المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية : تقرير ... هام !!!( التغلغل فى ... )



محروم
23-01-2002, 02:16 AM
التغلغل الصهيوني في القارة السمراء

القرن الأفريقي و البحر الأحمر منطقتا نفوذ إسرائيلي

أبو ظبي – جريدة الوطن القطرية ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أصدر مركز زايد للتنسيق و المتابعة دراسة بعنوان ( التغلغل
الإسرائيلي في أفريقيا ) في محاولة لتتبع الأبعاد الخطيرة للسياسة
الإسرائيلية في المنطقة ، وسعيها المستمر لتطويق الوطن العربي
من مختلف جهاته ، خاصة الإستراتيجية ، بغية التحكم في أمن كل
الدول العربية ، و الإضرار بعلاقاتها مع الدول الأفريقية ، فضلا
عن ما تحققه الدولة العبرية من مصالح اقتصادية و سياسية و
عسكرية من خلال سياستها في أفريقيا .
و أبرزت الدراسة الكيفية التي استغلتها إسرائيل لمد جذورها في القارة الإفريقية حيث اعتمدت على الوضع المتردي لكثير من
الدول ، و استخدمت مختلف أنواع الدعاية ، و شركات تابعة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية ، فضلا عن تعاونها الحثيث مع الدول
الاستعمارية ، و الذي بدأ منذ مشروع أوغندا و إقامة مستعمرة في القارة السمراء منذ بدايات هذا القرن .
و حول حضور الهاجس الأمني في كل المشاريع الإسرائيلية ، بالإضافة إلى الغايات الاقتصادية و التنموية رأت الدراسة أنا الأمن القومي و مفهوم إدارة الصراع الدولي و الإقليمي هما جناحا التحرك الإسرائيلي – الأفريقي ، و تسعى إسرائيل إلى التنسيق الدائم بينهما ، حيث يمثل هذا الأمر الاهتمام الأكبر للقادة الإسرائيليين و يرتبط بحالة التنمية .
و في إطار الوقوف عند دوافع التوجه الإسرائيلي إلى أفريقيا ، نجد أن نسبة كبيرة من الواقع السكاني للكيان الصهيوني المصطنع جاءت من أقطار أفريقية خلال الفترة الممتدة من عام 1948 م حتى عام 1967 م و قد تراوحت نسبة الوجود الأفريقي في الكيان الصهيوني بين 15 % و 17 % ثم انضاف إلى التركيبة السكانية يهود الفلاشا ، و في هذا السياق توضح الدراسة أن عملية تهجير يهود أثيوبيا و ما ارتبط بها من أحداث أظهرت أن النشاط الصهيوني في أفريقيا يعتمد الانتقائية في عمليات التهجير .
فهؤلاء اليهود من الفلاشا ، يشكك كثير من الإسرائيليين في أنفسهم في حقيقة يهوديتهم ، و بالتالي عدم انطباق حق العودة عليهم و ما يمكن أن يسببه ذلك في انتفاء نظرية الاختصاص اليهودي عليهم و التي روجت لها الدعايات منذ أمد بعيد .
و لكن إسرائيل عندما ركزت عليهم رأت أن هؤلاء الأفارقة يمكن أن يحلو كعمالة محل الفلسطينيين ، و أيضا يمكن تجنيد العديد منهم في جيش الدفاع و لم تمارس إسرائيل نفس الدور مع الجالية اليهودية في جنوب أفريقيا حيث اعتبرتها من الجاليات التمويلية كيهود الولايات المتحدة الأمريكية و من جماعات الضغط التي استخدمت من فترة التفريق العنصري في جنوب أفريقيا من أجل المزيد من التعاون بين النظامين العنصريين في إسرائيل و جنوب أفريقيا .
و في معرض نقاش استغلال إسرائيل للظروف الدولية من أجل ارتباطها بأفريقيا و أوضحت الدراسة كيف مهد الاستعمار الغربي للقارة الأفريقية الظروف لإسرائيل ، حيث سمح لها بالتغلغل إلى مستعمراته منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، و التبشير بمشروعها ، الذي استهدف التمكن و السيطرة الكاملة على مقدرات تلك البلدان الأفريقية بعد أن نالت استغلالها ، و ذلك من خلال جملة من الأساليب و الوسائل .
