تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا



zbidia
16-01-2002, 01:09 AM
هل خلوت بنفسك يوما فحاسبتها عما بدر منها من الاقوال والافعال؟؟ وهل حاولت يوما ان تعد سيئاتك كما تعد حسناتك؟ بل هل تاملت يوما طاعاتك التي تفتخر بذكرها؟ فان وجدت ان كثيرا منها مشوبا يالرياء والسمعه وحظوظ النفس فكيف تصبر علي هذه الحال، وطريقك محفوف بالمكاره والاخطار؟! وكيف القدوم على الله وانت محمل بالاثقال والاوزار؟ قال تعالي( يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتاقوا الله ان الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم) وقال تعالي(وانيبوا الي ربكم واسلموا له من قبل ان ياتيكم العذاب ثم لا تنصرون) وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:(حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوها قبل ان توزنوا فان اهون عليكم في الحساب غدا ان تحاسبوا انفسكم اليوم وتزينوا للعرض الاكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافيه) وقد مدح الله اهل طاعته بقوله( ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بايات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يوتون ما اوتوا وقلوبهم وجله انهم الى ربهم راحعون واولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون). وسالت عائشه رضي الله عنها رسول الله عن هذه الايه فقالت: اهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون؟ فقال( لا يا ابنة الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويخافون الا يتقبل منهم اولئك الذين يسارعون في الخيرات) .
هكذا كان سلفنا الكرام يتقربون الى الله بالطاعات ويارعون اليه بانواع القربات ويحاسبون انفسهم على الزلات ثم يخافون الا يتقبل الله اعمالهم.
فهذا الصديق رضي الله عنه: كان يمسك بلسانهه ويقول هذا الذي اوردني الموارد وكان يبكي كثيرا ويقول ابكوا فان لم تبكوا فتباكوا، وقال: والله لو وددت اني كنت هذه الشجرة توكل وتعضد.
وهذا عثمان بن عفان رضي الله عنه: كان اذا وقف على القبر بكي حتي تتبلل لحيته وقال: لو انني بين الجنه والنار لا ادري ايتهما يؤمر بي لاخترت ان اكون رمادا قبل ان اعلم ايتهما اصير!!
وهذا علي بن ابي طالب رضي الله عنه: كان كثير البكاء والخوف والمحاسبه لنفسه وكان يشتد خوفة من اثنتين : طول المل واتباع الهوى قال: فاما طول الامل فينسى الاخرة واما اتباع الهوى فيصد عن الحق.
وعن نواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي قال: ( ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما ابواب مفتحه وعلى الابواب ستور مرخاه وعلى السراط داع يقول: يا ايها الناس! اسلكوا الصراط جميعا ولا تعوجوا وداع يدعو على الصراط فاذا اراد احدكم فتح شي من تلك الابواب قال: ويلك لا تفتحه فانك ان فتحته تلجه . فالصراط هو الاسلام، والستور هو حدود الله، والابواب المفتحه هي محارم الله، والداعي من فوق هو واعظ الله يذكر في قلب كل مسلم)
فهلا استجبت اخي المسلم لواعظ الله في قلبك؟ وهلا حفظت حدود الله ومحارمه؟ وهلا انتصرت على عدو الله وعدوك قال تعالي( ان الشيطان لكم عدو فاتخذوة عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير).

انا لنفرح بالايام نفطعها
وكل يوم مضى يدني من الاجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا
فانما الربح والخسران في العمل