أخبرتنا بأنه لم يعاود الاتصال منذ أكثر من أسبوع،
لقد اطمئن بالي وزالت شكوكي ومخاوفي ، لا أستطيع أن أتخيل حياتي بدون سمر، أحبها
أكثر من أي أحد و أكثر مما تتخيلون أيضا، أنا أشعر بالسعادة اليوم لأن السنة الدراسية
انتهت وقد اتفقت مع زملائي في الجامعة بأن نقيم حفلة صغيرة غدا بالمناسبة وقد دعونا
أولياءنا وأساتذتنا وزملاءنا ودعونا أيضا الدكتور سامح و ابنه نديم أيضا أنتم تذكرونه،
لذا نحن مشغولون بالتحضيرات اللازمة للحفلة. في اليوم الموالي توجهت إلى الجامعة
باكرا لتكملة ما بقي من التحضيرات، وعلى الرغم من أن الحفلة صغيرة إلا أنها حضت
باهتمام الجميع و الفضل في ذلك يعود لدعوتنا للدكتور سامح أشهر دكتور في البلاد،
ولم يعد في الجامعة حديث إلا عن الحفلة التي يقيمها طلاب السنة الثانية.
-يبدو أن الجميع متلهف لمقابلة الدكتور.قالت رويدة
-أجل...لقد تأخر .قلت.
-ها هو قد وصل ومعه نديم أيضا.
-مرحبا روان ، رويدة كيف الحال أهنئكما.قال الدكتور سامح.
-شكرا على تلبية الدعوى.أعرفك على والدي. قلت
-تشرفت بمعرفتك. قال الدكتور مصافحا أبي.
ثم تركتهما يتحدثان بينما بقيت مع نديم و رويدة نتجاذب أطراف الحديث عن الجامعة
وعن الدراسة وطموحاتنا:
-ما الذي تنوين فعله بعد الدراسة يا روان؟ سال نديم.
-أحلم بفتح عيادة خاصة بي.
- أنا أيضا أنوي فتح عيادة خاصة لكن في الخارج هناك سأجد فرصا أكثر للنجاح.قال نديم.
- معك حق يا نديم ستجد فرصا لتطور مهاراتك في الطب و التوسيع من معارفك. قالت
رويدة.
-أعتقد أني أفضل خدمت وطني وأن أكرس جهودي له. قلت.
-ستغيرين رأيك عندما تمارسين المهنة صدقيني. قال نديم.
لا أدري ربما نديم معه حق فيما قال لكني لحظة قررت دراسة الطب قررت أن أخدم بلدي
وأن أخلص في عملي مهما حدث.في هذه اللحظة انظم إلينا أبي والدكتور سامح:
- سيد عماد عليك أن تكون فخورا ببنت كروان، إنها فتاة ذكية و مسؤولة مستقبلها يعد
بالكثير.قال الدكتور سامح.
-معك حق أبي هي فتاة جادة و مسؤولة. قال نديم.
شعرت بالخجل لهذا الإطراء من طبيبين مشهورين فقلت:
-أتمنى أن أكون عند حسن ظنكما.
rayhanaa
15-07-2009, 11:19 PM
نزهة في الشاطئ
مر اليوم سنة و شهر واحد على لقائي الأول بغاليتي الصغيرة، تخلت الآن سمر عن
استعمال العكازين وصارت تمشي وتتحرك بحرية في البيت والحديقة لكن الجو بارد فنحن
في أشد أيام الشتاء برودة ، كنت أمام المدفأة عندما سمعت طرقا خفيفا على باب غرفتي
وطبعا الوحيدة التي تطرق بابي بهذه الطريقة هي سمر:
-هل يمكنني الدخول؟
-طبعا أميرتي الصغيرة تفضلي.
دخلت سمر وهي تحمل بيدها دفتر تلوين صغير وعلبة من الألوان:
- ماما روان هل يمكنك مساعدتي في تلوين هذه اللوحة التي رسمتها.
-حسنا غاليتي أرني ما رسمت.
رسمت سمر لوحة فنية جميلة رغم بساطتها، بحر واسع هادئ ورمال متموجة وسماء
صافية فيها سرب من الطيور.أخذنا أنا وسمر نلون اللوحة وفجأة توقفت سمر عن
التلوين ثم قالت:
-تعلمين ماما أريد أن أذهب الى البحر.
-إلى البحر! الآن وفي فصل الشتاء!
- نعم أريد فقط أن أراه من بعيد فقط للحظات.
الذهاب إلى الشاطئ في وقت كهذا ضربا من الجنون، الطقس بارد جدا :
-لا يمكننا الذهاب يا سمر لأن الجو بارد وستمرضين، لقد تعافيت من الكسر في ساقك منذ
وقت قصير لا نريد أن تمرضي مرة أخرى.
-فقط لبضعة دقائق أرجوك روان.
-لا يا سمر لا يمكن.
ودون أن تشكرني على مساعدتها في التلوين أخذت دفترها وألوانها وخرجت.
تناولنا طعام الفطور و طبعا سمر احتجاجا على رفضي لاصطحابها إلى الشاطئ أضربت
عن الحديث معي، لقد حاولت أن أكلمها بأية طريقة لكن محاولاتي باءت بالفشل الذريع
لذلك استسلمت وذهبت لأتصل بأبي كي
أطلب الإذن:
-مرحبا أبي كيف حالك؟
-بخير بنيتي ما الأمر؟
-أبي سمر تريد الذهاب إلى الشاطئ هل يمكنني اصطحابها؟
-اليوم وفي هذا الجو؟!
-ماذا قلت أبي، هل أنت موافق؟
-حسنا ليس أكثر من نصف ساعة.مفهوم؟
سمر تنال دائما ما تريده هذه الفتاة الشقية يزيدونها دلالا كل يوم، طرقت باب غاليتي
فوجدتها تلون نفس اللوحة، حسنا أيتها المدللة الصغيرة لقد وافق أبي على ذهابنا إلى
الشاطئ لذا استعدي. طارت سمر فرحا بهذا الخبر وقفزت إلي وعانقتني حتى كدت أختنق،
كم هي رائعة هذه الفتاة.
توجهنا إلى الشاطئ وطبعا كدت أتجمد من شدة البرد أما سمر فلم يكن يبدو عليها أنها
تولي اهتماما للبرد أوغيره المهم أنها نالت ما أرادت:
-سمر حبيبتي نحن لن ننزل إلى الشاطئ سنرى البحر من هنا فقط.اتفقنا؟
-لا نحن سننزل والآن حالا.
سمر توقفي كم هي عنيدة!، انطلقت كالصاروخ وتبعتها ركضا بأقصى سرعتي:
-ماذا قلت يا سمر؟
-فقط للحظات ونعود إلى البيت يا روان.
بقينا نراقب أمواج البحر العالية وهي تذهب وتجيء، ولكن السماء كانت ملبدة بالغيوم
وبدأت قطرات المطر بالتساقط:
- جيد أننا أحضرنا المضلات معنا.قلت في نفسي.
-ماما أرغب في تناول فطيرة كبيرة.
-وهل علي أن أدفع ثمن هذا؟ قلت
-نعم فأنت من دعاني لهذه النزهة. قالت
-آ...حقا أنت صاحبة الفكرة وأنت من عليه أن يدفع يا سمر.
وبالتأكيد ككل مرة علي أن أذعن لرغباتها فهي مدللتي الصغيرة:
-حسنا إذن هيا بنا لشراء الفطائر.
-لا أنا سأنتظرك هنا حتى تعودي. قالت سمر
-لن أتركك بمفردك يا سمر.
-لن أبرح مكاني أعدك.
حسنا لن أتأخر إياك أن تتحركي خطوة.
هزت رأسها إيجابا، بعدها تركتها و ياليتني لم أفعل.
(يتبع)
rayhanaa
15-07-2009, 11:58 PM
أسف على تأخر ردي لكن انا توني قارئها وهي روعة وارجوكي اكملي فالقصة مؤثرة فعلا
اهلا بك اخي يسعدني انضمامك الينا و اشكرك على كلماتك ارجو ان تعجبك الحلقات القادمة
rayhanaa
16-07-2009, 12:02 AM
وااااااااااااااااااااو
التكملة روووووووووووووووووووووووعة
الله يستر من عم سمر
:boggled:
hssaan اهلا بك اخي صرت كلما كتبت ردا في المنتدى اتحقق من كتابة اسمك بشكل صحيح :biggrin2::biggrin2:حتى لا اخطئه مشكوووور على مرورك الكريم و البقية قادمة:biggthump
rayhanaa
17-07-2009, 09:02 PM
أين سمر؟
تركت سمر في الشاطئ وذهبت لأشتري لها الفطائر هذه الفتاة عنيدة وأنا أعترف أني أكثرت من دلالها
خاصة في الفترة الأخيرة بسبب إصابتها و لأنها تحضى بحب الجميع صارت طلباتها أوامر لا نقاش
فيها، اشتريت الفطائر وعدت راجعة إلى سمر، فصدمت لهول المفاجأة لا أثر لسمر في الشاطئ، لم
أعرف ما أفعل حينها جن جنوني تركتها في هذه البقعة ووعدتني ألا تتحرك حتى أعود لكنها ليست
موجودة، قصدت الجهة الأخرى من الشاطئ ركضا وأخذت أناديها:
-سمر...سمر...أين أنت؟
سمعت صوتها لكنه كان بعيدا، و عندما استدرت خلفي رأيتها وتخيلوا أين؟ ، وجدتها في البحر تحاول
سحب شيء ما والأمواج قد غطت كل جسمها عدا وجهها و هي تصرخ، لحظتها لم أفكر في شيء دخلت
البحر فحملتني أمواجه العائدة إليها:
-سمر أمسكي يدي هيا.
-لا أستطيع...اقتربي أكثر.
اقتربت منها أكثر وأمسكت ذراعها الصغيرة وضممتها إلى بقوة، كانت الأمواج كلما عادت إلينا غمرتنا
حتى رؤوسنا وقد شربنا قسطا وافرا من المياه المالحة، تمكنا من النجاة بصعوبة وما إن وصلنا إلى
الشاطئ حتى ارتمينا على الرمال بحثا عن الدفء، لحظتها بدأت أحس بالبرد يجمد جسمي المبلل ولم
أستطع الحراك:
-سمر...هل أنت بخير.
