عصفــــــــــور
09-10-2009, 02:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( عند إنتهائك من قراءة الموضوع فضلاً لا امراً نشر الموضوع في المنتديات العربيه لكي يستفيد منه غيرك ولك الأجر إن شاء الله والدال على الخير كفاعله ))
ورد سؤال من أحد الإخوه إلى فضيلة الشيخ العلامه / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - مفتي عام المملكه العربيه السعوديه سابقاً عن أفضل الذكر وعن كيفية شكر الله عز وجل على نعمه ولا شك بأن البعض منا قد يجهل كيفية شكر الله وأحببت بأن انقل إليكم جواب فضيلته لنشر الفائده المرجوه للجميع حتى يكون الناس على علم وبصيره عن أفضل انواع الذكر و كيفية شكر ربهم جل وعلا .
السؤال 1 :
ماهو أفضل أنواع الذكر، وكيف يكون الشكر لله -عز وجل-؟
الجواب :
أفضل أنواع الذكر قراءة القرآن، هو أفضل الذكر، فينبغي لكل مؤمن ومؤمنة الإكثار من قراءة القرآن مع التدبر والتعقل، ولو كان لا يحفظه كثيراً، يقرأ ما تيسر منه، أو من المصحف إذا كان يقرأ من المصحف، يكثر من ذلك، وإذا كان لا يقرأ من المصحف يقرأ ما حفظ، الذي يحفظ الفاتحة ويكررها كثيراً في أوقات كثيرة؛ لأنها أعظم سورة، وأفضل سورة في القرآن العظيم، كل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها، وإذا كان يحفظ معها بعض السور القصيرة كررها وأكثر منها في الليل والنهار، يرجوا ثواب الله -سبحانه وتعالى-، وإذا كان يقرأ من المصحف قرأ من المصحف، من أوله إلى أخره كلما كمله عاد وقرأ من أوله من الفاتحة، ثم أفضل الذكر بعد ذلك: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" هذا أفضل الذكر بعد القرآن "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير"، "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده وهو على كل شيء قدير"، "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيٌ لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير"، كل هذه أنواع من الذكر جاءت عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، يقول عليه الصلاة والسلام: (الإيمان بضع وستون شعبة – أو قال: بضع وسبعون شعبة- فأفضلها قول: لا إله إلا الله)، وروي عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل)، متفق على صحته ، وقال أيضاً: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة في يومٍ كانت له عدل عشر رقاب، وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكان في حرزٍ من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا من عمل أكثر من عمله)، هذا حديث عظيم رواه البخاري ومسلم في الصحيحين ، فينبغي لكل مؤمن ولكل مؤمنة الإكثار من هذا الذكر، وأن يقول ذلك مائة مرة كل يوم، كل صباح يوم، أو في أثناء اليوم، أو في آخر اليوم، لكن إذا كان في الصباح يكون أفضل، حتى يعم اليوم كله "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مائة مرة، وإن قال: يحيي يميت بيده الخير فكذلك مائة مرة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، يعني عدل عشر رقاب يعتقها في سبيل الله، عشر رقبات من العبيد، وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، فهذا خيرٌ عظيم، وكان في حرزٍ من الشيطان وهذا أيضاً فضل عظيم، وكان في حرزٍ من الشطيان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله، فينبغي لكل مؤمن ولكل مؤمنة الإكثار من هذا وملازمته يومياً. وهكذا الإكثار من قول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" عشر مرات، كلما حصل فرصة قالها عشر مرات، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل) أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين ، فهذه أنواع من الخير وأنواع من الذكر، ويقول -صلى الله عليه وسلم -: (أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (لئن أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس) رواه مسلم في الصحيح ، ويقول أيضاً -عليه الصلاة والسلام-: (الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله)، ويقول أيضاً -عليه الصلاة والسلام-: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم). فأنا أوصي جميع إخواني في كل مكان بالإكثار من هذا الذكر ليلاً ونهاراً صباحاً ومساءً في كل وقت، أوصي جميع المؤمنين والمؤمنات، أوصي جميع إخواني في الله في كل مكان أن يكثروا من هذا، مع الإكثار من قراءة القرآن في كل وقت، كما أوصي الجميع بعد كل صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر أن يقولوا بعد السلام: "أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام" بعد كل صلاة إذا سلم من الفريضة "أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام" هكذا كان النبي يفعل -عليه الصلاة والسلام-، ثم يقول بعد ذلك: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت لا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجَد منك الجَد" هذا يقوله بعد كل صلاة: الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، يقول هذا اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، كان يقول هذا -عليه