المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تـراث ابـن تيميـة.. القبـول والشغـب



إسلامية
04-04-2010, 05:51 PM
تتابع البلاء على ابن تيمية وعلى تلاميذه ومؤلفاته؛ فكان إظهار مؤلفاته آنذاك يوجب العقوبة والسجن، كما كشف عن ذلك تلميذه ابن عبد الهادي قائلاً: (لَـمَّا حُبس - ابن تيمية - تفرَّق أتباعه، وتفرَّقت كتبه، وخَوَّفوا أصحابه من أن يُظْهروا كتبه، وذهب كل أحد بما عنده وأخفاه، ولم يُظْهروا كتبه، فبقي هذا يهرب بما عنده، وهذا يبيعه أو يهبه، وهذا يخفيه ويودعه، حتى إن منهم من تُسرق كتبه فلا يستطيع أن يطلبها، ولا يقدر على تخليصها)[1].




ولم يقف العناء والأذى على مجرد إظهار مصنفات ابن تيمية، بل امتدَّ الخوف إلى مجرد تدوين أسماء مصنفاته، حيث جاء في رسالة وجَّهها عبد الله بن حامد - أحد علماء الشافعية - إلى ابن رُشَيِّق في رثاء ابن تيمية، إذ يقول ابن حامد: (والله ما كتبتها إلا وأدمعي تتساقط عند ذكره أسفاً على فراقه، وعدم ملاقاته... لكن لما سبق الوعد الكريم منكم بإنفاذ فهرست مصنفات الشيخ، وتأخّر ذلك عني، وأعتقد أن الإضراب عن ذلك نوع تقية، أو لعذر لا يسعني السؤال عنه؛ فسكتُّ عن الطلب، خشية أن يلحق أحداً ضررٌ - والعياذ بالله - بسببي..)[2].



وتكالب أهل البدع والأهواء على عداوته والحط منه؛ سواء كانوا من الروافض أو المتصوفة أو المتكلمين ونحوهم، بل بلغ بهم النَّزَق والحمق إلى تكفيره وتضليله؛ فالحصني - مثلاً - يجاهر بتكفير ابن تيمية، وأسوأ من ذلك العلاء البخاري الذي يكفِّر من سمَّى ابن تيمية شيخَ الإسلام!



ولحق - في ذيل تلك القافلة المتعثرة - شرذمة من المتساقطين المنتكسين في هذا الزمان؛ إذ تتابع نعيقهم وشغبهم، فأحدهم يهذي قائلاً: إن ابن تيمية مرَّ بأزمة روحية. ثم اختلق «الممسوخ» كذبة صلعاء وافترى على ابن تيمية قائلاً: (إن جميع الكفار سيغادرون النار إلى جنة الخلود!)[3].


وأما الآخر فكان مراوغاً فتارةً يتهم ابن تيمية بالتشدد؛ لأن عبارة: (يُستتاب فإن تاب وإلا قُتل) تكررت في عدة مواطن من مؤلفاته! وتارةً ينتقل هذا المتلوِّن إلى نقيض ذلك فيكتب عن التعددية عند ابن تيمية[4].



وثالثٌ من أُغَيْلِمَة الصحافة يطعن في موقف ابن تيمية من الفلسفة، ويتهافت في الدفاع عن الفلسفة ويتدثر في لمزه وهمزه بالعُجْمة والغموض... (فابن تيمية يُغيِّب الأيديولوجي في ثنايا النظر الابستمولوجي!)[5].



وفي غمرة هذه الأحوال الحالكة، والشغب المتلاحق؛ تتحقق الفراسة الإيمانية التي سطَّرها الشيخ أحمد بن مُرِّي - بعد وفاة ابن تيمية -: (والله - إن شاء الله - ليقيمنَّ الله - سبحانه - لنصر هذا الكلام ونشره وتدوينه وتفهمه واستخراج مقاصده واستحسان عجائبه وغرائبه؛ رجالاً هم الآن في أصلاب آبائهم)[6].



(وقد برَّت يمين ابن مُرِّي - بحمد الله ومنّته - فقام الشيخ عبد الرحمن بن قاسم (ت 1392هـ) بمساعدة ابنه محمد (ت 1421هـ) بعد نحو ستة قرون؛ بهذه المهمة الجليلة في (مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية).



