المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماهو دور أوباما في عملية السلام



محمد السويسي
22-08-2009, 04:38 PM
:33: إنه موضوع جدير بالنقاش ، خاصة مع شخصية قابلة للجدل كالرئيس أوباما في بلد لازالت العنصرية على أساس اللون متحكمة فيه ، ليس على صعيد الشارع فحسب بل وعلى الصعيد السياسي إلى حد الإستخفاف والتهكم بقراراته بما نطالعه في الصحافة الأمريكية وبما نلمسه من " عصيان " واستهزاء بمواقفه السياسية إلى حد أن إسرائيل لأول مرة ترفض توجهات الرئيس الأمريكي في شأن المستوطنات ، بما لم نلمسه منها في مرات سابقة مع رئيس آخر ، مما يعكس حالة التهميش والضياع التي يعيشيها الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض ، وكذلك حالة مساعديه ، من وزيرة الخارجية كلينتون إلى نائبه ميتشل وكل من انتسب إليه . إذن فالمجىء بشخص فاقد الصلاحية بسبب لونه ومن أصول إسلامية في مجتمع عنصري ،ولو إلى حد ما ، ليرئس أمريكا ، لابد وأن يكون لهدف ما غير ظاهر .

:wow: وهنا بيت القصيد فلقد تعمد اللوبي اليهودي إلى المجىء بأوباما لسلب صلاحيات الرئاسة ليس من أجل إسرائيل فحسب ، فهي إلى زوال إن عاجلاً أو آجلاً بحسب المنطق والتاريخ ، بل تمرير عملية إلهاء داخلية خطيرة مع التدهور الإقتصادي لأمريكا لفقدانها أسواقها في العالم أجمع أمام السلع الصينية الإغراقية مما تسبب بإفلاس مؤسساتها المالية وإغلاق مصانعها وتفشي البطالة فيها ، والأمر في تزايد نحو الإنفجار الإجتماعي الذي لامهرب منه .

:( والمجىء بأوباما أجل هذا الإنفجار الذي لايمكن التنبؤ بنتائجه ، الذي نستذكر مثلاً عنه في إنقطاع الكهرباء ليلاً في نيويورك لساعتان فقط في وقت سابق بحيث غرقت المدينة في فوضى هائلة من النهب والتخريب الذي لم يكن متوقعاً بهذا الحجم من الدمار وكأنها خارجة من إعصار، فكيف بأمريكا إذا فقد مواطنيها لقمة العيش مع تفاقم البطالة فيها ؟. فأوباما يلعب دوراً مهماً كأسود في كبح العواطف لملايين السود والمهاجرين من أمريكا الجنوبية المضطهدين إجتماعياً وأمنياً ، وإعاقة ثورتهم على واقعهم المتردي ، ماأمكن .

:أفكر: والهدف من هذا التعويق مرده إلى أن اللوبي الرأسمالي في نيويورك قد بدأ بتهريب أمواله منذ انفجار الأزمة ، وهو يحتاج لوقت إضافي لإتمام هذا التهريب وتلك التحويلات نحو الصين وأوربا ، خاصة ألمانيا وفرنسا لاستثمارها في صناعات مضمونة لوجود أسواق لبضاعاتهم في الأسواق العربية والآسيوية ، عدا الأسواق الأوربية التي بدأت تتعافى مالياً واقتصاديا بسبب هذه التدابير . في حين أن أمريكا فقدت معظم أسواقها العربية والإسلامية ولاتزال ، بسبب تأييدها الدائم لإسرائيل واحتلالها العراق وأفغانستان ، وتعمدها خلال عهد بوش إلى رفع أسعار البترول أضعافاً مضاعفة دون مبرر ، بحيث زاد من تضرر مصانعها وإقفالها لعدم تحملها هذه الزيادات مع خسارتها أسواقها مما عجل بانفجار الأزمة المالية لديها .

:( لذا فإن جهود أوباما في شأن حل القضية الفلسطينية هي في مستوى الصفر لاقيمة لها مع هذا النفس العنصري والممارسات ممن حوله بحيث أن طلبه تجميد المستوطنات ، وهو أمر لايعني العرب بأقل من الإنسحاب الكامل حتى حدود الرابع من حزيران ، قوبل بالرفض بل وبالإحتقار من قبل إسرائيل وصمت معاونيه . ولذا فإن أمل العرب عاطفياً من أوباما بأن يحل قضيتهم فلا مجال للعاطفة هنا وعليهم أن يبدأوا بعملية المقايضة العادلة .

:أفكر: فأمريكا في مأزق إقتصادي لفقدانها أسواقها ، وأوباما في مأزق أكبر فقد أضحى "شرابة خرج " في البيت الأبيض بفعل اللوبي المالي " الذي هو بمعظمه يهودي . والعرب هم الوحيدون القادرون على النهوض بالإقتصاد الأمريكى بفتح الأسواق العربية والإسلامية له ، وعلى رد الإعتبار للرئيس أوباما الذي سيرى فيهم خشبة الخلاص إلى أبد الآبدين بحيث يستقطبون كل المضطهدين في أمريكا إن هم حزموا أمرهم وقاطعوا البضائع الأمريكية بصورة مطلقة وقاطعوا كافة التعاملات التجارية معها ، إلا بعد حل القضية الفلسطينية ، وهذا مخرج سيراه أوباما ملائماً ومساعداً لخروجه من مأزقه ، وإعادة الإعتبار إليه كرئيس أعظم دولة في العالم ، وكذلك خروج العرب من مأزقهم بحل القضية الفلسطينية .

:( فهل يستعمل العرب الحكمة ولو لمرة واحدة لحل المسالة الفلسطينية ، وهل يملكون الجرأة على تحدي هذا الواقع الأليم ، فالكرة هذه المرة في أيدينا فهل نحكم التسديد في الملعب الأمريكي أم نظل على الأمل والوهم ، والبكاء على وطن سليب ومجد ضاع ؟.