محب للسنه
15-01-2002, 12:05 PM
== الافغان العرب يمثلون خطرا متزايدا على القوات الاميركية في افغانستان
_____________________
== الانضباط والخبرة والولاء للمبادئ للمقاتلين العرب واستحالة رشوتهم تثير قلق واشنطن
_____________________
يتفق مسئولون عسكريون وخبراء استخبارات في باكستان والولايات المتحدة على أن الافغان العرب من عناصر تنظيم القاعدة الذي يتزعمه ابن لادن شكلوا العمود الفقري لحركة طالبان التي ما تزال تقاوم الحملة التي تقودها واشنطن وحلفاؤها في آخر معاقلها بالكهوف السحيقة بجبال تورا بورا الوعرة شمال شرقي البلاد .
ويؤكد هؤلاء المسؤولون الاميركيون والباكستانيون أن الافغان العرب - وهو الاسم الذي يطلق على الاجانب - داخل أفغانستان يضطلعون بأدوار محورية خاصة بالعمليات العسكرية ، ومهام الامن الداخلي بالاصالة عن حركة طالبان . ولا يزالون يمثلون "خطرا متزايدا" بالنسبة للقوات البرية الاميركية.
وقد أثبت الافغان العرب بالفعل أهميتهم من أجل استمرار بقاء حركة طالبان في السلطة لاكثر من خمسة أعوام. وينتمي قادة الحركة إلى فئة الطلاب الذين تلقوا تعليمهم الديني بالمدارس في باكستان ، وتعتبر خبراتهم العسكرية محدودة .
ويقول الجنرال المتقاعد أنور شير وله نفوذ كبير على ضباط الاستخبارات في باكستان والقادة العسكريين الافغان "إن العرب هم أفضل المقاتلين لدي طالبان. ومن الممكن لمجموعة تضم 30 مقاتلا من العرب الافغان أن تشتبك مع كتيبة قوامها ألف فرد ، وتقتل مائة من جانبهم قبل أن يسقط من جانبها قتيل واحد ".
وأضاف شير إن العرب - بعكس غيرهم من الجماعات الافغانية - لا يمكن رشوتهم بالمال كي ينشقوا ، أو استمالتهم للانسحاب.
ويؤكد الجنرال الباكستاني المتقاعد أن المقاتلين العرب أو الافغان العرب " لا يمكن رشوتهم في حين أن معظم القادة يمكن تقديم رشوة لهم ".
ونتيجة الانضباط والخبرة اللتين يتمتع بهما الافغان العرب أوكل إليهم قادة حركة طالبان أيضا مهام خاصة أخرى تشمل حماية المدن خلال فترات الليل وعمليات الاستخبارات المضادة لمواجهة حلفاء الولايات المتحدة الذين كانون يحاولون تشكيل قوات مقاومة مضادة ضد طالبان.
ومن بين المهام الاخرى : تخطيط وتنفيذ الغارات على أي قوات أميركية ربما تتمركز داخل أفغانستان ، حسبما حذر العديد من مسؤولي الاستخبارات الباكستانية .
يذكر أن إسلام أباد كانت على علاقة وثيقة بحركة طالبان ، وقد لعب خبراء عسكريون باكستانيون وجهاز الاستخبارات الباكستاني دورا محوريا - كما تقول تقارير غربية - في التمهيد لصعود طالبان إلى قمة السلطة في كابول منذ نحو خمس سنوات .
ويقول المسؤولون أيضا إن حركة طالبان أوكلت للافغان العرب مهمة التمركز في مواقع على الخطوط الامامية للدفاع عن العاصمة كابول وقندهار قبل سقوطهما.
كما تم حشدهم لمواجهة قوات التحالف الشمالي دفاعا عن مدينة مزار الشريف الاستراتيجية الشمالية والتي شكل نجاح التحالف في الاستيلاء عليها نقطة التحول الرئيسية في التعجيل بالسيطرة على معظم أفغانستان فيما بعد .
كما تولى الافغان العرب كذلك مواقع القيادة في الفرقة 055 التي كانت تتبع الجيش الافغاني سابقا وتضم دبابات وحاملات جنود مدرعة وقوات فدائية منظمة تنظيما جيدا وتمثل واحدة من نقاط القوة العسكرية القليلة التي كانت تتمتع بها حركة طالبان وتشبه قوة من الجيش وذلك قبل الاطاحة بها في مطلع الشهر الحالي .
