المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( إضاءة على [الأقباط] ذُرّيّة <قبطيم> حفيد حام بن نوح ))



المستشار الأسعد
22-03-2010, 01:55 AM
(( إضاءة على [الأقباط] ذُرّيّة <قبطيم> حفيد حام بن نوح ))

<><> بعد أن إقتسم أبناء نوح الثلاثة الأرض فيما بينهم ، كانت [بلاد مصر] من حصّة <حام بن نوح> وذرّيته.‏. وكان <بيصر بن حام> أوّل من توجّه الى تلك الأرض الزراعية الخصبة ، وإصطحب معه أولاده وذراريهم ، فنزلوا مدينة "منف"، وهي أوّل مدينة تمّ تعميرها من بعد الطوفان ، فأحيوها من جديد ..
<><> ثم وبعد وفاة بيصر أجمع الأبناء على ان يكون شقيقهم <مصرايم>‏ أو<مصر> بن بيصر بن حام ملكا عليهم..
<><> ولهذا فإنّ الملك <مصر> يكون اوّل ملك فعلي يحكم من بعد الطوفان هناك.. وسمّيت‏ تلك البلاد‏ بـ ((مصر)) نسبة إلى الملك <مصر>..
===> وبعد موته كتبوا على قبره عبارات تُبيّن بأنه بقي على دين التوحيد حتى وفاته.. وهي ‏: ‏<< مات [مصرايم بن بيصر بن حام بن نوح] بعد سبعمائة سنة مضت من الطوفان ، ولم يعبد الأصنام ، فصار (بإذن الله) إلى جنّة لا هرم (شيخوخة) فيها ولا سقم (مرض) ، ولا همّ ولا حزن >>..
===> وذكروا بأنه كُتب اسم اللّه الأعظم عليه حتى لا يصل إليه أحد من البشر واستثنوا نبييّن فقط .. وذكروا مواصفاتهما .. << إلاّ ملك يأتي في آخر الزمان يُدين بدين الملك الديّان ، ويؤمن بالبعث والفرقان ، (وهو النبيّ والملك سليمان عليه السلام) ،، والنبيّ الداعي إلى الإيمان في آخر الزمان (وهذا النبيّ هو خاتم الأنبياء والمرسلين حبيبنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين) >>..
من كتاب المواعظ والإعتبار في ذكر الخطب والآثار ، للمقريزي.
<(!!!)> ثم ملك بعد <مصر> أو<مصرايم> ‏إبنه <قبطيم> بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح.. ومن هنا جاءت تسمية‏ [الأقباط]‏..
==> وهذه الكلمة كانت في البداية تُطلق على المُوحدّين من أتباع الرسل والأنبياء‏ ..
==> وفي زمن الفراعنة صارت تُطلق على الذين ألّهوا الفراعنة وحاربوا الأنبياء‏ وأتباعهم..
==> ثم وبعد تحوّل قياصرة الروم من الوثنية الى النصرانية إستقرّ [الأقباط] على الديانة النصرانية..

