المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال العلماء بين عروة الاسلام وعروة السلطان



نسيم الاقصى
25-01-2010, 10:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

العلماء بين عروة الإسلام وعروة السلطان


بقلم: علاء أبو صالح
لطالما كان دور العلماء في الأمة الإسلامية دوراً ريادياً، فعلماء الأمة الإسلامية (وأقصد في هذا المقال علماء الشريعة) ليسوا كعلماء الأمم الأخرى، فعلماء الأمم الأخرى يلعبون دوراً هامشياً على مستوى قيادة الأمة وتوجيه دفتها، بينما علماء المسلمين يحتلون مكانةً مرموقةً وموقعاً مميزاً في قاطرة سير الأمة وانتقالها من حال لآخر، وما ذلك إلا لأن الإسلام هو الذي يصوغ الحياة السياسية لدى المسلمين وفق أفكار ومفاهيم انبثقت عن عقيدته ونظرته للحياة، بينما فصل آخرون الدين عن الحياة السياسية أو أنكروه.
ولِمَا كان لهم من مكانة، أدرك سلف الأمة من العلماء والأئمة المهمة الملقاة على عاتقهم، فسطّروا لنا مواقف من نور أضاءت ظلمة الليل البهيم، وأنارت الدرب لكل من ينشد اقتفاء الأثر، فكانوا نجوماً تتلألأ في سماء الأمة ومضرب مثل لها، وكانوا دوماً المقوّم لاعوجاج السلطان فيها إن طغى وبغى، فكانوا بحق بوصلة السفينة بل وربانها.
لقد أدرك العلماء عبر تاريخ الأمة الممتد من العهد النبوي فالراشدي إلى العهد العثماني أنهم هم من يبصّر الأمة الحق ويبعدها عن الزيغ والزلل، فهم من قرؤوا وامتثلوا قول الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام (العلماء ورثة الأنبياء) وهم من قرؤوا قول الحق سبحانه (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ) وهم من سطّروا لنا مواقف المحاسبة وقول الحق والصدع به مهما كانت الصعاب، فمنهم الأمام أحمد بن حنبل الذي ضرب أروع الأمثلة في محاسبة الحكام حتى قال مقولته المشهورة التي تكتب بمداد من ذهب (إذا أجاب العالم تقية والجاهل يجهل فمتى يتبين الحق؟!)، ومنهم العز بن عبد السلام بائع الملوك، ومنهم سعيد بن جبير ومنهم أبو حازم التابعي الجليل ومنهم ...ومنهم.
وإدراكاً لهذا الدور المحوري لعلماء الأمة عمد الكافر المستعمر في زماننا إلى شن حملة مقصودة بغرض حرف العلماء عن جادة الحق والصواب، واستخدم لذلك الترهيب والترغيب والتضليل، فالكافر المستعمر أدرك حقيقة أن (صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس، العلماء والأمراء)، وأدرك كذلك أن إحكام قبضته على الحكم في بلاد المسلمين عبر نواطيره لا يمكن له أن يصمد طويلاً في وجه الأعاصير والمتغيرات التي تعصف بهم، جراء فقدانهم لسند الأمة الطبيعي واعتمادهم على سند الخارجي، إلا إذا سخر لهؤلاء النواطير جيشاً من العلماء والإعلاميين والكتّاب والصحفيين لكي يسبحوا بحمد السلطان صباح مساء فيضفوا بذلك مسحة الشرعية على هذه الأنظمة الغريبة عن جسم الأمة، ليتقبلها ذلك الجسد بلا مقاومة ظناً منه أنها جزء أصيل منه وما هي سوى مرض عضال يسري في عروقه.
لقد عمد الكافر المستعمر بمكر ودهاء خبيثين إلى إيجاد طبقة من العلماء يوالون الحاكم ويناصرونه ويدعمون قراراته بل وخيانته للأمة وتجرئه على دين الله في كثير من الأحيان، فباتت طبقة علماء السلاطين جزءاً رئيساً من منظمومة الحكم في بلاد المسلمين المنكوبة، عملها إفراغ الدين من مضمونه، وإلباس الحكام لباس ولاة الأمور، وعزل الدين عن السياسة، وأداة لمحاربة ما أسماه الحكام والكافر المستعمر بالإرهاب.
فبالرغم من أن الحكام الذين يجثمون على صدر الأمة لا شرعية لهم، فلا هم أتوا بتوكيل وتفويض من الأمة عبر بيعة شرعية، ولا هم يطبقون أحكام الإسلام في مناحي حياتهم، بل هم قد اغتصبوا السلطة وحكموا الأمة بشرعة الكفر والطاغوت، إلا أننا نرى كيف تستميت طبقة علماء السلاطين في إيجاد المبررات والمسوغات الواهية لشرعنة تصرفات الحكام.
بيد أن علماء السلاطين الذين رضوا وتابعوا حكام دول الضرار قد بلغوا مبلغاً لم يشهده تاريخ الأمة من قبل، فترى منهم أئمة يعتلون المنابر ويخطبون ود الحاكم الفاسق والخائن لله ولرسوله وللمؤمنين بسخط الله وغضبه، وعلماء ينطقون بالكفر والفسق والفجور بالقول (لو أمرني محمد بالكفر بالنصرانية واليهودية لكفرت به)، وآخرون يبررون لنظام مصر الطاغوتي حصاره لإخوانه في البر والبحر بجدار وسور، وآخرون يحاربون النقاب نيابة عن الفرنسيين والسويسريين، وآخرون ...وآخرون.
ومع ذلك كله وبرغم المكر والدهاء إلا أن ما علق بأفكار الإسلام من شوائب قد ضمر وأخذ بالتلاشي، وبات الإسلام وأفكاره النقية هي الحَكم والفيصل والميزان لدى الأمة، وهي وحدها الحق وبها تميّز الأمة العلماء والرجال، وما عادت حيل الكفار ولا استخفاف علماء السلاطين بعقول المسلمين تجدي نفعاً، فلقد انفضت الأمة عن علماء السلاطين فأفقدت تلك الأداة التي يمسك بزمامها الكافر المستعمر عبر حكامه ونواطيره فاعليتها، كما فقد الحكام من قبل فاعليتهم وتأثيرهم على الرأي العام لدى المسلمين.
إن على علماء السلاطين-وقبل فوات الأوان- أن يقلعوا عن موالاتهم للأنظمة الطاغوتية وعن الإساءة للعلم الشرعي، وأن لا يكونوا دعامة من دعائم أنظمة الكفر في بلاد المسلمين، ولا أقل من أن يعلنوا براءتهم على رؤوس الأشهاد مما ضللوا به الأمة من قبل وألبسوا عليها أمر دينها ووالوا فيه أعداءها، فعروة الإسلام هي العروة الوثقى وعرى السلاطين أوهى من بيت العنكبوت، وستودي بهم –إن أصروا على التشبث بها- إلى مهاوى الردى وخسران الآخرة لو كانوا يعلمون.

إن في الأمة علماء أتقياء أنقياء، علماء عاملون مخلصون، أخذوا على عاتقهم إنقاذ أمتهم مما تعانيه والسير بها نحو العلا قدماً، عبر العمل الجاد لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة وإن كانوا على خطر عظيم، لذا كان على الأمة ان تميز بين علمائها وبين أدعياء العلم فيها، وأن تميز بين من يسعى لنهضتها وسؤددها ومن يسعى لتكريس واقع الذلة والمهانة فيها.
إن مشروع التغيير عبر إقامة الخلافة بات في قمة عليائه وقد فات الوقت الذي يمكن للكفار والحكام النواطير وعلماء السلاطين أن يثنوا الأمة والعاملين لها عن مسعاهم، ولقد اقترب للعاملين للخلافة قطف ثمار جهدهم وتحقيق وعد ربهم.
وإن شعباً إلى العلياء منطلقاً.....لن يقدر الجن يثنيه ولا البشر

Dreamweaver
26-01-2010, 10:18 AM
وعلماء ينطقون بالكفر والفسق والفجور بالقول (لو أمرني محمد بالكفر بالنصرانية واليهودية لكفرت به)
طبعا وانا اوافق هذا الكلام
لماذا؟ اولا لان هذا الشيئ من المستحيل ان يحدث وذلك لان هذا الكلام ضد القرآن
ثانيا على فرض حدوث هذا الكلام فهو مردود عليه بالاية: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله, لا نفرق بين أحد من رسله, وقالوا سمعنا وأطعنا, غفرانك ربنا وإليك المصير}(البقرة 285).
وكون كفرنا باليهودية اي قولنا بعدم وجودها اصلا او نزولها يعارض ما سبق في الاية. لان التوراة كتاب الله تعالى وكذلك الامر بالنسبة للمسيحية والانجيل.
بمعنى ان عدم اعتبار اليهودية والنصرانية ديانتين سماويتين ينفي الايمان من الشخص لانه احد اركان الايمان.
ولا يعني هذا الايمان بالحال الموجود في هذا الزمن، فإيماننا بأصل هتين الديانتين لا يمنع من ايماننا بتحريفهما عن صورتهما التي انزلها الله.

اضافة:
تقول ان الحكام اغتصبوا السلطة، ممن اغتصبوها؟ اقصد هل هناك اشخاص احق منهم بالسلطة ومن هم؟

chris
26-01-2010, 10:11 PM
اتذكر هذه المقالة جيدا ...
شكرا لكاتب المقالة الاخ علاء أبو صالح
والاخ نسيم الاقصى


في الحقيقة كل ما يجري انما هو لمصلحة الاسلام فهم يزيدون عودة الشعوب الى دينها فبسبب الظلم والمصائب التي تحدث بسبب كل ما ذكر اعتقدوا انهم بذلك يبعدون الامة عن دينها وهويتها الاسلامية
الا انهم مخطئون فالامة بدات تعود لتفكر بماضيها وتتمنى عودة ذلك الماضي وامجاده وهذه بوادر خير للعودة ان شاء الله الى الاسلام وامجاد هذه الامة

شكرا مرة اخرى


سلام chris

خليل المغرب
28-01-2010, 04:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله اما بعد فان دين الله قادم قادم شاء من شاء وابى من ابى
ان العلماء الدين يعينون هاؤلاء السلاطين في ظلم الشعوب والتستر عل جرائمهم المفضوحة سينقلبو خاسرين بادن الله
انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا

نسيم الاقصى
30-01-2010, 10:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

مشكورين على المرور الطيب المبلرك وجزاكم الله خيرا
فبدل أن يكون العلماء قادة الأمة، وهم أملها في عودتها إلى سابق عهدها من العزة والمنعة والرفعة، وهم هداتها إلى طريق الأمن والأمان كلما كثرت الفتن واشتدت الأزمات .

فإننا نجد من يقف ويساعد أعداء الأمة في تقدمهم في طريق نهضتها .

أليس الأجدر أن يقوم العلماء بدورهم في إنقاذ هذه الأمة وإخراجها من هذه المآزق التي تمر بها، وفي إصلاحها وصيانتها وحفظها، وفي توجيهها نحو النصر على أعدائها، وتوجيه الحقد كل الحقد على الكفار المستعمرين لا على العاملين لوحدة الأمة .

إن الأمة الإسلامية بحاجة إلى كل جهد من أصحاب العلم والفضيلة في هذا العصر؛ بحاجة إلى حضور العلماء المخلصين الذين يخشون الله سبحانه وتعالى في حياة الأمة لا سيما في الأزمات.

{وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ }آل عمران81.





سلامي لكم جميعا

Dreamweaver
03-02-2010, 08:43 AM
هل امر الدين بالحقد؟
الا تعلم ان العدو الحقيقي ليس العلماء ولا الحكام ولا الكفار ولا العملاء
العدو الحقيقي والذي بالتغلب عليه سنرتقي مرة اخرى هو:
ابليس

انظر إلى مقالتك . كل ما فيها يقول بضرورة استعادة العزة الدنيوية والنهضة الدنيوية .. ماذا عن الاخرة اليست هي الاولى؟
انت تتكلم عن الشعوب كأنهم اخوة فرقهم الحكام، ولكن الحقيقة غير ذلك فالعيب في الشعب وليس الحاكم.
اذا كانت الشعوب تظهر البغضاء بسبب مباراة في كرة القدم ، وشعوب اخرى تتقاتل فيما بينها للسلطة على ارض محتلة، واخرى تقوم بالتفجيرات في الاسواق الموجودة في بلدهم التي يدعون حبها، فهل هذا يقارن بمصافحة احد الرؤساء لمسؤول اسرائيلي؟

chris
03-02-2010, 04:24 PM
اهلا اخي العزيز Dreamweaver


اخي نعم لم يامر الدين بالحقد
وما قلته صحيح فالشعوب هيا التي لها الدور المؤثر الاكبر على كل شيء
وحتى في اختيار الحكام

فلو كل انسان اصلح نفسه وبيته واهله ثم المجتمع فتخيل ماذا سوف يحدث للمجتمع ككل وعندها سوف يسقط اي نظام نعتبره شرير وطاغية

ملاحظة صغيرة يا اخي العزيز
بخصوص ان كاتب المقالة مهتم بالامور الدنيوية وليس الاخرة .. فيا اخي طريقك في الدنيا يحدد كيف سوف تكون في الاخرة
ونعم كلامك صحيح بالامثلة التي قلتها
وهذا يدل على الجهل المنتشر في عقول الشعوب والتي تتعارك بمجرد اعلان بسيط وهذا هو الجهل بعينه .. والذي استغلته في الماضي الدول المستعمرة فطبقة فكرة وسياسة فرق تسد بان تجعل الكراهية بين الشمال والجنوب .. بين الابيض والاسود
وعشنا عليها حتى ظهرت معارك وتفرقة بين الاهلي والزمالك ... بين الفيصلي والوحدات ... بين المسلمين بينهم



سلام chris

Dreamweaver
05-02-2010, 12:22 AM
"بخصوص ان كاتب المقالة مهتم بالامور الدنيوية وليس الاخرة .. فيا اخي طريقك في الدنيا يحدد كيف سوف تكون في الاخرة"
ماعلاقة هذا بذاك؟ قد يكون هناك شخص منافق زنديق في بلد مسلم يدين ويحكم بالاسلام
وقد يكون هناك مسلمون ملتزمون بتعاليم دينهم ولكنهم لم يزوروا بلاد الاسلام إلا للحج فقط

الجهل الذي تتحدث عنه ليس له علاقة بطغيان الحكام او كلام العلماء
بل هو بعد الشعب عن الدين
وفي الأثر: [كما تكونوا يول عليكم] يعني: أن الله يولي على الناس على حسب حالهم، وهذا الأثر وإن لم يكن صحيحاً مرفوعاً إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لكنه صحيح المعنى، اقرأ قول الله تعالى: وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً [الأنعام:129] أي: نجعل الظالم فوق الظالم، بماذا؟ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [الأنعام:129] فإذا ظلمت الرعية سلطت عليها الرعاة، وإذا صلحت الرعية صلح الرعاة، وكذلك بالعكس: إذا صلح الراعي صلحت الرعية.