و قد سعت إسرائيل بواسطة طرق مختلفة لتأكيد الارتباط بأفريقيا سواء عن طريق الحكومة الإسرائيلية أو عن طريق الهيئات و الإدارات العاملة في مجال التعاون الأفريقي أو عن طريق أصدقاء إسرائيل خاصة من الدول الكبرى و تقديم الدعم اللازم الاستمرار في أفريقيا عن طريق اشتراط هذه الدول الكبرى على الدول الأفريقية شراء معدات و أسلحة و التعاون مع إسرائيل .
بل وصل الأمر إلى أن أصدرت الخارجية الأمريكية أمر إلى سفاراتها في الخارج في الثمانينيات من القرن العشرين بوضع كل إمكاناتها لتسهيل عمل الممثلين الرسميين الإسرائيليين و غير الرسميين .
كما شكلت الخارجية الأمريكية لجنة أمريكية – إسرائيلية مشتركة لتنسيق العمل في العالم الثالث ، و تسهيل أهداف السياسة الخارجية الإسرائيلية .
كما تناولت الدراسة أهداف السياسة الإسرائيلية الخارجية في أفريقيا فأبرزت أن خلفيتين حكمتاها ، وقد تمثلت الأولى في الخلفية المرتبطة بالأمن القومي و التي عبر عنها أحد الكتاب الإسرائيليين عندما قال : أن إسرائيل لا تقوم بعمل خيري في أفريقيا ، و أن النشاط الإسرائيلي غير منزه تماما عن المصلحة العامة و الصريحة لتحطيم الحصار العربي ، و لذلك استهدفت إسرائيل البعد الاستراتيجي المتمثل في تحقيق السيطرة الإقليمية بغرض الالتفاف على أشكال العزلة التي تفرضها الدول العربية حول إسرائيل و تأمين الملاحة في البحر الأحمر ، فضلا عن الارتباط بالجاليات اليهودية في أفريقيا و تسويق منتجاتها و ضمان أكبر قدر من دعم الدولي للتصويت في المنتديات العالمية .
أما الخلفية الثانية فهي الهيمنة إذا استغلت ارتباطها بالغرب و خاصة الولايات المتحدة الأمريكية و ركزت على إبراز أهميتها بالنسبة للسياسة الغربية و تحركها على المستوى الإقليمي و الأفريقي في إطار دورها في النظام العالمي الجديد الذي يرسخ مبدأ الهيمنة الإسرائيلية باعتبارها وجها من وجوه الهيمنة الغربية و الأمريكية .
وقد توقفت الدراسة عند التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا فبدأت بمظاهر تغلغلها الدعائي و الإعلامي مبرزة مراحل ذلك التغلغل الذي تدرج من إبراز إسرائيل لنفسها في المراحل الأولى بوصفها الدولة المسالمة التي لا تريد الأمن يتوسط بينها و بين العرب لتحقيق السلام إلى إبراز الإعلام و الدعاية الإسرائيليين لصورة الدولة النموذج التي لا غنى للدول الأفريقية عن الاستعانة بها خاصة عند انتصارها في يونيو1967 م حيث بدأت الحديث عن العبقرية اليهودية و تشويه صورة العرب و زرع بذور الخلاف بينهم و بين جيرانهم من الأفاقة و قد وجدت الدعم الأوروبي لسياستها الإعلامية و الدعائية حيث سمحت السوق الأوروبية المشتركة لإسرائيل أن تكون مركزا لتدريب المبعوثين من الدول الأفريقية المرتبطين بالسوق و هي الميزة التي كانت مقصورة على دول السوق كما تم التعاون الأمريكي مع المراكز التي أنشئت في إسرائيل لتدريب الكوادر النقابية و السياسية في أفريقيا .
و لم يفت الدراسة أن تبرز في هذا السياق تركز التغلغل الإسرائيلي بعد اتفاقات أوسلو و مشروع الشرق – أوسطية الذي وصفته بكونه يكرس الهيمنة الأمريكية من خلال توظيف إسرائيل في المنطقة علاوة على توظيفها على أفريقيا .
و ضمن مظاهر التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا تناولت سعي السلطات الصهيونية إلى التحكم في الاقتصاد الأفريقي و توجيهه من خلال المعونات الفنية و التقنية فضلا عن المدربين و الخبراء العسكريين ، علاوة على الخبراء في المجالات المختلفة حيث توجه إلى أفريقيا خلال فترة الستينيات و السبعينيات 1500 خبير إسرائيلي و استقبلت إسرائيل من أفريقيا 6200 متدرب . كل ذلك علاوة على استثمارات الشركات الهندسية و الصناعية الإسرائيلية و التي حصلت على عقود للعمل في أفريقيا بمئات الملايين من الدولارات و ارتفعت الصادرات و الواردات بين أفريقيا و إسرائيل حيث كانت