المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية هيئة علماء المسلمين توجه رسالة مفتوحة للشعب العراق في ذكرى احتلاله



إسلامية
10-04-2010, 02:38 AM
في الذكرى السابعة لاحتلال العراق ،وجهت الامانة العامة لهيئة علماء المسلمين في العراق رسالة مفتوحة الى الشعب العراقي، لافتة إلى ان الفترة الماضية منذ بدء الاحتلال الغاشم كانت شديدة الوطأ على المحتل وحملته خسائر فادحة وافشلت مشروعه كما انها كانت قاسية على ابناء شعبنا الذي عانى من ظلم القتل والاعتقال والتهجير اضافة الى سوء الاجوال والفقر والجوع
ودعا الأمين العام للهيئة الشيخ الضاري في الرسالة " لقد كانت السنوات السبع التي مرت شديدة الوطأة على المحتل.. الذي مني بخسائر فادحة للغاية بشرية ومالية وأخلاقية كانت كفيلة بإفشال مشروعه في المنطقة، وإفقاده الكثير من مصداقيته في العالم وحمله على التفكير في الانسحاب، ومن ثم الإعلان عن ذلك.. كما كانت هذه السنوات شديدة الوطأة أيضا على أبناء شعبنا، الذي تعرض لحرب إبادة وتبديد للحمته وثرواته؛ حيث فقد أكثر من مليون ونصف مليون شهيد، ولديه ما يربو على سبعمائة ألف معتقل في سجون الاحتلال وسجون الحكومة الحالية، وهُجرَ الملايين من أبنائه إلى خارج البلاد وداخلها " .
واضاف الدكتور الضاري " لقد مرر الإحتلال في هذه الأيام إحدى حلقات عمليته السياسية ـ وعسى أن تكون الحلقة الأخيرة ـ فكانت الانتخابات التي أراد الاحتلال من ورائها تثبيت أسس المحاصصة الطائفية والعرقية ليترسخ الوضع لصالحه في العراق؛ فيضمن بعد انسحابه بقاء العراق هشا ضعيفا، تأكله الصراعات، وتفت في عضده مشاكل داخلية لا تنتهي" .
كما طالب الامين العام للهيئة في ختام الرسالة، العراقيين الأصلاء بالوقوف الى جانب المقاومة العراقية الباسلة التي قدمت الكثير من الدماء والشهداء دفاعا عن الدين والبلد والشرف، ولا زالت تقدم المزيد حتى يتخلص العراق من الاحتلال البغيض ومن كل قوى الشر التي لا تريد لهذا البلد وأهله خيرا .. مؤكدا ان المقاومة البطلة هي الطريق الوحيدة لتحرير العراق من رجس الاحتلال وشروره.
وفيما يأتي نص البيان:
رسالة مفتوحة
إلى الشعب العراقي بمناسبة الذكرى السابعة لاحتلال العراق
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، وبعد:
أيها الشعب العراقي الأبي
تمر اليوم علينا الذكرى السابعة لقيام الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الشر باحتلال العراق، البلد العربي الإسلامي الأصيل، صاحب التاريخ الحضاري الوضاء الذي قدم للإنسانية الكثير من العطاء الثقافي والحضاري، إنه بلد الرافدين، بلد الإيمان والخير، بلد الأنبياء والأولياء والأئمة والشهداء والصالحين .
لقد كانت السنوات السبع التي مرت شديدة الوطأة على المحتل.. الذي مني بخسائر فادحة للغاية بشرية ومالية وأخلاقية كانت كفيلة بإفشال مشروعه في المنطقة، وإفقاده الكثير من مصداقيته في العالم وحمله على التفكير في الانسحاب، ومن ثم الإعلان عن ذلك..
كما كانت هذه السنوات شديدة الوطأة أيضا على أبناء شعبنا، الذي تعرض لحرب إبادة وتبديد للحمته وثرواته؛ حيث فقد أكثر من مليون ونصف مليون شهيد، ولديه ما يربو على سبعمائة ألف معتقل في سجون الاحتلال وسجون الحكومة الحالية، وهُجرَ الملايين من أبنائه إلى خارج البلاد، وهم يعانون من الفقر والجوع، وسوء الحال، وذهب بعضهم يطلب اللجوء في أصقاع العالم، بعد أن تسلل اليأس إلى قلبه من العود القريب الآمن إلى بلده للأسف الشديد، كما هُجرَ الملايين داخل البلاد تاركين منازلهم إلى أماكن أخرى.. أناس رحلوا من الجنوب إلى الشمال، ومن الشرق إلى الغرب، وهكذا بالعكس، وكثير منهم لم يجد ما يؤويه سوى الأكواخ والخيام أو بيوت الطين، ولم يجد ما يأكله سوى الفتات الذي يقدم من هذه الجهة أو تلك، وما يحصل عليه بعد البحث الطويل في أكوام القمامة والنفايات.
