KSA_BOY
04-06-2010, 11:57 PM
على السرير الكئيب مستلقٍ ... ظلمة الليل تغشى المكان و قطرات المطر تتساقط بغزارة كأن كل قطرة تضرب الأرض تصيب رأسي بثقلِ حجر .
الألم يعصف برأسي عصفاً , لا أكاد أحتمل . يومين من المرض حتى الآن و مع كل لحظة يزداد .
قلت بأن النوم راحتي وإذا حتى هو يخذلني . الساعة الكبيرة تدق دقتها معلنة وصول عقاربها إلى الثانية , صوتها المزعج الذي استمر لخمس ثوانٍ مرّت كأنها خمس سنواتٍ في رأسي . سبع ساعات وأنا أتقلب ألماً وبحثاُ عن النوم .
أكثر الناس حباً لك تجدهم في أصعب الأوقات بجانبك و أمي بين كل دقيقة وأخرى تظهر لتسأل عن حالي وهل أريد شيئاً منها .
بينما ذكريات المرضى تنزلق من بين أصابعي وأنا ممسك برأسي بكلتا يداي من شدة الألم خطرت مقولة في بالي تقول بأن من رأى مصائب غيره هانت عليه مصيبته ..
تذكرت المقعدين في المستشفيات و أصحاب الأمراض المزمنة , لا .. لا شيء يقارن بهم .
في حضور الصمت القاتل .. و بينما كنت مولياً ظهري للنافذة المفتوحة , هبت ريح جعلت من الستائر تتطاير صاحبها صوت البرق الذي رأيت بريقه أمامي ... فجأة قلت لنفسي " ماذا لو مت الآن ؟" .. تذكرت عندما أتلف أخي الصغير الحاسوب المحمول الذي اشتريته مؤخراً وكم كنت غاضباً لدرجة ضربه ... تذكرت تلك السيارة التي صدمتها في حادث بسيط وكم كنت قلقاً وحزيناً لعدة أيامٍ حينها ... تذكرت عندما طلبتني أمي لأصحابها إلى السوق لكنني قلت لها بأني سأتناول العشاء مع أصحابي لأني كنت خائفاً باعتقادهم من أني " فتى أمه " .
تبسمت وقلت " هل كانت تستحق كل هذا ؟ "
الألم يزداد ..... لم أرى إلا منشفتي التي كانت تحت رأسي , أخذتها وربطت بها رأسي لعل بهذا تخف أوجاع الألم ولو لفترة .. لكن
لا فائدة .... وقتها بدت لي الحياة بالية , لا طعم لها .
لمعت سكينة فوق طاولة الطعام التي أحضرتها لي أمي , أمسكتها و ببطء .. قرّبت الجزء الحاد من صدري .... لكنني وضعتها جانباً . يالها من فكرة خرقاء! كنت أعرف مسبقاً بأنه يستحيل علي فعلها .
رأسي يزداد وجعه مع كل حركة بسيطة .. تساءلت "هل ما أفكر به حقيقياً أم أنه هذيان حمى ؟ " لا أعلم .. لكن في وسط هذا الألم لم يبدو إلا شيئا واحداً حقيقياً بالنسبة لي ... الحب .
تذكرت رحمة الله بعباده وعطفه عليهم رغما معصيتهم له . تذكرت حب ورأفة النبي –صلى الله عليه وسلم- للإنسانية كلها . تذكرت حنان الأم لأطفالها مهما أتعبوها وضايقوها وإن قالت لهم من كلمات لا يقصدها قلبها . تذكرت الحب الصادق الذي خلقه الله بين الرجل والمرأة وما يمكن أن يأتي بعده من سعادة في الدنيا والآخرة . تذكرت حبي و عشقي لها و كم أريدها بجانبي الآن . تذكرت أصدقائي الذين أحبهم , و أدركت بأن هناك أشخاص كنت أعدهم "أصدقاء" لم أجد السعادة بقربهم وإن ضحكت معهم فقط لكي لا يقال عني (غير اجتماعي) .
ها هي أمي أمامي ثانيةً تطمئن علي واضعةً يدها فوق جبيني لتقيس حرارة جسمي . كم أود أن أمسك يدها وأقول لها كم أحبها وأسألها هل هي راضية عني .. ما الذي يمنعني ؟ هل هو الخجل ؟ خَرجت من غرفتي من دون أن أحرك ساكناً .
