المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التكفير...



حمصي
19-07-2009, 02:48 PM
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:
ففي الفترة لاخيرة وجدنا في المنتدى الكثير الكثير من الكلام حول التكفير
ووجدنا ان الناس فيه على ثلاث اقسام
غال في التكفير
غال في المنع من التكفير
و معتدل في التكفير


فالى كل هؤلاء اوجه رسالتي..


-----------------
التحذير من الغلو في التكفير
-----------------


قال تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً}


و قال صلى الله عليه وسلم
لا يرمي رجلٌ رجلاً بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك
و قال صلى الله عليه وسلم
من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما
وقال صلى الله عليه وسلم
من دعا رجلاً بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه
وقال صلى الله عليه وسلم
«لعن المؤمن كقتله، ومن رمى مؤمناً بكفر فهو كقتله


و نعني بالغلو في التكفير عدم الالتزام بالضوابط الشرعية والقواعد العلمية الحاكمة على قضية التكفير، والتوسع فيه بتكفير من لا يستحق التكفير شرعاً، وهذا موقف الخوارج والمعتزلة قديماً.
و سنبين القواعد و الضوابط و الشروط الموانع قريبا ان شاء الله


تنبيه
هناك فرق بين التحذير من التكفير وبين التحذير من الغلو في التكفير ، فالنصوص تحذر من الغلو فيه وليس التحذير منه



---- فصل في ظاهرة الغلو في التكفير ----
إن الغلو في التكفير ظاهرة واقعية، ولكن المؤسف أن كثيراً من المثقفين والصحفيين تناولوا الموضوع بشيء من المبالغة والتهويل،
وركزوا الأضواء عليه ليجعلوها تهمةً عامة لحملة الشريعة وللتيار الإسلامي كله من أجل تنفير الناس عنهم.
فالغلو في التكفير موجود في طائفة شاذة قليلة في الماضي والحاضر، ولا تمثل السواد الأعظم لحملة الشريعة وأهل الدين.


و اسباب ظاهرة الغلو في التكفير "من البعض"
تعود الى اسباب اربع


1- انتشار مظاهر الخروج على الدين وتعاليمه في كثير من المجتمعات، واستطالة أصحابها على الإسلام، والعمل على نشر الفساد في المجتمعات،
والهجوم على أهل الدين دون أن يزجرهم أحد عن هذه التصرفات.
2- إعراض بعض الحكومات عن تحكيم الشريعة، واستبدال ذلك بالقوانين الوضعية المستوردة من الشرق والغرب.
3- الاضطهاد والمعاملة الوحشية التي واجهها بعض المسلمين بسبب المطالبة بتطبيق الشريعة، وإلغاء القوانين الوضعية،
إن التفنن في إهانة هؤلاء والاستخفاف بإنسانيتهم ومحاولة تحطيم أفكارهم دون مراعاة لأحكام الشرع وحقوق الإنسان ولدّ عند هؤلاء فكر التكفير،
ويؤكد هذا أن الغلو في التكفير عرفت به طوائف خرجت من المعتقلات في مصر.
إن الاضطهاد لا يولد إلا اتجاهات منحرفة تعمل تحت الأرض بعيداً عن مجالس العلم والحوار المفتوح.
4- قلة الفقه في الدين، وضعف العلم بالشريعة، فكثير من هؤلاء الغلاة في التكفير وقعوا فيما وقعوا فيه بسبب الأخذ ببعض النصوص دون البعض،
والاعتماد على المجملات والمتشابهات دون المحكمات مع غياب واضح للمنهج السليم في فهم النصوص والاستدلال بها


-----------------
التحذير من الغلو في المنع من التكفير
-----------------


غلا قوم في المنع من التكفير وذلك بدعوى أن التكفير حق من حقوق الله تعالى، وأنه سلطة إلهية ليس لأحد من الناس صلاحية الحكم به لأنه لا يكون إلا بإنكار القلب ولا سبيل إلى الاطلاع عليه
، وهذا موقف كثير من المثقفين، وهو ما يتناسب مع مذهب المرجئة قديماً.


و لا شك ان هذا خطأ لانه إنكار لمبدأ شرعي صريح ، وهو تكفير من يستحق ذلك ممن توفرت فيه أسبابه وشروطه .


وهذا الموقف الثاني ينبني على أن الكفر عمل القلب فقط، وهذا خطأ فإن الكفر يحصل بكل ما دلّ عليه من قول أو عمل أو اعتقاد،
فهناك مكفرات اعتقادية كإنكار وجود الخالق أو اعتقاد تعدده أو اعتقاد نقصه أو عجزه أو إنكار الرسل والكتب السماوية ونحو ذلك من المعلوم من الدين بالضرورة،
وهناك مكفرات قولية كسبّ الخالق أو سبّ الرسل أو سبّ الإسلام، وهناك مكفرات فعلية كتمزيق المصحف مع قرينة الإهانة أو إلقائه في القاذورات والسجود للصليب ونحو ذلك.


تنبيه
الخطأ الثاني اهون من الخطأ الاول
كما قال الغزالي
والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دم مسلمٍ واحد
و قيل
ومدخلٌ ألفاً من الملاحدة *** أقرب من مخرج نفس واحدة


-----------------
المطلوب شرعا الاعتدال في التكفير
-----------------
وذلك بالالتزام بالضوابط الشرعية، والاقتصار على الحالات التي تتوفر فيها شروط التكفير وأسبابه، وهذا هو موقف السواد الأعظم من المسلمين.
و سنبين ان شاء الله في المشاركة التالية الموانع و الشروط و الضوابط و الشبه المتعلق بالتكفير


تنبيه
=*= الموضوع منقول و ليس لي فيه سوى الجمع و الترتيب =*=

gekko
19-07-2009, 09:49 PM
نقل مميز..
جزاك الله خير اخوي حمصي على ماتقدمه للمنتدى من فائدة واشكرك بالنيابة عن بقية الأعضاء..

واتفق معاك في جميع ماذكرت..
نقطة اغفلت الذكر عنها, اذا ماظهر الكفر من شخص كنا نحسبه مؤمناً كالسجود للصليب مثلاً (ردة) وترك جماعة المسلمين..
وشخصاً أخر سجد للصليب ولكنه مازال مع جماعة المسلمين..

والسؤال من له الحق في تكفيرهما او تكفير احدهما !؟

حمصي
19-07-2009, 10:30 PM
نقل مميز..
جزاك الله خير اخوي حمصي على ماتقدمه للمنتدى من فائدة واشكرك بالنيابة عن بقية الأعضاء..


واتفق معاك في جميع ماذكرت..
نقطة اغفلت الذكر عنها, اذا ماظهر الكفر من شخص كنا نحسبه مؤمناً كالسجود للصليب مثلاً (ردة) وترك جماعة المسلمين..
وشخصاً أخر سجد للصليب ولكنه مازال مع جماعة المسلمين..


والسؤال من له الحق في تكفيرهما او تكفير احدهما !؟



و اياك
و اسال الله ان يجعل عملنا كله خالصا لوجهه الكريم و ان يستر علينا و يغفر لنا
بالنسبة للسؤال فقد ذكرت في نهاية المشاركة السابقة اني ساضيف فصلا يتعلق بالضوابط و الشروط و الموانع و من الضوابط ما يتعلق بمن له الحق في التكفير
فسياتي ان شاء الله تعالى

حمصي
20-07-2009, 03:37 PM
هاك اخي بعض القواعد النافعة في التكفير

القاعدة الأولى
التكفير حكمٌ شرعي من أحكام الدين له أسبابه وضوابطه وشروطه وموانعه وآثاره ، شأنه في ذلك شأن سائر الأحكام الشرعية

ونستنتج من هذه القاعدة نتائج عدة:

1- أنه لا يثبت التكفير على قول إلا بدليل شرعي؛ لأن الكافر هو من كفره الله ورسوله.
2- أنه لا يحكم في التكفير إلا العالم بالأدلة الشرعية.
3- أنه لابد من تعلم أحكامه والتفقه فيه؛ لأنه حكم شرعي؛ ولأن له أهمية كبيرة لارتباطه بكثيرٍ من الأحكام الشرعية, مثاله: النكاح فلكي نقبل بالرجل زوجاً لابد أن يكون مسلماً.
4- أنه لا يصح ولا يجوز مجاوزة الحدِّ الشرعي فيه، لا بالإفراط ولا بالتفريط

القاعدة الثانية
التفريق بين التكفير المطلق(الأوصاف) والتكفير المعين(الأعيان):
فالكثير يتسرع بعض الشباب دون الرجوع لأهل العلم لأنهم لا يفرقون بين كفر النوع وكفر العين.
تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين فإن بعض العلماء قد يتكلم في مسألة باجتهاده فيخطئ فيها
فلا يُكفر وإن كان قد يُكفر من قال ذلك القول إذا قامت عليه الحجة المكفرة

اذا علمت هذا وجب علينا ان نبين شروط تكفير المعين و هي

1-إقامة الحجة
2-ان يكون الفاعل مكلفا متعمدا مختارا
3- و يشترط في الفعل ان يكون مكفراً لا شبهة فيه
4- أن يكون فعل المكلف أو قوله صريح الدلالة على الكفر
5- أن يكون الدليل الشرعي المُكفِّر لذلك الفعل صريحَ الدلالة على التكفير.
6- إثباتِ فعل المكلف أنْ يثبت بطريقٍ شرعيٍ صحيحٍ, لا بظنٍ أو بتخريصٍ أو بشكٍ, وذلك بأنْ يكون الإثبات إما بالإقرار أو البينة

و اما موانع تكفير المعين فهي
.... يتابع ان شاء الله

حمصي
21-07-2009, 10:11 PM
اعتذار عن اتماام الموضوع - حاليا على الاقل-