ويؤكد مسؤولو الاغاثة كذلك إن الافغان العرب قاموا بالاغارة على بعثات ومكاتب الامم المتحدة في قندهار جنوبا ، وجلال آباد شرقا ، ومزار الشريف شمالا من بين مدن أخرى .
ويقول أحد الافغان العاملين في إحدى وكالات الاغاثة التابعة للمنظمة الدولية إن العديد من هؤلاء المسلحين العرب بصقوا في وجهه وهددوه خارج مجمع المنظمة الدولية الرئيسي في كابول بعد ساعات من أولى غارات القصف الاميركية التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي كما ذكر تقرير إعلامي غربي.
ويؤكد مسؤولو الاستخبارات الباكستانية أن كبار قادة طالبان كانوا يعتمدون أيضا - ولو بشكل جزئي - على بعض العناصر المناوئة لهم إبان حقبة الاحتلال السوفييتي للبلاد والتي بدأت في عام 1979.
ويؤكد المسؤولون الاميركيون والباكستانيون أيضا أن قادة طالبان كانوا يضعون ثقتهم العمياء في الافغان العرب من الدول الاسلامية الذين شرعوا في التجمع بأفغانستان خلال فترة الثمانينيات لشن حملة جهادية لطرد القوات السوفيتية من أفغانستان .
ويقول الجنرال شير ، الذي شارك في مهمة تكوين مجموعات الافغان التي هزمت الجيش السوفييتي ، وساهم في تشكيل حركة طالبان التي خلفتهم وظهرت نتيجة لحالة الاضطراب السياسي التي تسبب فيها المتمردون في التسعينيات "إن العرب جاؤوا هنا أولا بناء على تشجيع من الجميع ، بما في ذلك الولايات المتحدة في الثمانينيات .
ويضيف شير "إن معظمهم ظل في أفغانستان ، وبعضهم تزوج وكان الكثيرون منهم غير مرغوب فيه في أوطانهم . وتجمع الكثيرون حول ابن لادن. وقد ارتفع قدره بسبب المحيطين به وبخاصة أولئك الذين انضموا إليه من مصر ".
ويؤكد المسؤولون الاميركيون والباكستانيون أن ابن لادن لم يتلق أي تدريب عسكري رسمي ، ولكنه قام - مع نائبه الاول أيمن الظواهري قائد حركة الجهاد الاسلامي المصرية - بتوحيد المقاتلين العرب التابعين لهم في المقام الاول مع قيادة حركة طالبان العسكرية لدرجة أنه لم يعد هناك اختلاف بين الجماعتين بالنسبة لمخططي الاستراتيجية العسكرية الاميركيين
يذكر أن ابن لادن تربطه علاقات عائلية بالملا محمد عمر زعيم حركة طالبان الذي لاذ بالفرار وتسعى واشنطن أيضا وراءه .
ويقول دبلوماسي غربي يتابع الحرب في أفغانستان عن كثب : إن تأثير ابن لادن والظواهري على حركة طالبان كان عميقا بالفعل . وما لم يكن لدي المقاتلين العرب بطاقات تحديد هوية فمن الصعب بالفعل تمييزهم عن مقاتلي طالبان ".
وينتمي العرب الافغان الذين يقاتلون في أفغانستان إلى عشر دول على الاقل تشمل السعودية واليمن مصر وسوريا والاردن واليمن وليبيا ثم باكستان وأوزبكستان بالاضافة إلى بعض من المقاتلين الشيشان.
وتشير أفضل تقديرات أجهزة الاستخبارات الغربية ان عددهم يصل إلى 5000 فرد أو يزيد .
ويؤكد الدبلوماسي الغربي أنه من الصعب تحديد هذه الارقام بدقة في أفضل الاحوال ، طبقا لما ذكره المراسل الاميركي تيم وينير في تقرير شامل من مدينة بيشاور الحدودية نشرته له مؤخرا صحيفة الهيرالد تريبيون في طبعتها الدولية.
وقد ذكرت قناة الجزيرة القطرية الاحد أن حوالي 30 يمنيا من الافغان العرب لقوا مصرعهم خلال المعركة الضارية المستمرة في منطقة تورا بورا شمال شرقي أفغانستان بينما تؤكد تقارير أخرى أن عدد القتلى من الافغان العرب قد يتجاوز مائة على الاقل .
