المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية اليهود يواصلون حفرياتهم في القدس



abeosama50
13-01-2002, 06:34 PM
محاولات توطيد وترسيخ الوجود اليهودي في منطقة باب الساهرة تتواصل منذ اكثر من عشر سنوات. جمعية عطيرت كوهانيم الدينية التي تقطن في شارع الواد الواقع بين باب العامود وحائط المبكي أعدت مشروعا لبناء السكن الدائم والمدرسة الداخلية التابعين لها في منطقة باب الساهرة.

و تمضي صحيفة هآرتس : الخطة اجتازت كل مراحل التخطيط في قسم مهندس بلدية القدس إلا أنها جمدت عندما تبين ان التخويل الذي حصلت عليه من ادارة اراضي اسرائيل لا يشمل السكن. قتل طالب المدرسة الدينية حاييم كرمون قبل اربع سنوات في منطقة غير بعيدة عن باب الساهرة أدي الي انقضاض أتباع عطيرت كوهانيم من جديد علي الموقع. و بإيحاء من زوجته تالي كرمون توجهوا الي الموقع وأقاموا فيه ما يسمي بـ الرد الصهيوني المناسب أي عدة بيوت تنكية. هذه الخطوة عرفت علي انها مرحلة اولي تمهيدية لبناء المقر الدائم للجمعية في المكان. سلطة الآثار هي التي قامت بتعطيل الخطة اذ استصدرت أمرا احترازيا بمنع البناء في المكان وقادت الامور الي بداية حفريات الانقاذ التي هي مرحلة ضرورية مسبقة حسب القانون قبل الشروع في البناء واحتمالية ايجاد آثار هامة عالية هناك. وفي صيف 1998 هدمت بلدية القدس المساكن التنكية وقررت عطيرت كوهانيم تمويل حفريات الانقاذ الأثرية في المكان.
امير دروري المدير العام السابق لسلطة الآثار أشرف بنفسه علي الاعمال التي أجراها في المكان المختصون الاثريون يوفال باروخ وجدعون آفني. الحفريات في المكان توقفت عندما فرغت الاموال.
من تلك الايام تذكر المجابهة الكلامية الحادة التي جرت بين عضو الكنيست بني الون ومعه اعضاء كنيست من المفدال والليكود في مواجهة مجموعة من اعضاء الكنيست العرب علي حافة الحفرة التي قامت جرافة تابعة لسلطة الآثار بحفرها في منطقة باب الساهرة.
عضو الكنيست صالح سليم عبر عن استغرابه من الفلسطينيين الذين توقفوا عن قتل سماسرة الاراضي الذين يخونون شعبهم معطيا المستشار القضائي للحكومة ذريعة لتوجيه رسالة انذار شديدة له. الآثار في القدس كما يتبين مرة اخري تحولت الي جزء لا يتجزأ من الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. عضو الكنيست طلب الصانع صرخ في حينه بصوت عال في وجه عضو الكنيست بني الون وعضو الكنيست نيسان سلوميانسكي: الفلسطينيون هم الذين يسكنون هنا، وليس اليهود. كم من الوقت تعيشون هنا، 3000 سنة؟ نحن نعيش هنا من قبل أبينا ابراهيم، وحتي الآثار لن تساعدكم، اليبوسيون والكنعانيون كانوا هنا قبل 5000 سنة، أنتم الغزاة، وليس العرب .
الون اتهم الصانع في معرض رده بتحريف الحقائق التاريخية التي لا يوجد خلاف حولها . الون اقترح عليه سؤال امير دروري من الذي سكن هنا في فترة الهيكل الثاني؟ . في الخليل أراد الون تسوية حسابه مع الصانع وسليم ذبحتم اليهود في العشرينيات وقمتم بطرد اليهود من هنا بعد ذلك، جذورنا هنا أقدم من جذوركم بعدة مرات ومع ذلك فقد تم شراء هذه الارض بالمال .
