المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مزاح النبي صلى الله عليه وسلم



nagah
19-01-2002, 01:34 AM
إن المزاح كالمداعبة و الملاعبة و الهزل الذي هو خلاف الجد يقال هزل في قوله أو فعله ، او مزح أو داعب الكل بمعنى واحد .

و السؤال : هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على جلال قدره و سمو مكانته ، وانشغال باله بمهام الرسالة و أعباء القيادة و هداية الناس يمزح ؟ و الجواب ، نعم كان يمزح و يداعب و يهزل بقلة لاستيعاب الجد وقته كله إلا أنه كان في مُزاحه و مداعبته و هزله لا يخرج أبداً عن دائرة الحق و بحال من الأحوال و هو في مزاحه و مداعبته يقدّم معروفاً لأصحابه بما يدخل عليهم من الغبطة والسرور و على أطفالهم إذا داعبهم من الفرح والمرح و السرور و الحبور .
و هناك حقيقة وهي أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يمزح ولا يقول إلا حقاً و في الإمكان الائتساء به في ذلك ، لأنه من المقدور المستطاع و ليس من خصائصه صلى الله عليه وسلم بل هو أدب عام يأخذ به كل مؤمن قدر عليه .


حدّث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاستحمله أي طلب منه أن يحمله على بعير و نحوه ، فقال صلى الله عليه وسلم : " إنا حاملوك على ولد الناقة " فقال الرجل : يا رسول الله ما أصنع بولد الناقة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ك " هل تلد الإبل إلا النوق ؟ "
فكان قوله هذا مداعبة للرجل و مزحاً معه و هو حق لا باطل فيه .


وحدّث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه و سلم فسمع صوت عائشة عالياً على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل تناولها ليلطمها و قال : ألا أراكِ ترفعين صوتك على رسول الله فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يحجزه . و خرج أبو بكر مغضباً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج أبو بكر : " كيف رأيتني أنقذتك من الرجل ؟ " فمكث أبو بكر أياماً ثم استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدهما قد اصطلحا فقال لهما : أدخلاني في سلمكما كما أدخلتماني في حربكما ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد فعلنا ، قد فعلنا "
ففي هذا الحديث من حسن العشرة و طيب المداعبة ما لا يخفى على متأمل .


وحدّث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له : " ياذا الأذنين "
وهي مداعبة ظاهرة و هي حق واضح ، إذ كل إنسان له أذنين اثنتين .


وحدّث أنس بن مالك فقال كان رجل من أهل البادية يقال له زاهر ، وكان يهدي للنبي صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية فيجهزه النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيه يوماً : " إن زاهراً باديتنا ونحن حاضره " ، و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه ، و كان هو رجلاً دميماً فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه ولا يبصره الرجل ، فقال : أرسلني من هذا ؟ فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم ، و جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من يشتري هذا العبد ؟ " فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذن والله تجدني كاسداً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لكن عند الله لست بكاسد أنت عند الله غال "
فالمزاح في هذا الحديث ظاهر بصورة واضحة ، ومعه من كمال الخُلق و حسن الصحبة ، وطيب المخالطة ما لا مزيد عليه .


وحدّث أنس بن مالك رضي الله عنه فقال : كان للنبي صلى الله عليه وسلم حادٍ يحدو و بنسائه يقال له أنجشة فحدا فأعنقت الإبل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ويحك يا أنجشة ارفق بالقوارير " أي بالنساء .
فإطلاق القوارير على النساء مداعبة ظاهرة ووصفهن بالقوارير لضعفهن ، فلو سقطت إحداهن من هودجها لتكسرت ، ولو كن غير أمهات المؤمنين لصح أن يقال إن الحداء و هو صوت الحادي الرقيق قد يوجد في نفس المرأة أثراً غير صالح .


وحدّث مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت : حدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه ذات ليلة حديثاً فقالت امرأة منهن : يا رسول الله كان الحديث حديث خرافة ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتدرين ما خرافة ؟ إن خرافة كان رجلاً من بني عذرة أسرته الجن في الجاهلية فمكث فيهم دهراً طويلاً ، ثم ردوه إلى الأنس ، فكان يحدث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب فقال الناس حديث خرافة " .
و المداعبة في هذا الحديث ظاهرة في الرد على القائلة حديث خرافة فبدل أن يؤنبها لاطفها وداعبها ، وقص عليها قصة خرافة العذري .


حدث الحسن البصري رحمه الله تعالى فقال أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ادع الله لي أن يدخلني الجنة فقال : " يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز " فولّت العجوز تبكي ، فقال : " أخبروها أنها لا تدخلها و هي عجوز فإن الله تعالى يقول : { إنا أنشأناهن إنشاء ، فجعلناهن أبكاراً ، عرباً أتراباً } " .

--------------------------------------------------------------------------------

(شعر حدث أن امرأة جاءت تسأل عن زوجها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم :" زوجك الذي في عينيه بياض " فبكت وظنت أن زوجها عمى ، فأعلمت أن العين لا تخلو من بياض ، فكانت مداعبة كمداعبته صلى الله عليه وسلم للعجوز .

باباسنفور
19-01-2002, 12:28 PM
مشكووور ولنقتدي به صلى الله عليه وسلم