المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال في ستين نايل سات



عطر2
31-05-2010, 12:27 PM
في ستين « نايل سات»




عبدالله الشويخ (http://www.emaratalyoum.com/1.186)

التاريخ: 31 مايو 2010
http://www.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.107703.1271154804!/image/1760613599.jpg
إذا قلت لكم إن جهاز الرقابة الغذائية في تايلاند قد طلب من مطعم «عمر المختار» أو «كراتشي دربار» أو «قصر الهند»، إيقاف تقديم «الناشف» في مطاعمه، لأنه قد يسبب حساسية لزوار دولة الإمارات العربية المتحدة القادمين في موسم الشتاء من السنغال، بسبب عدم تعود الشعب السنغالي على البهارات الهندية.. فهل سيصدقني أحد؟!
هذا هو ما حدث تماماً مع التغيير في بعض التفاصيل، فقد طلبت وزارة الإعلام الفرنسية من مؤسسة الـ«نايل سات» إغلاق قناة الرحمة الفضائية، لأن مذيعاً في أحد البرامج قد «تجاوز» على الشعب الإسرائيلي، ووصفه بأنه «كخة» و«وحش»!
القناة مملوكة للداعية محمد حسان، الذي أذكر أنني حضرت له مرات عدة في مناسبات مختلفة هنا في الدولة، وربما أراه يصنف من دعاة الوسطية أو ربما «وسطية بلس بلس»، إذا كان هذا المصطلح مطروحاً لدى الدعاة الأفاضل، ولكن هذا لا يبرر أبداً أن تستجيب إدارة الـ«نايل سات» للضغوط التي قدمتها وسائل الإعلام أو مراقبة الإعلام الفرنسية، الذين لا دخل لهم في الموضوع أصلاً، لا من قريب ولا من بعيد!
إذا كانت الجهات التي تقف وراء إغلاق القناة والتي لن تكون سوى بداية لإغلاق قنوات أخرى في مقدمتها «الحكمة» و«البركة»، ولن تنتهي بـ«سبيس تون» و«كراميش»، كما ذكرت التقارير، تقول إن الإغلاق بسبب مخالفتها أسس الأعمال الإعلامية التي ترفض الإساءة إلى أي معتقدات دينية أو عرقية، فأين هي إدارة الـ«نايل سات» الموقرة من الإهانات التي نجترها نحن العرب صباح مساء من قنوات باقة الـ«شوتايم»، بل ومن قنوات أفلام الـ«إم بي سي»؟ فنحن تارة قطاع طرق، وتارة إرهابيون وجشعون، وتارة مصابون بالهوس الجنسي، وفي الحقيقة ربما لا أنكر هذه الأخيرة كثيراً!
وأين هم من القنوات التي تشكل اختراقاً فكرياً كبيراً بطرح موضوعات على السطح يخجل المرء من سماعها في حضور والدة أو أخت؟!
وأين هم من القنوات التي قامت باستضافة أناس يدعون أنهم محسوبون على تيارات إصلاحية أو تنويرية، ولم تكن أهدافها تتعدى إثارة الفتن وشق الصف؟
في عام ،1996 وبينما كنا نقف في أحد الطوابير، لشراء تذاكر لفيلم «ترموناتور» الجزء الثـاني في سـينما النـصر، حيـث كانـت التـذكرة بسـتة دراهم، فوجـئنا باتصـال عـلى «بليـب» أحـد الشـباب بإلحاح، ليخـبره بأن القنـاة الفرنسـية تقـوم ببـث فيـلم «ثقـافي» و«الحـق مـا تلحـق».. وقـد قـدمـت إدارة القناة الفرنسية في اليوم التالي اعتذاراً إلى المشاهدين العرب عن «الخطأ الفني»، وسامحها الجميع ومازالت تبث إلى اليوم.. أفلا نعطي الفرصة لمطـوعنا، ليقول للفرنسيين: «جو سوي ديزوليه» أي (أنا أسف) على خطأ لم يرتكبه؟!