المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية بين بروتوكولات هندوس وبروتوكولات صهيون



Black_Horse82
14-01-2002, 03:08 AM
(الشبكة الإسلامية)
إسلام آباد ـ محمود عبد السلام



في الوقت الذي تسعى فيه الهند لكسب الرأي العام الدولي لصالحها بعد أن أدركت أن برنامج مكافحة الإرهاب الذي حملت لواءه الولايات المتحدة الأمريكية يصب في حوضها ، لا سيما بعد أن رفعت شعار محاربة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين ، والهند كعادتها تجيد ركوب الأمواج التي قد تدفع بها نحو الهدف الذي تطمع بالوصول إليه بغض النظر عن الوسائل التي يمكن أن تسلكها .
وها هي تستغل حملة التحالف الدولي ضد الإرهاب لتستفيد من هذه الهجمة مستغلة عملية البرلمان الهندي الانتحارية التي نفذتها عناصر مجهولة كورقة تدعم بها مواقفها المناهضة لباكستان بالدرجة الأولى من خلال ملاحقة الجماعات الكشميرية المقاتلة .
وإسرائيل التي تربطها علاقات فوق الحميمة مع الهند لم تنس كذلك اغتنام هذه الفرصة الذهبية لتوظفها لمصالحها هي الأخرى ، لا سيما وهي تسعى منذ زمن إلى أن تصار إلى هذه الوضعية ، باعتبارها ضد باكستان النووية التي تقلقها وتهدد مصالحها حسب اعتقادها باعتبارها قوة إسلامية من جانب ، وللصاقتها بالهند من جانب آخر .
وإلى ذلك " الشبكة الإسلامية " تود إبراز بعض الحقائق التي جمعها البروفيسور " أليف الدين الترابي " في كتابه " المطامع الهندوسية في العالم الإسلامي والتحالف الصهيوني ـ الهندوسي ، خاصة والعلاقات الهندية الإسرائيلية تشهد تطورات كبيرة هذه الأيام في المنطقة التي تعيش على صفيح ساخن ، حيث أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي " شمعون بيرز " للهند بأن إسرائيل تقف بجانب الهند في برامجها ضد(الإرهاب والإرهابيين) عسكرياً وسياسياً بعد أن عبرت عن هذه المواقف من خلال ثلاث زيارات إسرائيلية لنيودلهي خلال فترة شهر واحد من جانب ، وباعتبار إسرائيل المورد الثاني دولياً - بعد روسيا - للسلاح إلى الهند من جانب آخر ، الأمر الذي يعني أن المهددات تتسارع نحو القمة في المنطقة،وستطال بالدرجة الأولى باكستان وبرنامجها النووي ، لا سيما بعد الحشودات المكثفة التي أعدتها الهند حيال ذلك .
والبروفيسور أليف الدين الترابي ولد في 27 أغسطس عام 1941في قرية قرب مدينة " بونتش " في ولاية كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية ، وقد انضم إلى صفوف الجماعة الإسلامية في كشمير منذ العام 1963 م ، كما شارك في الجهاد منذ العام 1965 م ، إلى أن هاجر بعد ذلك لشطر كشمير الثاني الواقع في الحدود الباكستانية والمعروف بـ " كشمير الحرة " ، وقد عمل في وزارة الإعلام ، وبعدها عمل أستاذاً للعلوم الإسلامية واللغة العربية في كليات حكومية مختلفة . ويعتبر الترابي هو المؤسس الأول للمنظمة الإسلامية للأساتذة التي كان يترأسها آنذاك .
وقد تفرغ للمشاركة في العمل الجهادي والإعلامي والسياسي في إقليم كشمير منذ انطلاقة الانتفاضة الكشميرية عام 1990 ، ويعتبر من الذين وضعوا الاستراتيجية العامة لانطلاقة الجهاد في إقليم كشمير ما بين العام 1981 والعام 1990 ، وقد عين نائباً لأمير الجماعة الإسلامية بكشمير الحرة ، ويشغل حالياً المدير العام للمركز الإعلامي لكشمير ، وكذلك المدير العام لمجلة " كشمير المسلمة " الصادرة باللغة العربية في باكستان ، كما أنه يمثل الأمين العام لهيئة الإغاثة لمسلمي كشمير . والمكتبة الإسلامية غنية بعدة مؤلفات له تتعلق بالقضية الكشميرية باللغتين العربية والأوردية ، وله جهود كبيرة في نشر القضية الكشميرية أمام الرأي العام العالمي والإسلامي من خلال مؤتمرات شارك فيها .