ونقلت القناة الفضائية أيضا عن تقارير غير مؤكدة قولها إن القوات الاميركية تضع الاسرى من الافغان العرب الذين تقدر أعدادهم بالمئات في جلال أباد تمهيدا لارسالهم إلى الولايات المتحدة .
وفي حالة صحة هذا التقرير فإنه سيتم تقديمهم إلى محاكم عسكرية أمر الرئيس الاميركي جورج بوش بتشكيلها في الولايات المتحدة نفسها وعقب إجراء التحقيقات معهم والتي قد تكشف النقاب عن المزيد من المعلومات الهامة عن شبكة القاعدة المنتشرة في حوالي 60 دولة .
وبالنسبة لمصير ابن لادن فلم يستبعد مراسل الجزيرة السابق في كابول تيسير علوني أن يكون قد تمكن بالفعل من الخروج من أفغانستان وإن كانت "أدبياته" تمنعه من ترك مقاتليه والفرار.
الوضع الان اكثر خطورة
يذكر أن الذراع الايمن لابن لادن هو الدكتور أيمن الظواهري الذي صدر ضده غيابيا حكم بالاعدام ، وكان من قادة تنظيم الجهاد المحظور في مصر . كما أكدت تقارير أخرى مؤخرا مصرع عزة نويرة - وهي زوجة الظواهري - خلال قصف أميركي آخر بمنطقة تورا بورا .
ويؤكد أحمد زيدان مراسل قناة الجزيرة بإسلام أباد من جانب آخر أن قوات كوماندوز باكستانية خاصة قد تحركت الاحد وللمرة الاولى منذ بدء الحملة الاميركية للمرابطة في المنطقة الحدودية المشتركة مع أفغانستان لمنع تسلل عناصر القاعدة .
ويضيف زيدان أنه تم اعتقال 90 مقاتلا من عناصر القاعدة وأن 30 في المائة منهم من الجرحى، بينما تفرق قرابة 2000 عنصر آخر منهم وغادروا منطقة تورا بورا التي لا تتجاوز مساحتها 20 كيلومترا مربعا وسوف "يصعب اصطيادهم" بسهولة بعد الان من قبل الطائرات الاميركية داخل أفغانستان .
كما نفى نفيا قاطعا مقتل مائتين من عناصر تنظيم القاعدة.
وأضاف أن عناصر القاعدة نفذت عملية استشهادية أول أمس في منطقة تورا بورا .. أسفرت عن مقتل وجرح 77 من القوات الاميركية والقوات الافغانية الموالية لها طبقا لما ذكره القادمون من أفغانستان .
ويؤكد وزير الدفاع الاميركي دونالد رمسفلد الذي يقود الحملة العسكرية الاميركية داخل أفغانستان للقبض على ما تبقى من حركة طالبان واصطياد بن لادن "حيا أو ميتا" أنه يرفض تماما السماح بعودة الافغان العرب إلى بلادهم ( حتى لا يعيثوا إرهابا هناك ) على حد قوله .
وتحاول ليبيا التوسط لتأمين عودة المواطنين الليبيين وأفراد أسرهم الذين لا علاقة لهم بالافغان العرب من أفغانستان .
كما ذكرت هيئة الاذاعة البريطانية أن حوالي خمسة أردنيين من الافغان العرب كانوا قد لقوا حتفهم في أفغانستان قبل بدء الحملة الاميركية في مطلع أكتوبر الماضي .
ويسعى بوش إلى القبض على ابن لادن الذي يتهمه بالتخطيط للهجمات الارهابية غير المسبوقة في 11 سبتمبر الماضي على نيويورك وواشنطن باستخدام طائرات مدنية مختطفة مما أدى إلى مصرع قرابة أربعة آلاف مدني .
ورغم أن واشنطن تفضل القبض على ابن لادن حيا للحصول منه على كل المعلومات الممكنة عن نشاط شبكته لانه يتعبر صيدا ثمينا لا يجب التفريط فيه إلا أن بوش أمر عناصر مخابراته المركزية مؤخرا "بخلع القفازات" وتصفيته جسديا لو لزم الامر.
كما اعترف الرئيس السابق بيل كلينتون مؤخرا بأنه حاول أيضا - دون جدوى - تصفيته في أعقاب عمليتي تفجير سفارتي الولايات المتحدة في شرق أفريقيا في السابع من أغسطس من عام 1998.
