مدى
04-01-2010, 09:52 PM
منذ أن حدثت كارثة لم أعد أستطيع النوم فكل يوم أترقب حدوث انهيار بحيرة المسك أو وجود سيول منقولة أصبحت أستشعر الخوف الشديد لمرور غيمة . كل يوم أرى نفسي وأنا أغرق ويعاجلني الموت دون أن أنطق الشهادة أرى صغاري يصارعون أمواج هادرة لو حدث فيضان في البحر الأحمر . لا أعلم لماذا يصارعني كابوس الغرق كل يوم ؟ حياتي أصبحت بلا معنى. هكذا تتحدث سلمى كل يوم فهي من سكان جنوب جدة رغم أنها ليست من المتضررين ..
هذا الشعور الذي ينتاب سلمى هو شعور قد يحدث عند الكثيرين ممن عايشوا الأحداث وقد يكون شعورا طبيعيا في البداية إلا أن التمادي فيه قد يؤدي إلى الكثير من المشاكل النفسية والجسدية وهنا تبرز أهمية الثقافة الوقائية النفسية
بحيث يبتعد الإنسان عن التعامل النفسي مع الحدث بأبشع صورة متوقعة نعم يتم افتراض أسوأ الأمور ثم توضع خطة للتعامل مع أسوأ الظروف بإيجابية فيما لو حدثت
وهذا من الأخذ بالأسباب ونتوقف عند هذا الحد . دون أن يعيش الإنسان نفسيا أسوأ الأحداث كأنها واقعة في حياته فيتخيل نفسه بشكل مستمر أنه كذا أو كذا أو تتخيل الأم نفسها أو أولادها أو الأسرة في أسوء الأوضاع
وخطوة اجترار الأوضاع النفسية السيئة دون أن تقع وإنما لاحتمال وقوعها يجعل من هذه الشخصية عرضة للصدمات النفسية والمسلم لديه ثقافة لفترة ترقب الخطر فعند احتمال وقوع مكروه بعد الأخذ بالأسباب يغلب المسلم جانب الطمأنينة وحسن الظن والتفاؤل بعدم وقوع المكروه فالله عز وجل يقول في الحديث القدسي : ( أنا عند ظن عبدي بي إن ظن بي خيرا فله وإن ظن شرا فله ) وبذلك يحارب الإنسان التشاؤم ويشعر بالاستقرار النفسي مهما كان حجم الخطر لأنه يعلم أنه لن يصيبه إلا ما قدره الله عليه
والشعور بالتفاؤل يساعد على التعامل بعقلانية في المواقف المختلفة بينما التشاؤم قد يؤدي إلى كثير من الأمراض النفسية والجسدية وإلى الانهزامية حيث يؤثر على كافة قدرات الإنسان فيما يضيق عطاؤه وإذا وقع ما كان يخشاه يحدث له انهيار نفسي ولا يستطيع التصرف غالبا لذلك فالتوازن النفسي وتعويد الأبناء عليه حتى في الظروف الصعبة هو مطلب ديني اجتماعي لأنه يساهم في السلام الداخلي الذاتي فشعار المؤمن الأخذ بكافة الأسباب وعدم التهاون أو التقصير في ذلك سواء في ما يخص حماية النفس أو الآخرين مع حسن الظن بالله والتوكل عليه نسأل الله عز وجل للجميع السلامة والعافية
أ. نورة مسفر- استشارية في جمعية الشقائق بجدة (http://alshaqaeq.wordpress.com/)
منقول بطلب من الكاتبة
هذا الشعور الذي ينتاب سلمى هو شعور قد يحدث عند الكثيرين ممن عايشوا الأحداث وقد يكون شعورا طبيعيا في البداية إلا أن التمادي فيه قد يؤدي إلى الكثير من المشاكل النفسية والجسدية وهنا تبرز أهمية الثقافة الوقائية النفسية
بحيث يبتعد الإنسان عن التعامل النفسي مع الحدث بأبشع صورة متوقعة نعم يتم افتراض أسوأ الأمور ثم توضع خطة للتعامل مع أسوأ الظروف بإيجابية فيما لو حدثت
وهذا من الأخذ بالأسباب ونتوقف عند هذا الحد . دون أن يعيش الإنسان نفسيا أسوأ الأحداث كأنها واقعة في حياته فيتخيل نفسه بشكل مستمر أنه كذا أو كذا أو تتخيل الأم نفسها أو أولادها أو الأسرة في أسوء الأوضاع
وخطوة اجترار الأوضاع النفسية السيئة دون أن تقع وإنما لاحتمال وقوعها يجعل من هذه الشخصية عرضة للصدمات النفسية والمسلم لديه ثقافة لفترة ترقب الخطر فعند احتمال وقوع مكروه بعد الأخذ بالأسباب يغلب المسلم جانب الطمأنينة وحسن الظن والتفاؤل بعدم وقوع المكروه فالله عز وجل يقول في الحديث القدسي : ( أنا عند ظن عبدي بي إن ظن بي خيرا فله وإن ظن شرا فله ) وبذلك يحارب الإنسان التشاؤم ويشعر بالاستقرار النفسي مهما كان حجم الخطر لأنه يعلم أنه لن يصيبه إلا ما قدره الله عليه
والشعور بالتفاؤل يساعد على التعامل بعقلانية في المواقف المختلفة بينما التشاؤم قد يؤدي إلى كثير من الأمراض النفسية والجسدية وإلى الانهزامية حيث يؤثر على كافة قدرات الإنسان فيما يضيق عطاؤه وإذا وقع ما كان يخشاه يحدث له انهيار نفسي ولا يستطيع التصرف غالبا لذلك فالتوازن النفسي وتعويد الأبناء عليه حتى في الظروف الصعبة هو مطلب ديني اجتماعي لأنه يساهم في السلام الداخلي الذاتي فشعار المؤمن الأخذ بكافة الأسباب وعدم التهاون أو التقصير في ذلك سواء في ما يخص حماية النفس أو الآخرين مع حسن الظن بالله والتوكل عليه نسأل الله عز وجل للجميع السلامة والعافية
أ. نورة مسفر- استشارية في جمعية الشقائق بجدة (http://alshaqaeq.wordpress.com/)
منقول بطلب من الكاتبة