Jarmen Kill
22-12-2009, 12:40 PM
يرى طبقة من المجتمع الإنساني أن الأسلوب أو الطريقة التي يتبعونها الطـُغاة تندرج تحت " الكوميديا السوداء " و من نوع " المضحك المبكي " , إعتادت الخطابات على تشخيص مشكلات الواقع بمصطلح الأزمة, فثمة أزمة سياسية و أخرى اقتصادية ثم اتفاقية و هكذا,
و بالطبع فإن المشكلة لا تكمن في التخيص بحد ذاته و إنما هي طبيعته , إذ لا يكفي القول مثلاً بأن فلانًا مريض و كفى ! و إنما ينبغي تفحّص طبيعة هذا المرض و درجته ( دائم أم عارض أم عضوي أم سطحي ) , للانتقال إلى مرحلة تأمين البيئة و العلاج المناسبين, ثم توفير سبل الوقاية من الوقوع في ذات المرض مُجدّداً , و اللاف أن هذا الحديث لم يقتصر يومًا على المحكومين, إذ ندر أن تجد حاكمًا لم يعترف بالمُعضلات و الأزمات و المُشكلات التي يعيشها شعبه, منذ عقود الزمن, و لكن من دون أن يتقدم أحد للمبادرة بتقديم العلاجات المناسبة؛ و إذا كان ثمة من مبادرة من أحد فإن هذه المبادرة كانت تأتي على الأغلب طارئة و جزئية و سطحية لكونها في غايات ضيقة و وفق حسابات معينة
و يستنتج من كل ذلك أن الأزمات في دول الأنظمة المستبدة من النوع العضوي, فالأمراض و الطفيليات تعضّت في جسد الأمة و تفتك بها, و دليل ذلك التردّي في الأوضاع المعيشية و الاقتصادية و في مستوى التعليم و في حال الضياع و الاحباط و الفساد و التفكك التي باتت تسود مجتمعات هذه الأنظمة منذ فجر التاريخ و حالة للمشاريع الخارجية و الوصاية الدولية , تحت هذه الذريعة أو تلك.
فما يثير الانتباه في هذه الخطابات مثلاً أنها غالباً ما ترى الأزمة نوعاً من مؤامرة خارجيّة, حاكتها الإمبريالية لتجزئة الأمة و أضعافها, طمعاً بثرواتها و أراضيها أو في إطار صراع الحضارات؛ في حين أن هذه الخطابات تقف عاجزة عن تفسير تفشي الفقر و الفساد ة تهميش المجتمعات , كما أن هذه الخطابات تحاول أن تسطّح حال الأزمة لحجب دور العوامل الذاتية في توطّن الأظمات و تفاقمها!
و يعكس مؤشر المشاركة السياسية المباشرة ظاهرة اللامبالاة و السلبية و الاغتراب التي تسود المجتمعات, و من كذل يمكن التوصل لعدة استنتاجات, لعل أهمها أن الأزمات هي ظاهرة طبيعية لأية دولة و لأي مجتمع, و المسألة الأساسية في كيفية استثمارها لتحفيز الطاقات و استنفار الامكانيات, لتحويلها من معطى سلبي إلى معطى إيجابي إن أمكن .
و بالطبع فإن المشكلة لا تكمن في التخيص بحد ذاته و إنما هي طبيعته , إذ لا يكفي القول مثلاً بأن فلانًا مريض و كفى ! و إنما ينبغي تفحّص طبيعة هذا المرض و درجته ( دائم أم عارض أم عضوي أم سطحي ) , للانتقال إلى مرحلة تأمين البيئة و العلاج المناسبين, ثم توفير سبل الوقاية من الوقوع في ذات المرض مُجدّداً , و اللاف أن هذا الحديث لم يقتصر يومًا على المحكومين, إذ ندر أن تجد حاكمًا لم يعترف بالمُعضلات و الأزمات و المُشكلات التي يعيشها شعبه, منذ عقود الزمن, و لكن من دون أن يتقدم أحد للمبادرة بتقديم العلاجات المناسبة؛ و إذا كان ثمة من مبادرة من أحد فإن هذه المبادرة كانت تأتي على الأغلب طارئة و جزئية و سطحية لكونها في غايات ضيقة و وفق حسابات معينة
و يستنتج من كل ذلك أن الأزمات في دول الأنظمة المستبدة من النوع العضوي, فالأمراض و الطفيليات تعضّت في جسد الأمة و تفتك بها, و دليل ذلك التردّي في الأوضاع المعيشية و الاقتصادية و في مستوى التعليم و في حال الضياع و الاحباط و الفساد و التفكك التي باتت تسود مجتمعات هذه الأنظمة منذ فجر التاريخ و حالة للمشاريع الخارجية و الوصاية الدولية , تحت هذه الذريعة أو تلك.
فما يثير الانتباه في هذه الخطابات مثلاً أنها غالباً ما ترى الأزمة نوعاً من مؤامرة خارجيّة, حاكتها الإمبريالية لتجزئة الأمة و أضعافها, طمعاً بثرواتها و أراضيها أو في إطار صراع الحضارات؛ في حين أن هذه الخطابات تقف عاجزة عن تفسير تفشي الفقر و الفساد ة تهميش المجتمعات , كما أن هذه الخطابات تحاول أن تسطّح حال الأزمة لحجب دور العوامل الذاتية في توطّن الأظمات و تفاقمها!
و يعكس مؤشر المشاركة السياسية المباشرة ظاهرة اللامبالاة و السلبية و الاغتراب التي تسود المجتمعات, و من كذل يمكن التوصل لعدة استنتاجات, لعل أهمها أن الأزمات هي ظاهرة طبيعية لأية دولة و لأي مجتمع, و المسألة الأساسية في كيفية استثمارها لتحفيز الطاقات و استنفار الامكانيات, لتحويلها من معطى سلبي إلى معطى إيجابي إن أمكن .