رفعت خالد
26-07-2009, 11:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
أما بعد..
http://montada.com/picture.php?albumid=827&pictureid=8860
القراءة و البطاطا !
http://montada.com/picture.php?albumid=827&pictureid=8859
كيف يستوي الذي يقرأ و الذي لا يقرأ ؟
القراءة بنزين الكاتب ، وأداته قبل القلم. وهي المعين الذي يغرف منه ، والثقل الذي يتمرّن عليه..
القراءة عُلب من الفكر المركّز ، وأكياس من المعلومات ، وأطنان من و الأخبار و القصص.. وهي تذاكر غالية للسفر حول العالم وما وراء العالم !
فكيف يستوي الذي يقرأ و الذي لا يقرأ ؟
القراءة لا تصنع بالضرورة كتّابا ، ولكن تكّون أذهانا و تخرج مثقفين و مفكرين و حكماء.. هذا لأنها في الأصل فكر. فأنت بقراءتك مؤلفا لكاتب فذ أو مفكر نابغة ، كأنما تجلس على كرسي أمامه تستمع لجميل كلامه ، و بليغ تعبيره ، وحصيلة تجربته ، وعصير حياته.. وفوق ذلك ، فكره الذي يتجلى لك من خلال صوره و فلسفته.. فكيف إذن يستوي الذي يقرأ و الذي لا يقرأ ؟
وعلى القارئ - مع هذا - أن يحذر شديد الحذر من طبيعة هذا الفكر الذي يستهلك ، وأن يحتاط من الكتاب الذي يحمل ! فهو كرفيق صالح تشمّ منه مسكا ، و تزداد معه علما و أدبا ، أو رفيق سوء يحرق ثيابك و يملأ أنفك بأخبث الروائح !
وللأسف الشديد اختفت القراءة تقريبا ، وذهب طعمها في يومنا الذي نحن فيه.. هذا اليوم السريع أكثر من اللازم ، المادي أكثر من اللازم ، التكنلوجي أكثر من اللازم... يوم أكثر من اللازم باختصار !
وأكاد أقسم أن عقولنا تحولت - هي الأخرى - و تأقلمت مع الجوالات و "الفيس بوك" و "الأم بي سي تو" أو "الأمّ تو" أي الأم الثانية !.. فلم تعد عيوننا قبل مخيلاتنا تقف عند العبارة البليغة ، والقولة الحكيمة ! وغاب التذوق الجمالي والبيان اللساني ، و بات كل شيء كمّي.. فعوض أن يناقش القارئ ما قرأه يُطلعك على عدد الكتب التي طالع ! وأصبح الواحد منا يقلب الكتاب لينظر إلى السعر قبل العنوان ؟ هذا من حقه طبعا.. لكني أردت أن القراءة و الثقافة بهت لونهما حتى أصبحا يباعان كالبطاطا بالضبط !
رفعت خالد
أما بعد..
http://montada.com/picture.php?albumid=827&pictureid=8860
القراءة و البطاطا !
http://montada.com/picture.php?albumid=827&pictureid=8859
كيف يستوي الذي يقرأ و الذي لا يقرأ ؟
القراءة بنزين الكاتب ، وأداته قبل القلم. وهي المعين الذي يغرف منه ، والثقل الذي يتمرّن عليه..
القراءة عُلب من الفكر المركّز ، وأكياس من المعلومات ، وأطنان من و الأخبار و القصص.. وهي تذاكر غالية للسفر حول العالم وما وراء العالم !
فكيف يستوي الذي يقرأ و الذي لا يقرأ ؟
القراءة لا تصنع بالضرورة كتّابا ، ولكن تكّون أذهانا و تخرج مثقفين و مفكرين و حكماء.. هذا لأنها في الأصل فكر. فأنت بقراءتك مؤلفا لكاتب فذ أو مفكر نابغة ، كأنما تجلس على كرسي أمامه تستمع لجميل كلامه ، و بليغ تعبيره ، وحصيلة تجربته ، وعصير حياته.. وفوق ذلك ، فكره الذي يتجلى لك من خلال صوره و فلسفته.. فكيف إذن يستوي الذي يقرأ و الذي لا يقرأ ؟
وعلى القارئ - مع هذا - أن يحذر شديد الحذر من طبيعة هذا الفكر الذي يستهلك ، وأن يحتاط من الكتاب الذي يحمل ! فهو كرفيق صالح تشمّ منه مسكا ، و تزداد معه علما و أدبا ، أو رفيق سوء يحرق ثيابك و يملأ أنفك بأخبث الروائح !
وللأسف الشديد اختفت القراءة تقريبا ، وذهب طعمها في يومنا الذي نحن فيه.. هذا اليوم السريع أكثر من اللازم ، المادي أكثر من اللازم ، التكنلوجي أكثر من اللازم... يوم أكثر من اللازم باختصار !
وأكاد أقسم أن عقولنا تحولت - هي الأخرى - و تأقلمت مع الجوالات و "الفيس بوك" و "الأم بي سي تو" أو "الأمّ تو" أي الأم الثانية !.. فلم تعد عيوننا قبل مخيلاتنا تقف عند العبارة البليغة ، والقولة الحكيمة ! وغاب التذوق الجمالي والبيان اللساني ، و بات كل شيء كمّي.. فعوض أن يناقش القارئ ما قرأه يُطلعك على عدد الكتب التي طالع ! وأصبح الواحد منا يقلب الكتاب لينظر إلى السعر قبل العنوان ؟ هذا من حقه طبعا.. لكني أردت أن القراءة و الثقافة بهت لونهما حتى أصبحا يباعان كالبطاطا بالضبط !
رفعت خالد