-أنا... أنا بخير أشعر بالبرد الشديد.
-لما دخلت إلى المياه وعدتني ألا تبرحي مكانك؟
-طارت الريح بمظلتي فلحقتها ولم أشعر حتى وجدت نفسي و المياه تغمرني.
-ما كان علي اصطحابك يا سمر انظري إلى حالنا كيف سنذهب إلى البيت هكذا؟
-أنا حقا آسفة روان لم أقصد.
عدنا إلى البيت بتلك الحال المزرية و طبعا نلت من العتاب واللوم قسطا كبيرا ولما لا فسمر كانت
برفقتي و قد وعدت أبي بالاهتمام بها:
-ما كان عليك تركها يا روان.قالت أمي معاتبة.
-لقد وعدتني ألا تتحرك من مكانها.
-حتى وان كان يجب أن تأخذيها معك أنظري إلى حالها.
وكأن حالي أنا لا يهم أحد، سمر هي المسؤولة لكن لا أحد يحملها هذه المسؤولية، فقط أنا.و الآن جاء
دوري في الإضراب عن الكلام و خصوصا مع الشقية سمر، دخلت غرفتي وأقفلت الباب، لم أتناول
طعام العشاء بل غفوت ما ان وضعت رأسي على الوسادة، لم تكن النزهة التي قضيتها رفقة سمر اليوم
ممتعة أبدا ،و لكني في قرارات نفسي سعيدة لأنها بخير، من حسن حظي أنه لم يحدث لها مكروه وإلا
ما كنت لأسامح نفسي أبدا.
*يتبع*
ها هل أتابع سرد القصة أم لا؟
أخبروني ان كنتم ترغبون في المتابعة بانتضار آرائكم دائما.
forst dark
18-07-2009, 07:26 AM
اكملي رجاء ويسعدني اني اول من يرد
rayhanaa
19-07-2009, 11:45 PM
زيارة نديم.
كانت الساعة على جدار غرفتي تشير إلى الثامنة و الربع عندما أيقظتني أمي:
-روان...هيا أفيقي لقد تأخرت كثيرا عن الجامعة.
-أمي لا أنوي الذهاب فأنا مصابة بالزكام و أشعر بإعياء كبير.
تحسست أمي جبيني ثم قالت:
-حرارتك منخفضة يا ابنتي، سأحضر لك الشاي الساخن فورا.
-حسنا .
بالكاد كنت أتكلم فالسعال كان يخنقني و يشد أنفاسي بقوة، لقد أصبت بالبرد بسبب ما
حدث أمس و لم أستطع مغادرة فراشي، كانت غرفتي دافئة لكني كنت أشعر بأطرافي
ترتجف كل هذا بسببك يا سمر، فجأة سمعت
طرقها المعتاد على الباب:
-هل يمكنني الدخول.قالت وهي تقف عند الباب.
-أدخلي لكن لا تقتربي فأنا مصابة بالزكام.
-حقا، ألن تذهبي إلى الجامعة اليوم؟
-لا فأنا متعبة ، ما الذي تريدينه؟
- أردت أن...أن أطلب السماح.
نظرت إلي وجهها البريء والى الصدق في عينيها ولم أجد إلا أن أسامحها:
-أسامحك لكن لا تقتربي لا أريد أن تصيبك العدوى...
-فقط قبلة صغيرة. قالت
-حسنا وبعدها غادري غرفتي.
اقتربت مني وقبلت جبيني وبهدوء غادرت غرفتي، هذه الشقية تجيد استمالة عواطفي و
هذه هي نقطة ضعفي وهي تستغلها أحسن استغلال، و لكني مع ذلك أكن لها حبا عظيما و
صادقا لدرجة أن ألقي بنفسي لبحر هائج
من أجل انقاضها.
أشعر بملل كبير فأنا وحيدة في غرفتي ولقد منعت الجميع من دخولها خوفا من العدوى،
كنت أتابع التلفاز حين رن هاتفي المحمول الذي كان بجانبي:
-مرحبا روان كيف الحال؟
-مرحبا رويدة ، حالي ليست بخير أنا طريحة الفراش.
-ما الأمر، أنت مريضة؟
-نعم مصابة بالزكام.
-حقا أتمنى لك الشفاء سآتي لزيارتك في المساء لدي موضوع مهم أريد أن أحدثك عنه.
-إلى المساء اذن.
وأقفلت الخط لكنها حيرتني ما هو هذا الموضوع المهم ؟.في المساء جاء ت رويدة لزيارتي
وبعد أن رويت لها ما حدث مع سمر أمس قالت:
-لقد جننت يا روان كيف تذهبين إلى البحر في هذا الوقت؟.الحمد لله لم يصبكما مكروه.
-أجل اعتقدت أن سمر لن تبرح مكانها ولكنها فعلت وحدث ما حدث.
- سمر شقية وتحب المغامرة.قالت رويدة.
-صحيح، بالمناسبة ما هو الموضوع المهم الذي تنوين إخباري به؟
-آ...نعم كدت أنسى، تخيلي من جاء يبحث عنك اليوم في الجامعة؟
-من؟
-الدكتور نديم.قالت
-الدكتور نديم يبحث عني أنا؟
-أجل أخبرني أن لديه أمرا مهما ليكلمك عنه وأنه ينوي زيارتكم قريبا رفقة والديه.
-غريب لم يخبرني بهذه الزيارة أبدا، ترى ما لذي يريده؟
- هذا ما أخبرني به ثم انصرف.قالت رويدة
في الحقيقة زيارة والدي نديم ونديم نفسه إلى بيتنا لا يتوقعها أحد خاصة وأني تعرفت بهم
منذ مدة وجيزة لكن لابد وأن الموضوع جاد فعلا.
********
زيارة غير متوقعة
مر أسبوع على مرضي و أنا الآن بأحسن حال، سمر في الحديقة تلعب مع روعة في
الأرجوحة، فالجو اليوم
دافئ نوعا ما والسماء صافية، كنت في غرفتي أراجع دروسي عندما طرق أحد ما باب
غرفتي بعدها سمعت
صوت أمي:
-روان افتحي أريد التحدث إليك.
-قادمة أمي.
فتحت لها الباب ودخلت:
-روان كنت أريد التحدث معك أمس لكني وجدتك قد نمت لذا أجلت الموضوع الى اليوم.
-خيرا ان شاء الله.
-اتصل أمس الدكتور سامح وهو يقول أنه يعتزم زيارتنا بعد ظهر اليوم.
-الدكتور سامح اليوم؟
-أجل.
-ألم يخبر أبي عن سبب زيارته المفاجئة.
-لا...لم يقل شيئا،لكنه طلب حضورك لأن الموضوع متعلق بك على حد قوله.
-بي أنا؟ ترى ما الأمر؟
أخبرتني رويدة بزيارة نديم و لكني حين حاولت الاتصال به لأسأله عن الأمر أخبرتني موظفة الاستقبال أنه
مسافر لعدة أيام، والآن اتصال الدكتور سامح:
-علينا أن نحضر ما يلزم لضيوفنا يا روان أحتاج إلى مساعدتك.
-بالطبع أمي.
على الساعة الثانية والنصف وصل ضيوفنا المرتقبون:الدكتور سامح و زوجته و طبعا
ابنهما نديم، جلسنا في
غرفة المعيشة جميعا و بدأنا التحدث عن العمل والطب والمشاريع المستقبلية، والدة نديم
سيدة لطيفة جدا
وهي طبيبة أيضا ولها عيادة صغيرة خاصة بها وهذا ما لم أكن أعرفه:
-أنا أعمل في عيادتي صباحا ثم أذهب إلى المستشفى للمساعدة هناك. قالت والدة نديم
-أتمنى أن أفتح عيادة خاصة بي. قلت
-سيكون لك ذلك عليك فقط أن تدرسي بجد.
الموضوع الذي جاءت أسرة السيد سامح لأجل التحدث به هو خطبتي وهذا آخر ما كنت
أتوقعه ، فأنا تعرفت
عليهم منذ فترة وجيزة فقط لذلك ما زلت بحاجة لأعرفهم أكثر وخصوصا نديم، صحيح أنه
شاب طموح
ومستقبله يعد بالكثير لكني علي أن أفكر جيدا فهذا مستقبلي و مصير حياتي لذلك طلبت
مهلة للتفكير، لم يكن
أبي معارضا للأمر ولا أمي فهما يعتقدان أن نديم سيحقق أحلامي في أن أكون طبيبة،
لكنهما في النهاية أوكلا
الأمر إلي.أما رويدة فقد شجعتني على القبول:
-لن تجدي أفضل من نديم فهو طبيب ماهر وسيساعدك كثيرا ضف إلى ذلك أنه شاب
مهذب و خلوق. قالت
رويدة
-لا أدري لا أريد أن أتسرع في اتخاذ قراري. قلت
-معك حق أتمنى لك السعادة والهناء يا روان.قالت رويدة.
السعادة هل سأجدها مع نديم حقا؟ لا أعرف لكن الأيام ستجيب هذا السؤال المحير.
**يتبع**
rayhanaa
19-07-2009, 11:53 PM
السلام عليكم forst dark اشكرك على المبادرة وعلى المرور العطر تقبل تحياتي.
rayhanaa
21-07-2009, 07:30 PM
لا ترحلي
جاءت أسرة الدكتور سامح إلى بيتنا أمس لخطبتي، وقد طلبت مهلة للتفكير في الأمر، كنت
في شرفة غرفتي أفكر في حياتي ومستقبلي و ما سأفعله، عندما رأيت سمر تلعب وحيدة
في الأرجوحة، تحب أحيانا صغيرتي
البقاء وحدها لا أدري ربما هي أيضا تفكر في مستقبلها وحياتها لكل منا حياته الخاصة
التي لا يعرفها أحد سوانا و سمر كذلك، لكني مع ذلك لا أحبذ تركها وحيدة فهي حساسة
جدا و كتومة، لذا قررت أن انظم إليها:
-ألا تشعر الأميرة الصغيرة بالبرد في هذا الجو
.
-مرحبا روان...هل جئت لتلعب معي.
-طبعا هل نبدأ؟
-نعم هيا.قالت بحماسة
-كنت أدفعها حتى تطير عاليا فبراقص شعرها الناعم نسمات الهواء، كانت تضحك و
تضحك وتطلب مني أن أدفعها بقوة أكبر حتى تصل إلى النجوم أو إلى القمر، كم هي رائعة
سمر! و كم يزداد تعلقي بها مع مرور
الأيام!