_____________________
== الانضباط والخبرة والولاء للمبادئ للمقاتلين العرب واستحالة رشوتهم تثير قلق واشنطن
_____________________
يتفق مسئولون عسكريون وخبراء استخبارات في باكستان والولايات المتحدة على أن الافغان العرب من عناصر تنظيم القاعدة الذي يتزعمه ابن لادن شكلوا العمود الفقري لحركة طالبان التي ما تزال تقاوم الحملة التي تقودها واشنطن وحلفاؤها في آخر معاقلها بالكهوف السحيقة بجبال تورا بورا الوعرة شمال شرقي البلاد .
ويؤكد هؤلاء المسؤولون الاميركيون والباكستانيون أن الافغان العرب - وهو الاسم الذي يطلق على الاجانب - داخل أفغانستان يضطلعون بأدوار محورية خاصة بالعمليات العسكرية ، ومهام الامن الداخلي بالاصالة عن حركة طالبان . ولا يزالون يمثلون "خطرا متزايدا" بالنسبة للقوات البرية الاميركية.
وقد أثبت الافغان العرب بالفعل أهميتهم من أجل استمرار بقاء حركة طالبان في السلطة لاكثر من خمسة أعوام. وينتمي قادة الحركة إلى فئة الطلاب الذين تلقوا تعليمهم الديني بالمدارس في باكستان ، وتعتبر خبراتهم العسكرية محدودة .
ويقول الجنرال المتقاعد أنور شير وله نفوذ كبير على ضباط الاستخبارات في باكستان والقادة العسكريين الافغان "إن العرب هم أفضل المقاتلين لدي طالبان. ومن الممكن لمجموعة تضم 30 مقاتلا من العرب الافغان أن تشتبك مع كتيبة قوامها ألف فرد ، وتقتل مائة من جانبهم قبل أن يسقط من جانبها قتيل واحد ".
وأضاف شير إن العرب - بعكس غيرهم من الجماعات الافغانية - لا يمكن رشوتهم بالمال كي ينشقوا ، أو استمالتهم للانسحاب.
ويؤكد الجنرال الباكستاني المتقاعد أن المقاتلين العرب أو الافغان العرب " لا يمكن رشوتهم في حين أن معظم القادة يمكن تقديم رشوة لهم ".
ونتيجة الانضباط والخبرة اللتين يتمتع بهما الافغان العرب أوكل إليهم قادة حركة طالبان أيضا مهام خاصة أخرى تشمل حماية المدن خلال فترات الليل وعمليات الاستخبارات المضادة لمواجهة حلفاء الولايات المتحدة الذين كانون يحاولون تشكيل قوات مقاومة مضادة ضد طالبان.
ومن بين المهام الاخرى : تخطيط وتنفيذ الغارات على أي قوات أميركية ربما تتمركز داخل أفغانستان ، حسبما حذر العديد من مسؤولي الاستخبارات الباكستانية .
يذكر أن إسلام أباد كانت على علاقة وثيقة بحركة طالبان ، وقد لعب خبراء عسكريون باكستانيون وجهاز الاستخبارات الباكستاني دورا محوريا - كما تقول تقارير غربية - في التمهيد لصعود طالبان إلى قمة السلطة في كابول منذ نحو خمس سنوات .
ويقول المسؤولون أيضا إن حركة طالبان أوكلت للافغان العرب مهمة التمركز في مواقع على الخطوط الامامية للدفاع عن العاصمة كابول وقندهار قبل سقوطهما.
كما تم حشدهم لمواجهة قوات التحالف الشمالي دفاعا عن مدينة مزار الشريف الاستراتيجية الشمالية والتي شكل نجاح التحالف في الاستيلاء عليها نقطة التحول الرئيسية في التعجيل بالسيطرة على معظم أفغانستان فيما بعد .
كما تولى الافغان العرب كذلك مواقع القيادة في الفرقة 055 التي كانت تتبع الجيش الافغاني سابقا وتضم دبابات وحاملات جنود مدرعة وقوات فدائية منظمة تنظيما جيدا وتمثل واحدة من نقاط القوة العسكرية القليلة التي كانت تتمتع بها حركة طالبان وتشبه قوة من الجيش وذلك قبل الاطاحة بها في مطلع الشهر الحالي .
