المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام



محمد السويسي
07-03-2010, 04:15 PM
إستعادت المراة العربية ،قبل نساء العالم ، حريتها وتحررها من رق العبودية والذل مع المبادىء التي أعلنها الرسول الكريم بمساواة المرأة بالرجل في الإنسانية وبقول الله تعالى في كتابه الكريم : " ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء" ( سورة النساء / اية 24) .

ومعنى هذا أن الله عز وجل خلق المرأة والرجل من أصل واحد وسوى بينهما في الحقوق الأصلية والواجبات الأساسية ، فكل منهما مطالب أمام ربه بالإيمان والعبادة والعمل والإستقامة ؛ والمرأة لها الحق في إبداء الراي وفي التملك وفي العمل المناسب لها الذي تحتاجه .

لذا فلا ينبغي أن نبخس المراة حقها . فالله تعالى وتبارك يقول في سورة آل عمران " فاستجاب لهم ربهم أني لاأضيع أجر عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض " (سورة الأحزاب /35 ) .
وقد جاء في شرح هذه الآية في بعض التفاسير أن الذكر والأنثى متساويان عند الله تعالى في الجزاء متى تساويا في العمل والمسؤولية حتى لايغير الرجل بقوته ورياسته على المرأة فيظن أنه أقرب إلى الله منها ، ولا تسيء المرأة الظن بنفسها فتتوهم أن جعل الرجل مسؤولاً عنها يقتضي أن يكون أرفع منزلة عند الله منها .

وقد بيّن الله تعالى على هذه المساواة بقوله : "بعضكم من بعض " . فالرجل مولود من المرأة ، والمرأة مولود من الرجل ، فلا فرق بينهما في البشرية ولاتفاضل بينهما إلا بالأعمال وما تترتب عليها الأعمال ويترتب عليها من العلوم والأخلاق .
ولننظر إلى القرأن الكريم وقد جمع بين الرجل والمرأة عشر صفات فقال في سورة الأحزاب/25 : " إن المسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات ، والقانتين والقانتات ، والصادقين والصادقات ، والصابرين والصابرات ، والخاشعين والخاشعات ، والمتصدقين والمتصدقات ، والصائمين والصائمات ، والحافظين فروجهم والحافظات ، والذاكرين الله كثيراً والذاكرات ، أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً ".

وعن النبي ۖ :" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والأمير راع على أهل بيته ، والمراة راعية على بيت زوجها وولده ، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " .

التوصية بالمراة :
قال الله تعالى " وعاشروهن بالمعروف " (سورة النساء:27) . وقال تعالى " ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ، فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة ، وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيماً "( سورة النساء : 28 ).

وفي الحديث الشريف قال رسول الله "استوصوا بالنساء خيراً ، فإن المرأة خلقت من ضلع وإن اعوج أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيراً " ( متفق عليه . ( رياض الصالحين ، الإمام النووي 1/274 ) .
وعن أبي هريرة قال رسول الله " أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ، وخياركم لنسائهم " (رياض الصالحين ، الإمام النووي 1/274 ) .
وزيادة في التوصية بالمرأة ورفع شأنها قال الرسول الكريم ۖ " إنما النساء شقائق الرجال " (تحفة العروس . دار الفكر . محمود الأستنبولي / 198 ) .
وكان النبي أنبل زوج معاملة لنسائه وأظرف زوج عشرة . وحسب قوله " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " ( كنز العمال 8/258 ) .
وقد نهى عن ضرب النساء فقال ۖ " لاتضربوا إماء الله " ( المراد بإماء الله النساء ، وهو جمع أمة مثل العبد للرجل . رياض الصالحين ، الإمام النووي ) . " ... ولايضرب إلا شراركم " (الطبقات الكبرى ، ابن سعد 8/147 ) .
وبغض عقوبة الضرب بقوله ۖ " يظل أحدكم يضرب إمرأته ضرب العبيد ثم يظل يعانقها ولايستحي " ( الطبقات الكبرى 8/148 ، كنز العمال 8/260 ).
وله أحاديث شتى في الوصاة بالزوجات والحث على معاملتهن بإحسان .