لعبنا حتى شعرت بالإعياء وشعرت سمر بالدوار:
-حسنا هذا يكفي لليوم سنواصل اللعب غدا يا سمر.
-استمتعت كثيرا روان. أنا أحبك.
-أنا أيضا أحبك غاليتي الصغيرة.
هدأت سمر فجأة ثم تنهدت واختفت تلك الابتسامة الجميلة ليحتل مكانها حزن لم أعرف له
سببا:
-سمر ما بك؟ هل تخفين شيئا عني؟
-لا شيء. قالت
-إذن لما أنت حزينة و لم كنت تجلسين وحيدة هنا منذ قليل.
لم تجبني بل بقيت تفكر في أمر ما، ثم قالت:
-هل حقا سترحلين عنا...هل ستتركينني يا روان؟
-من قال ذلك؟ من قال أني سأرحل.
-أنت ستتزوجين ذلك المسمى نديم وسترحلين عني.
فوجئت لهذه الأفكار التي تحملها طفلة في الخامسة من عمرها، سمر لا يفهمها أحد تعيش
في دوامة من المآسي وتخاف أن تبتعد عن من تحبهم، إنها تعرف معنى أن نفقد شخصا
عزيزا فهي يتيمة وتفهم هذه الأمور
جيدا بالرغم من صغر سنها:
-أنا لن أتخلى عن حبيبة قلبي سمر أبدا.
غير صحيح ستتركينني هنا وحيدة ستفعلين.قالت وامتزجت كلماتها بنهرين من الدموع.
-سمر....وعدتك أكثر من مرة بألا أتخلى عنك ولن أفعل صدقني.
-حقا...هل سأعيش معك عندما تتزوجين.
-طبعا ستعيشين معي إلى الأبد.
-أقسمي أنك لن تتركيني.
-أقسم لك يا سمر بألا أتركك مهما حدث.هل ارتحت الآن.
-نعم.
-إذن امسحي هذه الدموع التي تجعلك تبدين بشعة كالساحرات.
كفكفت سمر دموعها و بدأت تضحك ضحكتها التي لن أسمح أن تغزوها الدموع ما دمت
حية.
:biggrin2:(يتبع):biggrin2:
rayhanaa
23-07-2009, 08:50 PM
تحضيرات الحفل
انتهت مهلة تفكيري بموضوع الزواج و لأن نديم شاب حسن الخلق وناجح ويتميز بحب العمل فلم أجد سببا
يعترض موافقتي و لأني أعلنت الموافقة فقد قرر نديم زيارتنا رفقة والدته لمناقشة موضوع الخطوبة لأن
السيد سامح مسافر كعادته، كان الجميع مسرورا و طبعا غاليتي أيضا فأنا وعدتها بل أقسمت ألا تطأ قدمي
أرضا لا تكون هي فيها،و سأبقى عند وعدي إن شاء الله. قررت أنا ونديم إقامة حفلة الخطوبة يوم الخميس
المقبل، وقد دعوت جميع أقاربي و صديقتي المخلصة رويدة أيضا:
-أهنئك يا روان...أتمنى لك السعادة.
-شكرا رويدة أتمنى لك ذلك أيضا.
-هل ستقيمين في الخارج يا روان ؟
-أجل على ما يبدو...لكني سآتي في أيام العطلة اتفقت أنا ونديم على ذلك.
-حسنا وماذا عن دراستك؟ سألت رويدة
- وعدني نديم بأن أكملها في الخارج لن أتخلى عن مستقبلي فهذا شرطي الوحيد.
-تعلمين سنشتاق اليك كثيرا....خاصة سمر.
-سمر لن تشتاق إلي أبدا.قلت
-ما للذي تقصدينه؟
-قررت أن آخذها معي...لن أتركها.
-تأخذينها معك !وهل ناقشت الموضوع مع نديم؟
-لا ليس بعد...لكني سأطلعه على الأمر عندما تحين الفرصة المناسبة.
بدأنا التحضيرات لحفلة خطوبتي و أنا منشغلة عن كل شيء في هذا الأسبوع حتى عن سمر و أظنها تتفهم
الأمر فهي لا تحتج أبدا ولا تزعجني لقد أصبحت هادئة و متفهمة في الفترة الأخيرة وهذا يسعدني فهي إما
تلعب في الأرجوحة مع روعة أو في الخرج مع صديقاتها أو تلون بهدوء في غرفتها، بينما أنا منشغلة بعدة
أمور.
رافقت أمي اليوم لشراء ثوب مناسب للحفلة و بعض المجوهرات اللائقة، و طبعا طلبت من سمر أن ترافقني
لأني أريد أن أشتري لها ثوبا يليق بها.اشتريت ثوبا جميلا وباهظا وبعض المجوهرات لي و ثوبا آخر لسمر
المدللة و بعدها جاء أبي ليصطحبنا في سيارته، كان يوما متعبا فالبحث عن ما تريد في السوق ليس سهلا
خاصة إذا كان الأمر يتعلق بسمر فهي لا يرضيها شيء، قضينا ساعات حتى وجدنا ما يقنعها وكأنها المعنية
بالحفلة ولست أنا، أويت إلى فراشي باكرا واستسلمت للنوم.
كانت الساعة تشير إلى الثانية صباحا عندما أيقظتني سمر:
-روان...أريد أن أنام معك.
-مالأمر صغيرتي لما أنت مستيقظة في هذه الساعة.
-لقد رأيت كابوسا مرعبا...وشعرت بالخوف في غرفتي.
-حسنا لا بأس اصعدي إلى فراشي.
-روان رأيت في المنام رجلا طويلا يلبس الأسود.... ويضحك بطريقة مخيفة.... وكنت أنت معه...اقترب
مني وقال أنه سيأخذك بعيدا... ويتركني وحيدة إلى الأبد، ثم أقفل الباب وذهب.... وكنت أصرخ لتعودي إلي
لكنك لم تفعلي بعدها استيقظت.
-إنها أحلام فقط يا حلوتي لا أساس لها من الصحة أنا هنا معك...معك دائما.
rayhanaa
23-07-2009, 09:02 PM
حفلة الخطوبة
أنا متوترة وقلقة فاليوم هو أهم أيام حياتي، سأقيم حفلة خطوبتي ولقد دعوت بهذه
المناسبة أقاربي وأقارب
نديم، معي في غرفتي صديقتي رويدة التي تساعدني في تحضير نفسي:
-تبدين غاية في الجمال يا روان.
-شكرا رويدة لكني قلقة بعض الشيء.
-لا تقلقي كل شيء سيكون على ما يرام سترين.
-آمل ذلك.
في هذه الأثناء دخلت روعة و سمر:
-يا لروعة تبدين كالأميرة.قالت روعة.
-بل أميرة الجمال.قالت سمر.
-حسنا لقد أخجلتموني توقفوا.
بدأت الحفلة ووصل المدعوون، واجتمع الجميع في الصالة، عرفني نديم على أهله وعرفته
بدوري على
أهلي، و كان الجميع مسرورا من أجلنا.سمر كانت تبدو في غاية الأناقة و الجمال:
-سمر تعالي صغيرتي. قلت
-سمر تبدين جميلة جدا.قال نديم
-شكرا سيد نديم.قالت سمر
بدأ نديم بالضحك ثم قال:
-نادني نديم فقط.
-حسنا نديم شكرا.
أصبحت سمر تتكلم كفتاة راشدة، تكبر كل يوم أكثر فأكثر و تزداد حلاوة و جمالا، لقد
جذبت جميع الأنظار اليها
بضحكاتها و خفة دمها، حتى عمة نديم:
-يبدو أن عمتك تحب الأطفال يا نديم.قلت
-فعلا....أعتقد أنها تنوي أن تكفل طفلا من الميتم.
-حقا...انه عمل نبيل أن نفكر في هذه الشريحة من المجتمع...أليس كذلك؟
-أجل...أعتقد ذلك... قال نديم.
قامت رويدة بمساعدة أمي في تقديم العصير والحلوة للضيوف بينما، بقيت أنا مع نديم و
بعض الضيوف:
- روان أهنئك أتمنى لك السعادة. قالت عمة نديم
-شكرا لك.قلت
-عليك أن تهتمي بدراستك جيدا نريد أن نفخر بك.
-حسنا...سأبذل ما في وسعي. قلت
-لا تقلقي يا عمتي روان ستصبح طبيبة مشهورة أكثر من أبي. قال نديم
وبدأنا كلنا نضحك:
-بالمناسبة أين هو؟
استدار نديم ليبحث عن والده، وبطريقة ما لا أدري كيف اصطدم بسمر التي كانت خلفه
تحمل كوبا من العصير،
فسكبت العصير على سرواله:
-أنا....أنا آسفة...لم أقصد.قالت سمر وهي مرتبكة.
-ألا ترين أمامك؟....أنظري ما فعلته بسروالي أيتها....
احمر وجه سمر خجلا بينما احمر وجه نديم غضبا مما حدث، أما أنا فعقد لساني عن قول
كلمة واحدة، فبفعل
صراخ نديم انتبه الجميع إلينا و أخذوا يتساءلون عما وقع وأثار عصبية نديم بهذا الشكل،
لقد كان رده عنيفا
ولم تجد سمر أمام ثورة الغضب هذه إلا الهروب خارجا.شعرت بالإحراج الشديد من
الجميع:
--لا بأس يا نديم...سمر لم تقصد فعل ذلك.قلت
-كان عليها أن تكون أكثر حذرا...إنها فتاة طائشة.
لم أجد ما أهدئ به هذا الغليان فلزمت الصمت.
بعد لحظات هدأت الأجواء وعادت إلى طبيعتها، ومرت حفلتي بسلام.
بعد انصراف الضيوف توجهت إلى غرفتي وأنا غاضبة سمر أفسدت حفلتي، كان عليها
الانتباه....نديم معه
حق في أن يغضب....لكنها اعتذرت منه...لقد عاملها بخشونة....وهي لم تقصد ذلك....أنا
متأكدة مع كل هذه الأفكار المتناقضة كنت أصعد الدرج ولكني عدت أدراجي ودخلت
المطبخ:
-أمي أين سمر؟
-لا أدري لم أرها بعد انتهاء الحفل.
