المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال مَنْ يُعيد بناء جامع العثمان ؟



kfinjan
21-04-2010, 01:29 AM
مَنْ يُعيد بناء جامع العثمان ؟



كاظم فنجان الحمامي

ترتبط ذاكرة شباب السبعينيات من أبناء مدينة المعقل في البصرة بجامع العثمان, الذي كان يعكس احدث فنون العمارة الهندسية الإسلامية وأكثرها روعة وجمالا, كنا في تلك الحقبة طلابا في إعدادية المعقل, ومن رواد المكتبة العامة التي أنشأتها الموانئ العراقية في عصرها الذهبي, ووفرت لها كل المستلزمات والكتب والمراجع والوسائل العلمية المعاصرة, وكانت هذه المكتبة الجميلة تحاذي الجامع, وتتوسط بين حدائق الأندلس ومتنزه البيت الصيني (شفقة العامل), في موقع فريد يتميز ببراءة الطبيعة ونعمة الهدوء والاستقرار, تعودنا على مغادرة المكتبة لأداء فريضة الصلاة في جامع العثمان, فارتبطنا روحيا بهذا الجامع منذ مرحلة الشباب المبكر, وشاءت محاسن الصدف أن اعمل بعد تخرجي في الموانئ العراقية, وانتقل للسكن في حي (الهندية) بجوار الجامع, فتعمقت علاقتي بالشيخ (عبد السلام عبد الله الدوسري), الذي تلقيت على يده مبادئ التجويد والتلاوة, وغرس في قلبي الرغبة في حفظ القرآن المجيد.
كان رحمه الله رجلا صالحا سعى في حياته إلى ما فيه خير الدنيا والآخرة مقدما الثانية على الأولى, وكانت حديقة الجامع المزدانة بأشجار السدر والحناء ونخيل البرحي الوارفة الظلال منتجعا للأدباء والمثقفين, وملاذا لطلاب العلوم والمعارف, وكان صوت المؤذن (الشيخ عبد فيصل السعدون) من أعذب الأصوات وأرقها, يفيض صوته الدافئ بنفحات الإيمان الفطري المعبر عن صدق الدعوة لله الواحد الأحد الفرد الصمد.


يعد جامع العثمان من المساجد القديمة والتراثية في البصرة, وكان لكبر مساحته وسعة أبنيته, ورحابة أروقته, وارتفاع فضاءاته, وبهاء سقوفه من أفضل المحطات القادرة على إيواء الحجاج القادمين من تركيا والبلدان الإسلامية المجاورة، وهو أول جامع بصري يحتضن كلية الإمام الأعظم في أول افتتاح لها في البصرة في أوائل التسعينيات، لكنه لم يكن بمنأى عن قصف صواريخ (بحر - أرض) من طراز (كروز) إبان حرب الخليج الثانية, التي أصابت قبته بأضرار جسيمة, ودمرت حرمه الرئيسي, ثم توالت عليه الضربات, وانهالت عليه المصائب والنكبات والويلات في خضم الفوضى السياسية والأمنية التي عصفت بالعراق فدمرته بالكامل.
ارتبط اسم جامع العثمان باسم المحسن الكويتي الكبير (عبد الله بن عبد اللطيف العثمان), الذي كان مغرماً بعمل الخير, حريصا على بناء بيوت الله، سباقا لإعمار ثلاث مساجد في الكويت, وله جامع في بلاد الشام يعد الأكبر والأجمل بعد الجامع الأموي، ويرتبط الجامع بمستشفى خيري ومدرسة إسلامية, ومجمع تجاري كبير أوقف ريعه للصرف على صيانة المسجد ومصاريف المستشفى والمدرسة، وترك في سجـل أعماله مسجدين فـي لبنان, وجامـع فـي الزبيـر بالبصرة, إضافة إلى الجامع الذي نتحدث عنه الآن, إلى جانب مساهماته الفعالـة والمتشعبة في بنـاء المساجد في شتى بقاع الأرض, وتحقيق رغبات أهل الخير في إعمار وترميم وصيانة بيوت الله وغيرها من المشاريع الخيرية, ومساعدة فقراء المسلمين حيثما كانوا, ولم يتخل عن مشاريعه الخيرية حتى بعد مماته, فخصص لها بندا في وصيته, وأوقف لها مالاًً وفيرا, وكان رحمه الله من أسخى المتبرعين وأكثرهم جودا وكرما في زمانه.


لقد رحل عنا هذا الرجل السخي في الرابع عشر من كانون الأول (ديسمبر) عام 1965, وترك لنا منذ نصف قرن سفرا إنسانيا مطرزا بالأعمال الخالصة لوجه الله, فما أحوجنا اليوم إلى من يكمل مسيرة الإحسان, ويواصل السعي الحثيث في إطار العمل الخيري الصادق, الذي ينبغي أن ينهض به أهل الشهامة والغيرة على شعائر ديننا الحنيف, ويبادر بإعادة بناء وإعمار وتأثيث جامع العثمان بما تجود به غيرة المحسنين على بيوت الله. فالذي يعيد بناء مسجد قديم أو متهدم, له أجر من بنى مسجد جديد, ويعمه الحديث الشريف إن شاء الله, (من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة). ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.

chris
23-04-2010, 12:15 PM
اهلا بيك يا اخي العزيز kfinjan
وشكرا لك على هذا الموضوع وهذه المعلومات

اخي لا تقلق سوف يتم اعادة بنائه وسوف تعود العراق مرة اخرى قوية كما كانت بجهود ابنائها
يا اخي التتار احرقوا العراق فوق اهلها ودمروا مدن العراق كاملة
وعادة للنهوض من جديد

فهل سوف تكون هذه الحرب على العراق اقوى من تلك




سلام chris