والكتاب يضم 61 صفحة من القطع المتوسط ، ابتدأه المؤلف بتوطئة للموضوع وضمنه بابين :الباب الأول بعنوان المطامع الهندوسية في العالم الإسلامي ومقدساته وفيه فصلان ، والباب الثاني فيه كذلك فصلان ، وأرفق ملحقين في نهاية الكتاب .

تطرق الكاتب في مقدمته إلى ضم كشمير قسرياً إلى الهند في العام 1947 رغم أن هذه مخالفة لقرار التقسيم في شبه قارة جنوب آسيا ، باعتبار القرار ينص على انضمام الولاية إلى باكستان وليس للهند كونها ذات غالبية مسلمة ، معتبراً في الوقت ذاته أن هذا التقسيم كان بمباركة الاستعمار البريطاني الذي زرعه كقضية عالقة في المنطقة قبل رحيله .
وربط المؤلف بين الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والاحتلال الهندوسي لكشمير ، من خلال التزامن الذي رعته الإمبراطورية البريطانية يومهاليقول : إن الخطة واحدة لكلتا المنطقتين باعتبار أن الأستاذ المشرف على الخطة كان واحداً .
ويضيف بأن مطامع الاستعمار الهندوسي الصهيوني متشابهة في استهداف العالم الإسلامي ومقدساته الدينية فضلاً عن التشابه الوثيق بين الطبيعة الوحشية لكليهما ضد الشعبين المسلم في كشمير وفي فلسطين ، مستدلاً بقوله تعالى : ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذي أشركوا ) ، فصار الكاتب إلى القول بأن الهدف قد جمع عدوين ضد المسلمين ليتم بينهما تنسيق وثيق وتام منذ زرع هذه الفتنة إلى اللحظة .
فيقول الكاتب : " إن هذه العداوة التاريخية للعالم الإسلامي ومقدساته تتضح بشكل بين من خلال تصريحات كل من قادة الاستعمار الصهيوني والهندوسي والتي نذكر بعضها هنا للمثال لا الحصر ، فمثلاً نجد اليهود قد كتبوا على مدخل الكنيست في تل أبيب شعاراً يقول : " حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل " !! ويقول " موشي ديان " ـ أحد قادة الصهاينة الكبار ـ في تصريح له - أعقاب احتلال الاستعمار الصهيوني للقدس الشريف عام 1967 م : " إن الطريق إلى المدينة المنورة أصبحت مفتوحة " .
أما تصريحات وأقوال كبار القادة الهندوس في هذا المجال فنجملها في ما يلي :
يقول أحد كبار الدبلوماسيين الهندوس وهو الدكتورإس .آر . باتيل " في كتابه ( السياسة الخارجية للهند ) : بقيت أفغانستان لمدة طويلة جزءاً من الهند ، وإن إيران مهمة جداً للهند نظراً لحاجتها إلى البترول في العهد الحاضر ، وكذلك حاجة الهند للبترول تجعلها تهتم بالبلاد العربية أيضاً .... ومن الضروري جداً بالنسبة للهند أن تسيطر على سنغافورة والسويس اللذين هما بمثابة الباب الرئيس ، وإذا تغلبت عليهما قوة معادية أخرى فستعرض الهند واستقلالها للتهديد . وهذا ما يؤكد على مطامع الهند الاستعمارية في العالم الإسلامي .
ومن جهته يقول فيلسوف الهند الشهير ( بي . إن . أوك ) في كتابهSome Blunders Of Indian Historical Research
( بعض الأخطاء في البحوث التاريخية للهند ) .. وهناك دلائل عديدة يستنتج منها أن الجزيرة العربية خضعت لسلطان الملك الهندوسي " فيكراماديتيا " كما أن هناك أدلة أخرى تؤكد أن المعبد ( الكعبة ) يعود في بنائه إلى عام 58 ق . م على يد الملك فيكراماديتيا !! على نفس الدليل يمكن إرجاع وجود شعار " المهاديف " ـ أحد ألهة الهندوس ـ في الكعبة ذاتها وهو ما يطلق عليها اليوم اسم " الحجر الأسود " عند المسلمين !!