ويحدث هذا كله في وقت تهيمن فيه على السلطة في العراق حكومات الاحتلال، وهي تسبح في بحر من الأموال، إذ بلغت حتى اللحظة ميزانيات هذه الحكومات أكثر من ثلاثمائة مليار دولار، وهو رقم لا يكفي لإصلاح الأوضاع المتردية في العراق فحسب، بل ويكفي لإعادة بنائه على طراز حديث أكثر من مرة، ولكنه تسرب إلى جيوب الفاسدين من إدارة الاحتلال، وسياسيي الحكومات المتعاقبة في ظله كما يتسرب الماء في شقوق أرض قاحلة .
ونظرا لهذه الأحوال المروعة بدأت دول العالم اليوم تشعر بحجم الخطيئة التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها بحق العراق وشعبه، وأخذت بعض الأطراف تبدي ندمها لما بدر منها من مساهمات في دعم وإعانة هذا المشروع الخائب، ولم تعد الإدارة الأمريكية قادرة على إقناع العالم بصحة ما تقوم به في العراق، بعد أن خَدعت بذلك كثيرا من الدول لسنوات.
لقد انتقد عدد من الدوائر السياسية والإعلامية الغربية الحملات الدعائية التي تقوم بها الولايات المتحدة وبريطانيا لإقناع الشعوب الغربية بأن الحرب على العراق حققت أهدافها؛ - ومنها على سبيل المثال ـ صحيفة (الجارديان) البريطانية التي أكدت مؤخرا: أن تلك المحاولات لا تعدو كونها محاولة لحفظ ما بقي من ماء الوجه وتجميل الوجه القبيح لها أمام أفظع عمل إجرامي للغرب في العصور الحديثة.
وأضافت الصحيفة: أن الحرب على العراق لا تلاقي ترحيباً ولا دعماً عراقياً لها، بل إن العراقيين أكدوا في استطلاعات الرأي الأخيرة على أنهم غير راضين عن القوات البريطانية والأمريكية في بلدهم وأنهم يريدون خروجها من بلادهم بأسرع وقت ممكن.
وأوضحت أيضا أن الوقائع في العراق تظهر أن العراق ليس أفضل حالاً بوجود القوات الأجنبية، لافتة إلى أن السبب الوحيد الذي يجعل الرأي العام الغربي يشعر بانخفاض عدد القتلى من العراقيين أو من القوات الأجنبية هو التعتيم الإعلامي الذي تنتهجه القوات الأمريكية التي تخفي الأعداد الحقيقية للقتلى وتتستر على عشرات الآلاف من المساجين الذين تحتجزهم دون محاكمة، بينما لا يزال هناك أربعة ملايين لاجئ عراقي لا يستطيعون العودة إلى بلدهم.
واتهمت الصحيفة في هذا الصدد الولايات المتحدة بأنها أول من بدأ باستغلال الدين والطائفية في العراق حيث قسمت الإدارات والمؤسسات الحكومية العراقية بشكل طائفي وبذلت الكثير من الجهود لإثارة النعرات الطائفية بين أطياف المجتمع العراقي.
واختتمت ( الجارديان) كلامها بقولها:" إن الولايات المتحدة استخدمت نظاماً استعمارياً قديماً هو التقسيم الطائفي في العراق وجلبت للعراقيين الكثير من الدمار والحزن وجلبت لنفسها خسارة إستراتيجية كبيرة على جميع الصعد العسكرية والاقتصادية والأخلاقية".
هذه أيها الاخوة شهادة غربية في حقيقة الأوضاع على الساحة العراقية، على لسان صحيفة مهمة تصدر في بلد كان الشريك الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية في احتلال العراق.. وكنا نقول لكم ولغيركم ولا زلنا نقول: إن الاحتلال هو الذي جلب لكم كل أنواع الشرور، وهو الذي يقف وراء كل المشاكل والفتن الطائفية والعرقية المفتعلة التي يسعى من خلالها إلى إضعاف العراق وتمزيق وحدة أبنائه، ليمرر مشاريعه ومشاريع حلفائه الخطيرة فيه.

أيها الإخوة الكرام
لقد مرر الإحتلال في هذه الأيام إحدى حلقات عمليته السياسية ـ وعسى أن تكون الحلقة الأخيرة ـ فكانت الانتخابات التي أراد الاحتلال من ورائها تثبيت أسس المحاصصة الطائفية والعرقية ليترسخ الوضع لصالحه في العراق؛ فيضمن بعد انسحابه بقاء العراق هشا ضعيفا، تأكله الصراعات، وتفت في عضده مشاكل داخلية لا تنتهي، ومن أجل ذلك سمح لأقطاب لعبته هذه بممارسة التزوير في أعلى درجاته، لأنه يعلم أنهم من دون ذلك لن يصلوا إلى مواقع السلطة التشريعية، والتنفيذية، وليدوروا من ثم في فلكه، ويحققوا له ما تبقى من برامجه وأهدافه، ويحافظوا له على مكتسباته، ومنها اتفاقية الإذعان التي كبلت العراق إلى عشرات السنين.