**************************************
<(!!!)> وكان <المقوقس> (وهو رئيس كنيستهم يومئذ وحاكم الإسكندرية) قد أهدى لنبيّنا محمد صلى الله عليه وسلّم ((ماريا القبطية)) وأنجبت له ولده إبراهيم الذي مات رضيعا.. كما انه تعامل مع المسلمين بشكل إيجابي عندما فتحوا مصر ..
فقد جاء في الطبقات الكبرى لإبن سعد والطبري وابن كثير وابن اسحاق بأنّ المقوقس وبعد نقاشه مع الصحابي حاطب بن أبي بلتعة - المُرسل اليه من رسول الله صلى الله عليه وسلّم - اُعجب بكلامه ، وقال له : << إني قد نظرتُ في أمر هذا النبيّ فوجدتّه لا يأمر بزهودٍ فيه ، ولا ينهي عن مرغوب فيه ، ولم أجدهُ بالساحر الضال ، ولا الكاهن الكاذب .. ووجدتّ ً معه آية النبوّة بإخراج الخبء ، والأخبار بالنجوى، وسأنظر (بالدين الذي يدعوني إليه) >>..
<(!!!)> ثمّ كتب المقوقس الى نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلّم الآتي: (( بسم الله الرحمن الرحيم ، إلى محمد بن عبد الله ، من المقوقس عظيم القبط ، سلام عليك ..
أما بعد ؛ فقد قرأتُ كتابك ، وفهمتُ ما ذكرت فيه ، وما تدعو إليه .. وقد علمتُ أنّ نبيّاً بقي ، وكنتُ أظنّ ُأنه سيخرج بالشام .. وقد أكرمتُ رسولك ، وبعثتُ إليك بجاريّتين ، لهما مكان في القبط عظيم ، وبكسوة ، وأهديتُ إليك بغلة لتركبها .. والسلام عليك )).
<(***)> ونقل إبن إسحاق بأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: [[ إذا افتتحتم مصر ، فإستوصوا بأهلها خيرا ، فإن لهم ذمّة ورحما ]] ..
فقلتُ لمحمد بن مسلم الزهري : (( ما الرحم التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهم )) ؟ فقال : ((كانت هاجر أم إسماعيل منهم )).
وذكر بأنّ الهدية كانت جاريتين هما: مارية بنت شمعون القبطية وأختها سيرين بنت شمعون.. وفي المدينة، أختار الرسول مارية لنفسه، ووهب أختها سيرين لشاعرهِ حسّان بن ثابت الأنصاري. وكانت مارية بيضاء جميلة الطلعة..
<(!!!)> فعن عائشة قالت: ((ما غرتُ على امرأة إلا دون ما غرتُ على مارية وذلك أنها كانت جميلة من النساء جعدة ))..
<(***)> وجاء في صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [[ إِِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ ، فَإسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا ، فَإِِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا ، أَوَ قَالَ ذِمَّةً وَصِهْرًا ]]..
ــ قَالَ حَرْمَلَةُ: (( يَعْنِي بِالْقِيرَاطِ : أَنَّ قِبْطَ مِصْرَ يُسَمُّونَ أَعْيَادَهُمْ وَكُلَّ مَجْمَعٍ لَهُمُ الْقِيرَاطَ ، يَقُولُونَ ؛ نَشْهَدُ الْقِيرَاطَ )).
<(!!!)> وجاء في الطبقات الكُبرى لإبن سعد بأنّ المُقوقس صاحب الإسكندرية بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة سبع من الهجرة بـ ماريّة وبأختها سيرين، وألف مثقال ذهبا ، وعشرين ثوبا ليّنا ، وبغلته الدلدل ، وحماره عفير ويقال يعفور ، ومعهم (رجل لا يقرب النساء) خصي يقال له "مابور" شيخ كبير كان قد آخا مارية ..وبعث بذلك كله مع حاطب بن أبي بلتعة ، الذي عرض على مارية الإسلام ورغّبها فيه.. فأسلمت هي وأختها (قبل سفرهما من مصر) .. وأقام "مابور" على دينه حتى أسلم بالمدينة النبويّة لاحقا..
وكان رسول الله يختلف إليها في مكان سكنها بالعالية (أي قرب قُباء) ، وضرب عليها الحجاب.. وكان يطأها بملك اليمين ، فحملت ثم وضعت إبراهيم في ذي الحجّة سنة ثمان من الهجرة..
<(!!!)> ونقل عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت ، عن أمّه سيرين بأنها قالت: (( رأيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم لمّا حضر (نزاع ووفاة إبنه) إبراهيم ، وأنا أصيح ، وأختي (مارية) ، وما ينهانا.. فلما مات ، نهانا عن الصياح ، وغسله الفضل بن عباس ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ..
<(***)> روى البخاري ومسلم عن المغيرة بن شعبة ، قال: كُسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم.. فقال الناس: كُسفت الشمس لموت إبراهيم .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [[ إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتموهما فصلّوا وادعوا الله ]].
<(!!!)> وقال عطاء ان ماريّة لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم أُمرت أن تعتدّ ثلاث حيضات ، (وهي عدّة المرأة الحرّة) ..
<==> ونقل محمد بن إبراهيم عن أبيه انه قال : كان (الخليفة) أبو بكر ينفق على مارية حتى توفّي ، ثم كان (الخليفة) عمر ينفق عليها حتى توفيّت (رضي الله عنها) في خلافته ..
<==> قال محمد بن عمر : لمّا توفـّيت مارية ، رُؤي عمر بن الخطاب يحشر الناس لشهودها (أي كان يُرغّب الناس ويدعوهم لتشييع جنازتها الطاهرة ، والصلاة عليها )، وصلّى عليها.. وقبرها (موجود) بالبقيع رضي الله عنها..

################################
والى القريب بإذن الله لمتابعة الصفحة الرابعة [ص4] المتعلّقة بالفراعنة ..

وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد