المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال موبايل وجلّ وأنت أحلى فـلّ



طارق الجعبري
12-07-2010, 08:35 AM
موبايل وجلّ وأنت أحلى فـلّ

ماذا يدور في رؤوس الشباب اليوم ،وما أفكار واتجاهات هذا الجيل ،وكيف تصاغ مشاعره وتتولّد عواطفه ، وهل له من عنوان ،أو حاجز في المستقبل له مكان ، إن ما نشاهده اليوم في معظم الشباب يوحي لك أن أفكار هذا الجيل على رأسه وليس في رأسه، وعواطفه ومشاعره في يده وليست في قلبه ، وماذا بعد إن كان هذا الواقع وما أقساه من واقع إن كان على الشباب واقع ،ف الشباب أمل ومستقبل أي أمة وكما قال الرسول عليه السلام (نصرت بالشباب ) وكما كان يقال سابقا هم عماد المجتمع وأمل المستقبل وجنود الوطن وبناة الحضارة وما إلى ذلك ،لكن اليوم غير ،اليوم شباب الجلّ والموبايل ،وفي هذا الزمان والعصر أصاب الكثير من تلكم الشعارات القهر والعصر ، وأصبح العنوان والشعار (موبايل وجلّ وأنت أحلى فلّ) وهو ليس شعارا فقط بل سياسة سلطوية ممنهجة يراد لها أن تكون ثقافة لشعب محتلّ ،هكذا وبكل بساطة سنفاخر العالم بشبابنا في حلّته الجديدة ، فالجلّ على الرأس وبطرقه المختلفة فاتحة الشاب لكل نهار ورمز عزته وتقدمه، والموبايل وأنواعه واستخداماته سلاحه ولسانه وبيان حاله .
أي حال وصل له شبابنا اليوم ، وهل هو أزمة في حاله فقط أم حال امة بكاملها،أم ربما نحن بحاجة لتفنيد هذه الظاهرة وتمحيص أسبابها وإشكالها وأركانها وبعدها قد يتفق البعض أنها تمثل أزمة وقد يراها آخرون أنها خروج من أزمة وتحرر نحو مستقبل أفضل ،دعونا من الفريق الأخير فليس هناك خير فيمن يعتقد أن التقدم والحضارة في تلهّي الشباب بالسفاسف من الأمور وتنشئته على المظاهر الفارغة والمقلّدة للأجنبي،ولا يستحق النقاش من يرى تحرير الأرض وبناء الوطن من خلال أسلحة الموبايل ورنّاته والجلّ وفنّاته والجينز الساحل وفلتاته،فهذا الفريق المنهزم المنكسر البائع آخرته وأسباب الفوز بها، والشاري للدنيا ومتاعها واللاهث نحو المتع والزيف والشهوات هم آجلا أم عاجلا منقشعون كزبد البحر لا فائدة منه وكغثاء السيل لا رجاء ولا نصر منه، وسياستهم سيسهرون عليها الليل والنهار وسينفقون عليها الأموال ومن ثم سيفشلون ويهزمون ،ويكون تدميرهم في تدبيرهم.
وأما من يحرقهم ضياع الشباب ويهمّهم ويغمّ بالهم تسكع الشباب في الطرقات بدل تعرّقهم في التدريب وعلى الجبهات ،ويؤلمهم فراغ العقول وخواء النفوس وضياع الروح،فعليهم الكثير الكثير منهم يؤمل الرجاء،فلقد كثرت الجبهات على شبابنا وتنهمر السهام عليه ليل نهار ،ولم يعد بمقدور الأهل مقارعة كل هذه الجموع ،يتحرّق الأهل وأهل الّدين على أبنائهم وشبابهم ويشعرون بأنّهم يخسرون كل يوم جولة من أبنائهم وأنّ عدوّهم يكسب كل يوم منهم أبنائهم ،لم يعد هناك وقت للتردد والتفكير ، ووجب إطلاق النفير ودق الجدران ودكّ الأوكار،صحيح أنّ بلادنا فلسطين بلاد يجتمع فيها الّدين آخر الزمان وان فيها على الدوام طائفة الحق المتمسكين بدينهم ،لكنها تأتي من خلال رجال ونساء فلسطين ،فليس خافيا اليوم أن هناك حربا على الدّين والّتديّن في بلادنا وخاصة الضفة ،وهناك جهود هائلة وليست عشوائية في نشر ثقافة أقل ما يقال عنها بأنّها ثقافة المعدة والشهوة وترويج الرغبة في حياة أية حياة .
إنّ العادات الاجتماعية والخطوات المتدحرجة والسياسات المبرمجة لن يجدي معها أقوال وخطب وشعارات ،بل يلزمها عادات وخطط على ارض الواقع تعاكس بها العادات التي يراد لها الانتشار ،وأن تغالب السياسات التي يراد لها أن نشربها كالماء .وهنا أدعو ودعوتي صريحة أنّ هؤلاء الشباب هم أملنا ومستقبلنا وهم مسئولية الجميع كلّ في موضعه ، بدءا من الأهل والمدرسة والجامعة والعائلة وأهل الحيّ ومرورا بكبار البلد رجالات وموظفين ووزراء ووزارات ومراكز ومؤسسات، وانتهاء بالهيئات العليا للشعب وعلى رأسها رئيس الدولة وأمينها والمؤتمن عليها ،كلّنا مطلوب منّا العمل وكلّ عليه الاجتهاد والذود من موضعه ومكانه ومكانته، وكما أسلفنا نريد مواجهة العادات بالعادات والأفكار بالأفكار ومصارعة الفراغ وملئه بالمفيد، وليس بالكلام أو التحسر ،ليس الكلام هنا للمزايدة أو المفاصلة أو المحاسبة بل هي دعوة خالصة للّحاق بشبابنا والحفاظ على أملنا وحماية مستقبلنا وذاتنا. tareqdarweesh@gmail.com


طارق الجعبري


الخليل


25/5/2010 م

chris
12-07-2010, 11:45 PM
شكرا لك لهذه المقالة الطيبة يا اخي

ولكن بحق ما هو الحل
فانت لم تقدم حل بل طالبت بنفير عام ووجهت رسالة الى الاباء والسلطة .. الخ
طيب ما هو الحل حقيقتا ً ... ؟
ماذا تقترح ... ؟
وانت تعترف بان الامر حرب مبرمجة وهذه الحرب لا تكون قوية لول الدعم الحكومي لها
فلا يوجد حكومة عربية ترغب بان يكون الاسلام حل لاي شيء بل يسعون لعولمة المسلمين لاجل مصالحهم القذرة



سلام chris