المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية أثر أحداث سبتمبر على دخول الغربيين إلى الإسلام



Black_Horse82
15-01-2002, 06:25 PM
(الشبكة الإسلامية)
رسالة لندن


رسالة لندن
دراسة نشرتها جريدة القدس العربي مؤخرا أفادت بأنه تردد منذ الهجمات علي أمريكا في أيلول الماضي الحديث عن الإسلام والعلاقة بين الغرب والاسلام، وصار الإسلام جزءا، علي الاقل في الايام التي تبعت الاحداث ، من الخطاب الإعلامي والسياسي ، فالحرب في افغانستان ليست ضد الاسلام بل موجهة ضد الارهاب، والارهابيون هم مسلمون متطرفون كما جاء في الالة الاعلامية. ومع الاسلام والحديث عنه، جاء موضوع العنصرية والاسلاموفوبيا والاعتداء علي الجالية المسلمة التي تعد بالملايين.
وبعيداعن هذاالجدل الاعلامي العام ولدت ظاهرة تشبه الظواهر التي ارتبطت بحروب اخري لها علاقة بعالم الاسلام والغرب ، هي الاهتمام بالدين الاسلامي . فالاقبال علي شراء القرآن الكريم والكتب الاسلامية ازداد بدرجة كبيرة، وسجلت المساجد والمراكز الاسلامية معدلات عالية للاقبال علي الاسلام واعتناقه خاصة بين الشباب المتعلم ، واشارت دراسات وتقارير اعلامية انه علي الرغم من العنصرية التي يواجهها الاسلام والمسلمون ومن النبرة المعاديةللاسلام في الاوساط الليبرالية والحاكمة كما اشارت نائبة برلمانية سابقة قررت الاستقرار في ايران والدفاع عن الحجاب والمرأة المسلمة وصورتها النمطية في الغرب ، الا ان الاسلام يتقدم ويتمأسس في الحياة البريطانية بحيث صار دينا محليا.
والاقبال علي الاسلام في الغرب لا يرتبط بالنزعات الفردية، او الهروب من الحياة الاجتماعية المادية ، والبحث عن روحانية وصوفية في الاسلام ، بل يرتبط بجيل من الشباب المتعلم الذي يعمل في مؤسسات كبيرة ، وينال رواتب واجورا عالية، وهذا الجيل هو ما اطلقت عليه صحافية اسلام شاب ببدلة ارماني ، حيث يمثل نزعات الجيل الثالث من ابناء المهاجرين الباحث عن تأكيد هويته الدينية في سياق الوضع الاجتماعي المحلي. فالمسلمون الجدد لا يمثلون ابناء الطبقة العاملة او المتوسطة بل ينتمون للمؤسسة البريطانية نفسها فيحيي نجل احد المسؤولين البريطانيين الكبار يقول ان الاسلام يتناسب مع التقاليد البريطانية.
فيما قال جوي احمد دوبسون - نجل وزير الصحة السابق فرانك دوبسون - ان الاسلام اثر علي حياته الروحية ، ودفعه للتفوق في دراسته الجامعية حيث حصل علي المرتبة الاولي . وكان دوبسون المتزوج من فتاة بريطانية من اصل بنغالي قرر التحدث لوسائل الاعلام من اجل تصحيح صورة الاسلام التي شوهت في هذه المصادر ، مع انه اعتنق الاسلام حينما كان طالبا في الجامعة . ويعتبر المسجد التابع لرابطة العالم الاسلامي في غودج ستريت من اكثر الاماكن التي يتردد عليها شباب مسلمون بريطانيون متعلمون اعتنقوا الاسلام حديثا.
لوسي بوشيل ماثيوز المتخرجة من جامعة كمبريدج، حاولت ايضا انتقاد الاسلام مــن داخله فانتهت واحدة من اتباعه .
اختارت اليزابيث - الفتاة الجامعية - بعد اعلان اسلامها في المسجد المركزي في ريجينت بارك الاحتفال بالمناسبة في مقهي في شارع عربي وسط لندن ، حيث تناولت مع اصدقائها الاكل العربي . وفي هذا الاطار اصبح الطعام الاسلامي جزءا من الحياة الاجتماعية والثقافية للبريطانيين ، فالمحلات العربية والاكل العربي صار متاحا ومطلوبا وموجودا في معظم نواحي العاصمة البريطانية ، وليس فقط المناطق التقليدية التي ارتبط بها الوجود العربي .
القصص الكثيرة عن انتشار الاسلام ومظاهر تأكيده والنزعات الجديدة بين الشباب المسلم الجديد تشير لحيوية هذا الدين في الحياة البريطانية والغربية بشكل عام حيث لم يعد ضيفا بقدر ما صار جزءا من السياق الاجتماعي والمحلي العام ، ولكن هذا الحديث لا يخفي الوجه الاخر للعنصرية المقنعة التي تمارس ضد اتباعه ، وظاهرة الخوف منه والتي تقوم بها الالة الاعلامية .
ومن الممكن القول ان النزعات للتعرف علي الاسلام وتزايد الاقبال عليه يمكن ربطها بالحروب الكبيرة التي وضعت العالم الاسلامي والعربي في مركزفهم الرأي العام البريطاني رغم الصورة المشوهة عنه، والتي بدأت بحرب الخليج، والحرب في البوسنة والهرسك ، وكوسوفو ، واخيرا اعتداءات سبتمبر والحملة ، ضد افغانستان .
فالانجذاب للعرب والمسلمين لم يعد هما رومانسيا ينتمي الي المغامرين الرومانسيين في القرن التاسع عشر ؛ بل صار اهتماما عاما، محليا وجزءا من الفضاء .

الثلاثاء : 15 / 1 / 2002