لابد و أنها في الحديقة وحيدة و حزينة ، ليس خطأها وحدها نديم أيضا لم ينتبه اليها، و ما
كان عليه
معاملتها بهذه الطريقة، دخلت الحديقة فوجدتها جالسة على أرجوحتها خزينة تبكي
بمرارة:
-سمر...ملاكي لا داعي لكل هذا لم يكن خطئك.
-أنا....لم....لم أقصد.
-أعرف هذا غاليتي .
ضممتها إلي ومسحت دموعها المنهمرة:
-توقفي يا سمر...سنشتري لنديم سروالا آخر إن لزم الأمر لكن توقفي عن البكاء الآن.
كفكفت سمر دموعها وعادت البسمة إلى وجهها البريء من جديد.
rayhanaa
23-07-2009, 09:08 PM
لا أريد سمر....
مضت حتى لآن عشرة أيام على حفلة الخطوبة، اتصل بي نديم صباحا و دعاني لتناول
الغداء في أحد المطاعم
الفاخرة، لقد نسي حادثة سمر، وهو يبدو سعيدا وهادئا اليوم هذا ما تبين لي من خلال
صوته عبرالهاتف.
جهزت نفسي وحملت حقيبتي و خرجت، ألقيت التحية على الجميع وبعدها انصرفت، في
الخارج وجدت سمر
تلعب مع صديقاتها:
-هل ستخرجين يا روان؟
-نعم غاليتي لدي موعد لكني لن أتأخر في العودة.
-حسنا، عندما تعودين سنلعب الكرة معا صحيح؟
-طبعا حلوتي.
اتجهت إلى نديم الذي كان يركن سيارته أمام باب منزلنا، ركبنا السيارة و اتجهنا إلى
المطعم المقصود، كان
مطمعا فاخرا و جميلا جدا، وكانت الأطباق لذيذة أيضا:
-هل أعجبك المطعم يا روان؟
-نعم انه جميل فعلا و فسيح.
تبدو تصرفات نديم الآن مختلفة عن يوم الحفلة انه هادئ و لطيف جدا، انه شخص سريع
الانفعال لكنه ودود
للغاية:
-نديم هل ستكون الدراسة في الخارج أصعب،ما رأيك؟
-لا عليك فقط بالمواظبة و المثابرة فقط.
-شكرا على تشجيعك لي.
-تعلمين ستحققين كل أحلامك هناك وستكونين طبيبة بارعة.
-أتمنى ذلك... نديم هل توجد في الخارج مطاعم فاخرة كهذا؟
-أجل توجد مطاعم وفنادق و حدائق مدهشة أيضا.
-الحدائق...ستطير سمر فرحا بهذا.
-سمر!...و ما دخل سمر؟
-نديم...لم أجد الفرصة المناسبة لأكلمك عن الأمر...
-أي أمر تقصدين يا روان؟
-سمر...ستعيش معنا.
-هل جننت...أنت تهذين...ما الذي تقصدينه؟
-أنا وعدت سمر أن آخذها معي إذا سافرت إلى الخارج...لن أتركها هنا و أرحل.
-لا...لا من المؤكد أنك جننت فعلا...
تحول ذلك الرجل الهادئ إلى كتلة ملتهبة من الغضب، لكني هذه المرة لن ألزم الصمت أمام
هذا الثوران
فالأمر يتعلق بملاكي الصغير:
-نديم...أنا لن أترك سمر فأنا من كان السبب في إحضارها إلى منزلنا ولن أتخلى عنها
أبدا.
-أنا لن أسمح بأن تعيش هذه الطفلة في بيتي...أنا لا أريد سمر.
-إن كنت لا تريد سمر فنسى موضوع زواجنا إلى الأبد.
-اسمعي يا روان إما أنا أو سمر.
احتدم النقاش بيننا و انتهى بخروجنا من المطعم، ركبنا في السيارة و في الطريق لم يتكلم
أي منا، نديم كان
في أوج الغضب، أما أنا فكنت مصدومة فأنا لم أتوقع رد فعله هذا،انه لا يتحمل حتى ذكر
اسم "سمر" و لا
أدري لماذا. أوصلني الى باب منزلنا وبعدها عاد طريقه مسرعا لدرجة أنه لم يودعني
حتى.
دخلت غرفتي وارتميت على فراشي هذه هي الحال إذن إما نديم أوسمر علي الاختيار بين
أمرين أحلاهما مر:
نديم زوج المستقبل الذي سيحقق أحلامي يرفض أعز مخلوقة في حياتي و أعز شخص
علي، فأيهما أختار؟،
لا يبدو أن نديم سيقتنع بفكرة أن تعيش سمر معنا وأنا وعدتها بل لقد أقسمت بأن لا
أتخلى عنها مهما حدث،
لكن علي أن أختار قراري المناسب.
اما سمر أو نديم.
:biggrin2:*يتبع* :biggrin2:
rayhanaa
31-07-2009, 07:13 PM
اختفاء مفاجئ
كنت أجلس في غرفتي أفكر فيما قاله نديم، لم أتوقع رفضه لها بهذا الشكل، لقد فجع قلبي،
هل سأتركها و أرحل؟ لقد أقسمت لها بأن لا أتركها فماذا أفعل. بدأت أشعر بالدوار من
كثرة التفكير في هذا الموضوع، لذا
قررت أن أنزل إلى الحديقة لأسترخي قليلا في الهواء الطلق لكن الجو بارد فنحن ما زلنا
في فصل الشتاء.
في الحديقة وجدت أمي تسقي نباتاتها التي تعتني بها كل العناية:
-مرحبا أمي...أين سمر وروعة؟
-كانتا هنا ثم خرجتا منذ وقت طويل...
إذن هما في الخارج تلعبان مع صديقاتهما، جلست في الحديقة أتمتع بمنظرها الجميل فخطر
ببالي أن أسأل:
-أمي ما رأيك في موقف نديم من سمر؟
-أنت لا تفهمين نديم يا روان ولكني أستطيع فهمه، نديم نشأ وحيدا في أسرته هو لم يعتد
التعامل مع الأطفال لذا لا يستطيع تحملهم.
-حسنا...وكيف سيتصرف مع أطفاله إذن؟
-سيتغير مع الوقت، مازال الوقت أمامكما طويلا؛ حتى تفهما بعضكما جيدا يا بنيتي.
-ربما...ربما قد يتغير.
في هذه اللحظة دخلت روعة إلى الحديقة:
-مرحبا...ألم تعد سمر بعد؟
-لماذا أين ذهبت؟ سألتها
-ذهبت لتشتري الحلوى...لكنها لم تعد بعد.
-منذ متى ذهبت يا روعة؟ سألت أمي
-منذ أكثر من ساعة وأنا أنتظرها أمام الباب لكنها لم تعد.
-الدكان قريب من منزلنا لا يحتاج الذهاب إليه سوى عشر دقائق، إلى أين ذهبت؟ قلت
قصد سامر أخي كل الدكاكين المجاورة وكل باعة الحلوى بينما ذهبت روعة لتبحث عنها
عند صديقاتها.
مضت ثلاث ساعات على غياب سمر ولم نعرف عتها شيئا، اتصلت بعلاء ابن عمي
ليساعدنا في البحث عنها
فجاء مسرعا:
-هل من جديد عن الصغيرة؟سأل علاء.
-لا...لا أحد يعرف شيئا عنها علينا أن نبحث عنها في الجوار.قلت
- أجل ربما تاهت في الطريق من المؤكد أنها لم تبتعد كثيرا. قالت أمي.
ركبنا أنا وأخي سامر في سيارة علاء وتوجهنا إلى الشارع الرئيسي الذي كان يعج بالمارة
كعادته ولكن لم نجد أثرا يدلنا على سمر:
-ربما ذهبت إلى الميتم.قال علاء
-لا لا اتصلنا بالمديرة وأخبرتنا أنها غير موجودة. قلت
جلنا كل الشوارع القريبة من منزلنا لكن بلا فائدة، أين أنت يا سمر؟ و ولم لم تعودي حتى
الآن؟
-فلنعد إلى المنزل...ربما عرفوا شيئا عنها.قال سامر
-أرجو ذلك.
و هكذا عدنا إلى المنزل، أمام الباب كانت تقف روعة وهي تحدق إلينا، بادرتها بالسؤال:
-هل وجدتموها...هل من خبر عتها؟
لم تجبني روعة بل انفجرت باكية وهي تمسك ثيابي بقوة.دخلنا المنزل و كلنا يائسون لقد
حطمت روعة أملنا
الأخير:
-ماذا نفعل الآن يا أمي؟
-نتوكل على الله يا روان لم يعد باليد حيلة.و أخذت هي الأخرى تبكي.
أما فدموعي فقد جفت لأن نار الحيرة والخوف كانت مشتعلة في داخلي، فجأة طرق الباب،
لعدة ثوان لم يستطع
أحد منا أن يتحرك من مكانه، ففتح الباب و تخيلوا من دخل، طبعا الغالية سمر وهي تحمل
بيدها أكياسا:
-أين كنت يا سمر...نحن نبحث عنك منذ ساعات؟
-كنت في السوق.أجابت
-في السوق؟ منذ مي تذهبين إلى السوق بمفردك؟ ثم من أعطاك المال لتشتري كل هذا؟
-اهدئي يا روان حتى نفهم منها ما حدث. قالت أمي
لم تجب سمر عن تساؤلاتي بل التفتت وراءها أين كنت ألمح ظل طويلا لرجل:
-من يكون هذا الرجل يا سمر؟ سألتها.
-انه...انه عمي فريد...الذي يسكن في لندن.
عم سمر، استغرقت وقتا طويلا لأستوعب هذه الكلمة التي لطالما كان يخيفني مجرد التفكير
فيها، انه عمها
الذي تركها في الميتم قبل أن يذهب للعمل في الخارج، انه الشخص نفسه الذي اتصل
بالمديرة منذ فترة يسأل
عن سمر، ما الذي جاء به؟
وماذا يريد منا الآن...
شبح الفراق
أدخلنا الرجل"عم سمر" إلى الصالة وبقي معه علاء و سامر وطبعا سمر، بينما كنت أنا
وأمي في المطبخ
نحضر للضيف القهوة:
-ماما...لم جاء السيد فريد برأيك؟.
