العدل الغائب
17-02-2010, 06:47 PM
http://www.sovereign-publications.com/images/europa-med/PulseOx-5500-Finger.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي في الله
أصدقاء المنتدي الكرام
أقدم إليكم في هذا الموضوع قصة
حقيقية
بها من العبر الكثير
أشكروا الله كثيرا
علي نعمه
السبابة
ذات ليلة وعلي عادتي وامام شاشة التلفزيون الساحرة , حلقة الوصل بين الانسان المفرد والعالم الخارجي, والذي ينقلك وانت جالس في مكانك إلي أقاصي الارض وأعالي الجبال والسفوح وتغوص من خلالها في أعماق البحار والمحيطات , تطير معها مع الطيور المهاجرة وتتراقص مع بجعات البحيرات الوردية ذات الرقبة الطويلة الرشيقة وتُراقص الدولفن وتشاهد صراع حب البقاء, تبكي لمشهد الغزال الصريع بين أنياب الاسود ,وفي نفس الوقت تشجع الاسد لكي يلحق بالغزال , عالم الغاب
تدخل المعارك الحربية تري فيها الدم والحديد يمتزجان يتلاحمان , تضحك وتبكي وتصرخ , تري فيها أول لحظات الحياة بصرخة طفل في غرفة عمليات , وتري فيها الرمق الاخير
تري الصدق والكذب وما انتجه الانسان , قدرة وجبروت وتحدي, ضعف ووهن وإنكسار, تري الفقر والبذخ ,العهر والرذيلة والشرف والامانة, الكبر والتواضع, الضد والنقيد
أنه العالم المسحور
وفي تلك الليلة وقعت عيني علي حكاية درامية حزينة لا تمتلك أي مقومات الجاذبية , قد ينفر منها الكثيرون لانها قد تضيف لضوائقنا ضائقة وللدمعة دموع ,
فأمسكت الريموت كنترول ,وقلت لنفسي أبحث لك علي شيئ أخر ماتش كورة أو وصفة طعام أو حلقة دينية , وإن لم تجد فأفتح عالم النت واهرب إلي العالم الاخر الافتراضي
ولكن
قد كُتب علي ذات الليلة أن يعتريني الملل من كل شيئ
ولكني تركت تلك القناة M6 الفرنسية العارضة للحكاية
تسرد ما أتتنا به
وكنت أنظر لها ولا أري غير ألوان متحركة كقط صغير وضعته أمام تلك الشاشة , يطارد الاشباح المتحركة فيها دون أن يفهم ماهية للصورة ومعني للكلام
ومرت الحكاية
وأنتهت
وبقي شيئ واحد عالق بين الحاجبين داخل اعماق عقلي الباطن الذي رأي كيف أن الانسان قد يرتبط بالحياة من خلاص أصبع واحد
تخيلوا
أصبع واحد هي كل ما تبقي للإتصال
يا سادة أكررها مرة أخري
حلقة الوصل كانت يوما مع أحد ما من خلال أصبع السبابة
لهذا دعوني اسرد لكم تلك القصة والتي لن نفهمها بعقولنا
ولكن بقلوبنا
وليقول من يقول ما يقول
نعم قلبك هو الوحيد الذي سوف يشعر ما سوف اقول سارد لكم الحكاية
حكاية السبابة
حلقة الوصل
الحكاية
شاب يطلب من رئيس فرنسا أن يسمح له بالإنتحار أو يامر أحد بان يضع حد لحياته
لانه لا يستطيع فعل ذلك
ذلك الشاب الفرنسي ذو التسعة عشر ربيعا الراقص بين أقرانه وأهله في حفلة زواج أخته التي تكبره
شرب كثيرا من الخمرة وتعاطي الكثير من الدخان الازرق , وركب سيارته في نزهة قصيرة مع صاحبته حول المنزل ,وليس ببعيد زاد من سرعت السيارة وهو يصرخ بهستيرية جنونية فرحا بشبابه وعنفوانه
وتخرج سيارة أخري من شارع جانبي ليكون حادث مروع حطم السيارة وسحق عظام الشاب وماتت صديقته
ولكن
أنه لا يزال علي قيد الحياة
وقلبه ينبض
دخل في غيبيوة طويلة طويلة جدا
عامين كاملين لا يتحرك فيه سوي قلب ينبض
وامه بجانبه تراقب كل يوم جسده الملقي علي سرير مليئ بأجهزة الحياة الصناعية التي توفر له الهواء والماء والطعام
وكلها امل أن ياتي اليوم الذي يعود فيها إبنها للحياة
لتصيح وتصرخ بجنون حتي ولو كان الثمن ذهاب عقلها
وعقلها ينادي
خذو مني كل شيئ وأعطوه عضوا واحد يتحرك
غريزة الأمومة التي وضعها الله في قلب كل أم تتحدي نظريات وجحود الملاحدة المادية البحتة وتصرخ بأن للكون إله يضع أكواد من المشاعر يعجز عندها كل أصناف التحليلات العقلية الضيقة
والابن ميت بقلب نابض
ولكن أيها السادة الكرام
ألم تسمعوا يوما ذلك القول؟؟؟
وعسي أن تحبوا شيئ وهو شر لكم ؟؟
حلم الام ان يتحرك ساكنها
ولكن هل هذا سوف يكون حقا كما تمنت ووعدت
أم انها سوف تكره ذلك اليوم
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عام يتلوه عام من الصمت القاتل ويلعب فيهما الصبر والامل مع اليأس والقنوت أكثر من مبارة بغير إنتصار في ميدان الترقب والانتظار, والصوت الغالب الذي ملئ المكان ضجيج هو دقات عقارب الساعة وأجهزة مد الحياة ,يخفت الصوت ساعة ليعود ويصرخ ساعات.
