المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصة البوليسية الواقعية: جريمة قتل في نزل، الجزء الثاني من القصة والأخير



إمبراطور الهواء
24-07-2009, 09:19 PM
***********المقدمة***************
حك المحقق غازي أرنبة أنفه قبل أن يعدل جلسته وينحني إلى الأمام ليقول بصوت مضطرب:
"ولكن،، من دفع الحساب؟؟"...

"أنه السيد ذو القبعة الفاخرة" رد عليه النادل بصوت روتيني ممل " لقد ذهب إلى دورة المياة وأنت بكرامة"

سقطت سيجارة المحقق من بين يديه، وقبل أن تلمس أرض المطعم ، التي لا يبدو عليها أن هناك من يهتم بتنظيفها، نهض غازي وصاح بصوت مدوي "القاتل موجود في المطعم" لتعتلي نظرات الدهشة والريبة على رواد المطعم الذين لا يكادون يصلون إلى العشرة. وفي هذه الأثناء أغلق غازي المطعم ليتأكد أن القاتل لازال بينهم.
***********الفصل الأول: إتصال منتصف الليل***************
لم يكن يقطع هدوء الليل في النزل الذي يقيم فيه السيد غازي، سوى شخير قادم من الشقة رقم 11ب المقابلة لشقة غازي، حتى نهض غازي فزعاً على صوت هاتفه النقال صادحاً بنغمة نوكيا الشهيرة " تري ريري تري ريري تريري ريييييييييي" معلناً جواله عن رقم جوال قابل لأعادة الشحن.
"من المتصل" أجاب غازي بإنزعاج واضح، "ألا تعلم كم الساعة؟"
"عذراً سيد غازي" نقلت خطوط الأثير صوتاً أنثوياً عبر سماعة الجوال، "ولكن الموضوع عاجل"
"إذاً تكلمي بسرعة" رد غازي بعد أن عدل جلسته ولكن النوم كان يغالبه فهو لم ينم إلا قبل ساعة ونصف.
رد الصوت الأنثوي "أنا ميري شغالة جاركم أحمد أريد أن أخبرك أن أحمد لم يرجع من ثلاث سنوات في البداية كنا نعتقد أنه كان عندك فإنكم أصدقاء منذ طفولتكم فإنه لا يخرج من بيته إلا لك وحتى إنكم تصلون جماعة في شقته"
رد غازي "ولكن... السيد أحمد قد مات منذ عشر سنوات. لقد أخبرتك ألف مرة أن لا تأكلي الأندومي إذا كان تاريخ الصلاحية خاصته قد إنتهت"
أرتعشت يدي ميري قبل أن تسقط على الأرض مغمياً عليها وفي حالة وفاة. وبينما هي في الرمق الأخير قالت بصوت لا يكاد يسمع "إذاً من هو كفيلي؟؟؟"
أغلق غازي هاتفه القابل للحركة متأسفاً لموت ميري وقال بصوت يملئه الأسى "تباً، نسيت أن أقول لها تشهدي"
أتصل غازي بالشرطة ليخبرهم بموت ميري ثم وعدهم بمثوله أمامهم غداً.
***********الفصل الثاني: تقرير الشرطة***************
حضر غازي لمركز الشرطة مرتدياً ملابسه قبل أن يجد صالح الإبن الأكبر والوحيد لجاره أحمد الذي قد عاد للتو من دراسته في بلاد الغرب الكافر.
بعد أن أحد النظر في عيني غازي نهض مهللاً وقائلاً "العم غازي، لم أرك منذ فترة"
رد غازي " أهلاً بك".
قام الشرطي ناصر بقطع حديثهم الشيق والمثير بقوله "أخبرني ماذا حدث ياغازي"
قال غازي " كان لي جار اسمه أحمد، وأحمدٌ هذا مصاب بمرض الخوف الغير مفسر من الخروج من بيته أو الإحتكاك بأحد ولم يكن يرى في حياته سوى ميري خادمته الخاصة وأنا" ولكنه قد توفي قبل ثلاث سنوات وكان قد كتب وصيته كلها لميري"
"هراء" قاطعه صالح بصوت عنصري "أنا وريث أبي الوحيد"
تجاهل غازي كلمات صالح وأكمل حديثه "ويجب أن نرسل ملايين جاري إلى زوج ميري ووريثها في بلاد ماوراء البحار، ولدي عنوانه"
طأطأ صالح رأسه مسلماً أمره، قبل أن يأخذ قبعته الفاخرة.
***********الفصل الثالث: في المطعم***************
تعجب رواد أحد المطاعم وحدقواً بسخرية في هذا المعتوه الذي يخبرهم أن هناك قاتلاً في المطعم ولم يكن المعتوه سوى محققنا غازي.
صاح غازي مجدداً "إن القاتل هو " وقام بسكوت درامي ليضيف قليلاً من الإثارة ثم أشار إلى صدره قائلاً " أنا قتلت ميري!!!!"
شهق الجميع!!!
***********الفصل رابع: ماذا حدث بحق الجحيم؟***************
كشفت أجهزت الدولة بأستخدام تقنية الكمبيوتر والحاسب الآلي أيضاً وأيضاً بواسطة أعتراف غازي المفاجئ أن القاتل هو غازي، صاح الجندي مصطفى "ولكن ماذا حدث بحق الجحيم؟؟!!!؟!%"
رد ناصر "تزوج غازي بميري قبل سنتين وعندما عرف أن جاره أحمد المتوفي قبل ثلاث سنوات قد كتب وصيته كلها لميري التي لا تعرف أن أحمد قد مات، قام بالزواج بها سراً ومن دون أن تعلم وقد كان يعرف أن ميري ذات الأربع والستين ربيعاً تعاني من مرض في القلب يسمى طبياً بالمرض الذي يكون قاتلاً عندما يتفاجأ الشخص جداً. ولهذا عندما تفاجأت بكلمات غازي ماتت بهدوء وظن الأطباء الشرعيين أن موتها طبيعياً"
أكمل ناصر "وعندما تفاجأ غازي بكرم مصطفى أخذه الشعور بالخجل والندم وأعترف على نفسه"
*********** الخاتمة ***************
ضرب القاضي بمطرقته ست مرات حتى ألتزمت المحكمة بالهدوء وأعلن براءة غازي من قتل ميري لأنه قام بالإعتراف على نفسه وقام بمكافئة لفعلته النبيلة.قبل أن يتم قتله بواسطة ابن ميري الذي أتى للتو من العمرة!!!


تمت