المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال مدينة الخليل



أبو أحمد العجور
28-12-2009, 10:00 AM
مدينة الخليل
بتاريخ : 11-16-2009 الساعة : 08:12 AM



*الخليل (حبرون)*





مقدمة :

تقع الخليل على بعد ٣٨ كم منالقدس على طريق بئر السبع وهي مشهورة بأشجار الزيتون والعنب والتين. وتحوي أكثرالأماكن قداسة للعالم اليهودي والإسلامي والتي تحمل ذكريات عزيزة على المسيحيينأيضا لإبراهيم الذي اشترى قطعة أرض ودفن فيها سارة ويعتبره الوحي الإلهي «أبا جميعالمؤمنين».




الحقبة الكتابية :


يذكر الكتاب المقدس الموقع مستخدما ثلاثةأسماءمختلفة:


قِرية أربع (بلدة الأربعة) تكوين ٢٣، ٢؛ ٣٥، ٢٧. وهو لا يدلعلى أربعة أحياء بل على الأرجح أربع مدن متحدة كانت الخليل واحدة منهن.


فيبعض المواضع ذكرت باسم مَمْرا وأحيانا مَمْرا التي هي حبرون (تك ٢٣، ١٩) ويبدو أنالسبب في ذلك يعود إلى الرغبة في القضاء على اسم مَمْرا الذي يدل على مركز العبادةالوثنية.


أما الاسم الأكثر استعمالا والذي استبدل قريات أربع فهو حبرون (الخليل)


تك ٢٣ - تدخل الخليل التاريخ الكتابي بموت سارة إذ اشترى إبراهيمحينئذ أرضا في حبرون وكان في الأرض مغارة استخدمها ابراهيم لدفن امرأته.



[SIZE=4.5]موت سارة :

تك ٢٣، ١-٢٠
وكانت سنوعمر سارة مائة وسبعا وعشرين سنة. وماتت سارة في قِرية أربَع، وهي حبرون، في أرضكنعان. فأقبل إبراهيم يندب سارة ويبكيها. وقام إبراهيم من أمام ميته وكلّم بني حثّقائلا: « أنا نزيل ومقيم عندكم. أعطوني ملك قبر عندكم فأدفن ميتي من أمام وجهي». فأجاب بنو حث إبراهيم قائلين له:
«ألا اسمعن يا سيدي. أنت زعيم لله في وسطنا:فيأفضل قبورنا ادفن ميتك، فليس أحد منا يرفض لك قبره لتدفن فيه ميتك». فقام إبراهيموسجد لأهل البلد، أي لبني حث، وكلمهم قائلا: «إن طابت نفوسكم بأن أدفن ميتي من أماموجهي، فاسمعوا لي واسألوا لي عفرون بن سحر أن يعطيني مغارة المكفيلة التي له في طرفحقله في وسطكم، يعطيني إياها بثمنها الكامل لتكون لي ملك قبر».

وكان عفرونجالسا في وسط بني حث، فأجاب عفرون الحثي إبراهيم على مسامع بني حث، أمام كلّ من دخلباب مدينته، قائلا: «لا يا سيدي، إسمع لي. الحقل قد وهبته لك، والمغارة التي فيهأيضا وهبتها لك مني، على مشهد بني قومي وهبتها لك. إدفن ميتك». فسجد إبراهيم أمامأهل البلد، وكلم عفرون على مسامعهم قائلا: «أسألك أن تسمع لي. أعطيك ثمن الحقل؛فخذه مني فأدفن ميتي هناك». فأجاب عفرون إبراهيم وقال له: «يا سيدي، إسمع لي: أرضتساوي أربعمائة مثقال فضة، ما عسى أن تكون بيني وبينك؟ إدفن».

فلما سمعإبراهيم ذلك منه، وزن له الفضة التي ذكرها على مسامع بني حث، أربعمائة مثقال فضة،مما هو رائج بين التجار. فحقل عفرون الذي في المكفيلة التي تجاه مَمرا الحقلوالمغارة التي فيه، وكلّ ما فيه من الشجر بجميع حدوده المحيطة به، ذلك كله أصبحملكا لإبراهيم بمشهد بني حث وكلّ من دخل باب مدينته. وبعد ذلك، دفن إبراهيم سارةإمرأته في مغارة حقل المكفيلة تجاه مَمرا، وهي حبرون، في أرض كنعان. وأصبح الحقلوالمغارة التي فيه لإبراهيم ملك قبر من عند بني حث.

