المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال تذكر دائمـــا أن الإعجاب بنفسك حال المفسدين والجهّــلة.



إسلامية
17-04-2010, 11:20 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد،



إن سؤالك أخي الفاضل الحبيب الكريم عن شيء عظيم.. عن داء عضال ما دخل جسد إلا أفسده ولا حياة إلا دمرها..

فهو يوقف الفكر والفكرة والحركة والحراك، ويسلبك القدرة على مسايرة العالم من حولك، ويمنعك من التعلم مع الآخرين، ويحجب عنك أبواب المعرفة والعلوم ويفقدك الصحبة الصالحة.. حقًّا هو داء خطير.



قبل أن نطرح لك حلولاً في العلاج العملي لمرض الإعجاب بالنفس؛ لا بد أن نـشخص الداء بدقة حتى لا تظلم نفسك ولا تغفل عن حقيقة الأمر.. فربما تكون حقًّا مصاب أو أنك ظالم لنفسك؛ وحتى تستطيع تشخيص الداء بدقة لتتناول الدواء المناسب.. هيا نجاوب على هذه الأسئلة:


هل ترى نفسك أفضل من الآخرين في كل شيء؟


هل ترى نفسك أكثر تدينا ؟


هل يعجبك فكرك والفكر الآخر مرفوض حتى النقاش فيه؟


هل ترفض أن يذكرك الناس بعيوبك؟


هل أذنك لا تسمع إلا من فمك، وعينك لا ترى إلا من قلبك؟


هل يسرك أن يقوم لك الناس إذا دخلت عليهم؟


هل رأيك صواب يحتمل الخطأ أم أنه خطأ يحتمل الصواب؟



هل أجبت عن الأسئلة بصدق بينك وبين نفسك؟ هل تجردت من كل شيء وأنت تجاوب؟ هل صدقت مع نفسك ومع ربك في معرفة هذا الداء العضال؟

مما لا شك فيه عزيزي السائل أننا من خلال الإجابة الصريحة الصادقة تعرفنا سويًّا على أمراض أخرى قد تكون فينا نحن لا ندري. فقلما يكون العجب وحده في الإنسان دون أمراض أخرى أو أعراض جانبية؛ ذلك لأن العجب مرض خبيث.

فالعجب من الخصال التي لا تأتي فرادى؛ ولكن قد يصاحبها مجموعة من الأمراض الفتاكة من بينها:




كبر وتكبر على الناس؛ لأنه يشعر بأنه الأفضل، ولكنه في الحقيقة إنسان عادي في نظر الناس. ومع أول صدام مع حقيقته أمام الناس؛ يكن الكبر هو الحل الوحيد أمامه؛ حتى يهرب بعيداً عن نفسه، فيتكبر توهماً أنه أفضل، وهو مسكين لا يعلم كلام النبي حينما قال: "إنه رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره" فسبحان من لا يعلم أقدار خلقه إلا هو.



رياء؛ لأن المعجب بنفسه يريد أن يصل إلى درجة الإشباع بينه من الإعجاب بالذات. لذا لا بد وأن يرائي من أجل ثناء الناس.



الحقد على أي أحد يرى عنده ما لا يملكه لنفسه؛ لأن ذلك يصطدم مع غروره.

وأخيرا قبل أتكلم معك حبيبي عن العلاج؛ بقي تذكير سريع للنبي عليه السلام في هذا الأمر.. اسمعه لعله يرقق قلبك قبل أن تتناول العلاج:


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث مهلكات: شحُّ مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه".


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما رجل يمشي في حلةٍ تعجبه نفسه، مرجل جمته، إذ خسف الله به فهو يتجلجل إلى يوم القيامة".


والآن عزيزي القارئ.. ما العلاج العملي لمرض العجب بالنفس؟
نجعله في أرقام حتى لا نطيل عليك.. ونسأل الله الشفاء:



استعن بالله.. فإن الله عون من لا عون له وسند من لا سند له.. وهو وحده القادر على شفائك.
تذكر أخي الكريم حالك الأول:


- ( يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً).