الصلاة والسلام- وإذا كان إمام بعد الاستغفار يقول: اللهم أنت السلام ينصرف إلى الناس ويعطيهم وجهه، إذا سلم يقول: "أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام"، ثم ينصرف إذا كان إمام إلى الناس ويعطيهم وجهه، والمأموم يقول هذا، والمنفرد يقول هذا: "أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام" ثم يقول الإمام والمنفرد والمأموم كلهم يقولون: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" وبلفظ آخر "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير"، "لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد"، ويزيد بعد هذا في المغرب والفجر خاصة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" عشر مرات، زيادة على ما تقدم في المغرب والفجر: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير" عشر مرات، وروي عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول في صلاة الفجر بعد الذكر والمغرب أيضاً: "اللهم أجرني من النار سبع مرات"، جاء في ذلك حديث فيه بعض اللِّين، ولكن هذا الدعاء حسن بعد المغرب والفجر، "اللهم أجرني من النار، اللهم أجرني، من النار سبع مرات" بعد هذا الذكر، روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقوله بعد الفجر وبعد المغرب: "اللهم أجرني من النار سبع مرات"، فإذا قاله حسن، وليس الحديث فيه بقوي في الثبوت، لكن دعاء حسن من باب الفضائل والترغيب في خير الأعمال، وما ينفع العبد في دنياه وأخراه، فإذا قاله بعض الأحيان، أو دائماً فهو حسن؛ لأنه ليس ضعفه شديداً وإنما هو فيه لين؛ لأن التابعي الذي رواه عن الصحابي ليس مشهوراً ومعروفاً بالعدالة، ولكنه من التابعين، والتابعين يغلب عليهم الخير والفضل ولاسيما أولاد الصحابة -رضي الله عنهم-. ثم بعد هذا كله يستحب لكل مؤمن ولكل مؤمنة أن يقول: "سبحانه الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة" الجميع تسعاً وتسعين، سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ويقول تمام المائة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" ثبت في صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من قال هذا غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، فينبغي الإكثار منها، ينبغي المحافظة على هذا، وعلى هذا الذكر بعد كل صلاة: الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء يقول: "سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة" الجميع تسعاً وتسعون، ثم يقول تمام المائة "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" هذا فيه فضل عظيم يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا قاله غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) فهذا، وعد عظيم وخيرٌ كثير، لكن أهل العلم بينوا أن هذه المغفرة مقيدة باجتناب الكبائر، للنصوص الأخرى، يعني باجتناب الكبائر مثل: الزنا، والسرقة، وعقوق الوالدين، وأكل الربا، ونحو ذلك؛ لأن الله يقول -سبحانه-: إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ[النساء: 31] ، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر)، وفي اللفظ الآخر: (إذا اجتنب الكبائر)، فينبغي للمؤمن أن يحذر الكبائر، يحذر السيئات، وأن لا يصر عليها، بل يبتعد عنها ويحذرها خوفاً من الله، وتعظيماً له، وحذر عقابه -عز وجل-. والكبائر هي الذنوب العظيمة التي جاء فيها الوعيد بالنار، أو بغضب الله، أو جاءت بها الحدود الشرعية: كالزنا، والسرقة، وأكل الربا، وأكل أموال اليتامى، وعقوق الوالدين، أو أحدهما، قطيعة الرحم، الغيبة، النميمة، شهادة الزور، ظلم الناس، هذه الكبائر يجب الحذر منها، غاية الحذر، ومن أسباب عدم المغفرة نسأل الله السلامة والعافية. ويستحب أيضاً مع ما تقدم من الذكر بعد كل صلاة أن يقرأ آية الكرسي: اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ[البقرة: 255] هذه آية عظيمة هي أعظم آية في القرآن، وأفضل آية في القرآن، ويقال لها: آية الكرسي: اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ السنة: النعاس، لا تأخذه سنة ولا نوم لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ هذا أخرها هذه آية الكرسي العظيمة، يستحب المجيء بها بعد الذكر بعد كل صلاة، ويستحب أيضاً أن يأتي بعد كل صلاة بـ (قل هو الله أحد) والمعوذتين، يقرأ (قل هو الله أحد) والمعوذتين بعد كل صلاة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الصمد: 1-4]، ويقرأ أيضاً بعدها: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ [الفلق: 1-5]، وأيضاً يقرأ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ [الناس: 1-6] ، مع التسمية في أول كل سورة، يسمي في أول كل سورة ثم يقرأها، ويستحب تكرار هذه الثلاث بعد الفجر والمغرب ثلاث مرات، وعند النوم ثلاث مرات، يكرر (قل هو الله أحد) ثلاث مرات، وهكذا (قل أعوذ برب الفلق)، وهكذا (قل أعوذ برب الناس) بعد الفجر والمغرب وعند النوم، كل هذا مستحب، فإذا حافظ عليهما المؤمن والمؤمنة فيه خيرٌ عظيم، وفضل كبير، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.