ومن ذلك يستدل الكاتب على إنشاء تحالف للتعاون والتنسيق بين الهند وإسرائيل من خلال التصريحات المتبادلة والمعبرة للقادة الصهاينة والهندوس والتي تنم عن عمق العلاقة بين الجانبين خلال نصف قرن من الزمن ، مستدلاً بتصريح رئيس الوزراء الهندي عشية الإعلان عن تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948 م في البرلمان الهندي " إن إنشاء إسرائيل واقع قائم كدولة ، ولذلك من البديهي أن تمنح الاعتراف كدولة " ، لتقابل إسرائيل هذه التصريحات بقول زوجة موشي دايان : إنني أنظر إلى الهند كوطني الثاني ، ويضيف الترابي : يقول بنيامين نتنياهو " اليهودي المتعصب " : " إن الهند وإسرائيل تواجهان خطراً مشتركاً ، وهو الأصولية الإسلامية في كشمير وفلسطين ، وإن الديمقراطية التي يتمتع بها شعبا الدولتين ـ الهند وإسرائيل ـ تواجه " وحشية " العرب والمسلمين في إفريقيا وآسيا ، ولقد أدركنا منذ فترة مبكرة كيف نتعامل مع العرب والمسلمين ، ونحن بدورنا سوف نزود الهند بما لدينا من خبرات في هذا المجال .... إن إسرائيل لديها قدرات هائلة في كيفية مواجهة الإرهاب الإسلامي ونحن سعداء للتعاون مع الهند في هذا المجال ، وقد بدأت الخطوات التنفيذية لذلك " .
وقول السفير الإسرائيلي في الهند في مقابلة أجرتها معه صحيفة " صنداي الهندية " إن قضية الإرهاب الأصولي تشكل تحدياً مشتركاً للهند وإسرائيل وعلينا أن نستأصل هذا الخطر من جذوره .
ويبين المؤلف بأن العلاقات الهندية الإسرائيلية تمتد إلى التنسيق العسكري والسياسي والاقتصادي والدبلوماسي والاجتماعي بل والنووي مدللاً على عمق العلاقات الدبلوماسية بقوله :
ففي مجال العلاقات الدبلوماسية التي يعود تاريخها إلى عام 1948 م وذلك في أعقاب الاعتراف الهندي ب" إسرائيل " ولم يمض عليها سوى ثلاثة أشهر من نشأتها ، غير أن هذه الوثيقة ظلت طي الكتمان بسبب تخوف الحكومة الهندية من تدهور علاقاتها التجارية والاقتصادية مع العالم العربي والإسلامي .
وأما في المجال العسكري ، فالتعاون بين البلدين على قدم وساق ومتواصل بشكل متصاعد ونشط ، ففي عام 1967 م وفي أعقاب اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية على الفور قام الضباط من المدربين والخبراء الهندوس بمد الاستخبارات الصهيونية بالمعلومات السرية حول المطارات الحربية في مصر مما سهل مهمة تدميرها وتحطيم الطائرات الحربية التي كانت جاثمة عليها .
ويعتبر الكاتب أن هذا التعاون لا يزال قائماً بين الجانبين من خلال المساعدات الاستخباراتية ووجود وحدات من قوات الكوماندز الإسرائيلي داخل ولاية كشمير ؛ لمد الهندوس بأساليب جديدة في التعامل من الكشميريين وتنفيذ عمليات الغصب والقتل الفضيع ، لا سيما وقد قبض على بعض هؤلاء العناصر الإسرائيلية في الولاية .
وينوه على الاتفاقية التي عقدتها الهند مع إسرائيل في المجال النووي خلال زيارة وزير الداخلية الهندي " لال كريشنا أدفاني " لإسرائيل في شهر يوليو عام 2000 م ، الأمر الذي ترتب عليه تزويدإسرائيل الهند بالتكنولوجياالمتطورة والخبرات اللازمة لصناعة وإكمال برنامجها النووي ، مضيفاً بأن قنبلتين نوويتين من خمس قنابل نووية قامت الهند بتفجيرها في مايو عام 1998 م كانتا إسرائيليتين .

وأما في المجال التجاري فيقول المؤلف :
لقد أعلنت الدولتان بأن كل واحدة منهما ستكون أكبر الدول تفضيلاً لدى الأخرى ، وذلك في 29 من يناير عام 1996 م ، ولا زالت العلاقات التجارية بين البلدين مستمرة منذ أول يوم من إنشائهما .
ويخلص أليف الدين الترابي إلى القول : " والمؤسف أن العالم الإسلامي لم يتمكن بعد من إدراك حجم المخاطر التي تتربص به من قبل هذا التحالف الدنس ، بين الاستعمارين الصهيوني والهندوسي ، ولم يقم بأي محاولة لرد هذا الخطر سوى استمرار التنديد والاستنكار والتسويف ، ومنذ خمسين سنة ماضية والقوات الهندوسية لا تزال تقتل وتغتصب وتنتهك الأعراض في كشمير المسلمة ، والكيان الصهيوني لا يزال ينكل ويقمع ، ويبطش بالمدنيين المسلمين الأبرياء ، في فلسطين المحتلة ؛ لا لذنب ارتكبوه إلا لأنهم مسلمون سواء أكانوا في كشمير أو في فلسطين ، يطالبون بحقهم في تقرير مصيرهم ، ومع أن أعداد المسلمين تفوق البليون ونصف البليون ، وعدد دولهم تفوق الخمس وخمسين دولة ، ورغم ما تحويه أراضي المسلمين من ثروات طبيعية ضخمة وكبيرة فنحن نستغرب ؛ إذ لا نلمس أي موقف للأمة الإسلامية ، من ذلك التحالف الدنس ضد الإسلام ومقدساته !!! " .