ويؤكد مسؤولو الاغاثة كذلك إن الافغان العرب قاموا بالاغارة على بعثات ومكاتب الامم المتحدة في قندهار جنوبا ، وجلال آباد شرقا ، ومزار الشريف شمالا من بين مدن أخرى .
ويقول أحد الافغان العاملين في إحدى وكالات الاغاثة التابعة للمنظمة الدولية إن العديد من هؤلاء المسلحين العرب بصقوا في وجهه وهددوه خارج مجمع المنظمة الدولية الرئيسي في كابول بعد ساعات من أولى غارات القصف الاميركية التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي كما ذكر تقرير إعلامي غربي.
ويؤكد مسؤولو الاستخبارات الباكستانية أن كبار قادة طالبان كانوا يعتمدون أيضا - ولو بشكل جزئي - على بعض العناصر المناوئة لهم إبان حقبة الاحتلال السوفييتي للبلاد والتي بدأت في عام 1979.
ويؤكد المسؤولون الاميركيون والباكستانيون أيضا أن قادة طالبان كانوا يضعون ثقتهم العمياء في الافغان العرب من الدول الاسلامية الذين شرعوا في التجمع بأفغانستان خلال فترة الثمانينيات لشن حملة جهادية لطرد القوات السوفيتية من أفغانستان .
ويقول الجنرال شير ، الذي شارك في مهمة تكوين مجموعات الافغان التي هزمت الجيش السوفييتي ، وساهم في تشكيل حركة طالبان التي خلفتهم وظهرت نتيجة لحالة الاضطراب السياسي التي تسبب فيها المتمردون في التسعينيات "إن العرب جاؤوا هنا أولا بناء على تشجيع من الجميع ، بما في ذلك الولايات المتحدة في الثمانينيات .
ويضيف شير "إن معظمهم ظل في أفغانستان ، وبعضهم تزوج وكان الكثيرون منهم غير مرغوب فيه في أوطانهم . وتجمع الكثيرون حول ابن لادن. وقد ارتفع قدره بسبب المحيطين به وبخاصة أولئك الذين انضموا إليه من مصر ".
ويؤكد المسؤولون الاميركيون والباكستانيون أن ابن لادن لم يتلق أي تدريب عسكري رسمي ، ولكنه قام - مع نائبه الاول أيمن الظواهري قائد حركة الجهاد الاسلامي المصرية - بتوحيد المقاتلين العرب التابعين لهم في المقام الاول مع قيادة حركة طالبان العسكرية لدرجة أنه لم يعد هناك اختلاف بين الجماعتين بالنسبة لمخططي الاستراتيجية العسكرية الاميركيين
يذكر أن ابن لادن تربطه علاقات عائلية بالملا محمد عمر زعيم حركة طالبان الذي لاذ بالفرار وتسعى واشنطن أيضا وراءه .
ويقول دبلوماسي غربي يتابع الحرب في أفغانستان عن كثب : إن تأثير ابن لادن والظواهري على حركة طالبان كان عميقا بالفعل . وما لم يكن لدي المقاتلين العرب بطاقات تحديد هوية فمن الصعب بالفعل تمييزهم عن مقاتلي طالبان ".
وينتمي العرب الافغان الذين يقاتلون في أفغانستان إلى عشر دول على الاقل تشمل السعودية واليمن مصر وسوريا والاردن واليمن وليبيا ثم باكستان وأوزبكستان بالاضافة إلى بعض من المقاتلين الشيشان.
وتشير أفضل تقديرات أجهزة الاستخبارات الغربية ان عددهم يصل إلى 5000 فرد أو يزيد .
ويؤكد الدبلوماسي الغربي أنه من الصعب تحديد هذه الارقام بدقة في أفضل الاحوال ، طبقا لما ذكره المراسل الاميركي تيم وينير في تقرير شامل من مدينة بيشاور الحدودية نشرته له مؤخرا صحيفة الهيرالد تريبيون في طبعتها الدولية.
وقد ذكرت قناة الجزيرة القطرية الاحد أن حوالي 30 يمنيا من الافغان العرب لقوا مصرعهم خلال المعركة الضارية المستمرة في منطقة تورا بورا شمال شرقي أفغانستان بينما تؤكد تقارير أخرى أن عدد القتلى من الافغان العرب قد يتجاوز مائة على الاقل .