أغمضت عيني محاولاً النوم وآملاً بأن ما فكرت به لا يزول في يومه .
الألم يعصف برأسي عصفاً , لا أكاد أحتمل . يومين من المرض حتى الآن و مع كل لحظة يزداد .
قلت بأن النوم راحتي وإذا حتى هو يخذلني . الساعة الكبيرة تدق دقتها معلنة وصول عقاربها إلى الثانية , صوتها المزعج الذي استمر لخمس ثوانٍ مرّت كأنها خمس سنواتٍ في رأسي . سبع ساعات وأنا أتقلب ألماً وبحثاُ عن النوم .
أكثر الناس حباً لك تجدهم في أصعب الأوقات بجانبك و أمي بين كل دقيقة وأخرى تظهر لتسأل عن حالي وهل أريد شيئاً منها .
بينما ذكريات المرضى تنزلق من بين أصابعي وأنا ممسك برأسي بكلتا يداي من شدة الألم خطرت مقولة في بالي تقول بأن من رأى مصائب غيره هانت عليه مصيبته ..
تذكرت المقعدين في المستشفيات و أصحاب الأمراض المزمنة , لا .. لا شيء يقارن بهم .
في حضور الصمت القاتل .. و بينما كنت مولياً ظهري للنافذة المفتوحة , هبت ريح جعلت من الستائر تتطاير صاحبها صوت البرق الذي رأيت بريقه أمامي ... فجأة قلت لنفسي " ماذا لو مت الآن ؟" .. تذكرت عندما أتلف أخي الصغير الحاسوب المحمول الذي اشتريته مؤخراً وكم كنت غاضباً لدرجة ضربه ... تذكرت تلك السيارة التي صدمتها في حادث بسيط وكم كنت قلقاً وحزيناً لعدة أيامٍ حينها ... تذكرت عندما طلبتني أمي لأصحابها إلى السوق لكنني قلت لها بأني سأتناول العشاء مع أصحابي لأني كنت خائفاً باعتقادهم من أني " فتى أمه " .
تبسمت وقلت " هل كانت تستحق كل هذا ؟ "
الألم يزداد ..... لم أرى إلا منشفتي التي كانت تحت رأسي , أخذتها وربطت بها رأسي لعل بهذا تخف أوجاع الألم ولو لفترة .. لكن
لا فائدة .... وقتها بدت لي الحياة بالية , لا طعم لها .
لمعت سكينة فوق طاولة الطعام التي أحضرتها لي أمي , أمسكتها و ببطء .. قرّبت الجزء الحاد من صدري .... لكنني وضعتها جانباً . يالها من فكرة خرقاء! كنت أعرف مسبقاً بأنه يستحيل علي فعلها .
رأسي يزداد وجعه مع كل حركة بسيطة .. تساءلت "هل ما أفكر به حقيقياً أم أنه هذيان حمى ؟ " لا أعلم .. لكن في وسط هذا الألم لم يبدو إلا شيئا واحداً حقيقياً بالنسبة لي ... الحب .
تذكرت رحمة الله بعباده وعطفه عليهم رغما معصيتهم له . تذكرت حب ورأفة النبي –صلى الله عليه وسلم- للإنسانية كلها . تذكرت حنان الأم لأطفالها مهما أتعبوها وضايقوها وإن قالت لهم من كلمات لا يقصدها قلبها . تذكرت الحب الصادق الذي خلقه الله بين الرجل والمرأة وما يمكن أن يأتي بعده من سعادة في الدنيا والآخرة . تذكرت حبي و عشقي لها و كم أريدها بجانبي الآن . تذكرت أصدقائي الذين أحبهم , و أدركت بأن هناك أشخاص كنت أعدهم "أصدقاء" لم أجد السعادة بقربهم وإن ضحكت معهم فقط لكي لا يقال عني (غير اجتماعي) .
ها هي أمي أمامي ثانيةً تطمئن علي واضعةً يدها فوق جبيني لتقيس حرارة جسمي . كم أود أن أمسك يدها وأقول لها كم أحبها وأسألها هل هي راضية عني .. ما الذي يمنعني ؟ هل هو الخجل ؟ خَرجت من غرفتي من دون أن أحرك ساكناً .
أغمضت عيني محاولاً النوم وآملاً بأن ما فكرت به لا يزول في يومه .