وفجأة يتوقف الصراع ومعه الاصوات ويسود الصمت لحظة تعدل الدهر زمنا , وسعت فيه حدقتي العين وكأنهما ينظران خلال الفضاء يحاولان عبثا التجول فوق سطح أكثر النجوم بعداً وأتسعت الأذان تستمع لدبيب النمل , حين حرك هذا الرقيد أصبع السبابة , ترتعش وكأن تجمعت فيه كل قوي الطبيعة من براكين وزلازل وأعاصير .
فركت الام عينيها مرات ومرات, وتنظر ثانيا, إن هناك في هذا الجامد مُتحرك, نعم مُتحرك , تصرخ غير مُدركة , والكون يدور من حولها مكوننا دوائر واسعة فتضيق حلقاتها لتنتهي بثقب حيث التلاش , غير أن السبابة تنتشلها لتعود من رحلة الفناء التي قطعت فيها أميال وأميال .
ويأتي الطبيب ورفاقه ليشهدوا ذلك , نعم أنه يحرك السبابة
عامان من من الصمت , جائت اللحظة, طول الانتظار, لتعلن إنتصار الصبر والامل علي اليأس والقنوت جولة
لتعود المعركة ثانيا لتبدأ من جديد
وماذا بعد ؟؟؟؟؟؟؟؟
لا شيئ سوي
أصبع يتحرك , ولكن طالما تحرك فهناك إدراك مُصاحب ؟؟؟؟
وبدأت مرحلة جديدة وميدان اَخر لحرب غير تقليدية
كيف التواصل مع الادراك من خلال إصبع واحد , كان هذا هو العنوان والراية التي سوف تأذن ببدأ الصراع
نظرت الام لتلك السبابة طويلا وأعقبتها بنظرة حنان لوجه إبنها الشاب
يا أبني إن كنت تسمعني فحرك سبابتك
فحرك سبابته
فأعادت
فحرك
فأعادت
فحرك
فأعادت
فحرك
مرات ومرات
وكأنهما قد تلاقي بعد حرمان وغربة , وكأنهما قد تلاقي صدفة , وكأنها تحتضنه حين جاء للدنيا مولود , قد تراقصت حروف كلمتها أعذب الالحان ورقصت السبابة عليها أقوي مقطوعات الباليه
وكأن لم يعد للصوت معني وأهمية ولا حتي النظر ولا العناق
كلمة فحركة
كلمة فرعشة
يا الله
إلي هذا الحد قد تنتهي الاَمال , قد يكون أقصي الاحلام يوما كلمة فرعشة ؟؟؟
سبحان الله
ووقفت الام علي حالة إبنها , وعلمت ما تبقي من هيكل الانسان , وما نقص من قدراته
لا يتحرك لا يتكلم ولكنه يسمع جيدا ويفهم جيدا
وما فيه غير أصبع متحرك
وتوصلت الام لطريقة مُتعبة حقا ولكن فعالة , هي أنها تعيد عليه الحروف الابجدية كلها , ليتحرك الأصبع من الحرف المُراد كتابته ليكون جملة فرسالة
a........b........c........d
سألته كم من الوقت وأنت مدرك لما حولك ؟؟؟؟
وتعيد تلاوة الحروف
لكي يختار إبنها ويكون الجملة
فيقول بسبابته ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
إلي هنا أتوقف
ونعود غدا إن شاء الله لتكملة القصة
ترقبوا
أخوكم العدل
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي في الله
أصدقاء المنتدي الكرام
أقدم إليكم في هذا الموضوع قصة
حقيقية
بها من العبر الكثير
أشكروا الله كثيرا
علي نعمه
السبابة
ذات ليلة وعلي عادتي وامام شاشة التلفزيون الساحرة , حلقة الوصل بين الانسان المفرد والعالم الخارجي, والذي ينقلك وانت جالس في مكانك إلي أقاصي الارض وأعالي الجبال والسفوح وتغوص من خلالها في أعماق البحار والمحيطات , تطير معها مع الطيور المهاجرة وتتراقص مع بجعات البحيرات الوردية ذات الرقبة الطويلة الرشيقة وتُراقص الدولفن وتشاهد صراع حب البقاء, تبكي لمشهد الغزال الصريع بين أنياب الاسود ,وفي نفس الوقت تشجع الاسد لكي يلحق بالغزال , عالم الغاب
تدخل المعارك الحربية تري فيها الدم والحديد يمتزجان يتلاحمان , تضحك وتبكي وتصرخ , تري فيها أول لحظات الحياة بصرخة طفل في غرفة عمليات , وتري فيها الرمق الاخير