إلى أن ينتهي بالقول : " إننا نناشد العالم الإسلامي حكومات وشعوباً أن يدركوا المخاطر الجسيمة وراء هذا التحالف الدنس بين الاستعمار الهندوسي والصليبي والصهيوني ويجمعوا صفوفهم ويوحدوا كلمتهم ويرسموا استراتيجية موحدة للتصدي لهذا التحالف الدنس " .
وبعد هذا الخلاصة التي تبلور فحوى الكتاب يدخل المؤلف في الباب الأول الذي عنونه بـ : المطامع الهندوسية في العالم الإسلامي ومقدساته معتبره الفصل الأول ، والذي ذكر فيه أن العالم الإسلامي يمر في أعقد مراحله منذ أن جاء الإسلام إلى هذه الأرض مسترشداً ببعض الآيات والأحاديث التي تخدم هذا الطرح ومستفيداً من أقوال الهنود أنفسهم ، والتي ترمي إلى المطامع الهندوسية في هذا العالم ، فذكر قول الفيلسوف والمؤرخ الهندوسي الكبير " بي , إين " في كتابه " بعض الأخطاء في تحقيق تاريخ الهند " تحت عنوان : تجاهل حكومة الملوك الهندوس من جزيرة " بالي " إلى حدود " البلطيق " ومن " كوريا " إلى " الكعبة " ، إن هذه الدولة العظمى كان يطلق عليها " بهارت ورشا " كما نفس المصطلح كان يطلق على المعمورة بأكملها ، وهذه الدولة كانت تشمل معظم البلاد في قارتي آسيا وأوروبا .... وإن كافة البلاد التي تبدأ بلفظ ( هند ) أو ( إندو ) مثل الهند الصينية أو إندونيسيا ، وغيرها كانت أجزاء لهذه الدولة الهندوسية العظمى . كما أن كافة البلاد التي تنتهي بلفظ ( ستان ) أيضاً كانت أجزاء لهذه الدولة الهندوسية العظمى ، مثل : أفغانستان ، وكردستان ، وتركستان ، وعربستان .
ويضيف الكاتب تصريحات خطيرة لزعيم المنبوذين في الهند الدكتور " أمبد كر " في كتابه ( باكستان وتقسيم الهند ) الذي يقول فيه: " إن القادة الهندوس يريدون إقامة الدولة الهندوسية الجديدة على أربعة أعمدة وهي :
1. التضامن الهندوسي .
2. إقامة دولة هندوسية .
3. هندكة المسلمين الهنود ( أي إجبارهم على ترك دينهم واعتناق الهندوسية ) .
4. السيطرة على أفغانستان وهندكة أهلها .
ويعتقد القادة الهندوس بأنهم إذا لم يتمكنوا من تحقيق هذه الأهداف الأربعة فسيظل مستقبل الهندوس في خطر مستمر .
ويضيف الكاتب بأن الهدف الهندي هدف استعماري محض يرمي إلى إقامة إمبراطورية واسعة تضم البلدان الإسلامية ، مستدلاً بتصريحات العميد " غلزار أحمد " في كتابه " باكستان في مواجهة التحدي الهندي " : إن الأهداف السياسية للزعماء الهندوس تبدو فجّة جداً لو تم التصريح بها ، وتتلخص هذه الأهداف في إقامة إمبراطورية هندوسية تمتد من إندونيسيا إلى تركيا ومصر ، ولكي تحقق الهند هذه الأهداف فعليها أن تجد طريقاً عبر جيرانها ، مما يعني بالضرورة إلحاق هزيمة بالدول المجاورة مثل باكستان وسيلان وبورما وأفغانستان ونيبال .
وعلى الضفة الأخرى - هندياً - يقول الكاتب :أما في باكستان فقد اعتمدت سياستها على ما قد صرح به مؤسس الاستعمار الهندوسي المعاصر " جواهر لال نهرو " خلال حديثه مع دبلوماسي بريطاني في عام 1946 م أي قبل سنة من إنشاء باكستان حيث قال : نحن سنقوم بالموافقة على مطالبة السيد " محمد علي جناح " لإقامة دولة باكستان المستقلة ، ولكن سنقوم فيما بعد بإيجاد السبل التي ستجعل قادة هذه الدولة يأتون إلينا ويطلبون الانضمام إلى الهند .
