abeosama50
22-01-2002, 06:49 PM
لم يكد رئيس الوزراء الإسرائيلي آريل شارون يتولى الحكم، حتى شرع في تحقيق أحلام اليهود في القدس و الأقصى، و بدأ ذلك بتجرئه على اقتحام المسجد الشريف بحراسه، للصلاة فيه علنا، وهو ما أدى إلى اندلاع انتفاضة الأقصى، والتي لا تزال مستمرة إلى يومنا هذا، ومع تجاوز عمر الانتفاضة عاما و ثلاثة أشهر، فإن الرغبة في العبث بالمسجد الأقصى لا تزال حلما لا يتخلى عنه اليهود، و لا يعتبرون الانتفاضة، بكل ما جلبته لهم من خسائر، مبررا كافيا لكي يتراجعوا عن هدفهم الثابت، بفتح المسجد ليصلوا فيه بصورة دائمة ...
وقد نشرت صحيفة هآرتس العبرية مقالا تحدثت فيه عن جهود شارون لإتاحة الصلاة لليهود في المسجد الأقصى بصورة دائمة ، مستغلا في ذلك الظروف التي تواجهها الحركات الإسلامية، والتي يعتبرها اليهود عقبة رئيسية أمام تحقيق الحلم ...
وننقل هنا نص المقال لأهميته في بيان جهود اليهود التي لا يقابلها أدنى اهتمام من المسلمين – للأسف الشديد - :
يسمع مقربون من شارون، وكذا رجالات سياسيون من الحركات اليمينية ، من رئيس الوزراء منذ أسابيع عديدة انه قريبا جدا يعتزم فتح الاقصي أمام اليهود، وآخر من سمع هذا من شارون هن نساء منظمات " أمهات كثر " اللواتي التقين به الاسبوع الماضي..
كما أن الشرطة علي أهبة الاستعداد ، وقبل عدة اشهر أدخلت إلى الأقصى مجموعات من الشرطة بلباس مدني ، كي تبدأ الأوقاف بالاعتياد ، كما قال ضابط كبير، وكذا وزير الأمن الداخلي عوزي لنداو - من الليكود -، والذي التقي مؤخرا حاخامي المستوطنين في هذا الموضوع، ذكر في حديثه كلمة التخفي، واقترح الحاخامون علي الوزير ملء الفراغ التحت أرضي بين اسطبلات سليمان (المصلى المرواني) والأقصى القديم (الفراغ القريب من بوابة الحديد)، وإعداده لصلاة اليهود، كما اقترح الحاخامون علي لنداو الصعود الي الاقصي بنفسه، كي يأخذ انطباعا مباشرًا بلا وسطاء عما يجري فيه، وشرح لنداو لهم ان وزيرا في حكومة اسرائيل لا يمكنه ان يدخل اليوم الي الاقصي الا متخفيا، ولكن قريبا جدا - كما أسر لهم لنداو بسره الجميل - يحتمل جدا ان يتغير الوضع، وأنا اعمل على ذلك .
وإذ يتحدث شارون عن دخول اليهود الي الأقصى، فانه لا يقصد اليهود المتخفين ، فقد كان شارون آخر يهودي ليس شرطيا او رجل أمن، الذي دخل الاقصي من بوابته ، وكان هذا في (سبتمبر) من العام 2000، وبعد يومين من ذلك اندلعت الانتفاضة، المستمرة حتى يومنا هذا. وبالتالي فان شارون يشعر بالتزام شخصي باعادة فتح الاقصي أمام غير المسلمين (المسيحيون ايضا ممنوعون اليوم من دخول الاقصي) وهو لا يتنكر لتدخله الشخصي في هذه المسألة.
وعلي الرغم من ذلك، فانه على مدى أكثر من سنة امتنع شارون وكذا سلفه، إيهود باراك من فتح الأقصى، رغم توصيات بعض القيادات في الشاباك – المخابرات، فقد حذر هؤلاء من أنه كلما طالت الفترة التي يكون فيها الاقصي مغلقا، سيكون من الصعب إعادة فتحه، بل ان القسم اليهودي في المخابرات حذر من ان حقيقة ان الاقصي مغلق لفترة طويلة جدا، تخلق احتمال برميل البارود المشتعل في اوساط حركات الاقصي والهيكل، والتخوف هو - كما يفيد التحذير الامني للقيادة السياسية - أن ينشأ في أوساط اليمين المتطرف شخص منفرد يحاول تغيير الواقع في الاقصي بالقوة.