السؤال 2 :
هل شكر الله يدخل ضمن ما تفضلتم به من إجابة عن أفضل أنواع الذكر؟
الجواب :
هذا من الشكر، ذكر الله، وإقام الصلاة، وأداء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، وسائر ما شرع الله، كله من الشكر، يقول الله -سبحانه -: اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا [سبأ: 13] فالشكر بالعمل أعظم الشكر، وهكذا يكون بالثناء على الله مثل الذكر الذي ذكرنا، الذكر هذا من الثناء، وهو من الشكر أيضاً، فإن الشكر يكون باللسان كالتسبيح والذكر الذي ذكرنا. ويكون بالعمل: كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والصدقات على الفقراء والمساكين، والجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ويكون أيضاً بأعمال القلوب: يكون بحب الله، وتعظيمه بالقلب، والإخلاص له بالقلب، وخوفه ورجاءه، والشوق إليه ومحبته، هذا من الشكر بالقلب، فالشكر يكون بالقلب، ويكون باللسان، ويكون بالعمل جميعاً كما قال الشاعر: أفادتكم النعماء من ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا فيدي إشارة إلى العمل، ولساني إشارة إلى القول، والضمير المحجب يعني القلب، فهذا يدل على أن العرب تعرف هذا، فالشكر يكون بالقلب: بمحبة الله تعظيمه، وخوفه ورجاءه، والإيمان بأنه الواحد الأحد والمستحق للعبادة سبحانه وتعالى، وأنه الشكور، وأنه المنعم على عباده، وأنه جواد كريم، وإلى غير هذا من الصفات العظيمة، ويكون بالعمل بأداء ما أوجبه الله، وترك ما حرم الله، ويكون باللسان، بالثناء على الله، وتحميده وتمجيده والدعوة إليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى غير هذا من وجوه الخير القولية.
أرجوا من الله أن يستفيد الجميع من هذا الموضوع وبارك الله فيكم جميعاً
أخوكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( عند إنتهائك من قراءة الموضوع فضلاً لا امراً نشر الموضوع في المنتديات العربيه لكي يستفيد منه غيرك ولك الأجر إن شاء الله والدال على الخير كفاعله ))
ورد سؤال من أحد الإخوه إلى فضيلة الشيخ العلامه / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - مفتي عام المملكه العربيه السعوديه سابقاً عن أفضل الذكر وعن كيفية شكر الله عز وجل على نعمه ولا شك بأن البعض منا قد يجهل كيفية شكر الله وأحببت بأن انقل إليكم جواب فضيلته لنشر الفائده المرجوه للجميع حتى يكون الناس على علم وبصيره عن أفضل انواع الذكر و كيفية شكر ربهم جل وعلا .
السؤال 1 :
ماهو أفضل أنواع الذكر، وكيف يكون الشكر لله -عز وجل-؟
الجواب :
أفضل أنواع الذكر قراءة القرآن، هو أفضل الذكر، فينبغي لكل مؤمن ومؤمنة الإكثار من قراءة القرآن مع التدبر والتعقل، ولو كان لا يحفظه كثيراً، يقرأ ما تيسر منه، أو من المصحف إذا كان يقرأ من المصحف، يكثر من ذلك، وإذا كان لا يقرأ من المصحف يقرأ ما حفظ، الذي يحفظ الفاتحة ويكررها كثيراً في أوقات كثيرة؛ لأنها أعظم سورة، وأفضل سورة في القرآن العظيم، كل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها، وإذا كان يحفظ معها بعض السور القصيرة كررها وأكثر منها في الليل والنهار، يرجوا ثواب الله -سبحانه وتعالى-، وإذا كان يقرأ من المصحف قرأ من المصحف، من أوله إلى أخره كلما كمله عاد وقرأ من أوله من الفاتحة، ثم أفضل الذكر بعد ذلك: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" هذا أفضل الذكر بعد القرآن "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير"، "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده وهو على كل شيء قدير"، "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيٌ لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير"، كل هذه أنواع من الذكر جاءت عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، يقول عليه الصلاة والسلام: (الإيمان بضع وستون شعبة – أو قال: بضع وسبعون شعبة- فأفضلها قول: لا إله إلا الله)، وروي عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل)، متفق على صحته ، وقال أيضاً: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة في يومٍ كانت له عدل عشر رقاب، وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكان في حرزٍ من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا من عمل أكثر من عمله)، هذا حديث عظيم رواه البخاري ومسلم في الصحيحين ، فينبغي لكل مؤمن ولكل مؤمنة الإكثار من هذا الذكر، وأن يقول ذلك مائة مرة كل يوم، كل صباح يوم، أو في أثناء اليوم، أو في آخر اليوم، لكن إذا كان في الصباح يكون أفضل، حتى يعم اليوم كله "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مائة