المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلة في الحكام وليس الشعوب



محمد السويسي
30-11-2009, 05:32 PM
إن المفاضلة من بعض الكتاب بين نظام عربي وأخر ، جمهورياً كان أم ملكياً ، لامعنى له ولا إيجاب .
فمعاناة الشعب لدى النظامين واحدة في التخلف والفقر والتردي الإقتصادي وفقدان الحماية الإجتماعية .
فالعلة ليست في النظام مهما كان شكله بل في الذين يتجاهلون القوانين والدستور والطرق السليمة لبناء الوطن من الحكام وبطانتهم الذين جبلوا على النفاق والمحاباة ، بما ينعكس سلباً على الوطن وسمعة الحاكم .

من الطبيعي أن يكون مآل الحكام إلى زوال ، وتلك سنة طبيعية أقصاها الوفاة ، ولكن من الخطأ القول أن الشعوب العربية مآلها إلى انقراض ، فتلك محنة الفكر العربي للمثقفين العرب ، خاصة إذا كان أصحابه يعيشون في المجتمع الغربي فيغشى فكرهم الضباب وتفسد عليهم الرؤيا ، فيركبون مركب الغرور بمحاولة تسويق رأيهم عن بعد على ضحالته في الوقت الذي تتفاعل فيه المعاناة والمتغيرات على أرض الواقع .

من السهل الإنتقاد ولكن لابد من إقتراح البدائل للخروج وإن لم يعمل بها من قبل الحكام ، ولكنها إنارة للطريق وفقاً للمثل السائد " اللهم اشهد فإني بلغت " .
وإلا فإن أي انتقاد دون إقتراح البدائل فتلك ثقافة الجهل والسفسطة وبالتالي فلا إيجاب من المناقشة طبقاً لقول أمير المؤمنين على بن أبي طالب "ماجادلني عالم إلا غلبته وما جادلني جاهل إلا غلبني " .
وعندها فلا فرق بين ممارسة الحاكم الخاطئة والناقد إذا لم يقدم حلاً مهما بلغت ثقافته وإلا أضحت كالعلم غير النافع أو المفيد .

إن مشكلة العالم العربي هي مشكلة إقتصادية يُعجز عن تقويمها ، لاتباع حكامه المدارس الغربية بجهل لأنها لاتستقيم في بلداننا لاعتقادهم أنها قوالب جامدة كجمود عقول مستشاريهم ومن حولهم .
ورغم سلبيات تطبيقها في غير موقعها فإنه يؤخذ السالب منها ويترك الأيجاب مما يزيد من تخلف المجتمع الذي طاله الإرهاب من فقرائه الى حد حمل السلاح ، باستغلال وتمويل من الخارج أكثر الأحيان ، بما ينطبق إليه القول "عجبت لمن لايجد قوت يومه كيف لايخرج للناس شاهراً سيفه "
ومع ذلك فلا حياة لمن تنادي مع تزايد الفقر والبطالة والعوز دون أي محاولة لحلها ، رغم توفر الإمكانيات ، بل تكديس السلاح والتجنيد المتزايد بما يضاعف كلفة القضاء على البطالة والنهوض بالإقتصاد .
وسبب تجاهل الحلول هو الفساد السياسي والطمع بتكديس الأموال التي تزيد عن حاجة الحكام وبطانتها وإيداعها في الخارج لتتبخر بإفلاس البنوك والمؤسسات المتعمد كل عقد تقريباً ومن ثم عود إلى بدء وإفلاس وهكذا دواليك .

ومن هنا فإن تصريح رئيس وزراء بريطانيا عقب الأزمة المالية ، عندما نادى البعض بسحب ماتبقى من الأموال العربية في بنوك الغرب ، في سياق تصريح له مع اعتراضه على هذه المناداة بالقول أن هذه الأموال لاحاجة للعرب فيها لأنها تفيض عن حاجتهم وإلا لما أودعوها في الخارج !؟ إنه تصريح غريب جداً ومؤلم إلا أنه غير صحيح لأن الفقر والبطالة والتخلف هو سمة العالم العربي .
وما هذا التخلف إلا لغياب القائد الذي تحتاجه الشعوب لنهضها.والعرب كانوا قمة في التشرذم والإقتتال والتخلف قبل أن يأتي الإسلام ويوحدهم بقيادة النبي الكريم محمداً صلى الله عليه وسلم لقوة شخصيته وحكمته .
ولقد سبق أن احتلت القدس من الصليبين وقد تم تحريرها على يد القائد صلاح الدين الأيوبي ولكن وفق خطوات جبارة وليس طبقاً للتنظير والفذلكة أو العاطفة بل لحلول عملية وتطبيق على الأرض لم يكن هيناً مع إنتقاله من مصر لسوريا وتوحيد الجيشين وفق خطة محكمة ، لعبقريته ووسع أفقه وحسن قيادته .
ويظهر خواء التخلف العربي لحكامه ومن حولهم في المشاريع العبثية الخليجية بما يشبه "الحرث " في البحر لإنشاء القصور وقد ضاقت بهم الدنيا على رحبها مما يعني ضيقاً في الفكر بما لاشأن للشعب فيه الذي لاهم له سوى تأمين قوت يومه وينام قلقاً على غده ، مع لهو حكامه عنه في غير النافع أوالمفيد بما يثير سخرية الغرب وتهكمه .

وأختم أن الفساد السياسي ونهب الأموال العامة أضحى صفة عامة حتى لحكام الغرب الذين عراهم احتلال العراق والأزمة المالية العالمية في أمريكا .
ولذا فإن حالة التخلف والفساد أضحت صفة مشتركة بين حكام العالم العربي وحكام الغرب اللاأخلاقيين خاصة الأمريكيين مع فساد مواقفهم من القضية الفلسطينية واحتلالهم العراق وتشجعيهم وتمويلهم الحركات الإرهابية الوهمية ضد العرب والمسلمين برايات إسلامية مجهولة وإعلام مزيف ، لاستنزاف أموال النفط بداعي الحماية الكاذبة وخلق الفوضى في العالم العربي ، ولتشويه أعمال المقاومة ضد الإحتلال في فلسطين والعراق وأفغانستان .

Dreamweaver
30-11-2009, 09:11 PM
مع انني لم افهم كل شيء بالضبط ولكن هناك نقطة اتفق معك بها 100%
وإلا فإن أي انتقاد دون إقتراح البدائل فتلك ثقافة الجهل والسفسطة