المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية تقرير: المخابرات العسكرية الباكستانية



Black_Horse82
14-01-2002, 03:25 AM
http://news.bbc.co.uk/olmedia/1750000/images/_1750265_pakistani_int_300.gif


تزايد الحديث في الآونة الأخيرة ومع تصاعد الأزمة بين الهند وباكستان عن الدور الذي يلعبه جهاز المخابرات العسكرية الباكستانية.

فالجهاز المعروف بقوة النفوذ يواجه اتهامات برعاية حركة طالبان الإفغانية حتى وصولها إلى السلطة في كابول، كما أنه متهم باستخدام أموال تجارة المخدرات لتمويل حرب بالوكالة في إقليم كشمير المتنازع عليه مع الهند.

منتقدو إدارة المخابرات العامة الباكستانية التي تعرف باسم (آي إس آي) يعتقدون أن الجهاز، الذي يتسم بسريته البالغة وعمل عن قرب مع المخابرات المركزية الأمريكية أثناء الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، ما هو إلا منظمة مارقة تعمل كحكومة خفية.

لكن منذ وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول الماضي أجبر الرئيس الباكستاني برويز مشرف إدارة آي إس آس على التراجع عن سياستها تجاه أفغانستان وأطاح ضمن ذلك بإدارة الجهاز.

لكن إدارة الجهاز توجه تحديا راهنا ربما يكون أكثر خطورة.


http://news.bbc.co.uk/olmedia/1155000/images/_1157960_musharrafuniform150.jpg
مشرف يسيطر على الوكالة الاستخبارات العسكرية أفضل من الحكومة المدنية



إذ يعتقد المراقبون أن الرئيس الباكستاني قد أمر إدارة الجهاز بمنع أي هجمات قد تستهدف الهند وتؤدي إلى اندلاع حرب شاملة بين البلدين، بعد الهجوم الذي استهدف البرلمان الهندي وحملت الحكومة الهندية مسؤوليتها لجماعات كشميرية تتخذ من باكستان مقرا لها.

ولا تنسى الهند رغم ذك أن حملت مشرف شخصيا مسؤولية بدء العمليات العدائية ضدها في كشمير في عام تسعة وتسعين، كما أن هناك أسئلة كثيرة تثار حول مدى وجود سيطرة مركزية على إدارة المخابرات العامة.

ويقول بعض المسؤولين الباكستانيين إن الجهاز لم يذعن لمحاسبة الحكومة ولم يخضع لقيادة القوات المسلحة في أحيان كثيرة.

جزيرة منفصلة

ويقول واجد شمس الحسن المفوض الباكستاني السابق في بريطانيا وأحد حلفاء رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو إن مديرية المخابرات العامة " دولة داخل الدولة".

ويضيف شمس الحسن " إن السياسة الخارجية الباكستانية كانت تدار في الغالب بأيدي الآي إس آي وليس من قبل وزارة الخارجية".


http://news.bbc.co.uk/olmedia/1750000/images/_1750265_militants150.jpg
صورة تقول الهند إنها لمسلحين يتلقون تدريباتهم في باكستان



لكن الرئيس السابق للجهاز ينفى ذلك ويقول إن السياسيين الفاسدين قد خلقوا تصورات مغلوطة عن الجهاز محملين المخابرات العامة مسؤولية فشلهم.

وقال حميد غول المدير السابق للجهاز إن السياسيين طالما نظروا إلى الآي إس آي بعين الشك لا لشيء سوى أن الجهاز كان يقدم التقارير التي تتحدث عن نهبهم للبلاد .

ويتحدث الجنرال غول عن الانطباع الذي خلقته وزارة الخارجية الباكستانية عن الجهاز باعتباره وكالة مارقة خارجة عن السيطرة.

وكان مشرف قد أقدم قبل بداية الهجوم الأمريكي على أفغانستان على تعيين مدير جديد للوكالة هو الجنرال إحسان الحق.

وينظر إلى المدير الجديد باعتباره أكثر اعتدالا وليبرالية عن خلفه الجنرال محمود أحمد الذي قيل أنه من مؤيدي حركة طالبان رغم أنه كان يتمتع بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة وكان في واشنطن وقت وقوع الهجمات.

جهة المحاسبة

الأسئلة التي تثور من حين إلى آخر تتعلق بمدى السيطرة التي تمارسها الحكومة على الوكالة، بالرغم من أن الجنرال مشرف بوصفه حاكما عسكريا قد يكون أكثر قدرة على فرض هذه السيطرة باعتبار الوكالة جزءا من المؤسسة العسكرية.

ويقول جاري سامور الخبير في المعهد الدولي للسياسات الاستراتيجية في لندن إن الوكالة كانت تتمتع بقدر كبير من الاستقلالية في ظل الحكم المدني، لكنها عرضة للمساءلة في ظل حكم مشرف.

لكن شمس الحسن يقول إن الجنرال مشرف أدخل تغييرات قليلة على الوكالة وإنها لا تزال بالرغم من ذلك كبيرة جدا ومعنية بإدارة شؤونها.

وقد أدى التأييد الذي منحته الوكالة لحكومة طالبان إلى شيوع الاعتقاد بوجود صلات لها بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن.

ويقول ستيفن كوهين أحد الخبراء في مؤسسة بروكنجز إنستيتوشان" إن أي جهة لا يمكنها أن تطور مثل هذه العلاقات على مدى عشر أو خمس عشرة سنة ثم تقطعها فجأة". لكنه يضيف أن الجنرال مشرف فعل خيرا عندما غير مسار سياسة بلاده في أفغانستان.

وكان يونس قانوني وزير الداخلية الأفغاني قد اتهم الوكالة علنا بمساعدة بن لادن على الفرار من أفغانستان.

وقد نفت الحكومة الباكستانية هذه الاتهامات، وقال الجنرال غول إن الآي إس آي، التي يقال إنها دعمت ومولت طالبان بدعم من الولايات المتحدة، لم تكن متورطة بقوة في أفغانستان إلى خلال حقبة الاحتلال السوفيتي.

ويقول غول" من الخطأ الاعتقاد بأن الوكالة قد خلقت طالبان، فالحركة ولدت تلقائيا وتلقت دعما من الوكالة ومن الولايات المتحدة لأن كل الشعب الأفغاني كان يرغب في نهاية للاقتتال الداخلي بين الفصائل المختلفة".

كما نفى غول الاتهامات بأن تكون المخابرات العامة الباكستانية أو عناصر مارقة داخلها مسؤولة عن العملية الانتحارية التي استهدفت مبنى البرلمان الهندي في الثالث عشر من الشهر الماضي.

ويقول إن الآي إس آي ليس لديها السيطرة على كل الفصائل التي تقاتل في كشمير، لكنه يرى أن الحركات العسكرية في كشمير تقاتل ضد الاحتلال الهندي وأن أعضاءها مقاتلون من أجل الحرية.

لكن مديرا سابقا للوكالة أيضا ينفي أن يكون بوسع الأشخاص الذين يعملون في الوكالة التربح من وراء عملهم أو الترقي فيه.

ويقول الجنرال جواد أشرف قاضي إن الضباط الذين يعملون في الوكالة هم من القوات المسلحة ويقضون في مهامهم ثلاث سنوات فقط ثم يعودون إلى الجيش بعد ذلك.