ان الوضع الراهن الذي كان سائدا في الاقصي حتي (سبتمبر) 2000 تبلور في (يونيو) 1967 علي يد موشيه ديان، وزير الدفاع في حينه، وبشكل عملي سلمت أمور الادارة الداخلية للمسجدين والساحة لسلطات الاوقاف الإسلامية، أما الجيش الاسرائيلي وأجهزة الأمن فقد تسلمت مهام حراسة الغلاف الخارجي، وسمح للمسلمين بتحديد الانظمة الداخلية، فيما ألغيت القيود والمحظورات التي فرضت علي اليهود في عهد الانتداب البريطاني والحكم الأردني، فقد تقرر بأن اليهود يمكنهم ان يزوروا المكان ولكن عدم الصلاة فيه.
وعلي مدي ثلاثة وثلاثين عاما من وجود هذا الوضع السياسي الراهن تلقي هذا الوضع ضربات وركلات غير قليلة - تنظيمات سرية ومخربون يهود سعوا الي تفجير المسجدين ؛ أحداث (اكتوبر) 1990 حيث قتل سبعة عشر فلسطينيا بنار قوات الامن الاسرائيلية ؛ عدد لا حصر له من أحداث العنف التي بادر اليها المسلمون تجاه المصلين والزوار ورجال الامن اليهود؛ إعداد فراغين تحت أرضيين كبيرين واستخدامهما كمسجد ولاغراض الصلاة، بما في ذلك تدمير الآثار في المكان ...
وعلي الرغم من ذلك، وتقريبا طوال هذه الفترة ، جري الحفاظ علي المبدأ الأساسي للوضع الراهن - إعطاء حرية وصول لأبناء كل الأديان إلى الأقصى، بمن فيهم اليهود، كما أن الأمر ورد في قانون الحفاظ علي الأماكن المقدسة، حيث تقرر بصراحة حرية الوصول إليها لأبناء كل الأديان.
ومنذ (سبتمبر) 2000 منع اليهود وأبناء الأديان الأخرى، باستثناء المسلمين، من زيارة الأقصى، وامتنعت الحكومة عن أن تفرض علي الأوقاف فتح الأقصى أمام غير المسلمين، بسبب التخوف من إمكانية صب الزيت الديني علي شعلة النزاع، والتقدير اليوم هو أنه الآن، وضمن أمور أخرى بسبب الوضع العسير للإسلام الأصولي، نضجت اللحظة لمحاولة فتح بوابات الأقصى.
وقد نشرت صحيفة هآرتس العبرية مقالا تحدثت فيه عن جهود شارون لإتاحة الصلاة لليهود في المسجد الأقصى بصورة دائمة ، مستغلا في ذلك الظروف التي تواجهها الحركات الإسلامية، والتي يعتبرها اليهود عقبة رئيسية أمام تحقيق الحلم ...
وننقل هنا نص المقال لأهميته في بيان جهود اليهود التي لا يقابلها أدنى اهتمام من المسلمين – للأسف الشديد - :
يسمع مقربون من شارون، وكذا رجالات سياسيون من الحركات اليمينية ، من رئيس الوزراء منذ أسابيع عديدة انه قريبا جدا يعتزم فتح الاقصي أمام اليهود، وآخر من سمع هذا من شارون هن نساء منظمات " أمهات كثر " اللواتي التقين به الاسبوع الماضي..
كما أن الشرطة علي أهبة الاستعداد ، وقبل عدة اشهر أدخلت إلى الأقصى مجموعات من الشرطة بلباس مدني ، كي تبدأ الأوقاف بالاعتياد ، كما قال ضابط كبير، وكذا وزير الأمن الداخلي عوزي لنداو - من الليكود -، والذي التقي مؤخرا حاخامي المستوطنين في هذا الموضوع، ذكر في حديثه كلمة التخفي، واقترح الحاخامون علي الوزير ملء الفراغ التحت أرضي بين اسطبلات سليمان (المصلى المرواني) والأقصى القديم (الفراغ القريب من بوابة الحديد)، وإعداده لصلاة اليهود، كما اقترح الحاخامون علي لنداو الصعود الي الاقصي بنفسه، كي يأخذ انطباعا مباشرًا بلا وسطاء عما يجري فيه، وشرح لنداو لهم ان وزيرا في حكومة اسرائيل لا يمكنه ان يدخل اليوم الي الاقصي الا متخفيا، ولكن قريبا جدا - كما أسر لهم لنداو بسره الجميل - يحتمل جدا ان يتغير الوضع، وأنا اعمل على ذلك .