مرة، وإن قال: يحيي يميت بيده الخير فكذلك مائة مرة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، يعني عدل عشر رقاب يعتقها في سبيل الله، عشر رقبات من العبيد، وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، فهذا خيرٌ عظيم، وكان في حرزٍ من الشيطان وهذا أيضاً فضل عظيم، وكان في حرزٍ من الشطيان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله، فينبغي لكل مؤمن ولكل مؤمنة الإكثار من هذا وملازمته يومياً. وهكذا الإكثار من قول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" عشر مرات، كلما حصل فرصة قالها عشر مرات، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل) أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين ، فهذه أنواع من الخير وأنواع من الذكر، ويقول -صلى الله عليه وسلم -: (أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (لئن أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس) رواه مسلم في الصحيح ، ويقول أيضاً -عليه الصلاة والسلام-: (الباقيات الصالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله)، ويقول أيضاً -عليه الصلاة والسلام-: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم). فأنا أوصي جميع إخواني في كل مكان بالإكثار من هذا الذكر ليلاً ونهاراً صباحاً ومساءً في كل وقت، أوصي جميع المؤمنين والمؤمنات، أوصي جميع إخواني في الله في كل مكان أن يكثروا من هذا، مع الإكثار من قراءة القرآن في كل وقت، كما أوصي الجميع بعد كل صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر أن يقولوا بعد السلام: "أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام" بعد كل صلاة إذا سلم من الفريضة "أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام" هكذا كان النبي يفعل -عليه الصلاة والسلام-، ثم يقول بعد ذلك: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت لا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجَد منك الجَد" هذا يقوله بعد كل صلاة: الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، يقول هذا اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، كان يقول هذا -عليه الصلاة والسلام- وإذا كان إمام بعد الاستغفار يقول: اللهم أنت السلام ينصرف إلى الناس ويعطيهم وجهه، إذا سلم يقول: "أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام"، ثم ينصرف إذا كان إمام إلى الناس ويعطيهم وجهه، والمأموم يقول هذا، والمنفرد يقول هذا: "أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام" ثم يقول الإمام والمنفرد والمأموم كلهم يقولون: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" وبلفظ آخر "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير"، "لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد"، ويزيد بعد هذا في المغرب والفجر خاصة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" عشر مرات، زيادة على ما تقدم في المغرب والفجر: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير" عشر مرات، وروي عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول في صلاة الفجر بعد الذكر والمغرب أيضاً: "اللهم أجرني من النار سبع مرات"، جاء في ذلك حديث فيه بعض اللِّين، ولكن هذا الدعاء حسن بعد المغرب والفجر، "اللهم أجرني من النار، اللهم أجرني، من النار سبع مرات" بعد هذا الذكر، روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقوله بعد الفجر وبعد المغرب: "اللهم أجرني من النار سبع مرات"، فإذا قاله حسن، وليس الحديث فيه بقوي في الثبوت، لكن دعاء حسن من باب الفضائل والترغيب في خير الأعمال، وما ينفع العبد في دنياه وأخراه، فإذا قاله بعض الأحيان، أو دائماً فهو حسن؛ لأنه ليس ضعفه شديداً وإنما هو فيه لين؛ لأن التابعي الذي رواه عن الصحابي ليس مشهوراً ومعروفاً بالعدالة، ولكنه من التابعين، والتابعين يغلب عليهم الخير والفضل ولاسيما أولاد الصحابة -رضي الله عنهم-. ثم بعد هذا كله يستحب لكل مؤمن ولكل مؤمنة أن يقول: "سبحانه الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة" الجميع تسعاً وتسعين، سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة، بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ويقول تمام المائة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" ثبت في صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من قال هذا غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)، فينبغي الإكثار