وأما في الفصل الثاني من كتابه الذي عنونه بـ : المطامع الهندوسية في المقدسات الإسلامية ، الذي بين فيه المؤلف أن العداء الهندوسي للإسلام هو امتداد للتاريخ العدائي والعقائدي من الهندوس للمسلمين ومقدساتهم ، على خلفية الكتب الهندوسية المليئة بالكره والعداء للعقيدة الإسلامية ويقول : يزعم كثير من القادة الهندوس أن الكعبة المشرفة كانت معبداً للإله " راما " الهندوسي وإنه تحول إلى الكعبة بعد أن جاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالإسلام ، وإنه لا بد وأن يأتي يوم ـ على حد زعمهم ـ يعود فيه الهندوس إلى الجزيرة العربية ويقوموا ببناء معبد الإله " راما " على أنقاض الكعبة ، وقد استدل الكاتب بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة الهندية حينماحولت آلاف المساجد إلى معابد وأحياء سكنية ، كما منعت الأذان والصلاة في العديد من المساجد الأخرى التي تم تسليمها إلى دائرة الآثار ، ليصل بالقول إلى أن حادثة المسجد البابري الذي تم هدمه في ديسمبر 1992 من قبل الهندوس وبمباركة حكومية كدليل واضح على الحقد الهندوسي نحو الإسلام والمقدسات الإسلامية ، وكذلك محاصرة مسجد حضرت بال الشهير ، وإحراق مسجد شرار شريف ، ومسجد شاه همدان وغيرها من مساجد .
ومن ثم ينتقل إلى الحديث عن الاعتقادات الهندوسية التي تقول بأن الكعبة معبد هندوسي ، والديانة الهندوسية دين العرب حسب أقوال المفكرين الهنود ، الذين أثبتوا ذلك في كتبهم ، مبيناً اعتقاداتهم التي تقول : إن مصطلح " الله " كلمة سنسكريتية تعني كلمة " أم " أو " إلاه " وكذلك كلمة " الكعبة " التي لم يجد المسلمون لها تفسيراً لمعناها الحقيقي باعتبارها كلمة سنسكريتية عندما كانت معبداً هندوسياً محاطاً بـ 360 تمثالاً هندوسياً كذلك ، منها الصنم " لات " نسبة إلى أحد كبار الفلكيين الهندوس " لات ديف " في ذلك الوقت ، على اعتبارهم أن الكعبة التي يعتبرونها معبداً هندوسياً قد بنيت على يد الملك الهندوسي فيكراما ديتيا الذي يعتبر أحد عظماء الملوك الهندوس في العام 58 قبل الميلاد .
ويبين الكاتب اعتقادات الهندوس التي تقول إن جزيرة العرب كانت جزءاً من الإمبراطورية الهندية من خلال زعمهم بأن اسم الجزيرة العربية كان في القديم "عربستان" وأصله أرفستان وهي كلمة سنسكريتية تتكون من : أرفا : التي تعني الحصان وستان : التي تعني أرض أو بلاد ، فتكون مركبة أرض الخيول وتحولت لاحقاً إلى عربستان ، وكذلك " مكة " التي تدل بالسنسكريتية على " نار التضحية ، أو أرض عبادة النار " كدليل واضح يعتبره الهندوس على أن عبادة النار كانت منتشرة في غرب آسيا قبل الإسلام .
ويذهب الهندوس إلى ما هو أبعد من ذلك ليقرروا بأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد ولد على الديانة الهندوسية ـ والعياذ بالله ـ فيسوق المؤلف قول " بي . أي . أوك " تحت عنوان : تجاهل الأصل الهندوسي للنبي محمد : " إن محمدا قد ولد على الديانة الهندوسية ، وعندما ادعى لنفسه الرسالة وترك دين آبائه غضبت كامل عشيرته لذلك ، وكان عمه من أوائل من نهاه عن ذلك ، وتعهد أن يقضي حياته دفاعاً عن الهندوسية " .
ويستدل المؤلف بقولهم : يعتبر الهندوس منع دخولهم إلى الكعبة هو أن المسلمين لا يريدونهم أن يستعيدوا معبدهم الذي سيطر عليه المسلمون من أمد بعيد .
فيما يعتبرون أن شعائر الحج من اللباس إلى الحلق ، وكذلك الهلال وبئر زمزم والطواف والأضاحي تمثل طقوسهم الهندوسية .