كان هذا المدفن هو أولملكية لإبراهيم في أرض الميعاد التي وعده الله أن يهبه إياها له ولذريته منبعده.

تك ٢٥، ٩ - لما مات إبراهيم دفنه ابنه بجانب امرأته سارة في مغارةالمكفيلة وتعني «المزدوجة» أي قبر به حجرتين.

عدد ١٣، ٢٢ - يقدم لنا الكتابالمقدس تاريخ تأسيس الخليل وهي من بين المدن القديمة فعلا فيقول: «كانت حبرون قدبنيت قبل صوعَن مصر بسبع سنين». وهي مدينة هامة جدا في مصر زمن الإمبراطوريةالوسطى.

عدد ١٣، ٢٧ - أرسل موسى عيونه إلى المنطقة المحيطة بالمدينة، فعادواإليه حاملين عنقودا ضخما من العنب يحمله رجلان. فقالا: «هذه بالحقيقة أرض تدر لبناوعسلا... المدن محصنة وعظيمة جدا...».

يشوع ١٠، ٣٦؛ ١٤، ٦؛ ٢٠، ٧ - غلب يشوعملك الخليل خلال حربه مع الكنعانيين وقضى على أهلها ووقعت من نصيب سبط يهوذا. بعدموت شاول عُين داود ملكا وسكن فيها طيلة سبع سنوات. ولمّا أعلن ملكا لإسرائيل كلّهاحول عاصمته إلى القدس (٢ ملوك ٢، ١١). وفي الخليل قتل يوآب رفيق داود آبنير قائدقوات شاول الذي أتى يعقد حلفا مع داود.

٢صم ١٥، ٧ - بعد ثورة أبشالوم ضدداود أبيه أقام داود في الخليل عاصمته (٢ أيام ،٥٫١١) .

نحميا ١١، ٢٥ - أصبحت الخليل فيما بعد عاصمة للأدوميين.

لم يأت العهد الجديد على ذكر مدينة الخليل إطلاقا :

بعدالفتح العربي ازدهرت المدينة وتحول اسمها من حبرون إلى الخليل (أي صديق الله) نسبةإلى إبراهيم. (أنظر أشعيا ٤١، ٨ وقضاة ٢، ٢٣)

توحي الخليل في العقيدةالإسلامية إلى المحبة تحت شكل الضيافة. فيقول المقدسي عام ٩٨٥: «في مزار الخليلهنالك مطعم عام به طباخ وخباز وخدم مهيَّؤون. فيقدم هؤلاء أطباقا من العدس وزيتالزيتون لكل حاجّ فقير محتاج يبلغ المدينة.

وكثيرا ما يقدمون هذا الطبقللأغنياء أيضا لكي يستمتع إن شاء بحسن الضيافة. ولا تنبع هذه الضيافة من مثالإبراهيم كما يعتقد البعض بل من ثمين الداري رفيق النبي وغيره».
زيارة المدينة :

الخليل هي إحدى أقدسأربع مدن في الإسلام. سكانها مسلمون بأجمعهم. وهنالك مجموعة من اليهود المتديّنيناستوطنوا في المدينة بعد عام ١٩٦٨. وقامت إلى الشرق من المدينة مستعمرة يهودية باسمقِرية أربع نسبة إلى الإسم الكتابي.

زيارة شوارع المدينة القديمة تجربةممتعة إذ تسمح لنا بملاحظة أسلوبها العربي ومشاهدة صناعة الخزف والزجاج التي تشتهربهما. ونجد في مركز المدينة المسجد الكبير الحرم الإبراهيمي الذي يحمي قبور الآباء،وهو من أشهر مساجد الإسلام.

يذكر الحاج مجهول الاسم الذي من پياشنسا عن وجودكنيسة في المدينة عام ٥٧٠ تقوم أمامها باحة منقسمة إلى قسمين أحدهما لليهود والاخرىللمسيحيين. حوّل الفتح العربي الكنيسة إلى جامع. وقد بنى الصليبيون كنيسة حوّلهاالمسلمون بعد إجراء التعديلات إلى الجامع القائم حاليا.

simonarbrt
28-12-2009, 04:29 PM
ابو احمد جميل جدا مقالك واعجبني شكراً لك