وإذ يتحدث شارون عن دخول اليهود الي الأقصى، فانه لا يقصد اليهود المتخفين ، فقد كان شارون آخر يهودي ليس شرطيا او رجل أمن، الذي دخل الاقصي من بوابته ، وكان هذا في (سبتمبر) من العام 2000، وبعد يومين من ذلك اندلعت الانتفاضة، المستمرة حتى يومنا هذا. وبالتالي فان شارون يشعر بالتزام شخصي باعادة فتح الاقصي أمام غير المسلمين (المسيحيون ايضا ممنوعون اليوم من دخول الاقصي) وهو لا يتنكر لتدخله الشخصي في هذه المسألة.
وعلي الرغم من ذلك، فانه على مدى أكثر من سنة امتنع شارون وكذا سلفه، إيهود باراك من فتح الأقصى، رغم توصيات بعض القيادات في الشاباك – المخابرات، فقد حذر هؤلاء من أنه كلما طالت الفترة التي يكون فيها الاقصي مغلقا، سيكون من الصعب إعادة فتحه، بل ان القسم اليهودي في المخابرات حذر من ان حقيقة ان الاقصي مغلق لفترة طويلة جدا، تخلق احتمال برميل البارود المشتعل في اوساط حركات الاقصي والهيكل، والتخوف هو - كما يفيد التحذير الامني للقيادة السياسية - أن ينشأ في أوساط اليمين المتطرف شخص منفرد يحاول تغيير الواقع في الاقصي بالقوة.
ان الوضع الراهن الذي كان سائدا في الاقصي حتي (سبتمبر) 2000 تبلور في (يونيو) 1967 علي يد موشيه ديان، وزير الدفاع في حينه، وبشكل عملي سلمت أمور الادارة الداخلية للمسجدين والساحة لسلطات الاوقاف الإسلامية، أما الجيش الاسرائيلي وأجهزة الأمن فقد تسلمت مهام حراسة الغلاف الخارجي، وسمح للمسلمين بتحديد الانظمة الداخلية، فيما ألغيت القيود والمحظورات التي فرضت علي اليهود في عهد الانتداب البريطاني والحكم الأردني، فقد تقرر بأن اليهود يمكنهم ان يزوروا المكان ولكن عدم الصلاة فيه.
وعلي مدي ثلاثة وثلاثين عاما من وجود هذا الوضع السياسي الراهن تلقي هذا الوضع ضربات وركلات غير قليلة - تنظيمات سرية ومخربون يهود سعوا الي تفجير المسجدين ؛ أحداث (اكتوبر) 1990 حيث قتل سبعة عشر فلسطينيا بنار قوات الامن الاسرائيلية ؛ عدد لا حصر له من أحداث العنف التي بادر اليها المسلمون تجاه المصلين والزوار ورجال الامن اليهود؛ إعداد فراغين تحت أرضيين كبيرين واستخدامهما كمسجد ولاغراض الصلاة، بما في ذلك تدمير الآثار في المكان ...
وعلي الرغم من ذلك، وتقريبا طوال هذه الفترة ، جري الحفاظ علي المبدأ الأساسي للوضع الراهن - إعطاء حرية وصول لأبناء كل الأديان إلى الأقصى، بمن فيهم اليهود، كما أن الأمر ورد في قانون الحفاظ علي الأماكن المقدسة، حيث تقرر بصراحة حرية الوصول إليها لأبناء كل الأديان.
ومنذ (سبتمبر) 2000 منع اليهود وأبناء الأديان الأخرى، باستثناء المسلمين، من زيارة الأقصى، وامتنعت الحكومة عن أن تفرض علي الأوقاف فتح الأقصى أمام غير المسلمين، بسبب التخوف من إمكانية صب الزيت الديني علي شعلة النزاع، والتقدير اليوم هو أنه الآن، وضمن أمور أخرى بسبب الوضع العسير للإسلام الأصولي، نضجت اللحظة لمحاولة فتح بوابات الأقصى.