المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غزة والحارة وباباهما المقفلان...مقاربة ومقارنة بين حارة الضبع وغزة!!



Danger_Scorpion
11-09-2009, 04:29 PM
حصار حارة الضبع وعدم استسلام أهلها كان اختزالا واقعيا للحالة الفلسطينية، فالحصارالاسرائيلي المفروض على غزة ما هو الا نتيجة عدم قبول الغزيين خضوعهم للاحتلال


لغزة أبواب مقفلة تقطعها وتفصلها عن العالم الخارجي، وأرض من تحتها مفتوحة لأحياء عاشوا حياة الأموات كي يؤمنوا ما ينقصهم من مؤن واحتياجات أساسية بسبب ذلك الحصار، سماء وأرض محتلين، ومعابر مغلقة وأنفاق مفتوحة في أعماق أرض غزة تصل الى أرض أخرى، الى مصر الكنانة، هذه هي حالة غزة منذ الأربع سنوات تقريبا، وشعب بأكمله يعاني الأمرين من ذلك الحصار المفروض، وذنبهم الوحيد انهم لم يرتضوا العيش الا بكرامتهم..

تلك الحالة التي صورها مسلسل باب الحارة بجزئه الرابع، يحاكيها ويؤكد عليها، وكأن مخرجه بسام الملا أراد أن يبعث من خلال هذا العمل الدرامي الاجتماعي اشارات الى العالم الخارجي، وتتمثل في أن الظلم مهما طال فلابد له من زوال، وأن ارادة الانسان حتى لو كان دون سلاح هي أقوى من أي حصار وأي دبابات وسلاح.

حصار حارة الضبع في بداية الجزء الرابع من مسلسل باب الحارة وعدم استسلام أهلها كان اختزالا واقعيا ومجملا للحالة الفلسطينية، فالحصارالاسرائيلي المفروض على قطاع غزة ما هو الا نتيجة عدم قبول الغزيين وخضوعهم للاحتلال الاسرائيلي، وهكذا كان ذلك التشابه والالتقاء أول ما بدأ به الملا في مقارنته ومقاربته بين حارة الضبع وقطاع غزة، وبعد ذلك انتقل من السبب الى النتيجة، اي أنه انتقل مباشرة الى تحدي رجال حارة الضبع للسياسة الفرنسية وعدم خوفهم من عواقب ذلك التحدي وما نتج عن ذلك من حصار ظالم للحارة ومن اغلاق الباب وهو المتنفس الوحيد للحارة ومنع الدخول اليها أو الخروج منها، وهكذا كان الشبه الثاني بين غزة والحارة والمتمثل بإغلاق معابر قطاع غزة وقطعها عن العالم الخارجي.

وكان لأسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط موقعا في هذا المسلسل، حيث أوجد في أحداث المسلسل عملية أسر لمجموعة من الجنود الفرنسيين وضابطهم وكان قبلها جنديا في نهاية الجزء الثالث.

أما الأنفاق التي قام بحفرها أهالي قطاع غزة في رفح كي تكون معبرا أرضيا يدخلون من خلاله ما ينقصهم من بضائع ومؤن جراء اغلاق الاسرائيليين كل معابر القطاع، فالأنفاق جسدت ايضا في هذا المسلسل ولكن هذه المرة ليست بمبادرة من اهالي الحارة نفسها كما فعل اهالي القطاع وانما بمبادرة اخوتهم في الحارات المجاورة، وتلك المبادرات كانت بالفعل لكن ليست عن طريق الانفاق ولكتها عن طريق البحر والبر من خلال قوافل كسر الحصارالتي قام بها مجموعات كبيرة من الاجانب والعرب الى قطاع غزة.