منها، ينبغي المحافظة على هذا، وعلى هذا الذكر بعد كل صلاة: الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء يقول: "سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة" الجميع تسعاً وتسعون، ثم يقول تمام المائة "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" هذا فيه فضل عظيم يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إذا قاله غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) فهذا، وعد عظيم وخيرٌ كثير، لكن أهل العلم بينوا أن هذه المغفرة مقيدة باجتناب الكبائر، للنصوص الأخرى، يعني باجتناب الكبائر مثل: الزنا، والسرقة، وعقوق الوالدين، وأكل الربا، ونحو ذلك؛ لأن الله يقول -سبحانه-: إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ[النساء: 31] ، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر)، وفي اللفظ الآخر: (إذا اجتنب الكبائر)، فينبغي للمؤمن أن يحذر الكبائر، يحذر السيئات، وأن لا يصر عليها، بل يبتعد عنها ويحذرها خوفاً من الله، وتعظيماً له، وحذر عقابه -عز وجل-. والكبائر هي الذنوب العظيمة التي جاء فيها الوعيد بالنار، أو بغضب الله، أو جاءت بها الحدود الشرعية: كالزنا، والسرقة، وأكل الربا، وأكل أموال اليتامى، وعقوق الوالدين، أو أحدهما، قطيعة الرحم، الغيبة، النميمة، شهادة الزور، ظلم الناس، هذه الكبائر يجب الحذر منها، غاية الحذر، ومن أسباب عدم المغفرة نسأل الله السلامة والعافية. ويستحب أيضاً مع ما تقدم من الذكر بعد كل صلاة أن يقرأ آية الكرسي: اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ[البقرة: 255] هذه آية عظيمة هي أعظم آية في القرآن، وأفضل آية في القرآن، ويقال لها: آية الكرسي: اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ السنة: النعاس، لا تأخذه سنة ولا نوم لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ هذا أخرها هذه آية الكرسي العظيمة، يستحب المجيء بها بعد الذكر بعد كل صلاة، ويستحب أيضاً أن يأتي بعد كل صلاة بـ (قل هو الله أحد) والمعوذتين، يقرأ (قل هو الله أحد) والمعوذتين بعد كل صلاة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الصمد: 1-4]، ويقرأ أيضاً بعدها: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ [الفلق: 1-5]، وأيضاً يقرأ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ [الناس: 1-6] ، مع التسمية في أول كل سورة، يسمي في أول كل سورة ثم يقرأها، ويستحب تكرار هذه الثلاث بعد الفجر والمغرب ثلاث مرات، وعند النوم ثلاث مرات، يكرر (قل هو الله أحد) ثلاث مرات، وهكذا (قل أعوذ برب الفلق)، وهكذا (قل أعوذ برب الناس) بعد الفجر والمغرب وعند النوم، كل هذا مستحب، فإذا حافظ عليهما المؤمن والمؤمنة فيه خيرٌ عظيم، وفضل كبير، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية.
السؤال 2 :
هل شكر الله يدخل ضمن ما تفضلتم به من إجابة عن أفضل أنواع الذكر؟
الجواب :
هذا من الشكر، ذكر الله، وإقام الصلاة، وأداء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، وسائر ما شرع الله، كله من الشكر، يقول الله -سبحانه -: اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا [سبأ: 13] فالشكر بالعمل أعظم الشكر، وهكذا يكون بالثناء على الله مثل الذكر الذي ذكرنا، الذكر هذا من الثناء، وهو من الشكر أيضاً، فإن الشكر يكون باللسان كالتسبيح والذكر الذي ذكرنا. ويكون بالعمل: كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والصدقات على الفقراء والمساكين، والجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ويكون أيضاً بأعمال القلوب: يكون بحب الله، وتعظيمه بالقلب، والإخلاص له بالقلب، وخوفه ورجاءه، والشوق إليه ومحبته، هذا من الشكر بالقلب، فالشكر يكون بالقلب، ويكون باللسان، ويكون بالعمل جميعاً كما قال الشاعر: أفادتكم النعماء من ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا فيدي إشارة إلى العمل، ولساني إشارة إلى القول، والضمير المحجب يعني القلب، فهذا يدل على أن العرب تعرف هذا، فالشكر يكون بالقلب: بمحبة الله تعظيمه، وخوفه ورجاءه، والإيمان بأنه الواحد الأحد والمستحق للعبادة سبحانه وتعالى، وأنه الشكور، وأنه المنعم على عباده، وأنه جواد كريم، وإلى غير هذا من الصفات العظيمة، ويكون بالعمل بأداء ما أوجبه الله، وترك ما حرم الله، ويكون باللسان، بالثناء على الله، وتحميده وتمجيده والدعوة إليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى غير هذا من وجوه الخير القولية.
أرجوا من الله أن يستفيد الجميع من هذا الموضوع وبارك الله فيكم جميعاً
أخوكم