وهذا المجموع غُرَّة في جبين الدهر، زينة لأهل الإسلام، لسان صدق للعلماء، عمدة للباحثين، نفع الله به أقواماً بعد آخرين، وقد انتشر في العالمين انتشار العافية، وكتب الله له من القبول والانتشار ما يعزّ نظيره في جهود المتأخرين، فالحمد لله رب العالمين)[7].



وحَفَل هذا العصر بإصدار موسوعات ومطولات ورسائل متعددة لابن تيمية، مثل: الفتاوى الكبرى، وجامع الرسائل (ت: محمد رشاد سالم)، والدرء، ومنهاج السُّنّة النبوية (ت: محمد رشاد سالم)، والمجموعة العلية (ت: هشام الصيني)، وجامع المسائل (ت: عزير شمس، وعلي العمران)، وغيرها كثير جداً. ولا يزال أهل الإسلام والسنة (يَرِدون من بحره العذب النمير، يرتعون من فضله في روضة وغدير)[8].



وقد حظيت هذه المؤلفات بالانتشار والاحتفاء والقبول ما لم يتحقق لغيرها، ولا يزال هذا الإبريز[9] يزداد تألقاً ولمعاناً مع مرور الأيام، وأضحى هذا التراث مورداً للباحثين في شتى العلوم الشرعية والتاريخية والتربوية...



بل إن جملة من المفكرين البارزين أظهروا انبهارهم بابن تيمية وتراثه، مثل: محمد عمارة في كتابه (رفع الملام)، وأبو يعرب المرزوقي وغيرهما.



لقد أجلب الجناة بخيلهم ورَجِلِهم، وتكالبوا على مؤلفات ابن تيمية بشتى أنواع الكيد والمكر؛ فكذبوا عليه وزوَّروا، وخوَّفوا وحذَّروا، بل كفَّروا وحرَّقوا مؤلفاته!


لكن خاب سعيهم، وتعثَّر شأنهم، فلا تزال هذه المؤلفات ملء السمع والبصر، قد حفظها الله تعــالى، وبـــارك فيهــا؛ إذ هــي مما يُبتغى به وجه الله؛ إذ ما كان لله فهو ينفع ويــدوم[10].



وقــال ابــن عبد الهادي - في شأن هذا الحفظ الرباني -: (ولقد رأيت من خَرْق العادة في حفظ كتبه وجمعها وإصلاح ما فَسَد منها، وردّ ما ذهب منها ما لو ذكرته لكان عجباً، يعلم به كل مصنف أن لله عناية به وبكلامه؛ لأنه يذبّ عن سُنة نبيه صلى الله عليه وسلم تحريفَ الغالين وانتحالَ المبطلين وتأويلَ الجاهلين)[11].



وما أجمل ما قاله بهاء الدين السبكي: (والله يا فلان! ما يبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى؛ فالجــاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصدّه هواه عن الحق بعد معرفته به)[12].



ومع نفاسة هذا التراث وما يحويه من التحقيق البديع، والعمق والرسوخ، والسعة والشمول، وحسن الترتيب، وجزالة الأسلوب؛ إلا أن بعض متسنّنة هذا العصر قد زهدوا في هذا التراث، وفتروا عن تحصيل العلوم الشرعية، وشُغفوا بما استجد من معارف حادثة بما يسمى (البرمجة العصبية) و(تطوير الذات) و (تفجير الطاقات)...!
إن عموم جيل الصحوة الإسلامية يحتاج إلى تقريب وتيسير لهذا التراث، إضافة إلى أن العبارات المتشابهة التي يشغِّب بها أهل الأهواء فإنها تُرَدّ إلى عباراته وتقريراته الـمُحْكَمة البيّنة، كما يُحتفى بإبراز ما تحويه هذه المصنفات من تقعيد متين، وتأصيل فريد للعلوم الشرعية، وما تتضمنه من فقه للمقاصد وتحقيق لسدِّ الذرائع، ومعالجة للنوازل والمستجدات، ودراية بأحوال النفوس وأدوائها. وبالله التوفيق.


http://www.alabdulltif.net/index.php?option=content&task=view&id=12084 (http://www.alabdulltif.net/index.php?option=content&task=view&id=12084)


يتبع ان شاء الله

إسلامية
04-04-2010, 06:27 PM
ابن تيمية والآخر (4) (روح الرحمة والتسامح عند ابن تيمية تجاه الجميع)


لقد أنعم الله على شيخ الإسلام بنفسٍ كبيرة وقلبٍ سالمٍ من الأحقاد قل أن يوجد مثله عن غيره من علماء زمانه، فما كان يحمل في قلبه غلاً ولا حسداً ولا حقداً على أحد، بل ولا على خصومه، بل كان سائراً على منهج السلف في الرحمة والعدل بالمخالفين.