تري الصدق والكذب وما انتجه الانسان , قدرة وجبروت وتحدي, ضعف ووهن وإنكسار, تري الفقر والبذخ ,العهر والرذيلة والشرف والامانة, الكبر والتواضع, الضد والنقيد
أنه العالم المسحور
وفي تلك الليلة وقعت عيني علي حكاية درامية حزينة لا تمتلك أي مقومات الجاذبية , قد ينفر منها الكثيرون لانها قد تضيف لضوائقنا ضائقة وللدمعة دموع ,
فأمسكت الريموت كنترول ,وقلت لنفسي أبحث لك علي شيئ أخر ماتش كورة أو وصفة طعام أو حلقة دينية , وإن لم تجد فأفتح عالم النت واهرب إلي العالم الاخر الافتراضي
ولكن
قد كُتب علي ذات الليلة أن يعتريني الملل من كل شيئ
ولكني تركت تلك القناة M6 الفرنسية العارضة للحكاية
تسرد ما أتتنا به
وكنت أنظر لها ولا أري غير ألوان متحركة كقط صغير وضعته أمام تلك الشاشة , يطارد الاشباح المتحركة فيها دون أن يفهم ماهية للصورة ومعني للكلام
ومرت الحكاية
وأنتهت
وبقي شيئ واحد عالق بين الحاجبين داخل اعماق عقلي الباطن الذي رأي كيف أن الانسان قد يرتبط بالحياة من خلاص أصبع واحد
تخيلوا
أصبع واحد هي كل ما تبقي للإتصال
يا سادة أكررها مرة أخري
حلقة الوصل كانت يوما مع أحد ما من خلال أصبع السبابة
لهذا دعوني اسرد لكم تلك القصة والتي لن نفهمها بعقولنا
ولكن بقلوبنا
وليقول من يقول ما يقول
نعم قلبك هو الوحيد الذي سوف يشعر ما سوف اقول سارد لكم الحكاية
حكاية السبابة
حلقة الوصل
الحكاية
شاب يطلب من رئيس فرنسا أن يسمح له بالإنتحار أو يامر أحد بان يضع حد لحياته
لانه لا يستطيع فعل ذلك
ذلك الشاب الفرنسي ذو التسعة عشر ربيعا الراقص بين أقرانه وأهله في حفلة زواج أخته التي تكبره
شرب كثيرا من الخمرة وتعاطي الكثير من الدخان الازرق , وركب سيارته في نزهة قصيرة مع صاحبته حول المنزل ,وليس ببعيد زاد من سرعت السيارة وهو يصرخ بهستيرية جنونية فرحا بشبابه وعنفوانه
وتخرج سيارة أخري من شارع جانبي ليكون حادث مروع حطم السيارة وسحق عظام الشاب وماتت صديقته
ولكن
أنه لا يزال علي قيد الحياة
وقلبه ينبض
دخل في غيبيوة طويلة طويلة جدا
عامين كاملين لا يتحرك فيه سوي قلب ينبض
وامه بجانبه تراقب كل يوم جسده الملقي علي سرير مليئ بأجهزة الحياة الصناعية التي توفر له الهواء والماء والطعام
وكلها امل أن ياتي اليوم الذي يعود فيها إبنها للحياة
لتصيح وتصرخ بجنون حتي ولو كان الثمن ذهاب عقلها
وعقلها ينادي
خذو مني كل شيئ وأعطوه عضوا واحد يتحرك
غريزة الأمومة التي وضعها الله في قلب كل أم تتحدي نظريات وجحود الملاحدة المادية البحتة وتصرخ بأن للكون إله يضع أكواد من المشاعر يعجز عندها كل أصناف التحليلات العقلية الضيقة
والابن ميت بقلب نابض
ولكن أيها السادة الكرام
ألم تسمعوا يوما ذلك القول؟؟؟
وعسي أن تحبوا شيئ وهو شر لكم ؟؟
حلم الام ان يتحرك ساكنها
ولكن هل هذا سوف يكون حقا كما تمنت ووعدت
أم انها سوف تكره ذلك اليوم
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عام يتلوه عام من الصمت القاتل ويلعب فيهما الصبر والامل مع اليأس والقنوت أكثر من مبارة بغير إنتصار في ميدان الترقب والانتظار, والصوت الغالب الذي ملئ المكان ضجيج هو دقات عقارب الساعة وأجهزة مد الحياة ,يخفت الصوت ساعة ليعود ويصرخ ساعات.