وبعد هذا السرد المفصل عن المطامع الهندوسية ينتقل كاتبنا إلى الفصل الأول من الباب الثاني الذي عنونه بـ : التحالف الهندوسي الصهيوني ضد العالم الإسلامي ، إذ كان مطلع فصله ببيان العلاقات الهندية الإسرائيلية الحميمة التي يعود تاريخها إلى أول يوم أنشئ فيه هاتان الدولتان في أواخر الأربعينيات على لحمة العداء للإسلام مستدلاً بقول الله تعالى : ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ) باعتبارأن اليهود في مقدمة أعداء الإسلام والمسلمين ، يليهم المشركون من عبدة الأوثان ، فيما يربط بين عبدة العجل من اليهود وبين من يعبد البقر من الهنود على خلفية واحدة وقرينة مشتركة تصار إلى تقديس البقر من الناحية العقائدية ، في حين يذكر الكاتب أن الحكومة الهندية استطاعت إخفاء هذه العلاقات الودية مع إسرائيل عن الدول العربية بدوافع اقتصادية خشية أن تخسر حوالي 60 % من العائدات الاقتصادية التي تؤول إلى الهند من الدول العربية والإسلامية ؛ بسبب مئات الآلاف من الأيدي العاملة والفنيين الهندوس في هذه الدول من ناحية ، وعلى اعتبار أن هذه الدول سوقا رائجة للبضائع الهندية فيها .
وحلل الكاتب بأن التحالف الهندي الإسرائيلي يهدف إلى التخلص من خطر البرنامج النووي الباكستاني باعتباره يمثل خطراً لكلا البلدين ، مستدلاً بقول وزير الدفاع الإسرائيلي -آنذاك - آريل شارون ، بعد تدمير المفاعل النووي العراقي بأن المجال الإسرائيلي يمتد حتى حدود باكستان " ، الذي يدعمه بقول رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول " بن غوريون " الشهير أثناء محاضرة ألقاها في جامعة السوربون في باريس عقب الحرب بين العرب وإسرائيل ، باعتباره يجسد المرحلة الحالية التي تعيشها الساحة على الصفيح الساخن قد يهدد بتنفيذ هذا السيناريو : " إن حركة الصهيونية العالمية ترى واجباً عليها ألا تغفل عن الخطر الكامن في وجود دولة باكستان ، وعليها أن تعتبر باكستان هدفها الأول ، إذ أن في هذه الدولة العقائدية تهديدا لوجودنا ، وباكستان كلها تكره اليهود وتحب العرب ، وهذا الحب للعرب أخطر علينا من العرب أنفسهم ، ولهذا السبب فإن أهم الضروريات لعالم الصهيونية اليوم هو الشروع حالاً باتخاذ الخطوات اللازمة ضد هذه الدولة ....... وسكان شبه القارة الهندية هم من الهندوس الذين تمتلئ قلوبهم حقداً على المسلمين في كل مراحل التاريخ ، لذا فالهند في اعتبارنا هي أعظم قاعدة لنا ننطلق منها للعمل ضد باكستان ، وإنه لحيوي أن تستغل هذه القاعدة ، وأن نضرب منها ونسحق الباكستانيين ، أعداء اليهود والصهيونية ، بكل المخططات المستورة والسرية " .

ويعرج بالحديث على وجه التحالف بين الهند وإسرائيل من خلال :
أولاً ـ المجال الدبلوماسي : حيث اعترفت الهند بإسرائيل في العام 1948 بعد مضي ثلاثة أشهر من إنشائها ، رغم محاولة الهند إخفائها هذا الاعتراف لاستقطاب تعاطف الدول العربية إلى جانبها ضد باكستان ، من خلال عدم إقامتها علاقات دبلوماسية معها ، إلى حين اعترفت بعض الدول العربية بها كمسوغ لها في العام 1992 .
ثانياً ـ المجال العسكري : يعتبر الكاتب أن المجال العسكري هو أبرز مجالات التعاون بين الهند وإسرائيل من خلال بناء نظام دفاعي مشترك ، ويبين الكاتب أن إسرائيل كانت تمثل مستودع الطوارئ للأسلحة الذي كانت تعتمد عليه الهند كلية في سياساتها العسكرية الخارجية ، ومن ذلك المساعدات التي ضختها إسرائيل للهند المتمثلة بمدافع الهاون ، حيث أرسلت سفينة محملة بالأسلحة للهند لم ترفع عليها العلم الإسرائيلي حسب الرغبة الهندية أثناء نزاعها مع الصين في العام 1962 ، كما دعمت الهند إسرائيل وذلك من خلال تزويدها بقطع غيار لطائراتها بعد أن حظرت فرنسا تصدير الأسلحة لإسرائيل على خلفية الغارة التي شنها الكوماندز الإسرائيلي على مطار بيروت في العام 1967 ، ويبين أن الهند قد زودت إسرائيل بمعلومات عن مواقع الطائرات العسكرية المصرية الرابضة في المطار ، والتي تمكنت من تدميرها خلال يوم واحد ، وأن ضباطاً هنودا كانوا يدربون الضباط المصريين يومها .