-ربما تذكر ابنة أخيه وجاء ليزورها. قالت أمي
-لكن من أعطاه عنوان منزلنا؟، ثم كيف سمح لنفسه بأن يأخذها معه دون استشارتنا؟ لقد
كدنا نموت رعبا
عليها.... أمي ينتابني شعور بالخوف من هذا الرجل، ربما جاء ليأخذها معه.
-لا أظن... لا حق له في ذلك نحن من يتولى رعايتها و لا شيء ينقصها معنا. قالت أمي
لكن كلمات أمي لم تغير شكوكي ومخاوفي، هل يعقل أنه جاء من بريطانيا فقط لرؤيتها و
يرحل، أكيد أنه إما
عاد ليستقر في بلده بعد هذه المدة الطويلة في الخارج وإما أنه عاد ل....لا لن أفكر ولو
لثانية في هذا....لن أتخيل أبدا أنه يفكر في أخذها معه...لن أسمح له بذلك أبدا سمر هي
ابنتنا الآن ولن ينتزعها منا أحد.
بينما كنت على أحر من الجمر أنتظر خروج علاء من الصالة ليطلعنا عن سبب مجيء عم
سمر، وصل أبي
فأخبرناه بما حدث، فنضم إليهم هو الآخر وبقيت أنا كالمعلقة لا أدري ما يجري في الداخل،
دفعني فضولي
لأعرف الموضوع فاقتربت من باب الصالة فسمعت الرجل يقول:
-لقد كنت مجبرا على تركها... دمرت الحرب وقتها منزلي ولم تترك لنا شيئا، لا أهلا ولا
أرضا ولا حتى
مستقبلا، لم أكن أملك ما أقدمه لطفلة عمرها سنتين، لذا تركتها في الميتم هناك، كنت
متأكدا أنهم سيعتنون
بها لحين عودتي...و بعد أن تركتها جمعت بعض المال لأسافر إلى الخارج، عانيت كثيرا
هناك حتى حصلت
على عمل محترم في إحدى الشركات ثم عملت في التجارة سنوات كثيرة حتى جمعت ثروة
جعلت مني شخصا
معروفا ومميزا في المجتمع...لكني لم أنسى سمر أبدا، كانت دائما تحتل تفكيري فتؤرقني
حتى جاءت الفرصة
لأعود إليها و أنا سعيد أنها تعيش في أسرة كهذه.
كان هذا جزءا من قصة عم سمر الذي تمكنت أذني من التقاطه، ابتعدت عن الباب وعدت
إلى أمي التي كانت
في المطبخ و رويت لها القصة.
بعد ساعة من الزمن انصرف ضيفنا وهو يقول لسمر:
-صغيرتي أراك قريبا...اهتمي بنفسك.
-حسنا عمي فريد.كان هذا صوت سمر
انصرف الرجل وبعدها دخلنا جميعا الى الصالة:
-لقد جاء لرؤية سمر...ليطمئن عليها.قال أبي
-هل ينوي أخذها معه؟سألت أمي.
قبل أن يجيب أبي السؤال قذفت هذه الكلمات دفعة واحدة:
-لا هو لن يأخذها منا...لا حق له نحن أهلها الآن ونحن من يهتم بها.
-روان اهدئي...قليلا لأشرح الأمر.قال أبي.
-الرجل لم يقل شيئا...لكن ان اختارت سمر الذهاب معه فلا يسعنا فعل شيء.
-هل تقصدون أنكم ستتخلون له عنها؟
-سنترك القرار لسمر لن نتدخل....فمهما يكن هو عمها و كل ما لديها في هذه الدنيا.قال
أبي.
عبارة وحيدة في هذه الأثناء كانت تجول في خاطري: " كل ما لديها في هذه الدنيا"، وماذا
عنا نحن؟ وماذا
عني أنا؟، أنا التي أحبها أكثر من نفسي و أكثر من كل شيء، أنا التي تعتبرني أمها، سمر
لن تتخلى عني أنا متأكدة من ذلك...
وقفت فجأة وخرجت من الصالة،قصدت غرفة سمر أين كان الباب نصف مفتوح وقبل أن
أدخل لأسأل سمر عن
رأيها، سمعتها تكلم روعة بكل حماس:
-لقد اشترى لي الكثير من اللعب و الثياب الرائعة أنظري يا روعة
-فعلا انها جميلة وأنيقة من المؤكد أنها باهضة الثمن.قالت روعة
..لقد قال لي عمي أنه يملك الكثير من المال و أيضا منزلا كبيرا وحديقة واسعة وجميلة
جدا في لندن، وله
طفلة تصغرني بسنتين، كم أرغب في رؤيتها واللعب معها...
بعد أن سمعت هذه الكلمات عدلت عن فكرة الدخول، وعدت إلى غرفتي و أنا محطمة
النفس، هل تنوين يا
سمر أن تتركيني الآن؟ هل ستفعلين هذا بي؟
:biggrin2:يتبع:biggrin2:
marow harby
03-08-2009, 01:51 PM
شكرا على هذة القصة الرائعة مع انها قصيرة لاكن اسلوب كتابتها رائعه جدا
شكرا اتمنى انك تكتبي قصص مثل هذه كل يوم بااااااااااااااااااااااااااااااااااااي
rayhanaa
07-08-2009, 08:04 PM
الفراق المحتوم
ظهور عم سمر في حياتنا غير الكثير في سمر، فهي لم تعد تتحدث الا عنه و عن لندن و
عن ابنته التي تحلم برؤيتها و اللعب معها، لقد جاء اليوم ليأخذها معه إلى مدينة الملاهي
و طبعا وافقت، أما أنا فحملت
محفظتي وتوجهت إلى الجامعة أين قابلت رويدة:
-هل تتخيلين يا رويدة أن سمر ربما تقرر الذهاب معه؟
-أجل ربما قد تفعل ذلك...في النهاية هو عمها وهي تحبه كثيرا على ما يبدو.
-لا أستطيع أن أتخيل حياتي من دونها يا رويدة...أحبها كثيرا.
- لا يمكنك أن تفعلي شيئا إن كانت هي تريد الذهاب معه يا روان.
-لا أريد التفكير في هذا.. صدقيني.
بعد انتهاء ساعات الدراسة، ودعت صديقاتي وعدت طريقي لم يفارق موضوع سمر
مخيلتي لدرجة أني لم أسمع صوت نديم يناديني:
-روان ألم تسمعيني كنت أناديك؟
-متأسفة يا نديم لم أنتبه إلى ذلك.
-هل من مشكلة لم أنت حزينة؟
-جاء عم سمر إلى بيتنا منذ يومين و يبدو أنه يريد أخذها معه إلى لندن أين يسكن الآن.
اندهش نديم للخبر وعقد لسانه عن الكلام للحظات، وبعدها قال:
-هل...هل تقصدين أنه سيأخذها معه؟...هل ستذهب إلى لندن؟
-لا أدري...أعتقد أنه يفكر في ذلك... إن وافقت سمر طبعا على الذهاب معه.
-هذا رائع مع عمها ستكون أفضل...أجل سيكون هذا أفضل.
-لا أريدها أن ترحل عنا نحن نحبها كثيرا....
قاطعني نديم وهو يقول:
-أنت أنانية يا روان...دعيها تعيش مع عمها، انه الوحيد الذي تعرفه من أهلها لن ينقصها
شيء معه سترين.
ربما نديم محق فيما قاله عمها رجل ثري ويحبها وإلا لما جاء من لندن خصيصا من
أجلها...لكن ماذا
عني أنا؟ سأحتاج ألفي سنة حتى أتعود على غيابها عني، هل تسمى هذه أنانية؟...لكن
مازال هنالك بصيص
من الأمل فعمها لم يقل حتى الآن أنه ينوي أخذها معه..وسمر ما تزال معي و هذا هو
المهم.
في المساء عادت سمر مع عمها إلى البيت، وطبعا عادت محملة بالهدايا الجميلة والأحلام
الوردية، دخل الرجل عم سمر إلى الصالة واستقبله أبي بكل سرور، لم يطل الرجل هذه
المرة الحديث مع أبي فما هي إلا
لحظات بعد وصوله حتى سمعته يقول لأبي:
-أشكركم جزيلا أرجو أن تهتموا بالصغيرة حتى عودتي.
هل ينوي العودة إلى لندن؟ من كل قلبي أتمنى أن يفعل ذلك.كنت أقول هذا عندما دخلت
أمي الصالة وبدأت
تكلم أبي، لم أشأ مقاطعتهما لكني لم أستطع أن أفارق الباب، لأن القضية الآن متعلقة
بمصيري ومصير سمر:
-ها...ما لذي ينوي السيد فريد فعله بخصوص الصغيرة؟ سألت أمي
وبعدها و صلت أذني كلمات هبطت عليها كالصواعق، ورأيت الدنيا سوادا ولم أدري ما
أصابني في تلك اللحظة:
-انه ينوي أخذها معه إلى لندن و قد استشار سمر ووافقت على الذهاب معه....قال أبي.
-لقد تعودنا على وجودها معنا...صارت فردا من العائلة كيف سنحتمل غيابها...ستجن
روان إن سمعت هذا
الخبر.كان هذا صوت أمي إن كانت أذنابا مازالتا على ما يرام.
-سنحاول أن نفهمها الأمر ستتقبله في النهاية.
مشيت خطوات متثاقلة إلى غرفتي وبعناء كبير صعدت الدرج وكأن قدماي لم تعودا
قادرتين على
حملي، أغلقت باب غرفتي و بكيت بمرارة على خسارة أغلى ما أملك في هذه الدنيا التي
أغلقت فجأة أبوابها
في وجهي...
سامحيني...ماما
بدأ الحزن يخيم على البيت، فسمر تحزم حقائبها للسفر إلى لندن ، لقد اهتم عمها
بالتحضيرات اللازم لسفرها،
الذي تقرر يوم غد، هل تتخيلون أني سأعيش الآن من دونها؟ لقد عانيت الكثير من أجلها
وها أنا الآن أراها
ترحل أمامي، لا أستطيع أن أتدخل في حياتها فعمها هو من يتكفل بها من الآن فصاعدا و
قد قرر أخذها
والأمر منته.لا أستطيع دخول غرفة سمر، فأنا أعاني الأمرين لمجرد التفكير في أنها
تتخلى عني بهذه
البساطة، صرت أقضي معظم الوقت بعيدة عنها بل و أتحاشى لقباها حتى لا تلهب النيران
في داخلي بحماستها
للسفر إلى لندن، قضيت صبا ح اليوم رفقة نديم الذي يبدو متحمسا هو الآخر لسفرها،
طبعا ولم لا؟ فسمر
كما تذكرون كانت السبب في خلافنا الأخير:
-روان...عليك أن تتخلي عن مشاعرك الرقيقة اتجاه الأطفال...سمر لن ينقصها شيء
هناك.