- ( أَوَلا يَذْكُرُ الإنسان أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً).

- ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ).

- ( ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ).

- ( هَلْ أَتَى عَلَى الْإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً).





أن تقيم نفسك وتقدر حياتك بالقدر الصحيح لا بما لا تستحق: (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (آل عمران: 188).



أن تعلم أن كل ما عندك إنما هو هبة من الله عز وجل: ( قُل كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً) (النساء:78)، ( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) (النحل:53).



اشكر الله على ما آتاك من النعم.. فإن الشكر دواء القلوب ورحمتها من التحجر، وبالشكر يصبح قلبك غير قابل لزراعة مثل هذه الأمراض الخبيثة؛ لأنه يكن متعلق بالله سبحانه وتعالى مداً وجذراً:



( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) (النمل:40).



اقرأ في قصص الصالحين من الذين هم أكابر في الزهد والورع والتُّقى حتى تتعلم إدارة حياتك:



(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (يوسف:111)

كن صاحب بصيرة؛ ترى ما وراء الأشياء، وتعلّـم واعلم أن الكرسي لو دام لغيرك ما وصل إليك، وأن المال لو لم تكن من صفته الفناء لفاض حتى لا يقبله أحد:


( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ) (القصص:81)



تعلم لو كنت متقنا لأساليب العلم والتعلم؛ فإن العجب لا يأتي إلا لجاهل.


خالط المتواضعين، وانظر لمن هو أعلى منك في العلم والدين والمنصب والجاه؛ ويتلذذ بتواضعه:



( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) (النمل:19).


تذكر دائمـــا أن الإعجاب بنفسك حال المفسدين والجهّــلة.



وأخيرا كن مع الله.. وقوِّ حالك بين يدي الله.. فمحال أن يكون مع الله مريض بعيد عنه




أين المتكبرون والمتجبرون *** بل أين فرعون وهامان
أين من دوخوا الدنيا بسطوتهم *** وذكرهم في الورى ظلمٌ وطغيان
هل أبقى الموت ذا عزٍّ لعزته *** أو هل نجا منه بالسلطان إنسان
لا والذي خلق الأكوان من عدمٍ *** الكل يفنى فلا إنس ولا جان



http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid=1152381532607&pagename=IslamOnline-Arabic-Eman_Counsel%2FEmanA%2FEmanA (http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid=1152381532607&pagename=IslamOnline-Arabic-Eman_Counsel%2FEmanA%2FEmanA)

)(FanTasy)(
17-04-2010, 12:00 PM
الـسـلام عـلـيـكـم ورحـمـة الله وبـركــاتــه

أُخـتـي الـفـاضـلة إسـلامـيـّة كـيفَ حالكــِ ؟؟

بـاركـَ الله فـيكـ ونفــعَ بكـِ ، أحــسنــتِ الاخـتـيـار

شــدّنــي أكــثـر نــص:



( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) (النمل:40).


مـِنْ جمــالـ السـطـور:


كن صاحب بصيرة؛ ترى ما وراء الأشياء، وتعلّـم واعلم أن الكرسي لو دام لغيرك ما وصل إليك، وأن المال لو لم تكن من صفته الفناء لفاض حتى لا يقبله أحد.

كــانت احـدى أخــطائـي بتعـامــلـي مـع نـفــسي

لكـن الله العـالـم أنــّهـا مـِنَ الـسـابقـات ، والســبب:


خالط المتواضعين، وانظر لمن هو أعلى منك في العلم والدين

شــُكــراً لكــِ ، واصـلـي جـُهـدكـِ. :smile:

إسلامية
22-04-2010, 02:23 PM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
حياك الله اخي الكريم OFantasyO
نتمنى ان يكون الموضوع مفيد للجميع ان شاء الله
جزاك الله خيرا