ثالثاً ـ مجال التعاون للقضاء على الانتفاضة الإسلامية : حيث أعلنت إسرائيل أن التغيير الديموغرافي هو الحل للقضية الكشميرية استناداً إلى السياسية اليهودية مع الفلسطينيين ويبن المؤلف أن إسرائيل قد نصحت الهند بتغيير التركيبة السكانية من خلال إبعاد السكان الأصليين من المسلمين واستبدال هندوس بهم ( سياسة التشريد والتهجير المتبعة في الأراضي المحتلة ) ، كما يبين الكاتب أهم خطوتين اتفق عليهما البلدان وتتمثلان بـ :
ـ إنشاء لجنة وزارية مشتركة تجمع وزيري خارجية البلدين ، وستلتقي تباعاً في عاصمتي البلدين مرتين في السنة ؛ لبحث وتوسيع أوجه التعاون بينهما .
ـ إنشاء مجموعة عمل مشتركة تجمع كبار مسؤولي الأمن والمخابرات في البلدين ، كأداة وظيفية للحوار والعمل المشترك المستمر لمكافحة الإرهاب .
رابعاً ـ المجال النووي : يكشف الكاتب أن إسرائيل قد مولت أحد المصانع الهندية لاستخراج مادة " الثوريوم " في الهند لبناء أول محطة للطاقة وهي محطة ( MWZ380 TURBU ) لإنتاج الطاقة النووية خارج بومباي والتي بدأت عملها في أكتوبر عام 1969 م ، وكذلك يستدل بأن الهند وإسرائيل قامتا بإجراء التجارب النووية معاً في مايو من العام 1998 كما يدلل على التعاون التام العسكري في المجال النووي بقوله : وفي الاجتماع الثامن للهيئة الدولية للطاقة النووية تم التنسيق بين موقف الهند وإسرائيل بعدم التوقيع على معاهدة حظر انتشار السلاح النووي ، وكذلك تعمل الهند وإسرائيل جاهدتين على عدم السماح للدول الإسلامية والعربية بامتلاك هذا السلاح الخطير حتى تبقى السيطرة لهم بشكل كامل على العالم الإسلامي .
خامساً ـ المجال الاقتصادي : يورد المؤلف بعض الإحصائيات السنوية التي أعدتها الأمم المتحدة لعام 1994 كمثال على التجارة الثنائية بين الهند وإسرائيل والتي بلغت 650 مليون دولار ، علاوة على التجارة في المجال العسكري ، ويبين بأن هناك 150 مشروعاً اقتصادياً مشتركاً بينهما في مجالات مختلفة إلكترونية وصناعية ومواصلات واتصالات ، بما في ذلك صناعة المجوهرات والماس والكيماويات .
سادساً ـ المجال الاجتماعي : حيث تحفل بومباي بالعديد من الجمعيات والمؤسسات اليهودية للتأثير على الرأي العام الهندي كـ : جمعية " الهنادكة أصدقاء إسرائيل " ومنظمة رابطة الصداقة الهندية الإسرائيلية ، وجمعية " اتحاد أصدقاء إسرائيل " .
سابعاً ـ المجال الإعلامي : يقول الكاتب بأن الصحف الهندية كانت وما تزال تسجل مواقفها المؤيدة لإسرائيل كلية ، الأمر الذي يصار إلى أن اللوبي الإسرائيلي هو المسيطر على الصحافة الهندية .

وينتقل الكاتب إلى الفصل الثاني الذي خصصه لتصريحات قادة ومفكرين هندوس وصهاينة حول المطامع الهندوسية والصهيونية ضد العالم الإسلامي ومقدساته .