-أنت لم تعش مع سمر و لم تعرفها كما عرفتها يا نديم.
-سوف تذهب إلى لندن وتنساك إلى الأبد ستعيش حياة مترفة مع عمها صدقيني.
-هل تعتقد ذلك حقا؟
هذا مؤكد ستتغير حياتها كليا ستختلط بأناس آخرين وتعيش في بيئة مختلفة تماما، وما ان
تتعود عليهم حتى تنساكم إلى الأبد.
كلمات نديم هذه كانت تجرحني في الصميم لكنه الواقع، كم ستذكرنا سمر لشهر، سنة...من
المؤكد أن يأتي يوم تنسى فيه اسم روان تماما.
في المساء عدت إلى البيت وبينما أنا أصعد الدرج رأيت سمر تنزل و معها روعة:
-روان...أنا أنتظرك منذ الصباح أريد أن أقول شيئا. قالت سمر
-وصلت الآن وأنا متعبة نتكلم لاحقا...
تركتها تنظر إلي بيأس، لم أرد أن أكلمها لأني سأتعذب أكثر، ما الذي ستقوله لي: أنا
راحلة الوداع يا
روان...أم سأشتاق إليك ماما...كل هذه الكلمات كانت لتزيد حرقتي وأحزاني أفضل ألا
أكلمها أبدا.
مكثت في غرفتي ذلك المساء ولم أتناول العشاء، بل حاولت بدل ذلك إشغال نفسي
بالدراسة، و مشاهدة
التلفاز، بقيت على هذه الحال ساعات فشعرت بالملل، أطفأت الأنوار و بقيت أفكر و أفكر
في سمر،
فجأة سمعت طرقا خفيفا على بابي، و بالطبع تعرفون من كان الطارق، لم أشأ أن أفتح لها
الباب، ولم
أجب نداءاتها المتواصلة، بدا الأمر وكأني نمت منذ ساعات، توقف طرقها وسمعت
خطواتها الصغيرة تبتعد عن باب غرفتي.
في الصباح سمعت صوت سيارة عم سمر تتوقف أمام باب منزلنا، نهضت من فراشي
واقتربت من
نافذتي بحذر لم أشأ أن يراني أحد أسترق النظر، رأيت سمر تخرج إلى عمها و سامر
يساعد أبي في
حمل حقائبها الصغيرة، ركبت سمر السيارة وأبي أيضا رافقهم ليودعهم في المطار، ثم
تحركت
السيارة وبدأت تبتعد أكثر فأكثر و دون أن أشعر كانت دموعي تنهمر بغزارة وكانت
أنفاسي تختنق
وسط سيل الدموع هذا...لقد رحلت الآن...لقد تركتني إلى الأبد..يا ملاكي الصغير.
مسحت دموعي وتوجهت إلى الباب أردت أن أخرج لأغسل وجهي فوجدت تحت بابي ورقة
مطوية،
حملتها و جلست على الكرسي ثم فتحتها وقرأت ما فيها، ضممت تلك الرسالة إلى صدري
و بكيت بمرارة لقد كتبتها غاليتي سمر و تركتها تحت بابي أمس عندما جاءت لتكلمني
ولم أفتح لها الباب
كتبت صغيرتي جملة قصيرة لكنها جرحتني في أعماق قلبي: سامحيني...ماما روان سأعود
إليك يوما.
:biggrin2: **يتبع**:biggrin2:
rayhanaa
07-08-2009, 08:10 PM
مرحبا marow harby سعيدة بطلتك الطيبة و بكلماتك الجميلة اشكرك واتمنى ان تعجبك البقية
تحياتي.
rayhanaa
10-08-2009, 07:31 PM
أشواق الفراق
رحلت سمر عن بيتنا اليوم لقد تركت فراغا وهدوءا رهيبا في المنزل جعل الجميع يشعر
بالحزن، بدا
غيابها واضحا في كل مكان من المنزل، فلم نعد نسمع ضحكاتها ولا صوتها الجميل حتى
أرجوحتها التي كانت لا تفارقها بدت اليوم مهجورة تداعبها نسمات الهواء كيف شاءت.
كنت أجلس في غرفتي وحيدة أحمل بين يدي آخر ما كتبت سمر، تلك الورقة الصغيرة
كانت تحمل آخر
و أوجع ذكرى عن ملاكي الصغير، إنها الآن هناك في ذلك المكان البعيد أين ستعيش
حياتها كما أرادت
هي ، لقد زاد غيابك يا سمر الشتاء برودة و قساوة علي لكني سأرضى بهذا القدر يا
غاليتي فقط لأنك اخترته.
بدأت حبات المطر في التساقط على نافذتي كنت أسمع صوتها جيدا، وقفت وأخذت أنظر
عبر نافذتي الى
الخارج، لا شيء يتحرك سوى الأشجار التي تهزها الرياح يمينا وشمالا، و قطرات المطر
التي تنزلق بسرعة على نافذتي ، وسط هذا الهدوء الموحش حملتني ذكرياتي إلى أول
لقاء لي بسمر، هل تذكرونه؟
ذلك اليوم في الحديقة العامة أين كانت تجلس وحيدة تراقب الأطفال يلعبون، كانت حزينة و
يائسة، لقد أحببتها منذ أول وهلة، أحببت تلك البراءة في عينيها و ذلك الوجه الملائكي
وصوتها العذب الرقيق لقد
أحببت في لحظة كل ما في تلك المخلوقة الصغيرة...كم أشتاق إليك يا سمر!
في ذلك المساء جلسنا كلنا في غرفة المعيشة، كان يبدو على الجميع الحزن، لكن لا أحد
يتكلم عنها،
وكأن كل واحد منا كان يحاول أن يحبس حزنه بداخله...أي فراغ تركت يا سمر؟
في هذه الأثناء قطع السكون المخيم على الأجواء رنين الهاتف، نهض أبي و حمل
السماعة:
- ألو...مرحبا...نعم...آ...كيف حالك...و كيف حال الصغيرة...الحمد لله أنكما وصلتما بخير.
انه عم سمر هذا مؤكد اتصل ليعلمنا بوصولهما إلى لندن، تحلق الجميع حول أبي، أمي و
روعة وسامر
كل منهم يريد التكلم مع سمر إلا أنا لأني ربما لا أملك ما أقوله لها، أو ربما كنت لأبدأ في
البكاء ما ان
أسمع صوتها، أخذت أمي عن أبي السماعة الآن:
-مرحبا صغيرتي...كيف حالك ؟...أجل الكل بخير...ونحن أيضا نشتاق إليك عزيزتي...نعم إنها هنا سأطلب منها ذلك فقط دقيقة...
توجهت نظرات أمي إلي في هذه اللحظة:
-روان سمر تريد أن تكلمك...
تكلمني أنا؟ لا أعرف ما سأقوله لها لكنها فرصة لأسمع صوتها مرة أخرى، حملت
السماعة ببطء
فجاءني صوتها الرقيق العذب:
-مرحبا روان...كيف حالك؟
-بخير...و أنت؟
-أنا بخير...لكني متعبة من السفر.
-أتخيل ذلك...
لم أجد ما أقوله، لذا هي من كان يبادر بالسؤال:
-هل أنت غاضبة مني...يا روان؟
-لا أنا لست غاضبة منك...أنا سعيدة من أجلك يا سمر ستعيشين الآن مع عمك ولن
ينقصك شيء وهذا يفرحني .
كانت هذه كذبة خطرت ببالي حتى لا أشعرها بالألم الذي كان يخنقني خنقا:
-حقا...روان أنت لست غاضبة لأني رحلت عنكم...
- طبعا لا...عزيزتي...بالمناسبة هل لندن مدينة جميلة؟
بهذا كنت أحاول تغيير مجرى الحديث لم أكن أريد أن أفجر عذابي و لوعتي بها الآن في
هذه اللحظة.
-نعم...إنها جميلة و واسعة جدا ومكتظة بالسكان هم يتكلمون لغة غريبة لا أفهمها...
-هم يتكلمون الانجليزية ستتعلمينها قريبا و تفهمين كل ما يقولونه سترين...
-تعلمين روان منزل عمي مدهش انه يشبه القصور ...فيه حديقة ومسبح رائع ولديه
طفلان "ندى" و
"وديع" وهما سعيدان بوجودي معهما...آ نسيت أن أخبرك أن عمي وعدنا بان يأخذنا إلى
السيرك غدا
سيكون هذا مذهلا أعرف ذلك.. و قال أنه سيشتري لي الكثير من اللعب و...
توقفي يا سمر فأنت تحرقين قلبي بهذه الكلمات، التفت حولي فوجدت روعة تنتظر دورها
لتكلم سمر فقاطعتها قائلة:
-سمر عزيزتي روعة تريد أن تكلمك إلى اللقاء اعتن بنفسك .
و ناولت روعة السماعة لم أكن أريد سماع المزيد عن لندن وعن عمها و عن كل ما يزيد
عذابي.
تركت الصالة وصعدت إلى غرفتي ، لعدة ساعات صارعت الأرق لكنه تمكن مني، فنهضت
من فراشي
وخرجت من غرفتي ، كان السكون يعم الأجواء، يبدو أن الجميع نيام فلقد تأخر الوقت،
توقفت عند باب
غرفة سمر، فتحت باب الغرفة المظلمة و أشعلت النور، لقد أصبحت غرفة مهجورة هادئة
وكئيبة، لم تعد
سمر موجودة فكل ما بقي هنا هو دفاترها ولعبها و ملابسها، اقتربت من سريرها الصغير
أين كنا نرسم
ونلون معا، فوجدت الدمية التي لا تفارق صغيرتي أبدا، كانت سمر تعشق هذه اللعبة
لدرجة أنها كانت
تنام وهي تحضنها، أخذت الدمية معي و خرجت، عدت إلى غرفتي و استلقيت على
سريري ،
احتضنت دمية سمر الصغيرة ، كما تفعل هي ولا أدري كيف نمت بعدها....