قال ابن تيمية: (فأهل السنة يستعملون معهم -أي المخالفين- العدل والإنصاف، ولا يظلمونهم، فإن الظلم حرام مطلقاً)( ).



وقال ابن القيم عن ابن تيمية: (كان بعض أصحابه الأكابر يقول: وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه. وما رأيته يدعو على أحد منهم قط، وكان يدعو لهم)( ).



ولما وقف منه القاضي ابن مخلوف موقف العداء ورماه بكل قوس في جعبته، وأثار عليه العوام والحكام وأصدر ضده الأحكام والفتاوى التي أثارت الفتنة بين الناس واجتهد غاية الاجتهاد في قتله، وابن تيمية صابر محتسب يقابل السيئة بالحسنة، ولم يحمل في نفسه حقداً ولا بغضاً لهذا الرجل.




يقول ابن تيمية معبراً عن نفسيته المتسامحة: (وابن مخلوف لو عمل مهما عمل والله ما أقدر على خير إلا وأعمله معه، ولا أعين عليه عدوه قط، ولا حول ولا قوة إلا بالله هذه نيتي وعزمي)( ).


وقال في رسالة كتبها وهو في السجن إلى تلاميذه ومحبيه، يتحدث عن خصومه الذين تسببوا في دخوله السجن، وكانوا سبباً في مصادرة كتبه:

(أنا أحب لهم أن ينالوا من اللذة والسرور والنعيم ما تقر به أعينهم، وأن يفتح لهم من معرفة الله وطاعته والجهاد في سبيله ما يصلون به إلى أعلى الدرجات)( ).


وقال معبراً عن روحه الطيبة المحبة لجميع المسلمين: (وأنا أحب الخير لكل المسلمين وأريد لكل مؤمن من الخير ما أحبه لنفسي)( ).


بل إن روحه الطيبة العادلة المتسامحة شملت حب الخير للإنسانية جمعاء، فقد قال في رسالة وجهها للملك النصراني (سرجون) حاكم قبرص: (نحن قوم نحب الخير لكل أحد، ونحب أن يجمع الله لكم خير الدنيا والآخرة)( ).


وكان سبب هذا الرسالة التي بعث بها إلى ملك قبرص وجود أسرى من عامة المسلمين بأيدي النصارى، فأرسل له ابن تيمية طالباً منه أن يفك أسرى المسلمين جميعاً،


وأن يحسن إليهم، مذكراً ملك قبرص بما فعله ابن تيمية شخصياً حينما جادل ملك التتار ليفك أسر المأسورين من النصارى وأهل الكتاب رحمة بهم، وإحساناً إليهم كما أمر الإسلام،

وهذا الموقف كان ابتداءً من ابن تيمية، ولم يكن خاصاً لأجل المساومة والمعاوضة، فلم يذكره إلا بعد أن احتاج إليه لينفع المسلمين.



قال ابن تيمية: (وقد عرف النصارى كلهم أني لما خاطبت التتار في إطلاق الأسرى، وأطلقهم غازان، وقطلوشاه، وخاطبت مولاي فيهم فسمح بإطلاق المسلمين.

قال لي: لكن معنا نصارى أخذناهم من القدس، فهؤلاء لا يطلقون. فقلت له: بل جميع من معك من اليهود والنصارى، الذي هم أهل ذمتنا؛ فإنا نفتكهم، ولا ندع أسيراً، لا من أهل الملة، ولا من أهل الذمة. وأطلقنا من النصارى من شاء الله فهذا عملنا وإحساننا، والجزاء على الله)( ).


ثم بيّن للملك القبرصي منهج المسلمين في التعامل مع غير المسلمين فقال: (الذي بأيدينا من النصارى يعلم كل أحد إحساننا ورحمتنا بهم؛ كما أوصانا خاتم المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم)( ).