أيها الإخوة الأعزاء
إن ما يجري الآن من حراك فوضوي وتدخلات مكشوفة ومشبوهة في الشأن العراقي يثيران القلق والإحباط لدى الكثير منكم على هذا الصعيد، لكنهما يؤكدان حقيقتين مهمتين للغاية:
الأولى: إن العملية السياسية في ظل الاحتلال ليست إلا طريقا لاستعباد شعب العراق، والالتفاف عليه، لمصادرة حقه في الحياة الآمنة المستقرة الرغيدة، التي يتطلع إليها بعد هذه المعاناة المريرة على يد الاحتلال وأعوانه.
والثانية: أن طريق إنقاذ العراق وشعبه إنما يكون على يد أبنائه المخلصين المناهضين للاحتلال والرافضين لمشاريعه، وفي مقدمتهم المقاومة العراقية الباسلة، وخارج هذه العمليات الفاسدة والمزورة التي لا يتوقع منها أصلاح الأوضاع المأساوية في العراق كما عول عليها بعضهم؛ لأنها هي التي أسهمت في مأساوية هذه الأوضاع فيه؛ لفساد تركيبتها وسوء نوايا أصحابها والمهيمنين عليها من الاحتلال وأعوانه.
أبناء شعبنا الأصلاء
علينا أن نعلم أن المرحلة القادمة مهمة جدا، وهي تستدعي من أحرار العراق كلهم أن يعوا خطورة المرحلة، وحاجتها الملحة ليتضامنوا جميعا، على الأسس الصحيحة لبناء بلدهم، ويكونوا يدا واحدة لدفع الأخطار والدواهي عن هذا البلد ويد الله مع الجماعة، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)).
وعلينا أن نعلم أن ما جرى في الأعوام السبعة الماضية العجاف، مما ذكرناه وما لم نذكره، وهو كثير، ومنه ما يجرى الآن على يد حكومة الاحتلال الحالية من اغتيالات واعتقالات مسعورة وتهديدات للكثير من أبناء شعبنا، حتى أن الكثير من العوائل العراقية لم يبق فيها رجال؛ وما كان لهذه الحكومة أن تفعل ذلك لولا رضا الاحتلال بفعلها ومساعدته لها في كثير من أعمالها الإجرامية؛ وعلى هذا فالاحتلال هو من دمر العراق وأسال دماء أبنائه، وهو الذي حكّمَ اللصوص والمجرمين في رقابهم، من أرباب العملية السياسية وأدعياء الوطنية الزائفة الذين لا تهمهم إلا مصالحهم ومصالح أحزابهم وأسيادهم، وهو الذي فتح أبواب العراق لكل قوى الشر التي لها مصلحة في تدمير العراق وتمزيق أوصاله ونهب ثرواته، من دول الجوار وغيرها.
لذا لابد من وقفه عراقية أصيلة، من كل أبناء العراق الأصلاء من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، في وجه الاحتلال وعملائه والمتدخلين في شؤونه، مثل وقفات الآباء والأجداد في وجه الغزاة والطامعين فيه على مدى التاريخ، والوقوف إلى جانب أخوانهم في القوى العراقية المناهضة للاحتلال التي نبهت منذ البداية إلى خطر الاحتلال ومشاريعه على العراق وعلى أبنائه والى زيف ادعاءاته وشعاراته البراقة التي رفعها يوم احتلاله للعراق، التي انطلت للأسف الشديد على كثير منهم.
كما لابد أيها العراقيون الأصلاء من وقفة إلى جانب مقاومتكم العراقية البطلة التي قدمت الكثير من الدماء والشهداء من أجلكم ومن أجل دينكم وبلدكم وشرفكم، ولا زالت تقدم المزيد حتى يتخلص العراق من الاحتلال ومن كل قوى الشر التي لا تريد للعراق وأهله خيرا، وهي الطريق الوحيدة لتحرير العراق من الاحتلال وشروره.


أبناء شعبنا الأعزاء
لقد عانيتم كثيرا، وتحملتم كثيرا وصبرتم كثيرا، وهذا ديدن الشعوب الأصيلة المؤمنة بدينها وقيمها وقضاياها وحقها في الحياة.. فتحية لكم وألف تحية، والى المزيد من الصبر والثبات والوحدة والتسامح فيما بينكم، وعدم السماع لأصوات مثيري الفتن والخلافات من أعدائكم، من أي لون وتحت أي شعار؛ فهم السبب في كل ما أنتم فيه اليوم من بؤس وشقاء، وأعلموا أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا.. والله يحفظكم ويرعاكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأمانة العامة
لهيئة علماء المسلمين في العراق
24ربيع الثاني/1431هـ
9/4/2010م
http://almoslim.net/node/126512 (http://almoslim.net/node/126512)