***
مر اليوم أسبوعان على رحيل سمر عنا، هي ما تزال تتصل بنا من حين لآخر لتحكي لنا
يومياتها
الممتعة في لندن مع عمها و طفليه، يبدو أنها بدأت تألف حياتها الجديدة، فلقد أخبرتني ف
ي اتصالها
الأخيرأن عمها يتولى تعليمها اللغة الانجليزية وهي تحرز تقدما جيدا، أما أنا فقد بدأت
أعتاد على الاكتفاء
بسماع صوتها عبر الهاتف، لم يكن من السهل علي أن أتجاوز محنة فراقها لكني بت
متيقنة بأنها
اختارت الطريق الصحيح...، بالنسبة لي ولنديم فقد قررنا أن نبدأ التحضيرات للزفاف،
وكما اتفقنا
سابقا، سوف نقيم في الخارج أين سأتم دراستي للطب وبعد حصولي على شهادتي نفتح
أنا وهو عيادة
متعددة التخصصات ، لقد تغبر نديم كثيرا خلال الأسبوعين الماضيين فقد أصبح أكثر
هدوءا و تفهما وهذا يسعدني.
بدأنا التحضيرات اللازمة للزفاف و أنا مشغولة جدا بها علي القيام بمئات الأشياء كالذهاب
الى السوق
لشراء الملابس و مستلزمات العرس و تحضير جواز سفري و...و الكثير الكثير من
الأمور المشابهة، لم
أعد أجد الوقت الكافي حتى للراحة على الرغم من أن أمي تساعدني في كل شيء، لكن
أمرا ما كان
يحيرني هو سمر فهي لم تتصل منذ أسبوع كامل ليس من العادة أن تنقطع أخبارها كل هذه
المدة:
-أمي...برأيك لم لم تتصل سمر بنا في الأيام الماضية؟
-لا أدري ربما هي مشغولة بالدراسة أو اللعب هي ما تزال طفلة...والأطفال ينسون كل
شيء إن وجدوا ما يلهيهم.
-أتمنى أن يكون هذا هو السبب فعلا لكن علي أن أطمئن عليها... سأحاول الاتصال بها.
خرجت من غرفتي وتوجهت إلى الصالة، وأخذت من دليل الهاتف رقم منزل عمها رفعت
السماعة
وانتظرت قليلا فجاءني صوت امرأة أعتقد أنها زوجة السيد فريد عم سمر:
-ألو...مرحبا من المتصل؟
-مرحبا...أنا روان كيف حالك سيدتي؟.
-أهلا روان...أنا بخير و أنت؟.قالت زوجة عم سمر
-بخير شكرا لك...في الحقيقة سمر لم تتصل بنا منذ مدة فقلقنا عليها...هل يمكن أن
أكلمها؟
-آ...سمر...لا... لا ليست هنا إنها تلعب في الخارج مع ندى...لا تقلقي عليها إنها بخير
سأطلب منها أن
تكلمك حين تعود.
-شكرا لك سيدتي...إلى اللقاء.
حسنا إذن المدللة الصغيرة بخير وكما قالت أمي فعلا انشغلت باللعب فنسيت الاتصال بنا
من المؤكد أن
زوجة عمها ستخبرها أني اتصلت بها اليوم و لن تتأخر في مكالمتي.
في ذلك المساء بقيت أنتظر مكالمة سمر لساعات طويلة، تخيلوا أني كنت أحمل السماعة
كلما رن الهاتف
اتصل جميع من اتصل الا سمر، شعرت باليأس حين دقت الساعة العاشرة ليلا فأويت إلى
فراشي لقد
تأخر الوقت كثيرا ولا أعتقد أن المدللة ستتصل اليوم أيضا...
في صباح اليوم الموالي أعدت الاتصال بمنزل عم سمر و طبعا ردت علي زوجة عمها مرة
أخرى:
- مرحبا...أنا روان هل سمر موجودة؟
-آ...روان...متأسفة عزيزتي... لكن سمر ذهبت إلى...إلى مدينة الملاهي مع عمها و
الأولاد...هم لن
يعودوا حتى المساء...سأخبرها عن اتصالك حين تعود.
-حسنا شكرا لك...إلى اللقاء.
وهكذا وللمرة الثانية لم تكن سمر موجودة في المنزل و اضطررت مرة أخرى أن أراقب
الهاتف طوال
المساء دون جدوى، و لأني لا أيأس بسهولة عاودت الاتصال للمرة الثالثة لكن هذه المرة
كان هاتف
منزل عم سمر مقفلا:
-ها يا روان هل كلمتها؟
-لا أمي...هاتف المنزل مقفل...تعلمين لقد بدأت أشك في أمر زوجة السيد فريد.
-ما الذي تقصدينه يا ابنتي؟
-لم يكن صوتها طبيعيا في أثناء محادثتي معها بدت و كأنها لا تريدني أن أتكلم مع
الصغيرة... لقد
وعدتني أن تتصل بي سمر أكثر من مرة لكن سمر لم تفعل، والآن هاتف المنزل مغلق...
بدأت تراودني شكوك مريبة حول ما يحدث هناك، لم لم تتصل سمر بنا كل هذه المدة؟ و
أين هي...؟ وما
الذي تخفيه زوجة عم سمر؟، كل هذه التساؤلات كانت تحيرني لكن لن يهدأ لي بال حتى
أعرف الحقيقة
كاملة....
:biggrin2: **يتبع..**:biggrin2:
rayhanaa
21-08-2009, 08:56 PM
دوامة الحيرة...
مازال موضوع سمر يقلقني ويشغل بالي فبالرغم من محاولاتي المتكررة للاتصال بها إلا
أني فشلت لأن هاتف المنزل مغلق لأسباب مجهولة و المشكلة هي أن عم سمر لم يترك
لنا أي رقم عدا رقم
منزله، لم أشأ أن أقلق الجميع بشأنها لذا قررت أن أهتم بالأمر بنفسي، إذ لا يعقل أن
تنقطع أخبار سمر بهذا الشكل المفاجئ فهي كانت تتصل باستمرار لتطمئننا عليها و
لتخبرنا عن مغامراتها في لندن.
كنت في الصالة أقف أمام الهاتف و للمرة المليار حاولت الاتصال لكن جاءني نفس الرد
الهاتف مغلق ، بقيت أفكر و أفكر في أي شيء قد يقودني إلى سمر ثم فجأة تذكرت
الميتم...أجل، المديرة أخبرتني أن
عمها كان يتصل بها سابقا ربما لديها رقم هاتفه المحمول أو أي رقم آخر...، وبسرعة
البرق صعدت
إلى غرفتي، حملت محفظتي الصغيرة وخرجت، نزلت الدرج مسرعة فاستوقفتني أمي:
-بنيتي إلى أين؟...ولم أنت مستعجلة هكذا؟
-لدي عمل مهم سأعود فيما بعد و أخبرك بكل شيء...إلى اللقاء.
-حسنا...لكن لا تتأخري.
بخطوات متسارعة قصدت الميتم، استقبلتني المديرة بكل سرور و أدخلتني الى مكتبها:
-مرحبا بك يا روان لم نرك منذ زمن...كيف حالك ؟
-أنا بخير في الحقيقة كنت مشغولة جدا في الفترة الأخيرة ولم أجد الوقت لزيارتكم..
-لا عليك و كيف حال الصغيرة سمر هل تتصل بكم؟
-هذا بالتحديد ما جئت لأجله.
-لماذا ما الأمر؟
-لقد انقطعت اتصالاتها منذ أكثر من عشرة أيام و لا نعرف عنها شيئا و نحن قلقون عليها
أتمنى أن تساعديني.
-لكنها عند عمها، ألم يترك لكم رقم هاتف منزله؟
-بلى، لكن الهاتف مغلق...لقد أخبرتني أنه كان يتصل بك سابقا هل يمكنك إعطائي رقم
الهاتف الذي كان يتصل منه؟
-لا أدري أين هو لكني سأبحث لك عنه الآن.
بعد حوالي الساعة من البحث المتواصل وجدت المديرة رقم هاتفه المحمول، سلمتني
المديرة إياه
وبقيت أنظر إليه لعدة ثوان انه الخيط الوحيد الذي قد يوصلني لسمر:
-اسمعي يا روان لقد أخبرتك أنه لم يعاود الاتصال بالميتم منذ سنوات وربما قد غير رقم
هاتفه هذا فلا تعقدي الكثير من الآمال عليه.
-فعلا هذا محتمل لكني لن أخسر شيئا إن حاولت.
-حسنا إذن بالتوفيق ...ولا تنسي أن تخبريني بالجديد...
بعدها خرجت من الميتم و توجهت إلى أول هاتف عمومي صادفته في طريقي ، طلبت الرقم
و بقيت أنتظر بكل توتر فجاءني صوت رجل:
مرحبا...من المتصل؟
-مرحبا...أنت السيد فريد عم سمر أم أنا مخطئة؟
-بلى أنا هو من معي؟
للحظة لم أصدق أنه مازال يحتفظ بهذا الرقم و يستعمله أيضا:
-أنا روان ابنة السيد عماد...
-آ نعم عرفتك كيف حالك؟
-بخير...أردت فقط أن أطمئن على حال سمر...لقد حاولت الاتصال بالمنزل لكن الهاتف
مغلق.
-سمر؟... حاليا لست في لندن...سافرت منذ أسبوعين و أنا الآن في باريس، لكني اتصلت
صباحا
بزوجتي و أخبرتني أنها بخير...لا تقلقي.
-حسنا شكرا جزيلا...إلى اللقاء
وبعدها وضعت السماعة و أنا في دوامة الحيرة ، عندما اتصلت بزوجة السيد فريد منذ أيام أخبرتني
أن سمر ذهبت إلى مدينة الملاهي مع عمها وولديه، كيف ذهبت سمر معه وهو مسافر عن
لندن منذ أسبوعين؟ إذن لقد كذبت علي...لكن لماذا ؟
أعيدوني إليكم...