فيعقد الكاتب مقارنة بين الشعارات التي يطرحها الهندوس واليهود فيقول : الشعار الذي يزين مدخل مبنى الكنيست الإسرائيلي في تل أبيب يقول : " حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل " ، وأما الهندوس فيعبر عن شعارهم الدكتور " إس . آر . باتيل " الخبير في السياسة الخارجية الهندية في كتابه " السياسة الخارجية للهند " فيقول : إن مصالح الهند الخارجية تتركز على المناطق القريبة منها ، ولهذا فإن نيبال وباكستان وأفغانستان وبورما والملايو وإندونيسيا في غاية الأهمية لتحقيق مصالح الهند ..... وهكذا بقيت أفغانستان لمدة طويلة جزء من الهند ، وإن إيران مهمة جداً للهند نظراً لحاجتها إلى البترول في العهد الحاضر ، وإن مصالح الهند تقتضي الاهتمام بهذه المناطق ، وكذلك حاجة الهند إلى البترول تجعلها تهتم بالبلاد العربية أيضاً .... ومن الضروري جداً بالنسبة للهند أن تسيطر على سنغافورة والسويس اللذين هما للهند بمثابة الباب الرئيس ، وأن يتحول المحيط الهندي من سنغافورة إلى السويس خليجاً تملكه الهند " .

ثم ختم المؤلف كتابه بملحقات تضمنت :
ـ نص وثيقة اعتراف الهند بإسرائيل .
ـ بروتوكولات حكماء " هندوس " التي ضمنها توصيات سرية وجهها القائد المحلي لجماعة " آر . إس . إيس " إلى جميع المتطوعين المقدسين " الهندوس العسكريين " ونذكرها ـ رغم طولها ـ لأنها تمثل حقيقة المطامح الهندوسية الخطيرة باعتبارها تجسد حقائق القوم وما يخفونه والتي تنص على :
· اذهبوا يومياً إلى المعبد صباحاً ومساء أينما كنتم .
· شيدوا معبداً من منازلكم .. مواقع أعمالكم .. متاجركم التي تعملون بها .. ومدينتكم التي تقطنونها .. حافظوا على معبودكم .. ضعوا تمثال الرب راما ، واعبدوه .
· حافظوا على زيكم الموحد واجعلوه مكوناً من بنطلون كاكي وقميص أبيض مع قبعة سوداء .. اربطوا الخيط حول معصمكم أثناء الاجتماعات والتدريبات العسكرية .. اجلسوا معتدلين بدون أن يلامس أحدكم الآخر .
· اهتفوا بالشعارات بكل قوة وشجاعة ورددوا دائماً: يعيش الرب راما .
· أقيموا اجتماعات أسبوعية ، وقدموا تقاريركم إلى القائد المحلي .
· عند القيام بأعمال شغب ضد المسلمين أقيموها بعيداً عن مساكنكم حتى لا يتم التعرف عليكم .
· لا تحاولوا أبداً القتال من الأمام ، قاتلوا دوماً من الخلف .
· اعملوا قدر طاقتكم على إغراق أصدقائكم وزملائكم من المسلمين في إدمان الكحوليات والمخدرات والنساء ، ولا تعطوهم الفرصة ليفكروا بنا أبداً .
· كونوا على صلة حميمة جداً بالمسلمين لتتمكنوا من تفريق وحدتهم تحت أي ظرف من الظروف ، لا تعطوا الشرطة الفرصة لضبط أسلحتكم .
· عند العمل لدى أو مع المسلمين اجعلوا الغش شعاركم .
· في حالة تدني الرواتب اقتنصوا الفرصة لحشد الجمهور معكم .
· عند قيامكم بالتسوق من متاجر المسلمين ، ادفعوا قيمة البضاعة فقط ، لا ربحهم من البيع .
· خلال التحقيق من قبل الشرطة لا تدلوا أبداً ببيانات متعارضة .
· من خلال أعمال العنف والشغب احرسوا معابدكم وهاجموا ودمروا ممتلكات المسلمين .
· خلال عملكم في منازل المسلمين ، حاولوا إثارة النساء المسلمات ، وبالتالي جعلهن راغبات بكم ، الأمر الذي يعطيكم الفرصة لخلق جنين هندوسي في أرحام المسلمات .
· حاولوا إصابة أجنة المسلمات الحوامل بالإعاقات المختلفة .
· عند توليدكم للنساء المسلمات .. اهمسوا في آذان أطفالهن ( OOM ) .
· ابذلوا كل طاقاتكم في سبيل خفض مستحقاتكم وأرباح المسلمين .

وفي خاتمة الكتاب يتساءل المؤلف باستغراب : هل يمكن للمسلمين موالاة هؤلاء القوم واعتبارهم أصدقاء ؟!!
وهل يمكن أن يؤمنوا على شيء حتى ولو على تنظيف البيوت ؟!!
وهل تجوز مؤاكلتهم والاتجار معهم ؟!!
ويختتم بقوله : " أسئلة تنتظر رداً عملياً رادعاً " ...


الأحد : 13 / 1 / 2002