ثم أبدي ابن تيمية تألمه وامتعاضه تجاه تعامل القبرصيين مع أسرى المسلمين، فقال: (فيا أيها الملك كيف تستحل سفك الدماء، وسبي الحريم، وأخذ الأموال بغير حجة من الله ورسله، ثم أما يعلم الملك أن بديارنا من النصارى أهل الذمة والأمان مالا يحصى عددهم إلا الله، ومعاملتنا فيهم معروفة، فكيف يعاملون أسرى المسلمين بهذه المعاملات التي لا يرضى بها ذو مروءة ولا ذو دين)( ).



فانظر كيف كان ابن تيمية –رحمه الله- حريصاً على المسلمين كلهم، رحيماً ورفيقاً بهم، وامتدت رحمته وعدالته إلى غير المسلمين، لأن منهجه العام محبة الخير للإنسانية جمعاء.



وفي آخر حياته –رحمه الله- لما تجدد عليه الظلم وسجن طلب من الجميع منهج الإنصاف والعدل مع كافة الناس، سواءً كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وطالب حكام الإسلام وعلماء الدين بالعدل مع المخالفين مهما كانوا، رافضاً الظلم الذي وقع عليه أو على غيره، وأن يكون هذا منهجاً ثابتاً وراسخاً، لأنه من منهج الإسلام.



يقول ابن تيمية: (فإنه في آخر شهر رمضان سنة ست وعشرين وسبعمائة، جاء أميران رسولان من عند الملأ المجتمعين من الأمراء والقضاة ومن معهم، وذكرا رسالة من عند الأمراء، مضمونها طلب الحضور، ومخاطبة القضاة لتخرج وتنفصل القضية، وأن المطلوب خروجك، وأن يكون الكلام مختصراً، ونحو ذلك.


فقلت: سلم على الأمراء، وقل لهم: لكم سنة، وقبل السنة مدة أخرى تسمعون كلام الخصوم في الليل والنهار، وإلى الساعة لم تسمعوا مني كلمة واحدة،

وهذا من أعظم الظلم، فلو كان الخصم يهودياً أو نصرانياً أو عدواً آخر للإسلام ولدولتكم؛ لما جاز أن تحكموا عليه حتى تسمعوا كلامه، وأنتم قد سمعتم كلام الخصوم وحدهم في مجالس كثيرة، فاسمعوا كلامي وحدي في مجلس واحد، وبعد ذلك نجتمع ونتخاطب بحضوركم، فإن هذا من أقل العدل الذي أمر الله به في قوله: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا )( ).


حرصه على وحدة المسلمين، وجمع كلمتهم:


ومن الميز والخصائص المهمة في ابن تيمية تغليبه للمصلحة العامة المتمثلة في وحدة الصف الإسلامي ، وجمع الكلمة، ورأب الصدع، ونبذ الاختلاف، وهذه الميزة مبثوثة في أقواله ومشهود لها من أفعاله وسيرته، و كان -رحمه الله- حريصاً على تقارب المسلمين، ليس بالعبارات الخاوية، ولا بالمؤتمرات الشكلية، بل بمنهج عملي أصيل، كان له دور كبير في توحيد الصف الإسلامي في وجه المخاطر التي تحدق بهم.




فقد أرسل ابن تيمية رسالة إلى إخوانه وأصحابه بدمشق، يحثهم فيها على الوحدة الإسلامية، ويدعوهم إلى اجتماع الكلمة، وإصلاح ذات البين. ومما قاله فيها:

(وتعلمون أن من القواعد العظيمة التي هي من جماع الدين تأليف القلوب واجتماع الكلمة وصلاح ذات البين، فان الله تعالى يقول: فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ويقول: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ويقول: ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم وأمثال ذلك من النصوص التي تأمر بالجماعة والائتلاف وتنهى عن الفرقة والاختلاف، وأهل هذا الأصل هم أهل الجماعة كما أن الخارجين عنه هم أهل الفرقة)( ).



وقال ابن تيمية مبيناً تجربته الشخصية والعملية: (والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة، وأنا كنت من أعظم الناس تأليفاً لقلوب المسلمين وطلباً لاتفاق كلمتهم واتباعاً لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله و أزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشة، وبينت لهم أن الأشعرى كان من أَجَلِّ المتكلمين المنتسبين إلى الإمام أحمد -رحمه الله- ونحوه المنتصرين لطريقه كما يذكر الأشعري ذلك في كتبه.. وفرح المسلمون باتفاق الكلمة وأظهرتُ ما ذكره ابن عساكر في مناقبه، أنه لم تزل الحنابلة والأشاعرة متفقين إلى زمن القشيرى، فإنه لما جرت تلك الفتنة ببغداد تفرقت الكلمة)( ).



وبيَّن لأصحابه وتلاميذه منهجه الذي يسير عليه تجاه المسلمين، والذي لا يحيد عنه، هو تقديم مصلحة المسلمين، وإحسان الظن بهم، حيث قال: (وأنا والله من أعظم الناس معاونة على إطفاء كل شر فيها –أي فتنة خصومه- وفي غيرها، وإقامة كل خير)( ).


وفي اللحظات الأخيرة من حياته –رحمه الله- مرض أياماً في محبسه الأخير في القلعة، فعلم بمرضه أحد وجهاء الدولة وهو شمس الدين الوزير، فجاءه يستأذنه في الدخول عليه لعيادته، فأذن الشيخ له في ذلك، فلما جلس عنده أخذ الوزير يعتذر له عن نفسه، ويلتمس منه أن يحلّه مما عساه أن يكون قد وقع منه في حق الشيخ من تقصير أو غيره.

فأجابه ابن تيمية بقوله: إني قد أحللتُك وجميع من عاداني وهو لا يعلم أني على الحق.




وقال له أيضاً: إني قد أحللت السلطان الناصر ابن قلاوون من حبسه إياي لكونه فعل ذلك مقلداً غيره معذوراً، ولم يفعله لحظّ نفسه، بل لما بلغهُ مما ظنه حقاً من مُبلِّغه، والله يعلم أنه بخلافه. ثم قال: قد أحللتُ كلَّ واحدٍ مما كان بيني وبينه( ).




ولم يبق ابن تيمية طويلاً بعد ذلك، حيث وافته الـمنَّية وهو في السجن، مظلوماً من قبل أعدائه، وهو صابر محتسب أجره عند الله، مات وليس في قلبه ذرة كراهية تجاه أي مسلم، مات بعد أن سامح الجميع، مات وهو راضٍ عن نفسه التي طالما تخلت عن حظوظها الذاتية في سبيل الأمة المسلمة.


الخـاتمـة:

أخي القارئ الكريم..

قد وقفت بنفسك على سيرة ابن تيمية –رحمه الله- ورأيت حياة الرجل وعلمه وصدقه وزهده، وتضحيته وتفانيه في خدمة ووحدة الأمة الإسلامية.

ثم وقفتَ بنفسك على أقواله في مسألة التكفير، وقرأتَ سيرته السلوكية والأخلاقية تجاه المخالفين، ورأيتَ كيف كان رحيماً شفيقاً متسامحاً مع مخالفين وشانئيه، يسعون له جادين بالعداوة والبغضاء الكراهية، وهو يسعى لهم بكل صدقٍ بالمحبة والأخوة والتسامح.

وبعد عرض أقوال وأفعال ابن تيمية تجاه المخالفين، أترك لك أخي القارئ الكريم الحكم الموضوعي لترى هل أنصفوا ابن تيمية أم ظلموه؟
نسأل الله أن يوفق الجميع للحق والهدى، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن.

http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=35134 (http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.con&contentid=35134)

kilua 19
04-04-2010, 09:37 PM
الله يجزاج خير اختي اسلامية على الموضوع

إسلامية
04-04-2010, 10:41 PM
الله يجزاج خير اختي اسلامية على الموضوع



حيا الله اخي الكريم kilua 19
شكرا على تواصلك بارك الله فيك ونفع بك

Jareeh AL-Ayaam
04-04-2010, 11:12 PM
جزاكِ الله كل خير اختي اسلامية

على الموضوع المفيد

إسلامية
05-04-2010, 01:14 AM
جزاكِ الله كل خير اختي اسلامية




على الموضوع المفيد


وياكم اخي الكريم ~Jareeh AL-Ayaam~
شكرا على مرورك الطيب وفقك الله لمايحب ويرضى

alamid
05-04-2010, 01:29 AM
إذا كانَ منهج ابن تيمية مع مُخالفيه كما ذُكِر ،فحريٌّ بأتباعه أنْ ينتهجوا نهجه بدلًا منْ أنْ يُسيئوا إليه بتعصُّبِهم له وإساءة الظن بمخالفيهم من أهل الملة ! .

رحِمَ اللهُ ابن تيمية فهو أحد العُلماء العاملين .

شُكرًا إسلامية .

فلسطيني_سني
05-04-2010, 02:07 AM
رحم الله ابن تيمية

التعصب يجب أن يكون للعقيدة و ليس للأشخاص فابن تيمية بالنهاية انسان و غير معصوم



المهم ابن تيمية شيخ من شيوخ الاسلام وجزء من أتباعه الحاليين أساءوا له بالفعل كما تفضل العميد

فهذا قطبي و هذا اخواني و هذا صوفي و مجرد طعن و تفسيق من غير بينه حتى للأموات

فالشعراوي صوفي و القرضاوي اخواني و العودة حزبي و كأنهم أولياء الله في الأرض

جزاك الله خير على الموضوع اسلامية

حمصي
05-04-2010, 01:46 PM
التعصب يجب أن يكون للعقيدة و ليس للأشخاص فابن تيمية بالنهاية انسان و غير معصوم

بنفسك فابدأ.... فالتعصب لا يكون "للاشخاص" و لا "للاحزاب" و انما يكون "للعقيدة"

حمصي
05-04-2010, 01:54 PM
إذا كانَ منهج ابن تيمية مع مُخالفيه كما ذُكِر ،فحريٌّ بأتباعه أنْ ينتهجوا نهجه بدلًا منْ أنْ يُسيئوا إليه بتعصُّبِهم له وإساءة الظن بمخالفيهم من أهل الملة ! .

رحِمَ اللهُ ابن تيمية فهو أحد العُلماء العاملين .

شُكرًا إسلامية .
وكل يدعي وصلا بليلى ... وليلى لا تقر لهم بذاكا
من تعصب لابن تيمية خالف نهج ابن تيمية
و اما "اساءة الظن مخالفيهم" فهي كلمة فضفاضة
و ليس بيان عورة المخالف من اهل البدع "اساءة ظن" بل هو "بيان لحق" كان ينتهجه سلف الامة بما فيهم ابن تيمية
و بيان غلط المخالف سنة متبعة سار عليها السلف, و من تبعهم من الخلف , هي رحمة للمخالف و الموافق
و من فعل ذاك كان الواجب عليه ان يطهر قلبه من الانتصار للنفس, جامعاً بين الرحمة و الحكم, فينظر بعبن الى القدر فيرحم المخالف, و بعينه الاخرى ينظر الى الشرع فيأمر المخالف بالحق

إسلامية
05-04-2010, 02:33 PM
إذا كانَ منهج ابن تيمية مع مُخالفيه كما ذُكِر ،فحريٌّ بأتباعه أنْ ينتهجوا نهجه بدلًا منْ أنْ يُسيئوا إليه بتعصُّبِهم له وإساءة الظن بمخالفيهم من أهل الملة ! .

رحِمَ اللهُ ابن تيمية فهو أحد العُلماء العاملين .

شُكرًا إسلامية .

والكلام ايضا للذين يخالفونه عليهم بقراءة كتبه وانصافه
وشكرا على مرورك اخي الكريم alamid
وجعلك الله ناصر للسنة ومحارب البدع دائما

إسلامية
05-04-2010, 02:41 PM
رحم الله ابن تيمية

التعصب يجب أن يكون للعقيدة و ليس للأشخاص فابن تيمية بالنهاية انسان و غير معصوم



المهم ابن تيمية شيخ من شيوخ الاسلام وجزء من أتباعه الحاليين أساءوا له بالفعل كما تفضل العميد



اتباعه من تقصد هو يتبع قال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين كذلك
يعني هو شيخ من شيوخ اهل السنة

