المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توبه رجل عاصي على يد ابنته



dajjani
21-01-2002, 10:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

كان يقطن مدينة الرياض...يعيش في ضياع ولا يعرف الله الا قليلا.
منذ سنوات لم يدخل المسجد،ولم يسجد لله سجدة واحدة....ويشاء الله-عز وجل-ان تكون توبته على يد ابنته الصغيرة.

يروي القصة فيقول:
كنت اسهر حتى الفجر مع رفقاء السوء في لهو ولعب وضياع تاركا زوجتي المسكينة وهي تعاني من الوحدة والضيق،والالم ماالله به عليم،لقد عجزت عني تللك الزوجة الصالحة الوفية،فهي لم تدخر وسع في نصحي وارشادي ولكن دون جدوى........
وفي احدى الليالي، جئت من احدى سهراتي العابثة،وكانت الساعة تشير الى الثالثة صباحا،فوجدت زوجتي وابنتي الصغيرة وهما تغطان في سبات عميق ،فاتجهت الى الغرفة المجاورة لاكمل ماتبقى من ساعات الليل في مشاهدة بعض الافلام الساقطة من خلال جهاز الفيديو..تللك الساعات،والتي ينزل فيها ربنا-عز وجل-،فيقول(هل من داع فأستجيب له؟هل من مستغفر فأغفر له؟هل من سائلفاعطيه سؤله؟))

وفجأة...فتح باب الغرفة،فاذا هي ابنتي الصغيرة التي لم تتجاوز الخامسة.
نظرت الي نظرة تعجب واحتقار، وبادرتني قائلة (يا بابا عيب عليك،اتق الله..))
رددتها ثلاث مرات،ثم اغلقت الباب وذهبت...اصابني ذهول شديد فاغلقت جهاز الفيديو،وجلست حائرا وكلماتها لاتزال تتردد في مسامعي وتكاد تقتلني...فخرجت في اثرها فوجدتها قد عادت الى فراشها...
اصبحت كالمجنون،لاادري مالذي اصابني في ذلك الوقت،وماهي الا لحظات حتى انطلق صوت المؤذن من المسجد القريب ليمزق سكون الليل الرهيب،مناديا لصلاة الفجر.
تؤضات،وذهبت الى المسجد،ولم تكن لدي رغبة شديدة في الصلاة،وانما الذي كان يشغلني ويقلق بالي،كلمات ابنتي الصغيرة.
واقيمت الصلاة...وكبر الامام،وقرأماتيسر له من القران،وما ان سجد وسجدت خلفه ووضعت جبهتي على الارض حتى انفجرت ببكاء شديد لااعلم له سببا،فهذه اول سجدة اسجدها لله-عزوجل-منذ سبع سنين.
كان ذلك البكاء فاتحة خير لي،لقد خرج مع ذلك البكاء كا مافي قلبي من كفر ونفاق وفساد،واحسست بان الايمان بدا يسري بداخلي....
وبعد الصلاة جلست في المسجد قليلا ثم رجعت الى بيتي فلم اذق طعم النوم حتى ذهبت الى العمل،فلما دخلت على صاحبي استغرب حضوري مبكرا فقد كنت لا احضر الا في ساعة متاخرة بسبب السهر طوال ساعات الليل،ولما سالني عن السبب، اخبرته بما حدث البارحة..فقال:احمد الله ان سخر لك هذه البنت الصغيرة التى ايقظتك من غفلتك،ولم تاتيك منيتك وانت على تلك الحال.
ولما حان وقت صلاة الظهر كنت مرهقا حيث لم انم منذ وقت طويل،فطلبت من صاحبي ان يستلم عملي،وعدت الى بيتي لانال قسط من الراحة،وانا في شوق لرؤية ابنتي الصغيرة التي كانت سببا في هدايتي ورجوعي الى الله.
دخلت البيت،فاستقبلتني زوجتى وهي تبكي..فقلت لها:مالك يا امراة؟!فجاء جوابها كالصاعقة:لقد ماتت ابنتك.......
لم اتمالك نفسي من هول الصدمة،وانفجرت بالبكاء....وبعد ان هدات نفسي،تذكرت ان ما حدث لي ماهو الا ابتلاء من الله-عز وجل-ليختبر ايماني،فحمدت الله-عز وجل-ورفعت سماعة الهاتف،واتصلت بصاحبي،وطلبت منه الحضور لمساعدتي.
حضر صاحبي واخذ الطفلة وغسلها وكفنها،وصلينا عليها ثم ذهبنا بها الى المقبرة فقال لي صاحبي:لايليق ان يدخلها المقبرة غيرك..فحملتها والدموع تملاء عيني ووضعتها في اللحد.........انا لم ادفن ابنتي،وانما دفنت النور الذي اضاء لي الطريق في هذه الحياة،فاسال الله-عزوجل-ان يجعلها سترا من النار،وان يجزي زوجتى المؤمنة الصابرة خير الجزاء.