المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية مقارنة بين الملا عمر و ياسر عرفات



loaiy
19-01-2002, 01:38 PM
الصفحة الرئيسية
الوطن العربي
آسيا
أوروبا
أمريكا الشمالية
أفريقيا
اجعلنا صفحة البداية

سجل الزوار




من العجيب أن رئيس الفلسطيني السجين في مكتبه في مدينة رام الله يصدر فرماناً لرجال مخابراته باعتقال أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إرضاء لسجانه الأكبر شارون، والتماساً لعفوه لرفع الحظر المفروض علي تحركاته.

و يقول عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي : الرئيس عرفات قال لقناة الجزيرة الفضائية انه اعتقل سعدات من اجل الحصول علي معلومات حول الفدائيين المتهمين باغتيال رحبعام زئيفي وزير السياحة الاسرائيلي المتطرف، اي ان العملية السلمية، تحولت بالكامل الي عملية امنية، واصبح الجميع مخبرين عند الطرف الاسرائيلي، يأتمرون بأوامر شارون ويذهبون الي أبعد مدي من أجل تنفيذها، حتي لو ادي ذلك الي خرق خطوط حمر، وتفجير اقتتال داخلي فلسطيني، وتدمير وحدة وطنية جاءت ابرز نتائج الانتفاضة الأخيرة.
والمصيبة ان الذين يعتقلون سعدات، بعد استدراجه بطريقة تنطوي علي الكثير من الغدر، يدركون جيدا ان شارون لن يرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، ولن يطلق سراح رئيسهم من اقامته الجبرية في مكتبه، بل سيدفعه، اي شارون، للتقدم بالمزيد من المطالب التعجيزية، وبذلك تنتهي السلطة الفلسطينية بخسارة احترامها ومكانتها في اوساط شعبها، ودون ان تنال رضا شارون وعطفه.
اذا كان الرئيس الفلسطيني ومستشاروه يعتقدون انهم بهذه الاعتقالات يكسبون ثقة الولايات المتحدة وادارتها، فانهم مخطئون، لان الادارة الامريكية قررت عدم التعامل معهم كطرف سياسي، وانما كطرف أمني، مهمته محصورة في حماية الدولة العبرية، ومقاومة الارهاب الفلسطيني.
فالجنرال زيني المبعوث الامريكي يركز دائما علي استئناف اللقاءات الامنية، بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، ويرفض الانتقال بوصة واحدة الي المسائل السياسية، رغم مرور فترة التهدئة المطلوبة للبدء في تنفيذ الاتفاقات المتعلقة بها. واللقاءات الأمنية هذه هي طريق من جانب واحد، اي قوائم اسرائيلية باسماء اشخاص مطلوب اعتقالهم فورا، بينما ممنوع علي ممثلي السلطة في هذه الاجتماعات الحديث عن اعتقال قتلة ابو علي مصطفي، او رائد الكرمي، او محمود ابو الهنود.
وامس فقط، اعلن ريتشارد جيبهارد زعيم الحزب الديمقراطي الامريكي في مجلس النواب انه مطلوب من الرئيس الفلسطيني اتخاذ المزيد من الاجراءات للحد من العنف ووقف الارهاب فالتصريحات طيبة وهناك افتقار الي الافعال .
انها قمة الوقاحة، وذروة الاستخفاف، نائب امريكي يطالب رئيساً مسجوناً ومهاناً، ولا يستطيع مغادرة مكتبه، بالمزيد من الافعال، واتخاذ اجراءات عملية لوقف الارهاب، ولا يري مطلقا ان الشخص الجالس امامه هو ضحية لاكبر حكومة ارهابية في التاريخ الحديث.
هذا النائب الامريكي لا يري ان اغتيال رائد الكرمي احد قادة كتائب الاقصي في طولكرم عمل ارهابي استفزازي، ولا يعتقد ان تدمير 73 منزلا في رفح وعشرين اخري في العيساوية اعمالا ارهابية، ورغم ذلك يجد من يستقبله ويستعطفه، ويستمع الي هذا الهراء الذي يصدر عنه.

فالعمليات الفدائية الانتقامية التي نفذها رجال كتائب الاقصي، الجناح العسكري لحركة فتح ، انتقاما لزميلهم رائد الكرمي، جاءت عفوية، ودون اي تنسيق مع القيادة السياسية، وتحديا لبعض اجهزتها الأمنية التي انحرفت عن الخط الوطني.
الأيام المقبلة صعبة بكل المقاييس، فمقتل خمسة اسرائيليين في اقل من ثلاثة ايام، انتقاما لاغتيال كادر واحد، اهانة لشارون وكل جنرالات جيشه. وتأكيدا علي استمرار الانتفاضة وعملياتها النوعية المؤثرة. ولن يكون مفاجئاً بالنسبة الينا اذا ما اقدم رئيس الوزراء الاسرائيلي علي حماقة جديدة، مثل اعادة احتلال مناطق الحكم الذاتي، وهو ان فعل، فانما يطلق رصاصة الرحمة علي اتفاقات اوسلو، والسلطة الفلسطينية التي انبثقت عنها، ويعيد الأمور الي الوضع الطبيعي الأمثل، اي احتلال ومقاومة مشروعة في مواجهته، ودون وجود سلطة وسيطة تعلق علي مشجبها كل الاخطاء والخطايا.
عندما يعلن كولن باول وزير الخارجية الامريكي وشيخ المعتدلين في ادارة بوش ان نسف البيوت في رفح وتشريد مئات العائلات هو نوع مشروع من الدفاع عن النفس، فان الكتابة واضحة علي حائط السلطة الفلسطينية ورئيسها، والنهايات باتت معروفة ومحتومة.

الملا محمد عمر زعيم حركة الطالبان، ضحي بحكومة، ودولة، وبات يعيش مطاردا في الجبال، وقاوم ضغوطا كبيرة، ورفض مئات الملايين من الدولارات، وتمسك بقيمه ومبادئه و أخلاق الإسلام

في عدم اعتقال الضيوف وتسليمهم، دون رغبتهم، إلى بلدانهم، وهو فعل ذلك لأنه صاحب مبدأ وعقيدة، يؤمن بهما إيمان العجائز..
ملعون أبو السلطة التي تأتي علي طبق من الهوان والمذلة.. هذا اذا اتت!