المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية حملة اعتقالات واسعة للإسلاميين في بريطانيا ، و أبو قتادة لا يزال مختفيا ...



abeosama50
22-01-2002, 12:04 AM
تواصلت في بريطانيا الحملة الشعواء التي تشنها أجهزة الشرطة و المخابرات ، لاعتقال ما أسموه شبكة التنظيمات التابعة لقاعدة في بريطانيا ، و المرتبطة بمسجد التقوى في منطقة ليستر ، و الذي باتت السلطات تعتبره مركزا للتجنيد و التوزيع ...

و تستند السلطات البريطانية في حملتها تلك على عدة امور ، الأول : نتائج التحقيقات في بعض الدول الأوروبية ، خاصة فرنسا و ألمانيا ، و التي أظهرت – حسب إدعاءاتهم – أن بريطانيا كانت تمثل مركزا خصبا لتقديم المساعدة اللوجيستية لتنظيم القاعدة ، و قد أعطت تلك التحقيقات معلومات كثيرة للأجهزة البريطانية حول الاشخاص و الأماكن المتهمة بتقديم الدعم لأعضاء القاعدة ، و على سبيل المثال فقد أدت التحقيقات الفرنسية إلى اعتقال مواطن جزائري يعمل كرجل أعمال ، و اسمه جمال بيغال من مطار دبي ، و ادعت تلك التحقيقات أنه على علاقة قوية بأبي زبيدة الذي تقول أميركا أنه الخليفة المتوقع لبن لادن ، و ادعت تلك التحقيقات أنه كان عائدا من باكستان في طريقه إلى أوروبا حاملا مجموعة من التكليفات لأعضاء التنظيم للقيام بعدة عمليات ، و ذكرت السلطات ان التحقيق معه أثمر كشف ما سمته شبكة مسجد التقوى ..

الأمر الثاني : الحقيقة – حسب إدعاءاتهم أيضا - التي أظهرتها التحقيقات الأميركية و الأوروبية ، و هي أن معظم من تتهمهم السلطات الأميركية بتنفيذ الهجمات على مدنها ، مروا من بريطانيا ، خاصة زكريا موساوي الذي اعتقل في مينوسوتا قبل الهجمات علي أمريكا بشهر ، وتطلق عليه السلطات الامريكية لقب الانتحاري العشرين ، و هو مغربي الأصل يحمل الجنسية المغربية ، و ذكرت السلطات الأميركية أنه كان يتردد علي مسجد بريكستون في جنوب لندن ، و هو نفس المسجد الذي قالت تلك الأجهزة أن ريتشارد ريد – المسلم السيريلانكي - الذي صار يعرف بصاحب الحذاء المتفجر كان يتردد عليه ...

الأمر الثالث : الرغبة في تصفية التواجد الإسلامي لعناصر تنتمي إلى الجماعات الجهادية ، سواء ثبت قيامها بأي أمر يخالف القانون أم لم يثبت ، و سواء ثبت أنها على علاقة بالقاعدة أم لا ، و لأجل تنفيذ ذلك ، وافق البرلمان البريطاني على قانون الإرهاب الأخير ، و الذي يخول السلطات الحق في اعتقال من تريد لمدة مفتوحة ..

و كنتيجة لهذه التوجهات فقد باتت السلطات البريطانية تنظر إلى الإسلاميين على أرضها على أنهم أعضاء متنظمون في شبك واحدة ن يرأسها بن لادن ، و بالتالي عكفوا على محاولة رسم خاطة واضحة لهذا التنظيم ، في معظم المدن البريطانية ، من بيرمنغهام ومانشستر، وليستر ونيوكاسل ، و يوم الجمعة الماضي كانت شرطة ليستر تقود عددا من المعتقلين الجدد ، بينما شرطة شمال لندن تقود معتقلا اسلاميا آخر ، و قبل أيام ألقي القبض على إسلامي في نيوكاسل شمال إنجلترا ، بتهمة أنه عضو في حماس ، و في برمنجهام وجهت الشرطة لرجلين آخرين تهمة التخطيط للقيام بتفجيرات في عدة أماكن ببريطانيا ، في حين تلاحق الشرطة إسلاميا آخر اسمه عمر بيومي ، تدعي الإف بي آي أنه مول عملية تفجير طائرة البنتاجون ...

و لكن من جهة أخرى فإن هناك اتهامات عديدة توجه للأجهزة الأمنية البريطانية ، بعدم وجود أدلة كافية على تورط معظم المعتقلين في ما ينسب إليهم من تهم ، و نشرت صحيفة الأوبزرفر أن كل الاعتقالات التي تمت منذ سبتمبر الماضي ليس لها علاقة بالتفجيرات ، و إنما قامت علي أساس مخالفة قانون الهجرة ، أو بناء علي قانون مكافحة الارهاب ، و بتهم هلامية مثل التخطيط لأعمال ضد دول اجنبية من لندن..

و تقول المحامية البريطانية جاريث بيريس أن الاعتقالات الكثيرة تعني الوقوع في الأخطاء ، و ان معارضين سياسيين لبلادهم ، و موظفي إغاثة أصبحوا في عرف الأمن إرهابيين ، و جدير بالذكر أن قضية الطيار الجزائري المعتقل في بريطانيا لطفي رايسي ، تعتبر مثالا على التحيز البريطاني ، و كان قد اعتقل قبل أشهر بعد أن اتهم بتدريب عدد من خاطفي الطائرات ، و لكنه نفى ، واعترفت أخيرا المخابرات الداخلية البريطانية إم آي فايف بخطئهما ، حيث عجز الأميركيون حتى الآن عن إبراز أي دليل ضده ...

إلى ذلك لا يزال الداعية الإسلامي أبو قتادة ، مطاردا من قبل السلطات البريطانية ، و كان قد أعلن عن اختفائه قبل أيام ، و تتوقع الشرطة البريطانية أنه لا يزال موجودا في بريطانيا ، و كانت السلطات الأسبانية قد ادعت بناء على ما تقول أنه نتيجة تحقيقات مع إسلاميين أن أبو قتادة يعتبر بمثابة الأب الروحي لتنظيم القاعدة في أوروبا ...