زيارتي أمس للميتم و اتصالي بعم سمر أكدا صحة شكوكي في أن انقطاع سمر عن
مكالمتنا لم يكن
عاديا ، لم أشأ أن أخبر عم سمر بما قالته زوجته لي لكني ظللت في حيرة من أمري...أين
سمر؟ و ما الذي يجري هناك في لندن؟، كل هذه الأفكار و التساؤلات كانت تدور في
رأسي و أما في طريقي إلى
المنزل، وعندما وصلت دخلت إلى الصالة أفكر فيما سأفعله وفجأة رن هاتفنا:
-ألو...مرحبا
لثوان عديدة لم يجبني المتصل، ثم جاءني صوت خافت بالكاد كنت أسمعه:
-روان...روان...أنا سمر هل تسمعينني؟
-سمر!.. سمر أسمعك عزيزتي لم تبكين؟
-أريد أن أعود إليكم...لا أريد البقاء هنا.
- -لماذا يا سمر...أخبريني.
-أشتاق إليكم كثيرا...لا أحب لندن...لا أحبها
-ألا يعاملونك جيدا هناك يا سمر؟
-لا...زوجة عمي لا تحبني...هي تتشاجر مع عمي دائما بسببي...سمعتها مرة تقول له أنها
لا تريدني أن أعيش في منزلها.
-اهدئي صغيرتي سنعالج الأمر...اهدئي سنكلم عمك...لكن من أين تتصلين؟
-أتصل من خارج المنزل فلقد منعتني من استعمال هاتفه...
-اهدئي عزيزتي سنجد حلا للمشكل أعدك.
-حسنا إذن أسرعي...ماما.
اتصال سمر جعلني أستنتج أن زوجة السيد فريد لم تكن تريد سمر في منزلها بل عمها هو
منأصر على إحضارها إلى لندن، و لأنها لا تعاملها بشكل جيد منعت عنها الهاتف كي لا
تتصل بعمها أو
بنا حتى لا تسبب لها المشاكل مع زوجها، أي نوع من القلوب تملك هذه المرأة؟.
عندما عاد أبي في المساء أخبرته عن ما قالته لي سمر:
-أبي ما الذي سنفعله؟
-سأكلم عمها و أفهم منه ما يجري.
-أبي الأمر واضح زوجته لا تحب سمر و لا تريدها في منزلها...و سمر تقول أنها لا تريد البقاء
عندهم.
-حسنا إن كانت لا تريد البقاء عندهم فسنطلب منهم أن يعيدوها إلينا و ينتهي الأمر. قال
أبي
-طبعا عليهم أن يعيدوها...هي تحبنا كثيرا...ونحن أيضا. قلت
بعد أسبوع عاد عم سمر إلى لندن فحاول أبي اقناعه بضرورة إعادة الصغيرة سمر إلينا و
بعد جهد جهيد منا و إصرار كبير من سمر وافق على إعادتها... و جاء أخيرا يوم اللقاء.
:biggrin2: **يتبع**:biggrin2:
حسـ(باشا)ـان
22-08-2009, 07:45 PM
وااااااااااااو كل هذي الاحداث مرت على القصة
ما شاء الله التكلمة روعة ومميزة
لكن اذا عادت سمر لروان هل سيوافق نديم ان يأخذها معهم ؟؟؟
اتوقع عمة نديم بيكون لها دور كبير في القصة
rayhanaa
24-08-2009, 01:28 AM
لقاء الأحبة
ستعود سمر اليوم من لندن رفقة عمها لذا استيقظت باكرا لأرافق أبي إلى المطار، لا
تستطيعون تخيل مقدار السعادة التي أشعر بها، صغيرتي ستعود إلي بعد أن ظننت أني قد
فقدتها إلى الأبد، لم
أصدق الكلمات التي كتبتها سمر في رسالتها الصغيرة قبل رحيلها عنا، هل تذكرون ما
كتبت؟...ماما سأعود إليك يوما، وفعلا هي آتية اليوم.
توجهنا أنا وأبي إلى المطار وبقينا في انتظارها على أحر من الجمر، إلى أن رأيناها تخرج
رفقة عمها و ما إن رأتني حتى أقبلت إلي راكضة وهي تفتح ذراعيها لأحضنها ، كم هو
رائع أن يعود اليك
شخص عزيز فجأة بعد أن تعتقد أنك فقدته إلى الأبد، وبعد العناق الحار والبكاء الطويل،
حملنا أنا و أبي و
السيد فريد أمتعة سمر و توجهنا إلى السيارة:
-سيد عماد أرجو أن تهتموا بالصغيرة جيدا. قال السيد فريد
-ألن ترافقنا إلى المنزل؟ سأل أبي.
-لا...لدي بعض الأعمال علي أن أنهيها في لندن لا أستطيع التأخر.
-كما تريد...يمكنك المجيء لزيارة سمر متى أردت. قال أبي
-أعرف أنه لن ينقصها شيء معكم...كنت أتمنى لو أتولى أنا العناية بها لكن مادامت تفضل
البقاء معكم فلا بأس بذلك.
كانت نبرة صوته حزينة، بدا و كأنه لا يريد أن يتركها معنا لكنها رغبة سمر، قبل الرجل
خد ابنة أخيه ثم قال:
-اسمعي يا سمر إن احتجتني في أي شيء فاتصلي بي و لا تترددي هل فهمت؟
-نعم عم فريد...سأفعل.
ثم اتجهت نظراته الحزينة تلك إلي وقال :
-روان...سمر تحبك كثيرا أرجو أن تعتني بها جيدا...أعتمد عليك.
-طبعا سيد فريد لن أتركها أبدا... أعدك بذلك.
وبعد ذلك انصرف عم سمر وعدنا نحن إلى منزلنا الذي عادت إليه البهجة والسعادة مرة
أخرى...
بعد أيام من عودة الغالية سمر، جاء نديم إلى بيتنا:
-إذن عادة المدللة إلى هنا...قال
-أجل وستبقى معنا في منزلنا إلى الأبد.
-المهم ألا تبقى معنا في منزلنا نحن.
-نديم أنا لا أفهم لم تكره سمر هكذا؟
-أنا لا أكرهها لكني لا أريدها ...لا أريد طفلة من الميتم في منزلي.
لقد أثارت كلماته جنوني فصرخت في وجهه قائلة:
-لا أسمح لك بأن تهين سمر بهذا الشكل هل تفهم ذلك.
-أنا لا أفهم إلا شيئا واحدا هو أني لا أريدها أن تعيش معي... إما أنا أوهي
وهكذا خرج نديم من منزلنا وهو يشتط غضبا و عدنا إلى نفس الخيار المحير إما نديم أو
سمر ...
إلا سمر...
بقي أسبوع واحد على يوم الزفاف وأنا لم أقرر بعد ما سأفعله بشأن مشكلتي مع نديم الذي
يرفض سمر ،هل يعقل أن أتخلى عنها الآن بعد أن عانيت الكثير من أجلها و بعد أن
أقسمت لها ولعمها ألا
أتركها أبدا...لا أدري لكن علي أن أتخذ قراري واليوم بالتحديد.
اتصلت صباحا بنديم وطلبت منه موعدا في عيادته، جهزت نفسي و هممت بالخروج ،أمام
الباب وجدت روعة وسمر تلعبان فاستوقفتني سمر:
-روان هل تذهبين إلى السوق؟... هل آت معك؟
-كلا عزيزتي لن أذهب إلى السوق...بل لدي ما هو أهم من ذلك.
-إذن عودي إلي باكرا كي نلعب الكرة...اتفقنا؟
-سأعود إليك غاليتي...سأعود.
وتركتها بعدها وخرجت متوجهة إلى نديم الذي وجدته في مكتبه:
-أهلا بك روان...سعيد بزيارتك.
-نديم جئت لأناقش معك موضوعا مهما.
-أي موضوع تقصدين؟
-موضوع سمر...يجب أن نضع حدا لكل هذا.
-هناك حل واحد... تخلي عنها وينتهي الأمر.
في هذه اللحظات بدأت أتأمل هذا الرجل الخالي من كل المشاعر، نزعت خاتم الخطوبة
ووضعته على
مكتبه ودون أن أقول أية كلمة خرجت و تركته مصدوما...و قد عقد لسانه عن النطق
بحرف واحد.
و للمرة الأولى في حياتي شعرت بأني مقتنعة كل الاقتناع بما أفعله...لن أتخلى عنها
أبدا...لقد
وعدتها...لقد أقسمت لها أكثر من مرة...أنا لن أخدعها أفضل الموت على ذلك.
سرت بخطوات ثابتة وأنا أشعر في أعماقي برضا وسعادة كبيرين حتى وصلت إلى الشارع
الذي أسكن فيه...في نهاية الشارع وعند باب منزلنا كانت هناك في انتظاري...وما إن
رأتني حتى أقبلت إلي
راكضة وهي تفتح ذراعيها كملاك صغير لتدخل قلبي.. لتسكن فيه إلى الأبد...لن أتركك
....سأضحي بكل شيء... إلا أنت يا سمر.
:biggrin2: **النهاية**:biggrin2:
rayhanaa
24-08-2009, 01:38 AM
اهلا اخي hssaan شكرا على المرور العطر سعيدة بعودتك هاهي ذي الحلقتين الاخرتين من المسلسل التي ارجو انها قد امتعتكم.
تقبلو مشاركتي البسيطة.
الى اللقاء في قصة جديدة ان شاء الله عسى ان اراكم قريبا.
شكرا لكل من مر ولو مرة كما اشكر كل من شجعني .
دمتم رائعين كما انتم
حسـ(باشا)ـان
24-08-2009, 03:51 AM
:cray:
ايش النهاية الصعبة دي ؟؟؟؟
مافي امل يرجع نديم لروان ؟؟؟
بصراحة قصة رووووووعة والنهاية اروع
اهنيكي على القصة
:biggthump
forst dark
27-08-2009, 02:00 AM
جميلة جدا وقد كانت نهاية رائعة أرجو أن نرى لك قصص أخرى جميلة
rayhanaa
28-08-2009, 02:55 PM
سلام عليكم شكرا لكما على المتابعة وعلى تشجيعكما كل من hssaan&forst dark اتمنى ان نلتقي في مشاركات اخرى.
ابقوا رائعين كما انتم.
جميع حقوق برمجة vBulletin محفوظة ©2025 ,لدى مؤسسة Jelsoft المحدودة.
جميع المواضيع و المشاركات المطروحة من الاعضاء لا تعبر بالضرورة عن رأي أصحاب شبكة المنتدى .