صادرات إسرائيل في 1970 م لا تتجاوز 41.5 مليون دولار ثم وصل في عام 1980 م إلى 190.9 مليون دولار ليصل عام 1993 م إلى 264.4 مليون دولار أما الواردات الإسرائيلية فقد تدرج ارتفاعها خلال السنوات السابقة الذكر من 30.1 مليون دولار إلى 137.8 مليون دولار لتصل إلى 335.7 مليون دولار و ذلك في خط تصاعدي يبرز استغلال إسرائيل لموارد الدول الأفريقية فضلا عن تغلغلها الاقتصادي إلا بمقارنته بالواردات و الصادرات بين الدول العربية و جاراتها لأفريقية حيث لم تتجاوز سنة 1993 م 1.1% بالنسبة للصادرات و 2.3% بالنسبة للواردات الأمر الذي يعكس تزايد الاهتمام المشترك بين الدول العربية و الدول الأفريقية .
و يتبين أن نسبة كبيرة من الخبراء الإسرائيليين الوافدون إلى الدول الأفريقية هم من العسكريين المتعاقدين و أن معظم مراكز التدريب المهني في إسرائيل و التي يفد إليها الأفارقة مراكز لها وظائف أمنية و هو ما جعل إسرائيل تتغلغل إلى معظم أوساط المجتمع الأفريقي خاصة في أوساط النخب السياسية و العسكرية مما مكنها من النفوذ الاقتصادي في سرعة قياسية .
و في تناولها للتغلغل الإسرائيلي العسكري بينت الدراسة – و من خلال اتفاقيات التعاون العسكري بين إسرائيل و بين الدول الأفريقية – مختلف النشاط العسكري الإسرائيلي في أفريقيا ، و كيف سعت الأولى إلى إغراق القارة الأفريقية بمختلف ترسانتها العسكري ، كل ذلك إضافة إلى شرح الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في القارة الأفريقية و أبعادها المختلفة ، و قد بنت إسرائيل استراتيجيتها للتحرك على الساحة الأفريقية من خلال مجموعة من المبادئ و الركائز الأساسية التي ترمي أولا إلى تحسين الوجه الإسرائيلي في القارة الأفريقية ، و جعله مقبولا من دولها ، و إظهار أهمية اعتماد هذه الدول و البحر الأحمر (( تمثلان الجدار الجنوبي للأمن العربي ، و حزام الأمن الغربي ، و العمق الاستراتيجي لمنطقة الخليج لاعتبارهما الاتجاه الرئيس لعبور التجارة البترولية ، وحلقة الاتصال بين النظم الإقليمية فضلا عما يضمانه من دول عربية ، حيث يمثلان البعد الاستراتيجي لكل من مصر و السودان ، نظرا لتحكمهما في مصدر النيل ، و تأثيرهما على حركة الملاحة في قناة السويس ، بل تبرز الدراسة سعي إسرائيل الحصول على تسهيلات بحرية بالمداخل الجنوبية للبحر الأحمر من خلال الوجود باريتيريا و جزيرة دهلك إلى إقامة نقاط ارتكاز للاستطلاع و متابعة الأنشطة العربية ، و استغلال المنطقة عند الضرورة كوسيلة للضغط و تشتيت الجهود عند إدارة صراع مسلح بين إسرائيل و العرب . فضلا عن استخدام المنطقة كنقاط انطلاق لتوجيه ضربات وقائية سواء تجاه مصر أو إحدى الدول العربية ، و يمثل الدعم اللوجستيكي الذي يتلقاه الجيش الشعبي السوداني بقيادة جون قرنق هدفا إسرائيليا لزعزعة الاستقرار في هذا البلد العربي )) .
و لمواجهة التحدي الأمني الذي يفرضه التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا تضع الدراسة تصورا لخطة عربية مستقبلية ، بغية تركيز و تقوية العلاقات العربية – الأفريقية ، و مواجهة النفوذ الإسرائيلي في هذه القارة التي تمثل جزءا من أمن الوطن العربي و بعدا استراتيجيا و تاريخا كانت علاقاته مع الدول العربية حسنة على مر العصور .
و تؤكد الدراسة ختاما على أن الواقع يفرض على البلدان العربية تبني مشروعا قوميا للتحرك على المستوى الأفريقي دون حساب الربح و الخسارة الآنية ، و تأجيل ذلك إلى الأمد البعيد حتى تتم معرفة القيادات التي يمكن للعرب أن يتعاملوا معها و حتى يتمكنوا من استعادة دورهم في منطقة لهم بها روابط كثيرة فضلا عن تشابه الواقعين العربي و الأفريقي .

اخوكم

محروم