وفجأة يتوقف الصراع ومعه الاصوات ويسود الصمت لحظة تعدل الدهر زمنا , وسعت فيه حدقتي العين وكأنهما ينظران خلال الفضاء يحاولان عبثا التجول فوق سطح أكثر النجوم بعداً وأتسعت الأذان تستمع لدبيب النمل , حين حرك هذا الرقيد أصبع السبابة , ترتعش وكأن تجمعت فيه كل قوي الطبيعة من براكين وزلازل وأعاصير .
فركت الام عينيها مرات ومرات, وتنظر ثانيا, إن هناك في هذا الجامد مُتحرك, نعم مُتحرك , تصرخ غير مُدركة , والكون يدور من حولها مكوننا دوائر واسعة فتضيق حلقاتها لتنتهي بثقب حيث التلاش , غير أن السبابة تنتشلها لتعود من رحلة الفناء التي قطعت فيها أميال وأميال .
ويأتي الطبيب ورفاقه ليشهدوا ذلك , نعم أنه يحرك السبابة
عامان من من الصمت , جائت اللحظة, طول الانتظار, لتعلن إنتصار الصبر والامل علي اليأس والقنوت جولة
لتعود المعركة ثانيا لتبدأ من جديد
وماذا بعد ؟؟؟؟؟؟؟؟
لا شيئ سوي
أصبع يتحرك , ولكن طالما تحرك فهناك إدراك مُصاحب ؟؟؟؟
وبدأت مرحلة جديدة وميدان اَخر لحرب غير تقليدية
كيف التواصل مع الادراك من خلال إصبع واحد , كان هذا هو العنوان والراية التي سوف تأذن ببدأ الصراع
نظرت الام لتلك السبابة طويلا وأعقبتها بنظرة حنان لوجه إبنها الشاب
يا أبني إن كنت تسمعني فحرك سبابتك
فحرك سبابته
فأعادت
فحرك
فأعادت
فحرك
فأعادت
فحرك
مرات ومرات
وكأنهما قد تلاقي بعد حرمان وغربة , وكأنهما قد تلاقي صدفة , وكأنها تحتضنه حين جاء للدنيا مولود , قد تراقصت حروف كلمتها أعذب الالحان ورقصت السبابة عليها أقوي مقطوعات الباليه
وكأن لم يعد للصوت معني وأهمية ولا حتي النظر ولا العناق
كلمة فحركة
كلمة فرعشة
يا الله
إلي هذا الحد قد تنتهي الاَمال , قد يكون أقصي الاحلام يوما كلمة فرعشة ؟؟؟
سبحان الله
ووقفت الام علي حالة إبنها , وعلمت ما تبقي من هيكل الانسان , وما نقص من قدراته
لا يتحرك لا يتكلم ولكنه يسمع جيدا ويفهم جيدا
وما فيه غير أصبع متحرك
وتوصلت الام لطريقة مُتعبة حقا ولكن فعالة , هي أنها تعيد عليه الحروف الابجدية كلها , ليتحرك الأصبع من الحرف المُراد كتابته ليكون جملة فرسالة
a........b........c........d
سألته كم من الوقت وأنت مدرك لما حولك ؟؟؟؟
وتعيد تلاوة الحروف
لكي يختار إبنها ويكون الجملة
فيقول بسبابته ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
إلي هنا أتوقف
ونعود غدا إن شاء الله لتكملة القصة
ترقبوا
أخوكم العدل