اما عن التعصب فنحن نحذر من التعصب للرجال



فهذا قطبي و هذا اخواني و هذا صوفي و مجرد طعن و تفسيق من غير بينه حتى للأموات

فالشعراوي صوفي و القرضاوي اخواني و العودة حزبي و كأنهم أولياء الله في الأرض


هؤلاء هم من قالوا عن انفسهم انهم صوفيه او من الاخوان ووالخ لذلك تجد رد علي مايقولونه
انظر الى مواقعهم وكتبهم هم من يسمون انفسهم بهذا الاسم



جزاك الله خير على الموضوع اسلامية



وياكم اخي الكريم فلسطيني_سني
شكرا على مرورك وفقك الله لما يحب ويرضى

إسلامية
05-04-2010, 02:43 PM
جزاك ربي الجنة اخي الفاضل المجاهد بالكلمة حمصي
الله يكثرمن الشباب الذين فيهم غيرة على الدين

حمصي
05-04-2010, 08:32 PM
جزاك ربي الجنة اخي حمصي

و اياك


الله يكثرمن الشباب الذين فيهم غيرة على الدين
امين

)(FanTasy)(
05-04-2010, 09:54 PM
الـسـلام عـلـيـكـم ورحـمـة الله وبـركـاتـه

فقــدان المـسلمـين شيـخ الإسـلام ابـن تيمـية كفقـدان الثقـل الأكـبر فـي المـيزان..


يوجد مثله عن غيره من علماء زمانه، فما كان يحمل في قلبه غلاً ولا حسداً ولا حقداً على أحد، بل ولا على خصومه، بل كان سائراً على منهج السلف في الرحمة والعدل بالمخالفين.



وبيَّن لأصحابه وتلاميذه منهجه الذي يسير عليه تجاه المسلمين، والذي لا يحيد عنه، هو تقديم مصلحة المسلمين، وإحسان الظن بهم، حيث قال: (وأنا والله من أعظم الناس معاونة على إطفاء كل شر فيها –أي فتنة خصومه- وفي غيرها، وإقامة كل خير)( ).


فانظر كيف كان ابن تيمية –رحمه الله- حريصاً على المسلمين كلهم، رحيماً ورفيقاً بهم، وامتدت رحمته وعدالته إلى غير المسلمين، لأن منهجه العام محبة الخير للإنسانية جمعاء.


"لــو نقـتدي بمـن نـُحب كـيف سيكـون حالنــا؟؟"
رحـــمه الله تعـالى بـرحـمـتـه..



و من فعل ذاك كان الواجب عليه ان يطهر قلبه من الانتصار للنفس, جامعاً بين الرحمة و الحكم, فينظر بعبن الى القدر فيرحم المخالف, و بعينه الاخرى ينظر الى الشرع فيأمر المخالف بالحق

بـاركـ الله فيكـ :smile: عـين الصـواب.

أشكـركـِ أختـي الفـاضلة إسـلامـيـّة، ومـا تقدمـتِ بشـيء فـيه خـير لإخـوتكـِ بـإذنـه تعـالى يجـازيكـِ بمــا هـو خـيرٌ لكـــِ.

فلسطيني_سني
05-04-2010, 10:00 PM
بنفسك فابدأ.... فالتعصب لا يكون "للاشخاص" و لا "للاحزاب" و انما يكون "للعقيدة"

شكرآ على النصيحة

فلسطيني_سني
05-04-2010, 10:04 PM
اتباعه من تقصد هو يتبع قال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين كذلك
يعني هو شيخ من شيوخ اهل السنة

اما عن التعصب فنحن نحذر من التعصب للرجال



هؤلاء هم من قالوا عن انفسهم انهم صوفيه او من الاخوان ووالخ لذلك تجد رد علي مايقولونه
انظر الى مواقعهم وكتبهم هم من يسمون انفسهم بهذا الاسم




وياكم اخي الكريم فلسطيني_سني
شكرا على مرورك وفقك الله لما يحب ويرضى

أقصد الجامية و المدخلية و من سماهم بالأخوان المفلسين و أصبح أكل عيشه السب و التشهير

من يقول عن نفسه صوفي تلك مصيبة و من يتحزب و يقول أنه اخواني و ما دونه غير مسلم هذا تحزب مكروه أيضآ

أشكرك مشرفتنا الفاضلة

إسلامية
05-04-2010, 11:22 PM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
اهلا اخي الكريم OFantasyO
شكرا على مرورك الطيب جزاك الله خير الجزاء