في الجانب وعلي مسافة ما، قام دروري بالتوضيح ان منطقة باب الساهرة قد كانت حيا يهوديا قبل 900 سنة. بجوار منطقة باب الساهرة قام الصليبيون باقتحام القدس وهنا نفذوا مذبحة ضد السكان، يهودا ومسلمين، حيث كانوا يدافعون معا عن هذه الزاوية من البلدة القديمة. نحن قال دروري بتواضع نحاول القيام بأعمال أثرية خالصة .
الي جانب بقايا المباني اكتشفت كميات كبيرة من الفخاريات خصوصا آنية الطبخ المحطمة وبقايا أباريق أزيلت أياديها بشكل مقصود وكتبت مكانها كلمة سفيكا . موظفو سلطة الآثار قدروا ان المقصود هو المكانة الوسطي في اليهودية بين الطهارة والنجاسة. آثار قليلة اقل اهمية اكتشفت في الموقع من الفترة الرومانية المتأخرة البيزنطية - جزء من سور المدينة في هذه الفترة ومن العهد الاسلامي القديم - بقايا حي سكني. ومن الفترة الصليبية والايوبية - عدد صغير من رؤوس السهام الحديدية التي تدلل علي نشاط حربي والحصار الذي جري في المكان خلال الاحتلال الصليبي. بقايا مساكن اكتشفت في الموقع من العهد المملوكي ومن الفترة العثمانية.
الون ايضا وسري نسيبة كذلك الذي تحفظ قبل ايام من استئناف الحفريات في المكان يستطيعان ان يجدا في الحفريات الحقائق التي تريحهما. نسيبة بالمناسبة شارك كطالب في الحفريات التي أجراها الأثريون بنيامين مازار ومئير بن دوف عند منحدر الحائط الجنوبي في السبعينيات عندما كان والده أنور نسيبة يخوض مع رفاقه صراعا جماهيريا ضد هذه الحفريات.
الموقع اليهودي في باب الساهرة المخصص لتواصل قطاع الاستيطان الضيق في هذه المنطقة من البلدة القديمة والذي سيشكل تواصلا لبؤر الاستيطان الصغيرة في بيت هتسيلم وبيت الزهور وبيت فاليرو وبيت الحقيقة التي هي اربعة مواقع تقطنها اليوم 12 عائلة يهودية. ايضا شركة تطوير الحي اليهودي التي أعدت مؤخرا خطة خمسية لزيادة عدد السكان اليهود في البلدة القديمة بـ 25 في المئة تخطط لبناء موقع استيطاني يهودي في باب الساهرة ومستنداتها تتحدث عن اضافة عشر عائلات يهودية في المكان.
منذ ان اشترت جمعية هيمنوتا المكان قام الفلسطينيون ببناء عدة مبان غير قانونية عليه، بلدية القدس أحجمت عن هدم هذه المباني كما امتنعت عن هدم اغلبية البيوت غير القانونية في شرقي القدس. السلطة الفلسطينية التي وضعت علي هذه البيوت في عام 1998 نقاط مراقبة من اجل الاطلاع بشكل دائم علي ما يحدث في المكان عادت للاهتمام بالموقع. وهذا علي خلفية استئناف الحفريات هناك. في الاونة الاخيرة فقط استطاع أتباع السلطة الفلسطينية في القدس منع صفقة اخري لبيع بيت لجمعية يهودية في منطقة باب الساهرة. نجاح آخر سجل لصالح السلطة عندما قام الثري الفلسطيني منيب المصري بشراء بيت بجوار باب الساهرة مانعا بذلك شراءه من قبل اليهود.
الحفريات الأثرية في الموقع استؤنفت امس الاول، عشرات رجال الشرطة تولوا حماية الاعمال والهدوء تواصل، الأثريون سيضطرون اولا لضمان عدم الحاق الضرر بالسور الملاصق او بأساسات البيوت العربية هناك، وهذا الامر سيتطلب اعمال تدعيم حتي يستطيعون بعدها توسيع الحفريات.
بجوار الموقع يواصل أتباع السلطة الفلسطينية وأتباع الجمعيات اليهودية صراعهم الخفي حول السيطرة علي المواقع والباحات.