ونقلت القناة الفضائية أيضا عن تقارير غير مؤكدة قولها إن القوات الاميركية تضع الاسرى من الافغان العرب الذين تقدر أعدادهم بالمئات في جلال أباد تمهيدا لارسالهم إلى الولايات المتحدة .
وفي حالة صحة هذا التقرير فإنه سيتم تقديمهم إلى محاكم عسكرية أمر الرئيس الاميركي جورج بوش بتشكيلها في الولايات المتحدة نفسها وعقب إجراء التحقيقات معهم والتي قد تكشف النقاب عن المزيد من المعلومات الهامة عن شبكة القاعدة المنتشرة في حوالي 60 دولة .
وبالنسبة لمصير ابن لادن فلم يستبعد مراسل الجزيرة السابق في كابول تيسير علوني أن يكون قد تمكن بالفعل من الخروج من أفغانستان وإن كانت "أدبياته" تمنعه من ترك مقاتليه والفرار.
الوضع الان اكثر خطورة
يذكر أن الذراع الايمن لابن لادن هو الدكتور أيمن الظواهري الذي صدر ضده غيابيا حكم بالاعدام ، وكان من قادة تنظيم الجهاد المحظور في مصر . كما أكدت تقارير أخرى مؤخرا مصرع عزة نويرة - وهي زوجة الظواهري - خلال قصف أميركي آخر بمنطقة تورا بورا .
ويؤكد أحمد زيدان مراسل قناة الجزيرة بإسلام أباد من جانب آخر أن قوات كوماندوز باكستانية خاصة قد تحركت الاحد وللمرة الاولى منذ بدء الحملة الاميركية للمرابطة في المنطقة الحدودية المشتركة مع أفغانستان لمنع تسلل عناصر القاعدة .
ويضيف زيدان أنه تم اعتقال 90 مقاتلا من عناصر القاعدة وأن 30 في المائة منهم من الجرحى، بينما تفرق قرابة 2000 عنصر آخر منهم وغادروا منطقة تورا بورا التي لا تتجاوز مساحتها 20 كيلومترا مربعا وسوف "يصعب اصطيادهم" بسهولة بعد الان من قبل الطائرات الاميركية داخل أفغانستان .
كما نفى نفيا قاطعا مقتل مائتين من عناصر تنظيم القاعدة.
وأضاف أن عناصر القاعدة نفذت عملية استشهادية أول أمس في منطقة تورا بورا .. أسفرت عن مقتل وجرح 77 من القوات الاميركية والقوات الافغانية الموالية لها طبقا لما ذكره القادمون من أفغانستان .
ويؤكد وزير الدفاع الاميركي دونالد رمسفلد الذي يقود الحملة العسكرية الاميركية داخل أفغانستان للقبض على ما تبقى من حركة طالبان واصطياد بن لادن "حيا أو ميتا" أنه يرفض تماما السماح بعودة الافغان العرب إلى بلادهم ( حتى لا يعيثوا إرهابا هناك ) على حد قوله .
وتحاول ليبيا التوسط لتأمين عودة المواطنين الليبيين وأفراد أسرهم الذين لا علاقة لهم بالافغان العرب من أفغانستان .
كما ذكرت هيئة الاذاعة البريطانية أن حوالي خمسة أردنيين من الافغان العرب كانوا قد لقوا حتفهم في أفغانستان قبل بدء الحملة الاميركية في مطلع أكتوبر الماضي .
ويسعى بوش إلى القبض على ابن لادن الذي يتهمه بالتخطيط للهجمات الارهابية غير المسبوقة في 11 سبتمبر الماضي على نيويورك وواشنطن باستخدام طائرات مدنية مختطفة مما أدى إلى مصرع قرابة أربعة آلاف مدني .
ورغم أن واشنطن تفضل القبض على ابن لادن حيا للحصول منه على كل المعلومات الممكنة عن نشاط شبكته لانه يتعبر صيدا ثمينا لا يجب التفريط فيه إلا أن بوش أمر عناصر مخابراته المركزية مؤخرا "بخلع القفازات" وتصفيته جسديا لو لزم الامر.
كما اعترف الرئيس السابق بيل كلينتون مؤخرا بأنه حاول أيضا - دون جدوى - تصفيته في أعقاب عمليتي تفجير سفارتي الولايات المتحدة في شرق أفريقيا في السابع من أغسطس من عام 1998.